|
دور الكاريكاتير في نصرة القضية الفلسطينية
عاطف سلامة
الحوار المتمدن-العدد: 5366 - 2016 / 12 / 9 - 15:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعتبر الكاريكاتير من الفنون الأكثر شعبية بين باقي الفنون التشكيلية الأخرى، فهو يحظى باهتمام واسع من قِبل القراء، ولكنه الأقل إثارةً والأكثر إهمالاً من قِبل النقاد والباحثين، بحيث يعتبرونه ابناً عاقاً للفنون التشكيلية، وبرغم انتمائه بالوراثة إليها؛ إلا أنه يرتبط بالصحافة أكثر منها،ما جعل حرب قوى الشر ضد فناني الكاريكاتير تكاد تتخطى المعقول ، ومن الواضح أنها لم ولن تتوقف ،فمنذ ظهور الكاريكاتير كفن ؛وحتى يومنا هذا والملاحقات لفناني الكاريكاتير تتوالى.فمنهم من أعدموا ، وآخرين سجنوا وعذبوا وتعرضوا لاعتداءات وإهانات ، وغيرهم لن يغفر الحكام لهم ففروا هاربين. إن ارتباط الكاريكاتير بالصحافة فرض عليه تنفيذ أهداف محددة، وبالتالي استخدام أدوات محددة،قد تكون أدوات تعبيرية أدبية ،ولكن هذا لم يقلل يوما من أهمية الرسم الكاريكاتيري الذي يحتاج مهارة ليس بأقل من تلك المطلوبة في المقال الصحفي أو أي نوع صحفي آخر. القسم الأول الجزء الأول : مفهوم فن الكاريكاتير (نصوص تعريفية) الكاريكاتير أو الكاريكاتور : اسم مشتق من الكلمة الإيطالية ( (Caricare ذات الأصل اللاتيني "كاريكير" التي تعني "يبالغ، أو يحمَّل مالا يطيق"، والتي كان موسيني (M0sini) أول من استخدمها،سنة 1646. وفي القرن السابع عشر، كان جيان لورينزو برنينيGian Lorenzo) Bernini)،وهو مثّال ورسام كاركاتيري ماهر، أول من قدمها إلى المجتمع الفرنسي،عام.1665 وCaricare)) مصطلح ثقافي يعبر عن تصوير فني ساخر لطباع وصفات وتصرفات وأوضاع بشرية معينة من خلال أنه يتناول النمطي فيها بمبالغة هجائية لاذعة، ويجعلها بتحريف صائب؛ عرضة للهزء، ووسائله في ذلك اختزال الموضوع إلى علاماته المميزة، ومن ثم تضخيم هذه المميزات التي دائماً ما تحمل نظرة تهكمية غريزية تعتمد على دقة الملاحظة وسرعة البديهة, مع نظرة تنقب عن السخرية في المواقف, من خلال تقاطيع الوجه وتعبيرات الجسد في شكل مختلف عن الواقع, يهدف إلى الرمز في خليط من المبالغة مع الحفاظ على الشخصية والشبه في آن واحد. وهو فن ساخر من فنون الرسم، يجسد صورة مبالغ فيها هدفها إظهار تحريف مقصود في ملامحَ طبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما، بغية السخرية أو النقد. وهو "فنّ الكلام بالرّسم"، حيث التعبير عن رأيٍ لاذع بخطوطٍ هزليّةٍ مُفعمةٍ بحيويّة تتسلل إلى الرّوح دون استئذان. يقول فنان الكاريكاتير الفلسطيني جلال الرفاعي: فن الكاريكاتير، هو عبارة عن تعبير يتجاوز الكتابة أحيانا، لأنه يتيح للمتلقي قدراً من المشاركة؛ خصوصاً حين يكتفي بذاته وبعناصره، ويستعيض عن اللغة بشفرة من الخطوط تختزل مالا تقوى ثرثرة المتلقي عن إنجازه، فهو فن ألا امتثال ،يصدُق عليه ما قاله "لوكاتش"عن السخرية بصفتها سلاحا ، وهو كفن، فهو أحد المضادات للثرثرة، فهو إذ يجازف في تقطير الخبرة واختزال المعرفة؛ إنما يضيء الذاكرة ويذكي الخيال؛وبالتالي يتيح "للمتلقي" حصة من الإبداع. وفن الكاريكاتير فن ساخر وقديم، له القدرة على النقد، وهو فن غائب وحاضر في تراثنا العربي والفلسطيني ، فقد أضحى ثقافة معاصرة، ووسيلة عظمى للتعبير عن القضايا السياسية، والاجتماعية والاقتصادية، والثقافية التي يعاني منها الوطن العربي. وهو، أنموذج فني وطراز يعتمد على الصورة الهزلية، وعلى المبالغة الفنية الساخرة للنقد الموجه، ونزعة المبالغة هنا للإشارة إلى النواحي السلبية للظواهر الحياتية للأشخاص، ومن أهم مميزات الكاريكاتير الخاصة والملازمة له: إظهار الصورة الهزلية كفن من الفنون الجميلة، لذا فإن فنان الكاريكاتير يستطيع طرح الكثير من الموضوعات، مازجاً الواقع بالخيال، موضحاً المبالغة والحدة للصفات المميزة للشخصيات المعروفة، للوجوه والملابس والأنماط المختلفة لتصرفات أناس محددي الهوية. يقول فنان الكاريكاتير "علاء اللقطة": أن فن الكاريكاتير عمل تنويري بالأساس يهدف لحمل هموم الوطن بالدرجة الأولى. وكما هو متعارف عليه فهو رسم تشكيلي ساخر و هو نوع من الفنون يعتمد الخط و اللّون و الظل لبناء هيكله و يعبر عن فكرة ساخرة . الجزء الثاني : الجذور التاريخية لفن الكاريكاتير اختلف الباحثين حول الأصول الأولى لفن الكاريكاتير فهو في الأصل فنٌ عتيق يعود إلى القرن الثّلاثين قبل الميلاد، أي أنّه سبق عصر الكِتابة؛ لأنّ الرّسم الرّمزي ظهر قبل مَرحَلة الحرف بمراحِل. والتعبير بالصّورة قد رافق الإنسان منذ تكوينه الأوّل، فرسم على الكهوف كلّ ما خطر على ذهنه. وفي الحضارات القديمة لعبت الصّورة دورًا هامًا في تبيان الحالة التي أُريد بها التعبير الباحث الفرنسي "رووا" يقول:" إن جذور الكاريكاتير قديمة جدا ، وهي عبارة عن حركة بدائية في التصوير والتشخيص الفني ، ويمكن القول أن جذوره الأصلية انطلقت في العهد القديم ، عندما بدأ قابيل بالسخرية من أخيه هابيل، والدليل بأن أختهم أحبت هابيل ، فعندها أصبح قابيل يرسم أخيه قابيل ،قبل أن يقتله الأخير ويلقى بجثته في نهر النيل. ويقال أن المهرجين في القصور الملكية كانوا يتخفون أمام الملوك واضعين على وجوههم الأقنعة بطريقة ساخرة تثير الضحك ؛ ويقومون بعمل الحركات الإيمائية الهزلية أمامهم، ما يثير إعجاب الملك وحاشيته. ويقال أن فن الكاريكاتير انطلق من مأواه الحقيقي "القصور الملكية"، بناء على ما وُجد من آثار أثبتت ذلك، ومنذ ذلك الوقت صنف الكاريكاتير كأحد أنواع الفنون التشكيلية الجميلة، وأعتبر أحدها، وكذلك ما وُجد من رسوم على جُدران المعابِد في وادي الملوك والملكات في الأقصر وأسوان، إذ أبدع العاملون في تشييد مقابر وادي المُلوك في عصور الرّعامسة تلك الرّسوم التي يرجع تاريخها إلى 1200 سنة قبل الميلاد. يقول فنان الكاريكاتير المصري "عثمان بهجت": أن فن الكاريكاتير قديم حديث، وأن بداياته قديمة جداً، بدأت من أيام الفراعنة، فهناك برديات كثيرة عليها رسوم كاريكاتيرية تتحدث أيضا عن انقلاب الأوضاع، عليها مثلاً فرس النهر واقف بحجمه الكبير على شجرة، أو طائر يضع سلما على جذع شجرة ويحاول أن يصعد على درجاته، أو الذئب في صورة راعي الغنم ؛وهذا نوع من السخرية الراقية جداً. والظاهر أن انقلاب الأوضاع موجود منذ أيام الفراعنة". لقد جسد الفراعنة صوراً ساخرة وأوضاعا معكوسة، ورؤى غريبة، وواقع مضطرب، وأحوال لا معقولة ثبتها المصري القديم بأنامله على ورق البردي وبقايا الأواني الفخارية واختزنها الزمن في وعائه العتيق، من ذلك:قط بري يرعى الإوز ،أسد يلاعب حمارا الشطرنج ولسان حاله يقول: "كش حمار"؛ مجموعة من الفئران تمرح وترقص تنافق قطا يقف في زهو وخيلاء اوركسترا موسيقى مؤلف من مجموعة من الحيوانات، حمار يقف على رجليه الخلفيتين يعابث أوتار آلة بحوافره الغليظة، أسد يقف فاغرا فاه كأنه يغني بزئيره المخيف ويتدلى لسانه من بين فكيه، قرد ينفخ مزمار مزدوج وهو يمشي. ولقد عثر على الكثير من الرسوم التي تحتوي على عناصر الكوميديا والسخرية على الكثير من جدران الكهوف في فرنسا وإيطاليا وأمريكا الجنوبية والجزيرة العربية والصحراء الجزائرية وغيرها الجزء الثالث : رحلة فن الكاريكاتير يعتقد علماء الآثار أن رحلة الكاريكاتير بدأت قبل الميلاد بثلاثة آلاف سنة ، فقد وجدوا رسومات على تابوت"رمسيس الخامس" تصور أناسا حقيقيين ،من أمثلتها (الرب أزوريس) الذي عاقب "رمسيس" وأمر بتصويره على شكل خنزير لكي يعود إلى الأرض مع قردين برأسي كلب، وهكذا انتقل الكاريكاتير كفن،من الفراعنة إلى دولة الفرس والإغريق والرومان ؛مرورا بظهور السيد المسيح إلى أن ظهرت الطباعة في ألمانيا عام 1440 في منتصف القرن الخامس عشر. وبعدها أصبح من الممكن تداول أعداد من النسخ المطبوعة للرسم الواحد، مما أدى هذا التطور التقني إلى بداية شيوع فن الكاريكاتير المرسوم بعد نصف قرن من ظهور الطباعة؛ وكان ذلك ما بين عامي (1559-1500). من الناحية الفنية؛ يقال أن "ليوناردو دافنشي" (1519-1452) والرسام الألماني "درورر" (1528-1471) ساهما في تطور فن الكاريكاتير، من خلال دراساتهما لمعالم الوجه بمنحى كاريكاتيري ثم طوّر ذلك بتطبيقه على أشخاص محددي الهوية، الرسامان الإيطاليان "كراتسي" (1602-1557) و"برنيني" (1680-1598). واستخدم الهولندي "بروغل" (1652-1568) والفرنسي "كالو" (1635-1592) الشغل على النحاس لفضح الأحوال الاجتماعية السيئة؛ بذلك كانا دليلين لرسومات ونقوش الناقدين الاجتماعيين الإنجليز "هوغارت، كروكشانك، جيلاري، رولاندسن"، الذين أصبحوا بدورهم في القرن الثامن والتاسع عشر الممّهدين الرئيسيين لطريق الكاريكاتير الحديث فقد لعبوا دورا محفّزا للكاريكاتير الألماني في حروب التحرير،وخاصة الكاريكاتير الفرنسي بعد عام 1830. ويرى المتتبعون أن ظهور الكاريكاتير كفن مستقل ومدروس كان في عصر النهضة وتحديداً مع الفنان "ليوناردو دافينشي. وحسب النقاد فان الدراسات التشريحية التي خطها الفنان "ليوناردو دافينشي" والتي كسر بها قواعد التشريح في رسم الوجوه تحديداً، هي البداية الأكثر نضجاً ووضوحاً.وبعد عدة سنوات ظهر فنان فلمنكي يدعى "جيرونيم بوش"( 1460 ـ 1516) تميزت ريشته بمبالغة صريحة لازمته في أكثر رسومه. مع العلم أن السخرية لم تكن هدفه الأول، حسب ما يؤكد المتتبعون، ذلك أن البعد اللاهوتي كان حاضراً في أعماله التي تستوحي موضوعاتها من الإنجيل بعهديه القديم والجديد. ثم جاء الهولندي "بريغيل" (1525 ـ 1569) بريشته المتأثرة "ببوش" وأسلوبه في المبالغة وتجاوز القوالب المتبعة آنذاك . وفي ألمانيا ظهر "شونغاور" (1430 ـ 1491) و"غولبين" (1497 ـ 1523)، لكن مع ظهور الهولندي "أنيبال كاراتشي" (1560 ـ 1650) حصل تغيير فعلي وداعم لنشأة الكاريكاتير، وأكثر النقاد يرون أنه رسم بهدف الإضحاك، وبذلك ربما يكون أول من رسم بهذا الهدف، ونظراً لأهمية هذا الفنان يظن البعض أن كلمة كاريكاتير مشتقة من اسمه "كاراتشي" الإيطالي "غيتسي" (1674 ـ 1755) فقد رسم بطريقة مشابهة لأسلوب الكاريكاتير المعروف حالياً، وقد أنجز أكثر من ثلاثة آلاف رسم بهذا الأسلوب, بينما يعد الانكليزي "هوغارت"( 1697 ـ 1764) الأول في تخصيص رسومه بالنقد الاجتماعي.ثم جاء الاسباني "فرانسيسكو غويا" (1746 ـ 1828) مجدداً، موسعاً من آفاق هذا الفن وحاداً في آرائه. وفي النصف الثاني من القرن الثامن عشر أطل "توماس رولاندسون" (1756 ـ 1827) مع كوكبة من الفنانين الانكليز المميزين بأفكارهم وخطوطهم، برغم تأثير "هوغارت" وتجلي مناخاته في أعمالهم. وهذه الكتيبة من الفنانين دعمت أسس فن الكاريكاتير وبلورته فناً قائماً بذاته ومن الأسماء التي لمعت في بريطانيا في تلك الفترة نذكر "هنري بانبيري" (1750 ـ 1811) و"جيمس غيلري" (1757 ـ 1815) و"جورج فودفارد" (1760 ـ 1809)، وهو من الأوائل الذين أرسوا فن البورتريه. أما في فرنسا فيعتبر "شارل فيليبون" مؤسس الصحافة الساخرة المصورة، حيث أصدر صحيفة "الكاريكاتير" عام 1830 ثم "لوشاريغاري" عام 1832 . في فرنسا برز أيضاً "غافارين" (1804 ـ 1866) و"غرانفيل" (1803 ـ 1847) و"دورية" (1832 ـ 1883).وفيما كان الكاريكاتير الباريسي المتخصص بالصورة المبالغ فيها، إذ تحمل الشخصية رأساً ضخماً على جسد صغير، لجأ الرسامون في برلين إلى الميثولوجيا والشعر الكلاسيكي والأعمال الفنية القديمة من أجل إجراء بعض التعديلات على شخصياتهم. ويعتبر العام 1848 عام ولادة الصحافة السياسية الساخرة في برلين، وفيما رفعت "لوشاريغاري" لواء الضحك، كانت صحيفة "كلادر أتش" أكثر جدية، وتحدت السلطة التي كانت تحاول فرض رقابة مشددة على الصحافة بعد فشل الثورة . ومن الفنانين الألمان الذين أبدعوا في "كلادر أتش" نذكر "ويلهلم شولتز"، الذي رسم في عدد 48 لعام 1862 نابليون الثالث وبسمارك في كاريكاتير عنوانه "الأستاذ والتلميذ" كما نذكر من الفنانين الألمان "تسيلي" (1858 ـ 1929) الذي رسم في إيلن شبيغل و"كولويتس" (1867 ـ 1945) الذي برع في استقراء بعض الأحداث التاريخية في ألمانيا وترجمتها بأسلوب سلس. أما روسيا فقد قدّمت عدة فنانين لافتين منهم : "أرلوفسكي"( 1777 ـ 1832 ) و"فينتسيانوف" و"ستميلكوف" (1819 ـ 1890) و"فيدوتوف"( 1815 ـ 1852) أما الأبرز الذي ترك بصمة فعلية في روسيا فهو "ستيبانوف" (1807 ـ 1877). وطبعاً لم تكن أميركا بعيدة عن الحركة الكاريكاتورية، فظهر فيها "دوف" و"دوليتك" و"تشارلز"(1776ـ1820) ، و"كلي" (1799 ـ 1857) و"كيبلر" (1838 ـ 1894) و"ناست" (1840 ـ 1902) وأسماء كثيرة ازدادت ككرة الثلج مع تطور وسائل الطباعة وعدد الصحف. القسم الثاني : الجزء الأول : تطور فن الكاريكاتير في الوطن العربي المعروف أن مصر تميزت منذ بدء العصور الأولى للتاريخ؛ بأن شعبها أحب النكتة، وكذلك الفنون التشكيلية إجمالاً، بدءً من العمارة والنحت والتصوير والزخرفة وصولاً إلى الكاريكاتير، فمعظم فصول قصة الكاريكاتير حدثت في مصر. كانت البداية مع مجلة "أبو نظارة" النقدية الفكاهية التي أصدرها "يعقوب صنوع"، واستعان فيها برسوم كاريكاتيرية لفنانين إيطاليين،ثم زاد الاهتمام بهذا الفن إلى أن صدرت مجلة "الكشكول" التي احتوت رسوماً بديعة لفنان الكاريكاتير الأسباني المتمصر "جوان سانتيز"، وفي سنة1925 زار مصر واستقر فيها الفنان ألأرمني "صاروخان"، وفي نفس الفترة ظهر الفنان التركي "علي رفقي" وعلى يد هؤلاء الثلاثة نشأت المدرسة المصرية في الكاريكاتير. يقول بهجت عثمان :" في مطالع القرن العشرين، ومنذ عام 1925، ولمدة نصف قرن، برز "صاروخان" الأوروبي الأصل الذي هاجر من روسيا القيصرية واستقر في مصر، حيث عمل في مجلتي "روز اليوسف" و"آخر ساعة"و"أخبار اليوم" إلى أن توفي عام 1976. في سوريا صدرت أول صحيفة هزلية باسم (ظهرك بالك) عام 1909 ، وظهر عدد من رسامي الكاريكاتير أمثال: "توفيق طارق، وعبد الوهاب أبو السعود، وعبد اللطيف الضاشولي، وعلي أرناؤوط، وسمير كحالة، وممتاز البحرة وأمين خلف وعبد الهادي الشماع". في النصف الثاني من السبعينات وصل "علي فرزات" إلى قمة تطوره في فن الكاريكاتير، من حيث الشكل والفكرة معاً. ففي الشكل زالت تقريباً التفاصيل في الرسم ، واختزلت الخطوط برموزها وإشاراتها حلت محل الكلمات (النصّ أو التعليق). في نفس الوقت، ومن ناحية المضمون، اشتدت المفارقة وبالتالي اللذعة في تعبيراته، حتى أصبحنا نرى في مجرد الخطوط لكثير من رسوماته نكات مكتملة الشروط الفنية، إنما نكات مضحكة مبكية في هذه الفترة. ومن ثم توالى ظهور رسامي وفناني الكاريكاتير على مساحه الوطن العربي وأسسوا فنًّا عربيًّا قائمًا على بنية ثقافية واجتماعية عربية وأبدعوا في مجالهم، وتربعوا على قممه وحصدوا الجوائز الدولية كانت مصر هي ساحة الكاريكاتير العربية الرئيسية، وكانت لبنان ساحته الأهم في المشرق العربي؛ نظرًا لانتشار وتطور الصحافة في هذا البلد العربي، وهامش الحرية الذي تمتعت به على مدى فترات تاريخية، قبل غيرها من البلدان المشرقية. وتعتبر فتره الخمسينيات من القرن الماضي هي فتره ولادة فن الكاريكاتير العربي على يد كل من صلاح جاهين وجورج البهجوري وبهجت عثمان ، وتطور فن الكاريكاتير لاحقاً، وتعدّدت أنواعه، فمنه الكاريكاتير السياسي، والاجتماعي، والرياضي، وتربّع على قمة هذا الفن، فنانون كبار، في مصر وسورية ولبنان وفلسطين، وفي غيرها من البلدان العربية، فساهم العديد من الفنانين العرب في إرساء دعائم هذا الفن منهم عبد اللطيف مارديني وسمير كحالة ومحمد الزواوي وخليل الأشقر وكلهم كانت أعمالهم دعوة صريحة ضد طغيان الاستعمار آنذاك ، أو انتقاد لحالات اجتماعيه ، فقد نجحوا في ابتكار شخصيات عبروا من خلالها عن همومهم ومواقفهم السياسية والاجتماعية، وجعلوها دعوة للتغير والتحرر من السيطرة المستبدة للحكام. الجزء الثاني : تطور فن الكاريكاتير في فلسطين بدأ الكاريكاتير في الصحافة الفلسطينية بالاعتماد على ما يمكن استنباطه من آلية الفعل والتفاعل اليومي في هذه المهنة، حيث لم تكن قد تبلورت المعارف والخبرات على الصعيدين، (الصحافة والكاريكاتير)، ما حتم بالضرورة أن ترى الصحافة الفلسطينية (المحلية خاصة)، صحافة البلدان العربية المحيطة، نماذج يصلح تقليدها، كما فرضت ظروف الاحتلال نفسها، ضرورة أن تستلهم الصحافة الفلسطينية بعض أساليب وطرائق العمل في صحافة البلدان العربية ، (السورية واللبنانية)،التي أمكن التعرف إليها أو التقرب منها. الجزء الثالث : الصحافة الفكاهية في فلسطين يبدو أن أشكال القمع والاستبداد السلطوي الذي كان يمارسه المتصوفون وعمال الحكومة التركية ضد الصحافة والصحفيين؛ دفعهم إلى البحث عن أشكال تعبيرية وكاريكاتيرية تمكنهم من تقديم صورة أعمق لتعريف الجمهور بما يقوم به المغتصب من إرهاب، فكان ما عرف بالصحافة الانتقادية الهزلية والفكاهية. السيد خليل بيدس كان السباق إلى إنشاء صحافة من هذا النوع في فلسطين، وذلك بتأسيسه مجلة "النفائس" في حيفا عام 1908، وعرّفها بأنها مجلة أدبية فكاهية قبل أن يعدل اسمها إلى "النفائس العصرية" وينقل مقرها إلى القدس في عام1909 . النجاح السريع الذي حققه "بيدس" باعتماده الرسوم الكاريكاتيرية و الأسلوب الساخر؛ شجع الكثير من الصحافيين على الإقتداء به وحذو حذوه باعتماد أسلوب الفكاهة والرسوم والتعليق عليها باستخدام الهزل في انتقاد الحكومة التركية وسياساتها وتصرفات عمالها. ويمكن تلمس هذا الأمر عبر صدور العديد من الصحف الفلسطينية مثل جريدة "الإنصاف" التي أسسها "الياس بندلي"، وكذلك جريدة "البلبل"، وجريدة "جراب الكردي" لصاحبها "متري الحلاج"، "والأخبار1909 للسيد "بندلي حنا عرابي"، و"الحرية1910 التي أسسها "توفيق السمهوري"، وكذلك جريدة "الحمارة القاهرة"1911 التي أسساها السيدان "خليل زقوت" و" نجيب جانا"؛ غير أنها لم تعمر طويلاً بسبب اختلاف صاحبيها اللذان انفصلا ؛فأسس السيد نجيب جانا جريدة "العصا لمن عصا" عام1912). وكانت جريدة "أبو شادوف" 1912 آخر الصحف الهزلية الكاريكاتيرية التي صدرت في العهد التركي وكان صاحبها "وهبي تماري، ومحررها "صليباً عريضة". أما في عهد الإدارتين المصرية والأردنية (1967-1948) كانت الصحافة مكبلة بقوانين غريبة عن فلسطين؛ مما أثر بالسلب على تطور الصحافة بشكل عام والكاريكاتير بشكل خاص. بعد احتلال إسرائيل للضفة والقطاع؛ بقيت الأراضي المحتلة دون صحف أو مجلات كاريكاتيرية أو فكاهية حتى نهاية 1968 وهو العام الذي صدرت فيه جريدة "القدس" لمحمود أبو الزلف، وجريدة "الفجر" 1970 ليوسف نصري نصر ،و"الشعب" لمحمود يعيش، و"الطليعة" لبشير البرغوثي، و"الميثاق" 1980 لمحمود الخطيب... وغيرها الكثير. لم تعط هذه الصحف الأهمية الكافية لفن الكاريكاتير، إلا أن بعضها تميز باستخدام الأسلوب الهزلي كـ "نصّ" في محاولة لإثارة القضايا المركزية، في الوقت نفسه أفردت كل من (الميثاق) و(القدس) و(الفجر) و(الشعب) و(الطليعة) مساحة جيدة للرسوم الكاريكاتيرية، وهنا أخص بالذكر (الميثاق) التي كانت تفرد مساحة خاصة لرسم الفنان ناجي العلي. في الوقت ذاته صدرت العديد من الصحف خارج فلسطين المحتلة، وأفردت مساحة كافية للكاريكاتير بجميع أنواعه، فصدرت مجلة (فلسطين الثورة) 1972 و(الجماهير)1970، أما (الهدف) و(الشرارة) و(الجبهة) و(الطلائع) و(الثأر العربي)و(الحقيقة) و(النضال) و(المقاتل الثوري)فقد صدرت عام1969. حرصت الصحافة الفلسطينية بعد ذلك على إفساح مساحة خاصة لفن الكاريكاتير، من منطلق أنه مادة صحفية أساسية وهامة من جهة، ومن جهة أخرى كونه عنصر ترفيهي، فقد دأب فناني الكاريكاتير على استحداث رسومهم من الواقع اليومي والمعاناة الدائمة؛ معبّرين عن رأيهم وأفكارهم السياسية والاجتماعية وغيرها؛ عبر خطوط تمثل نقداً لظاهرة ما في المجتمع. عكَس مبدعي الكاريكاتير الواقع بكل مجرياته، وأخص بالذكر "ناجي العلي"، و"بهاء بخاري"، و"خليل أبو عرفة"، و"جلال الرفاعي"، و"بغدادي"، و"ماهر محمد"، و"أمية جحا"، و"إسماعيل عاشور"، هؤلاء الرسامون مثلوا استراحة للقارئ من عناء قراءة المادة الجافة، فلقد ابتدعوا النكتة الخفيفة ومزجوها بالجد بطريقة مرحة؛ و طرقوا جميع الأبواب السياسية والثقافية والاجتماعية..وغيرها. بعض الصحف خصصت مساحة ثابتة للكاريكاتير، منها (الحياة الجديدة) 1994 لحافظ البرغوثي، و(الأيام)1996 لأكرم هنية، و(القدس) لمحمود أبو الزلف، و(الصباح) 1996 لسرّي القدوة، و(الحقيقة) و(الرسالة) و(الاستقلال) و(خالد) لمروان أبو الزلف ؛وهي متخصصة للأطفال وجميع رسوماتها كاريكاتيرية. القسم الثالث : الجزء الأول : دور الكاريكاتير السياسي في نصرة القضية الفلسطينية إن أكثر أشكـال الصراع العالمي حـدة وشراسة هو الصراع الإيديولوجي ، وإحدى أهم الأدوات ، المتصلة في هذا الصـراع هي وسائل الإعلام الجماهيري كونها محرض ، ومنظم للجماعة . الكاريكاتير السياسي من أهم الفنون التي تستطيع النهوض بهذه المهمة ، نظرا لقدرته على التحريض المباشر ، وسرعة وصوله إلى القراء بعيدا عن التعقيدات المرافقة للفنون الأخرى ، لاعتماده على القراءة السريعة المباشرة ، لتبدأ بعدها عملية التفكير العقلي في مضمون الرسومات السياسية. بعد أن كان الكاريكاتير في الوطن العربي هامشياً ، حيث كان عبارة عن وسيلة للتسلية والسخرية بهدف الإضحاك ، جاء الفنان العربي ناجي العلي ليغير هذا المفهوم بشكل كلي فأصبح وسيلة للتفكير من أجل التغير محولا إياه إلى فن سياسي يرتبط بقضايا سياسية ملحة ، ومشكلا جزءا أساسيا من مكونات الدوريات ، كذلك لم يعد حكراً على فئة المثقفين فقط. غالبا ما يتواجد في لوحات فناني الكاريكاتير الفلسطينيين الجندي الصهيوني ، الذي يرمز به الفنانون إلى الدور الإسرائيلي سواء كان في ارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني أو في الصراع. ككل، ففي تصويرهم للجندي الصهيوني يستعمل الفنانون الخطوط الرفيعة ذات الانكسارات الحادة مبرزين بعض تفاصيل وجهه و بالأخص الأنف ، فهو حاد طويل يدل على حاسة الشم القوية ، فهذا الجندي دائم البحث عن فريسته وعن مصالحه الذاتية والأنانية ، إضافة إلى فقدان وجهه لأي من صفات الهدوء والمرح الإنساني العفوي ، وإنما تلمس فيه صفة الخبث والمكر الناتج عن التشفي بالمصائب التي يلحقها بفريسته ، ودوما مدمجا بالسلاح. إضافة إلى صورة الجندي يستعمل فنانو الكاريكاتير الفلسطينيون النجمة السداسية للدلالة على تواجد إسرائيل في مكان ما ، أو ضلوعها بالمهمات القذرة كالتدمير والتخريب ، وبشكل مرئي أو غير مرئي ، فهي إن لم تكن جاهزة بشكل مباشر فهي دائما في الظل ، وكذلك يرسم الفنانون الزعماء للدلالة على إسرائيل مثل شارون وغولدامائير، بيغن، بيرس ، نتنياهو وأولمرت .. وغيرهم الجزء الثاني : ناجي العلي قوة الحياة والحق ناجي العلي هو الفنان الذي كسب الرهان ، لأنه راهن على الشعب ، والشعب الذي ما زال في الميدان يبدع ويمضي ويقدم ويتقدم رغم الموت والسجون والجوع والاضطهاد ، ناجي العلي فنان ساهم على قوة الحياة والحق ، وفلسطين بالنسبة له هي الحق والحياة وروح الأمة وسؤالها ، لذا اختار الصائب الصعب الفاجع ، ناجي العلي فنان تجاوز الحدود الموهومة بالخطوط التي ترسم الحدود الحرة ، حدود الحرية بلا ضفاف ، حرية الفنان والناس والوطن. أهم ما يميز الفنان ناجي العلي غزارة الإنتاج والقدرة الفائقة على متابعة الأحداث السياسية ، وجرائم الاحتلال الصهيوني، والتقاط المفارقات وترجمتها إلى رسومات كاريكاتيرية بأسلوب بسيط وواضح بعيدا عن التعقيد ، مركزا على الفكرة أكثر من الشكل. قدم "ناجي العلي"1 الكثير الكثير، ليس للكاريكاتير الفلسطيني فحسب؛ بل للعربي والعالمي، فقد عبّر الفنان عن مخزون الذاكرة وتمسك بالموروث الثقافي ليضيء حقيقة ورثها عن أجداده وتوج بها رؤيته التاريخية، فرسوم ناجي الكاريكاتيرية تجمع بينها رؤية متكاملة، و"حنظلة" الشاهد (الختم) يجسد قيمة أخلاقية ثورية في الحياة اليومية، من خلال سعيه المستمر إلى احتلال مكانة غير المحايد في المشهد التراجيكوميدي، ومن ثم تعميمه على المتلقي. فرسومه دائما تخضع لبناء منطقي عقلاني؛ قائم على حسابات دقيقة، قادر على إيصال الفكرة بطريقة استنتاجيه، وهذا القالب القائم على البساطة، يترك "للمتلقي" أن يجتهد ضمنه كما يشاء، أن يقرأ ويفهم ما يشاء، وأن يستخلص الموقف وأن يحل العقدة (اللغز) كما يشاء. استخدم ناجي العلي القضاء القاسي في رسوماته، وهما اللونين الأسود والأبيض، فاللون الأسود في معظم رسوماته احتل الخلفية القاتمة المعبرة عن القضاء المأساوي فهو بمثابة مقياس الزمن (المصيبة)، أما اللون الأبيض فهو المدى التعبيري لعفوية الالتصاق بالمكان غالباً؛ فكان ناجي يرتاح إلى تعبئة ثلثي المساحة باللون الأسود وإلى تركيز الفكرة الأساسية في الوسط؛ وإلى توزيع عناصر الحركة على الأطراف، ومن ناحية الرسم فقد أنتج ناجي خطاً تجسيدياً أكثر تعبيراً في منحاه الفني؛ لإيجاد الانسجام والتوافق في العلاقة بين الجزء والشكل؛ أي بين الخط في انسيابه ورقته وليونته والظلال في حركتها المتوترة ،فقدم ما يقارب الأربعين ألف لوحة قبل أن يتم اغتياله في لندن عام 1987 . حنظلة رمز الهوية الفلسطينية اشتهر ناجي العلي برسوماته وشخصياته التي اخترعها لتعبر عن واقع القضية الفلسطينية، حنظلة كان أشهر هذه الشخصيات، ولد حنظلة عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية وهو طفل في العاشرة، مرقع الثياب وحافٍ أيضًا، بعد العام 1973 أصبح حنظلة مديرًا ظهره للجمهور، ويعقد يديه خلف ظهره، و أصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي كما أصبح رمزاً للهوية الفلسطينية. يقول ناجي العلي أن الصبي ذا العشرة أعوام يمثل تلك السنة التي أجبر هو على ترك فلسطين ولن يزيد عمره حتى يستطيع العودة إلى وطنه، إدارة الظهر وعقد اليدين يرمزان لرفضه الحلول الخارجية، ويضيف : ألبسته الملابس المرقعة وظهوره حافي القدمين يرمزان لانتمائه للفقر. ويضيف ناجي: "ولد حنظلة في العاشرة وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود إلى فلسطين سيكون لا يزال في العاشرة ؛ ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا وأما عن سبب تكتيف يديه يقول ناجي العلي: "كتفته بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع. وعندما سُئل ناجي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.". ناجي العلي وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي لم يتوان ناجي في فضح جرائم الاحتلال ، ولم يفرق بين فلسطيني وآخر ، فكان دائما مشدوها إلى الوحدة بين جميع الأديان ، فظهرت المسيحية الكفاحية في رسوم ناجي العلي بأجمل ما يمكن أن تخطه يد فنان مستلهماً ذلك الجمال من وعيه الشخصي الذاتي، فهو ابن قرية الشجرة التي كان يعيش فيها المسيحي إلى جانب المسلم الفلسطيني، وهو ما يعطي تفسيراً للرسمة التي بانت فيها فلسطينية المسيح الثائر الكنيسة المقاومة المسيح الفلسطيني ملثمة بكوفية فلسطينية يعلوها لفظ الجلالة وتزدان وجنتاها باسمي النبي محمد "صلعم" والمسيح ابن مريم "عليه السلام"وهي تؤكد تمسكها بكل فلسطين وعدم الرضي بأي وطن بديل لها كذلك جسد ناجي العلي المسيح الفلسطيني المصلوب وهو يركل بقدمه المتحررة من مسمار الصليب الجندي الإسرائيلي مذكراً المسيحيين العرب وغير العرب بدور اليهود في صلب المسيح والوشاية به. أراد من ذلك التعبير توضيح عدوانيتهم تجاه أصحاب الديانات الأخرى وعدم التزامهم بأي عهد أو وعد، وفي رسومات أخرى جسد المسيح المضحي المعتز بفلسطينيته انطلاقاً من رفضه للوجود الصهيوني فوق الأرض العربية كونه تدنيساً للمقدسات الإسلامية والمسيحية وإهانة للمعتقدات الدينية للمسلمين والمسيحيين . جعل كذلك من حنظلة طفله الشقي محرراً المسيح عن صليبه ليرجم المحتل بحجره، فيما صور أجراس الكنائس المسيحية في الأرض المحتلة خلف الأسلاك الشائكة بؤراً للثورة المسلحة، فجعل رفاس الجرس رصاصة ثورية . المقدسات الإسلامية أيضاً كان لها نصيب في إبداعات ناجي العلي، فالمسجد الأقصى المبارك تعرض للحرق على يد اليهود المتطرفين بعد احتلال القدس الشرقية. أتى الحريق على أجزاء كبيرة منه وعلى منبر صلاح الدين الأيوبي فاتح المدينة ومحررها من الصليبيين، وهنا وظف ناجي التاريخ في استنهاض الأمة وتقزيم العرب المتخاذلين عن مهمة التحرير ورمزهم بأقذع وصف حيث صورهم بالمتآمرين على صلاح الدين نفسه، فلو كان حياً بين ظهرانيهم لاغتالوه . أخذ الجانب العقائدي في نتاجات ناجي العلي دوره في مهمة خلق الوعي والتنمية السياسية لأن الوازع الديني في اعتقاده يشكل الملامسة الحقيقية لمشاعر الناس وأحاسيسهم، وهو المحرض الأساس لحركة وعيهم تجاه ما يحيق بهم من مخاطر ومؤامرات، وهو ما يفسر دوماً الإشارات واللافتات الواردة في بعض رسوماته المشيرة باتجاه القدس وبيت المقدس. وفي لوحة أخرى جسد قبة الصخرة المشرفة كصحن مجوف انتزع جندي صهيوني جزأها الأعلى ووقف بداخلها رافعاً العلم الإسرائيلي. "إن خوف ناجي المشروع والظاهر في عدد من لوحاته على الأماكن المقدسة وحريتها، إنما يدلل على وعي ناجي وفهمه لطبيعة العقلية الصهيونية وإستراتيجيتها العدوانية الهادفة لاقتلاع المواطن اقترب ناجي في رسوماته من أوجاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي وداوى جراحهم وحثهم على الصبر والأمل بفجر الحرية الآتي من غياهب السجون، فشحذ هممهم وأعطاهم بصيص أمل يحطم سلاسلهم، ويصدع جدر زنازينهم لينعموا بالحرية . يشير ناجي العلي في إحدى رسوماته إلى بناء الجدار العنصري ، حيث يقوم الجندي الإسرائيلي بعملية البناء فيما يظهر العربي المتكرش على شاشة وسط الجدار وهو يرفع شارة النصر ، مما يظهر الدور العربي الراضي والمتوافق بما تقترفه إسرائيل من جريمة بناء الجدار العنصري ، وهنا رسالة واضحة على تنبؤ ناجي العلي لما قد يحدث اليوم ؛فيما الأنظمة العربية لا حول لها ولا قوة ، مكتوفة الأيدي حيال ما تقوم به إسرائيل من هجمة ، صهيونية على مصادرة الأراضي وبناء الجدار. وفي لوحة أخرى يوضح ناجي العلي كيف سيكون حال الفلسطينيين بعد الحكم الذاتي . وهذه أيضا إحدى أهم اللوحات التي تنبأ ناجي العلي بما ستؤدي إليه أوضاع الفلسطينيين في المستقبل ، حيث قسم اللوحة إلى جزأين ، في القسم الأول يقترب الفلسطيني من دخول باب مكتوب عليه الحكم الذاتي ، فيما يفتح الباب في القسم الثاني من اللوحة ليفاجأ بالمستوطنات التي جسدها الفنان بحائط يغلق الباب مباشرة ، يريد العلي هنا أن يقول حتى الحكم الذاتي لن تنالوه أيها الفلسطينيون ، قفوا وفكروا قبل التوقيع على أي اتفاق أو معاهدة سلام مع الصهاينة الذين لا أمن ولا أمان لهم. وفي لوحة أخرى يوضح العلي كيف يقوم المستوطنون ببناء المستوطنات ويقتلعون الإنسان الفلسطيني من أرضه ، فيما يستمر الفلسطيني في التصدي لجرائم الاحتلال الصهيوني ويقوم بزراعة الشجر حتى وهو يُقتلع من الأرض، كناية عن الصمود الاسطوري الذي يتمتع به الفلسطيني ومدى تشبثه بأرضه . إن ما يدور اليوم من حفريات تحت المسجد الأقصى وقبة الصخرة وهدم جدار المدينة المقدسة، يجسده العلي في لوحة توضح كيف يخرج الصهيوني من قلب قبة الصخرة المشرفة بعد أن تكسرت وهو يرفع العلم الإسرائيلي . في إشارة إلى عمليات تهويد المدينة المقدسة وعن الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني، والعمل الفدائي، فقد جسد الشهيد ناجي العلي جندي صهيوني وهو مقتول بفعل المقاومة التي تركت بصماتها على ظهره وهي عبارة عن خطوات لأرجـل فدائي فلسطينـي مر من فـوق جثة الصهيوني المقتول ، فيما يشير جندي للجثة ويشرح لزميله بأن البصمات الفلسطينية واضحة ، فهم من نفذوا عملية التصفية . وحول قضية الأسرى وما يقوم به الصهاينة من اعتقالات للمناضلين الفلسطينيين فقد جسد الفنان ناجي العلي الفلسطيني المناضل وهو ملقى في زنزانة صغيرة ، ويطل عليه الجندي الصهيوني في إشارة إلى الشماتة من المقاومة وأن مصيرها سيكون مثل هذه الزنازين ، فيما يحاول العصفور الذي جسده ناجي العلي ضمن لوحته، يحاول أن ينقر القضبان ليعمل فجوة يستطيع من خلالها المناضل الفلسطيني الخروج من الزنزانة ، في إشارة إلى أن السجن للرجال ولن يبقى فيه المناضلون إلى الأبد ، فالحرية قادمة، وهي بمثابة دعوى للجميع بأن يناضلوا ومهما ضعف الكفاح المسلح فإنه بالتأكيد سيحقق نتيجة فالفرج قادم للأسرى والمعتقلين مهما طال الزمن أو قصر . ورسم في لوحة أخرى كيف يهدي حنظلة وردة لأسير فلسطيني فتكبر شيئا فشيئا لتحطم الحائط ويستطيع المناضل تحطيم السجن والسجان والخروج للحرية. وفي لوحة أخرى وفي معالجة لقضية اللاجئين ، يجسد ناجي العلي الفلسطيني وهو يفتح قميصه ليُرى المشاهد أسماء جميع المخيمات الفلسطينية في الشتات وهي منقوشة على قميصه فيما مكتوب على صدره لا صلح لا مفاوضات لا اعتراف والتوقيع للاجئين 1948 ، وهي بمثابة رسالة للجميع بأن يأخذوا رأي اللاجئين في أي مباحثات مع الصهاينة،فموقفهم واضح جدا وهو إما كل فلسطين أو لا. وفي لوحة أخرى يجسد نظرة ثاقبة لفلسطينية وهي تلبس قرطا على شكل قنبلة والشمس ساطعة مكتوب عليها " عائدون" . فيما يوضح الفنان العلي في لوحة أخرى أن الانتفاضات ستتوالى ، فقد جسد انتفاضة الضفة الغربية ، حيث تقوم سيدة فلسطينية بضرب الجندي الصهيوني وطرده من المكان ، فيما الأنظمة المستسلمة متواجدة على أرض الواقع ولكنها على شكل بصمات بالأرجل ما يعني موافقة الأنظمة على ما تقترفه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني من جرائم. واعتداءات على جميع شرائح المجتمع بما فيها الأطفال والنساء . الجزء الثالث: بهاء الدين البخاري والهم اليومي الفلسطيني أهتم الفنان بهاء الدين البخاري بالهم اليومي للفلسطيني الذي لا ينفصل عن الواقع السياسي ، فتجده يركز في لوحاته على القضايا السياسية ومعاناة الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة. يقول الفنان البخاري : " إن وجود الاحتلال يصرف النظر عن بقية الأمور في بلادنا إذ كان باستطاعتي أن أدمج بين القضايا السياسية والاجتماعية ، فأريد أن أقدم شيئا عن الطفل الفلسطيني ، فهو على عكس بقية أطفال العالم ، ولا يعيش بحرية ولا يشعر بكرامة ، ولا يتمتع بحقوق الطفل ، إذ أنه من لحظة ولادته رجل". يقول البخاري: يكاد أن يكون الكاريكاتير المعبر عن ضمير الشعب الحي، وسيلة نضالية أكثر منها وسيلة فنية، أداة تعبير عن نضال الشعب الفلسطيني. يعد الفنان البخاري من الفنانين الأوائل في الوطن العربي ، فأعماله لا تقل جودة وفنية عن أعمال فناني الكاريكاتير في الوطن العربي المميزين أمثال : الراحل ناجي العلي وعلى فرزات وصلاح جاهين وحجازي ..وغيرهم ، فهو يمتلك أداة الإقناع والتعبير عن أحاسيسه ويعكس الواقع بكل مهنية ، ويمتلك تجربة فنية طويلة فحين يرسم فإنه يقاتل ويهاجم ويدافع ، فهو فنان منحاز لعدالة قضية شعبه ودوما يعكس جرائم الاحتلال بنظرة مستقبلية ثاقبة. البخاري يجسد إرهاب المحتل جسد البخاري لوحة فيها طلاب الابتدائي على مقاعدهم الدراسية وجعل من جدار الفصل العنصري وكأنه السبورة التي يستخدمها المعلم ، وفيما كتب على الجدار (الفصل الأول – الجدار الفاصل) ، ويريد الفنان البخاري هنا أن يوضح أن الجدار الفاصل صادر الأراضي الفلسطينية وقطع أوصال الفلسطينيين وأراضيهم ومدارسهم وممتلكاتهم كذلك ، فنصف الطلبة يجلسون في جهة والآخرون يجلسون على الاتجاه الأخر للجدار ، ما معناه أن الجدار الظالم فصل التلاميذ عن بعضهم إلى شطرين ، وهنا يظهر الفنان البعد الإنساني للأطفال وحقوقهم في الدراسة واللعب والتعليم والتي كفلتها جميع المواثيق الدولية . وفي لوحة أخرى جسد الفنان، صهيونيا يستخدم مركبا بمجدافين في محاولة للوصول إلى أبعد مسافة داخل القرى الفلسطينية ، في حين أن المركب يسير بصعوبة على الأرض الفلسطينية وليس على ماء في إشارة إلى تجريف الأرض الفلسطينية التي اتضحت في اللوحة من جراء سير المركب ، هذا وكتب الفنان على إحدى المجدافين (الاحتلال ) وعلى الأخر (الإرهاب) فيما أوضح في زاوية اللوحة أن هذا (جهد ضائع) . وفي لوحة أخرى بين البخاري أن الفلسطيني لن ينسَ المجازر التي ارتكبت بحقه حيث رسم شمعتان كتب علي إحداهما (صبرا ) وعلى الثانية ( شاتيلا ) في حين أن ضوء الشمعتين يخترق الظلام وينير ويذكر الشعب بأنه لن ينسَ هذه المجزرة التي ارتكبت بحقه من قبل المجرم شارون في لبنان عام 1982 . وحول موضوع الكفاحي النضالي فقد صور البخاري دبابة إسرائيلية و قاذفها ينغرس في الطين فيما يخرج صوت ممن هم بداخل الآلية العسكرية يقول : " نحن هنا، هل تسمعنا " في إشارة إلي تورط الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ومرغ أنفه في الوحل ، وهنا أيضا إشارة للمقاومة الفلسطينية الباسلة التي تنصب الكمائن لجيش الاحتلال الصهيوني وتوقع به الخسائر بشكل دائم. وفي لوحة أخرى جسد الفنان مجزرة بيت حانون ، حيث ينظر الجندي الصهيوني ضاحكا من طائرة الأباتشي إلى ما اقترفه من جرائم ومجازر بحق بلدة بيت حانون ويقول : " بيت حانون " فيما طائرته محملة بالصواريخ التي تدك البلدة الصغيرة الآمنة ، وفي الوقت نفسه كانت عائلة "أبو العبد" وهي الشخصيات التي يكررها البخاري في لوحاته ( أبو العبد وأم العبد وأولادهما ) ينظرون بتجهم إلى ما اقترفته قوات الاحتلال الصهيوني في بيت حانون وما خلفته من تدمير وقتل وتجريف للأراضي وتخريب للطرقات والمباني . دولة الاحتلال تغضب من رسام الكاريكاتير البرازيلي كارلوس لاتوف اتهمت سفارة دولة الكيان الصهيوني في العاصمة المصرية، صحيفة الحزب الوطني المصري "الوطني اليوم" بمعاداة السامية لنشر الصحيفة في عددها الأسبوع الماضي رسما لرسام الكاريكاتير البرازيلي (كارلوس لاتوف) بعنوان "الحرية تغرق في مياه إسرائيل" يصور سفينة أسطول الحرية التي اعتدى عليها القراصنة الصهاينة في عرض البحر وعليها صورة الصليب المعقوف رمز النازية. تقول الرسالة التي تلقتها الصحيفة "إن هذا الكاريكاتير تجاوز كل دلائل التعامل، والمعايير المتعارف عليها، وأن ضرب رمز النازية في صدر الكاريكاتير ومجرد الفكرة باستعماله هو إهانة للبشرية وبمثابة عبارة معادية للسامية. كاريكاتير نرويجي يستفز دولة الاحتلال احتجت سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلية في النرويج بشدة ضد صحيفة "Dagbladet" النرويجية نشرت رسما كاريكاتيريا ساخرا جاء فيه "الإسرائيليون أمة من القتلة" ويقارن الدولة العبرية بألمانيا النازية. ويظهر في الرسمة الكرتونية شخص أمام متجر للأغذية العضوية متسائلا "مواد عضوية؟ ويجيب "لكن نكهتها غير أخلاقية". وفي الرسمة أيضا "تم تصنيعها هذا المعكرونة في كوريا الشمالية؟ كيف حصلت عليها"، وفي قطع الرسمة الأخير، يحمل مربع البيتزا المجمدة الصليب المعقوف، مع علامة "صنع في ألمانيا النازية"، والطابع يقول "وهذه البيتزا هي من غير ..ما هو هذا المخزن، على أي حال ؟" وشبهت الصحيفة من خلال الرسم كاريكاتوري شراء الأوروبيين المنتجات الإسرائيلية بمثابة شراء منتجات من النازيين المعاديين للبشرية وكذلك كوريا الشمالية التي تهدد أمن العالم بواسطة ترسانتها النووية. فيما رفض رئيس تحرير الصحيفة الاعتذار، قائلا إنها "مجرد رسمة" وأن رد الفعل الإسرائيلي كان مبالغا فيه. فنانون على الدرب ولوحات الوجه القبيح للاحتلال معظم الفنانين الفلسطينيين يتحدون الاحتلال ، فكثيرة هي اللوحات التي جسدوا خلالها الوجه القبيح للاحتلال ، فهي تكشف الأفعال المشينة التي يقترفها بحق الشعب الفلسطيني ، سواء استمرار الاستيطان أو الاعتقالات أو الجرائم ..الخ . فالفنان محمد السباعنة اعتقل وأثناء التحقيق كان رجال مخابرات الاحتلال يحققون معه ويواجهونه برسوماته الكاريكاتيرية ضدهم ، وحين تحرر من زنازينهم عرض لوحاته التي كان يرسمها داخل المعتقل في معرض تحت عنوان "زنزانة 28". الفنان خليل أبو عرفة يقول: دور الكاريكاتير الحقيقي يكاد لا يختلف عن دور الفن عموما فالجرح الأول المهين والمسيطر على رسوماتي يتجسد في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. قديما قالوا إن الصورة تعادل ألف كلمة، إن هذه المقولة تنطبق على الكاريكاتير بلا جدال وهي تكتسب مصداقية اكبر في عصر التكنولوجيا. إذ بمقدورنا القول وتماشيا مع صفة العصر أن الرسم الكاريكاتيري قد يساوي ألف كلمة وكلمة. الفنان أسامة نزال يقول: إنني أتابع الحدث لحظة بلحظة لأترجمه على ارض الواقع من خلال رسوماتي ، فالفنان يلتزم بطرح الوضع القائم في بلده والذي يتناسب مع الأحداث السياسية ، ولقد رسمنا لتغير الصورة النمطية التي صدقها الغرب عن الفلسطينيين فرسمنا عن القدس بأنها ارض السلام والمحبة والتي حولها الإرهاب الإسرائيلي إلى ارض ثورة بسبب قتلهم للأطفال والشباب وقلنا أن السكينة هي أداة الإرهاب الإسرائيلي وان الجندي هو أول من استخدم السلاح الأبيض ضدنا".
خاتمة يقول فنان الكاريكاتير المصري "ناجي كامل": أظل أشخبط؛ أرسم شخصيات مجهولة؛ إنساناً رأيتهم في الشارع؛ خبراً سمعته في الإذاعة.. وأظل أشخبط حتى يخرج الرسم، فالكاريكاتير ليس له قانون، ويمكن أن تجيء النكتة من حوار أتذكره أو حركة ما تذكرني بشيء مضى، وحتى قبل النوم، حيث يمر شريط الحياة في ذهني وربما فجأة تخطر ببالي فكرة فأقوم فوراً بتسجيلها. مخاض عسير يمر به الفنان حتى ولادة الفكرة،وأصعب من ذلك حين ترجمتها وإيصالها للمتلقي ذاته. الشيء نفسه حدث معي للخروج بهذا البحث المتواضع ؛ والذي هو بمثابة تأصيل لفن يستحق اهتماما أكثر ومساحة أكبر من المثقفين والباحثين والمهتمين، لما حققه تلقائياً عبر مئات، بل آلاف السنين من التحدي والمواجهة الساخنة، إلى أن أيقن "القارئ" أهمية وخطورة و متعة هذا الفن في نقل المعلومة. المراجع 1- ماير، معجم, 1973: 364. مج7, المعهد الببلوغرافي, برلين. 2- الموسوعة الحرة ، ويكيبيديا https://ar.wikipedia.org/wiki 3- سلامة, عاطف، 1999: الصحافة والكاريكاتير, غزة.بدون 4- جبران، هاني 26 سبتمبر, 2016موسكواذاعة صوت روسيا 5- http://www.khaleejesque.com / الكاريكاتير: فنّ الرّسوم السّاخرة 23/10/2011 6- الرفاعي، جلال عبد الكريم, 2000: ألف كاريكاتير وكاريكاتير, جريدة الدستور, عمان. 7- حمودة, عادل، 2004: صوت الأمة, العدد116. 8- عابد ، زهير http://www.alwatanvoice.com 29 يناير 2015 9- الحياة الجديدة, 2004: العدد3238, السنة العاشرة. (سلامة) 10- الحياة الجديدة, 2004: العدد3238, السنة العاشرة. (سلامة) 11- سلامة, عاطف، 1999: 16 . (الصحافة والكاريكاتير, غزة.( 12- عطا الله, تغريد، 2004: صحيفة الدار، م1, ع13. 13- الحياة برس http://www.alhayatp.net/29 اغسطس 2015 14- تليلي، فوزي http://www.ahewar.org ثقافة النص و غرا فيكية الرسم للفنّ الكاريكاتوري بين الإنتمائية التشكيلية والصحفية - الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 16/ 1 / 2014 15- سلامة, عاطف، 1996: ثقافة النص في الرسم الكاريكاتيري, مجلة تسامح, م2, ع7. 16- حمادة, ممدوح، 1999: فن الكاريكاتير في الصحافة الدورية, دمشق: دار عشتروت للطباعة والنشر, دمشق. 17- تليلي، فوزي http://www.ahewar.org ثقافة النص و غرا فيكية الرسم للفنّ الكاريكاتوري بين الإنتمائية التشكيلية والصحفية - الحوار المتمدن-العدد: 4336 - 16/ 1 / 2014 18- البراج, إلياس، 1995: بهجت عثمان وأربعون عاماً من الرسوم, العربي, العدد 162. 19- حسن, عصام، 1997: ما قل ودل Caricature, دمشق, دار كنعان للدراسات والنشر، دمشق. 20- حمادة, ممدوح، 1999: 42 . فن الكاريكاتير من جدران الكهوف إلى أعمدة الصحافة, دار عشتروت للطباعة والنشر، دمشق. 21- سلامة, عاطف، 1999: 43 . الصحافة والكاريكاتير, غزة . 22- حسن, عصام، 1999: 12. ما قل ودل Caricature, دمشق, دار كنعان للدراسات والنشر، دمشق. 23- اسماعيلوف, 1989: 118. الكاريكاتير, رسام الكاريكاتير, القارئ, موسكو: دار رادوغا. 24- http://www.khaleejesque.com / الكاريكاتير: فنّ الرّسوم السّاخرة 23/10/2011 25- عبد العزيز ، السيد محمد ، الكاريكاتير وعصام حنفي دراسة تحليلية، http://www.banimalk.net / 26- مرجع سابق 25 27- البراج, إلياس، 1995: بهجت عثمان وأربعون عاماً من الرسوم, العربي, العدد 162. 28- إبراهيم, محمد، 1996: ضحكات عميقة فوق باب السخرية, القاهرة, العدد 164. 29- الموسوعة السوفيتية 1978 ،موسكو 30- السياحة السورية، 1986. دمشق 31- سليمان, محمد، 1987: 78. تاريخ الصحافة الفلسطينية 1876-1918, الجزء الأول. 32- سليمان, محمد، 1987: 107 . تاريخ الصحافة الفلسطينية 1876-1918, الجزء الأول. 33- المضحك المبكي, 1993، العدد102. 34- الحياة الجديدة, 2004: العدد3238, السنة العاشرة. 35- اليوسفي, ماهر، 1993: 87 . ناجي العلي من حسن الملهاة ومفجع المأساة, الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع, دمشق. 36- أبو عرفة, خليل، 1997: ريشة ناجي العلي, الحقيقة, العدد4. 37- من أساسيات العمل الصحافي- الكاريكاتير نضال تاريخي وخطوط حمراء -http://www.almaghribia.ma/ - الصحراء الالكتروني09.02.2006 38- عبد العزيز ، السيد محمد ، الكاريكاتير وعصام حنفي دراسة تحليلية، http://www.banimalk.net 39- سلطة فن الكاريكاتير http://www.sasapost.com/-1 سبتمبر,2014 40- http://www.caripedia.com/painters_al...bet_index.html 41- الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب – واتا ، http://www.wata.cc/ 42- عياد ، سهى https://sites.google.com 43- http://www.baht1.com/ تعريف فن الكاريكاتير 44- الوطن القطرية1997 -12-15 45- الأهواني، رباب http://www.moheet.com/ رسوم أحدثت ضجة عالمية ، 8 ديسمبر 2014 46- جريدة المصري اليوم في13 ديسمبر 2010 47- وكالات - الثورة أخبار الخميس 1-10-2015 48- https://www.nablustv.net - 11/1/2014 49- http://rassd.com/170979.htm#sthash.rfIQvNAn.dpuf 50- العرب الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015 http://alarab.qa/story - 51- عابد ، زهير http://www.alwatanvoice.com 29 يناير 2015 52- الفقيه، خالد ، ناجي العلي- في ذكرى يوم الأرض،(نشرة "كنعان"الالكترونية-السنة10-العدد2206) 53- سلامة،عاطف، الكاريكاتير السياسي أربعون عاما من النضال ،https://pulpit.alwatanvoice.com 30 /8 /2007 54- http://www.sasapost.com -/ 1 سبتمبر,2014 - الكاريكاتير يقضّ مضاجع السلطة! 55- http://www.sasapost.com/1 سبتمبر,2014 الكاريكاتير يقضّ مضاجع السلطة 56- الريماوي ، عبدالرحيم- البيان ، http://www.albayan.ae/ :19 مارس 2002 57- زكارنة، مجدولين، الكاريكاتير الفلسطيني.. حجرا في وجه المحتل-http://www.raya.ps/ar/news - 16/11/2015 - رايــة- رام الله
#عاطف_سلامة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخطاب الديني .. الثابت المشترك والمختلف بشأنه
-
المثقف الفلسطيني بين الإذعان والحاجة إلى التمرد
-
غول داعش وسيناريوهات دحره
-
الشعبية بين اللا والنعم؟
-
حكومة الوحدة والفتور الشعبي
-
هل إنهاك الغزيّين يجعلهم يقبلون المشروع الحمساوي ؟
-
مبادرة خريج عاطل لحل خلافات فتح وحماس !
-
لمن يتمنون عودة الاحتلال للخلاص من حماس !!
-
التعليقات على الأخبار فشة غل لا أكثر
-
الإعلام الفلسطيني وخطاب الردح على الشاشات
-
في الذكري العشرين لرحيل ناجي العلي ..الكاريكاتير السياسي ..أ
...
-
سيناريوهات محتملة بعد انقلاب غزة
-
رسالة عاجلة إلى أعضاء المجلس المركزي ل م.ت.ف
-
موقف الأغلبية الصامتة من أحداث غزة
-
قوات بدر .. ملف يفتح من جديد
-
الاعلام وتحديات الفلتان الأمني
-
النكتة السياسية..نقد مباشر وصريح
-
بعد اتفاق مكة.. نحو السلم الأهلي ونبذ ثقافة الموت
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|