أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد حداد - من يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى ؟














المزيد.....

من يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى ؟


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في مقابلته مع فضائية العربية يوم الجمعة 30122005 , لم يأتِ السيد عبد الحليم خدام , نائب رئيس الجمهورية العربية السورية , لأكثر من 20 سنة , وأحد البناة الأساسيين لنظام 1970 , بجديد . الجديد في المقابلة لم يكن ما قاله , بل كان في من قال كلاماً , يعرفه كل مواطن يعيش في سورية . فحديثه عن فساد رجال السلطة منذ عام 1970 , غامزاً من قناة جميل الأسد شقيق حافظ الأسد معلم خدام ورب نعمته , المتوفي عن 4 مليار دولار . ومحمد مخلوف واولاده , خال الرئيس الحالي مالك 8 مليار دولار , كما حديثه عن توريث بشار الأسد للحكم في سورية , وانعدام الحريات العامة , ومصادرة الحياة السياسية , وتدخل اجهزة الأمن في كل شاردة وواردة في حياة المواطنين . كلها امور يعيشها المواطن السوري ويروي قصصها ومآسيها ويعيش رعبها في كل يوم . ان يتحدث السيد خدام كما يتحدث اي مواطن آخر , هذا الذي لم تعتاده آذاننا منذ ان عرفناه , هو الذي اعتاد مع غيره من رجال النظام , ان يصّوروا الخراب عمار , والذل حرية , والأستسلام صمود , والخيانة وطنية , والدور الممنوح للنظام من امريكا في المنطقة , كدور رفيع مميز لسوريا بناه ومعلمه بابداعهم وعبقريتهم .

اما المأسات الحقيقية التي كان ومازال وطننا يعيشها , فهي ابتلاؤه بنكرات فاسدة ومجرمة تحكمه وتتحكم بحاضره ومستقبله , والتي ليس لها همّ سوى نهب البلد وتدميره حاضراً وتوريث الدمار لأجيال المستقبل . متاجرة بشعارات الوطنية , والعروبة , واعادة الحقوق , والأشتراكية , والصمود , والى آخره من ابواب الكذب والخداع .

عبرت تلك المأساة عن نفسها في اجتماع " مجلس الشعب " السوري في اليوم التالي للمقابلة , والذي لم يكن يهدف الا لزرع الرعب في نفس كل رجل سلطة يفكر بتكرار فعل خدام والهروب بنفسه خارج دائرة النظام الذي يتصدع وينهار .

فلقد طالب جهابذة " مجلس الشعب " بمحاكمة خدام بتهمة الخيانة العظمى , وفتح ملفات الفساد العائدة له . حيث وصفته سيدة في المجلس المذكور بانه كان ( رأس الفساد في الدولة ) . وطالب آخر بعدم التأخر في فتح ملف استيراد خدام واولاده لنفايات نووية ودفنها بالصحراء السورية , وبانه ( اذا تأخرت الحكومة عن فعل ذلك فان الشعب سيحاسبه ) .

كلام كثير قيل في ذلك الأجتماع بحق الرجل , وهو برأينا , مع استثناء الشتائم الشخصية التي تعبر عن اخلاقيات قائلها , غيض من فيض , بالأضافة الى انه كلام صحيح بمجمله . كما ان ما قاله السيد خدام بحق النظام ورجالاته الباقين منهم والسابقين , ايضاً , وباستثناء مديحه لأخلاق بشار الأسد , التي اراد منها اعطاء صدقية لأقواله , ايضاً هي غيض من فيض , كما انها صحيحة بالمجمل .

ولكن الكارثة الكبرى التي لم يذكرها جهابذة " مجلس الشعب " هو , كيف يمكن لحكومة ان تتحفظ على ملف قضية , كاحضار نفايات نووية ودفنها في اراض سورية , وتدمير صحة المواطنين وصحة اجيال قادمة , كما تدمير بيئة سورية . والحفاظ على بطل تلك الجريمة نائباً لرئيس جمهورية لمدة تزيد عن العشرين عاماً , علماً بان رئيس الجمهورية آنذاك كان ( قائد , فذ , تاريخي , وملهم ) لم تنجب الأمة شبيهاً له بحسب من احتفظ بملف دمار البيئة والأنسان السوري .
ما لم يقوله لنا " ممثلين الشعب " الكراكوزيين هو , هل خيانة عبد الحليم خدام ناشئة عن تلك الفعلة النووية الشنعاء , ام انها ناشئة عن خيانته لمجرمين كان واحداً منهم ان لم يكن معلمهم , مازالوا يتربعون على عرش السلطة , بفضحه لأغتيالهم للشهيد الحريري ورفاقه وغيرهم ؟؟؟؟

وتساؤلنا الآخر هو لتلك السيدة البرلمانية التي وصفت خدام بانه كان رأس الفساد في الدولة هو , هل ينطوي توقيع خدام على المراسيم التي اوصلت بشار الأسد الى التوريث , ضمن ممارساته الفاسدة؟؟؟؟؟ , ام ان الفساد الذي يأتي لصالح عصابات الحكم هو من باب الأعمال الفاضلة , كمراسيم التوريث , ودفن النفايات النووية في اراضي البلد , واستيراد اللحوم , والتمر , والأرز الفاسد , الذي لايصلح للأستعمال البشري , وطرحه في الأسواق كغذاء للمواطنين السوريين الذين هم باعتقادكم ( ابناء القائد الرمز )
والسؤال الأهم الذي يوجه الى اركان هذا النظام الباقيين والراحلين هو , اذا كنتم تخرّجون بين الفترة والأخرى , نواب رؤساء جمهورية فاسدين وخونة , ورؤوساء وزراء فاسدين ولصوص , واخ لرئيس الجمهورية او عم الوريث وقائد اكبر قطعة عسكرية في الجيش السوري , متآمر وفاسد , ووزير داخلية ( معقد ومأزوم نفسياً ومسئول عن كل الأخطاء في لبنان ) ولكنه لم يكن خائناً فقط لأنه كان تحت القبضة عندما انتُحر . الا يعني هذا ان النظام بكامله هو نظام فاسد وخائن ولص ومجرم , ولا يأبه لبيع الجولان ونسيانه ان كانت ثمن كسب الحماية للنظام , وبالتالي فالنظام بكامله من مؤسسه الى أصغر أزعر في الشارع يتهجّم على معتصمين سلمياً للمطالبة بالحقوق ,يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى .



#فريد_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصول الأخيرة من عمر الطغيان
- أعلان دمشق .. خطوة بالأتجاه الصحيح
- من خلال مقابلته مع ( دير شبيغل ) الألمانية قراءة في فكر بشار ...
- مدينتي يبرود و - نِعم الحركة التصحيحية -
- حول عودة المنفيين الى ارض الوطن
- مورفين جديد يُحقن في الجسد السوري المنهك, بحقنة المؤتمر القط ...
- زمن الأستحقاقات
- زراعة الياسمين في سورية , مشمولة برعاية قانون الطوارئ
- هل سورية مستعدة للسلام مع اسرائيل ؟
- بناء نظام وطني ديمقراطي شرط لازم لانهاء التعذيب في السجون ال ...
- اينعت ثمار الأستبداد
- هل السياسة الخارجية السورية وطنية ؟وهل كانت تقدمية ؟
- لقاء وحوار مع المناضل رياض الترك في مونتريال - كندا
- ما بين اعادة الأراضي ...والأصلاح ! مسيرة أستبداد وضياع للأوط ...
- خياران للأنظمة العربية.. لا ثالث لهما
- فاقد الشيء ...يدّعيه
- حول مفهوم الديمقراطية والتغيير الوطني الديمقراطي
- الأستبداد مرض نقص المناعة المجتمعي المكتسب
- حول علاقة الصحفي السوري برجل الأمن
- كي لا نقول بعد سنوات فلسطين والعراق وسورية والسعودية و


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد حداد - من يجب محاكمته بتهمة الخيانة العظمى ؟