|
من صنع الحضارة ؟
رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)
الحوار المتمدن-العدد: 5366 - 2016 / 12 / 9 - 23:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كثيرا ما نقرأ مقالات او نسمع احاديث او نشاهد فيديوهات تتحدث عن الحضارة الاسلامية وما قدمته للعالم والبشرية عبر مسيرة التاريخ ... لكن هل فكر احدنا بماذا يفخر العرب المسلمون ؟ ما مقدار انجازاتهم للبشرية وفقا لمقاييس العلم والاحصاء ، مع مراعاة ان الالفية الثانية التي نعيشها هي نتاج 2000 سنة مضت ، لنراجع فضل العرب على العلم على الاقل من جانب احصائي ، فقد اصبح عدد العرب المسلمين بعد القرن السادس الميلادي الى نهاية الالفية الثانية في القرن العشرين اصبحو 1.5 مليار مسلم مقابل 15 مليون يهودي والبقية مسيحيين واقليات ، ماذا حصد المسلمون من وجودهم في الحياة ؟ . كل الانجازات العلمية الحديثة قدمها غير المسلمين ، واذا كان الحديث عن اسس العلوم فهذا لا يعني ان المسلمين عندما تبوأوا ناصية العلم لزمن محدد يكونو قد امتلكوا ناصية العلوم الحديثة والمعاصرة او ان لهم الفضل فيها . لقد ابدع العرب في علوم الفلك ، لكن من الطريف ان نعرف ان اهتمامهم بالفلك يعود لرغبتهم وحاجتهم في تحديد القبلة اينما وجدوا وهو هدفهم الاسمى وذلك من اجل الصلاة. و في مجال الترجمة فقد قام العرب بترجمة الكتب من والى الاجنبية والعربية وباقي اللغات ، وذلك فيما مضى للفترة الذهبية للعصر الاسلامي ، لكن الا تلاحظون انهم لا يمتلكو نصوص و مراجع مكتوبة عن العصر الاول لأنتشار الاسلام الا بعد ما يقارب 150 عام ، وفي هذه الكتب مداخلات واحتلافات ثارت بسببها حروب عشوائية طائفية وعرقية مليئة بالبغض والكراهية . مع العلم ان مركز الجهد العربي في ترجمة وتأليف الكتب كان في اسبانيا (الاندلس) التي كانت ولازالت تعمل في هذا الحقل المهم الى الان ، ولا يشكل الجهد العربي الاسلامي في الترجمة والتأليف الا 1% (احصائيات الانترنت) من ما انجزته اسبانيا للعالم ، ذلك طبعا راجع الى تدخل التكنلوجيا والعلوم. اما في علوم الادارة والتجارة والاعلام وبقية صنوف العلوم الصناعية والصحية والخدمية فقد كان للعرب المسلمون دور مؤثر لكننا لو نقارن ذلك الدور الذي عملوا خلاله مع الانجازات العالمية من غير المسلمين تجد ان العرب لا فضل لهم في التقدم العلمي الا الجزء اليسير ، ولنكن واقعيين ، فأننا نعلم اليوم ان 15 مليون يهودي في العالم (احصائيات الانترنت) فيهم نخبة محددة تقود في العالم في اغلب شؤون التجارة والاعلام واجزاء كبيرة من مراكز البحث والصناعة والثروات الطبيعية وحركة المصارف المالية مقابل 1،5 مليار مسلم في العالم (احصائيات الانترنت) لا يملكون اي تفوق علمي عالمي ، وليسو مؤثرين في صناعة القرارات العالمية لا بل ان كل العالم مشغول في حل مشاكلهم. والادهى من ذلك تجد ان العرب و الاسلاميين مبدعين في التخلف الطائفي والعرقي وفي نشر الفكر الديني والمذهبي ومعطم نتاجاتهم الفكرية من الكتب والابحاث تنصب في الدين ولا علاقة لهم في العلوم والتكنلوجيا الا من اضيق الابواب والمشاركات الخجولة . الا يثير ذلك التساؤل ويبعث على الاستغراب ، الا يؤشر لنا ضرورة البحث عن الاسباب . لكن بداية لا يمكننا القبول بنظرية المؤامرة على الاسلام لأنها قد تكون فعالة لعدد من الحقب الزمنية لكنها غير مقبولة على مدى 1500 سنة ، فمن المخجل ان يخدع المرء مرتين فكيف بالف وخمسمائة عام ومن يدري كم مرة خدع فيها المسلمون ، ذلك اذا آمنا فرضا بنظرية المؤامرة . مؤكد ان المشكلة كبيرة وان السبب اكبر من قدرات العرب و المسلمين على استيعاب هذا الضعف والانحطاط في ما وصل اليه حال العرب والمسلمين في مناطق انتشارهم الجغرافي التي هي مملوءة اليوم بالحروب الطائفية والدينية والعرقية اضافة الى الاحقاد والفساد ونهب الثروات وهجرة المدنيين ولجؤهم الى دول العالم . هذا الحديث لن يقبله الاسلاميون المتعصبون ويؤيدهم المنتفعون من التخلف والانحطاط من السياسيين والتكتلات العرقية او الاثنية المهيمنة ، ويليهم في الاعتراض العروبيون الذين تتملكهم روح الاعتزاز بالارض والتاريخ رغم الخزي والعار الذي يحمله عن العرب والمسلمين . على الجميع التفكير مليا و بجد ان ما وصل اليه العرب والمسلمون كان نتاج الشعب نفسه الذي فقد وغادر المنهج العلمي السائر مع الزمن ، و التصق بالمنهج الديني الذي قيد بموجبه الى صخرة التمسك بالدين والخوف على الموروثات واصول الدين ، وترجلوا بالمقابل عن قطار التقدم الحضاري وهو ما عطلهم عن مسيرة الزمن والتقدم العلمي ، لكنهم كانو واهمين ان التاريخ سينتظرهم. لقد اعطى الدين للبشرية اصول التعايش بين الافراد والمجتمعات ، ومن الدين ايضا استنبط الانسان القيم والقوانين التي سنت للمحافظة على الحقوق وتحديد الواجبات لتنعم البشرية بحياة هانئة للجميع في انتظار القدر الالهي . لكن العرب والاسلامييون كان لهم رأي اخر قادهم وسيقودهم الى مصير اسود وحياة كارثية يستعجلون فيها الموت ويفضلوها على الحياة في انتظار القدر الالهي
#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)
Riyadh_M._S.#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين القدوة و الانقياد
-
توافق الأزمة
-
افراح وقحة
-
وللشجاعة فنون
-
الجوكر ولعبة السياسة
-
نحن و فارك
-
إسلامهم
-
الاسلام و المسلمين
-
الحمار على التل
-
الحمار و التل
-
اليوم والزمن الاخر
-
يا ريت
-
صبرا على المنايا
-
العرب والحضارة اليوم
-
هل نريد الحياة
-
آ يا شعب العراق
-
أضعف الايمان
-
الموصل .. مدينتي
-
لن نقطع الأمل
-
العرب والشرق الاوسط
المزيد.....
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|