|
جلال الطالباني يفكر بالرئاسة مجدداً
شوكت خزندار
الحوار المتمدن-العدد: 1421 - 2006 / 1 / 5 - 09:53
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
شبكة ( الدار العراقية ) في عددها ( 141 )) كتب الأخ الدكتور سلام الماشط يقول : (( في الوقت الذي يسعى فيه العراقيون إلى تثبيت أسس الديمقراطية وإنهاء كل مخلفات الحقبة الماضية من قتل وتدمير وتهديم للبنى التحتية التي يحتاجها الوطن والمواطن ...الخ)) ثم يستطرد فيقول : (( ... هناك نية لإعادة تعيين السيد جلال الطالباني لرئاسة العراق، وهذا الأمر فيه من الخطورة الشيئ الكثير ...)) ويضيف أيضاً : (( أن العراق بلد عربي والأكثرية فيه هم من العرب ، ونسبة الأخوة الأكراد في العراق أقل من نسبة الأخوة التركمان في شمال العراق .. )) .
أي عراق نعيشه اليوم ، في ظل العدوان والاحتلال ... لقد قيل الكثير عن أهداف الطغمة الحاكمة في واشنطن ، بداية كانت عنوان إدارة بوش هو " التخلص من أسلحة الدامار الشامل وعلاقة النظام السابق بتنظيم القاعدة ؟!وبعد ان ثبت زيف ادعاءات اسلحة الدمار الشامل... ادعى بوش من أن إدارته أرادت إسقاط نظام صدام الدكتاتوري وتمكين العراقيين لبناء دولتهم في ظل الحرية والديمقراطية والمحافظة على حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الإجتماعية .. الخ
فبدل إسقاط دكتاتورية واحدة ، خلقت دكتاتوريات متعددة متسلطة على رقاب الشعب العراقي منها طائفية وعرقية ومذهبية ، متمثلة باحزاب وتجمعات عربية وكردية خلقت لنفسها مشايخها واماراتها التي تحكم فيها وتطبق قانونها من خلالها.
لقد قضيتُ ثلثي من عمري في بغداد ، ولم أشعر في يوم ما من إنني غريب بين أخوتي العرب ، هنا أقصد تحدياً الشعب العربي في العراق ، وليس الأنظمة المتعاقبة في العراق .
عام 1954م كنتُ عضواً عاملاً في الحزب الشيوعي العراقي وفي مدينتي السليمانية ، عند قيام الجبهة الوطنية المنبثقة أنذاك من أجل خوض الانتخابات البرلمانية ، شاركت في فعاليات الجبهة ، حيث كلفنا حزبياً أنا والرفيق ، (عثمان كاركجي )، في كتابة شعارات الجبهة الوطنية على الجدران " لأنتخاب ممثلي الجبهة الوطنية " . في الساعة الرابعة فجراً انهينا واجبنا ، فملائنا جدران الشارعين الرئيسين في السليمنانية ، شارع " كاوة " وشارع " المولوي " يميناً وشمالاً على طول الشارعين ، بشعارات الجبهة الوطنية .
مدينة السليمانية أنذاك كانت نسبة الأكراد فيها مئة بالمئة ، عدى الموظفين الحكوميين من أخوة العرب .
كان مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني ، هو الشاعر والأديب المرحوم إبراهيم أحمد وكان سكرتيراً عاماً للحزب الكردي ... وخصمه في الانتخابات النيابية هو المرحوم ، شريف الشيخ وهو عربي جاء إلى السليمانية ورشح نفسه عن الدائرة الانتخابية هناك ، حيث جرت الانتخابات على أساس الدائرة الانتخابية الواحدة في العراق .
فاز المرشح العربي ، شريف الشيخ ، فوزاً ساحقاً في مدينة كردية خالصة ... هكذا كان الوضع في العراق ، كردي يصوت لأخيه العربي ، والأخ العربي يصوت لأخيه الكردي في بغداد أو محافظات عراقية أخرى .
في ظل الحريات الأمريكية ، السني يصوت للسني والعربي يصوت للعربي وهكذا الشيعي يصوت للشيعي ، إلى ما هنالك من التقسيمات المذهبية والطائفية والعرقية ، في ظل الديمقراطية الأمريكية ؟!
إذا كانت ديدن القيادات الحزبية المرتبطة والمتعاونة مع قوات الاحتلال الأمريكي البغيض منسجمة مع المشروع الأمريكي ( أدوات الاحتلال ) فلاغرابة من ذلك .!
ولكن من المؤسف ، أن ينسحب المشروع الأمريكي على المثقفين ومن أصحاب الفكر والرأي ، ومن الذين لا نشك في وطنيتهم ورفضهم للعدوان والاحتلال ، فهذه قضية فيها وجهة نظر ؟
فبدل الرفض والإدانة لما يسمى بقانون " مجلس الحكم " الذي شكله الحاكم المدني للاحتلال " بريمر " ، وقانون الإدارة المؤقت ، يكتبون ويطالبون في جعل اختيار الرئيس من القومية الكبرى في العراق ، العرب ، ؟ أو من الأخوة الكرد ، كما يطالب الأكراد ...!
دور الكتاب والمثقفين ، هو تعريف وتشخيص المسؤولين ، والذي يجب أن ينصب على الكفاءة والمقدرة والنزاهة ، وليس على أساس القومية أو الطائفية أوالعرقية المدانة أصلاً ... فجلال الطالباني في الاساس هو عنصري معادي للعرب وكل من هو غير كردي ... فقد أعلن هو بنفسه بأنه لا يعترف بالكيان العراقي ، ودولة العراق مصطنعة ... وهو غير نزيهه من الناحية المالية أصلاً، سرق الكرد وكوردستان قبل أن يصبح رئيساً للعراق ... قبل سقوط النظام السابق نتيجة الحرب والعدوان وإحتلال العراق ، قتل من الأكراد ( أبناء العمومة ) أكثر مما قتل على يد النظام السابق ...
السيد جلال الطالباني ، لا يؤمن بالعراق ولا بالعروبة ؟
ففي عام 1983م وفي جريمة ( بشت آشان ) عند استشهاد الشاب جبار أسعد خضر، وأسعد هو من قياديي الحزب الشيوعي العراقي ، وجبار كان يدرس في موسكو ، قطع دراسته وعاد إلى كردستان للمساهة مع قوات الأنصار للشيوعيين ... وبعد أن عرف جلال الطالباني إن جبار هو أبن القائد المرحوم أسعد خضر ، أعتذر منه وقال : إن رجاله أعتبروه من العرب لهذا تم إعدامه رمياً بالرصاص .؟! هذا هو السيد جلال الطالباني ، يا أخوتنا العراقيين .!
قبل أن يتولى السيد جلال الطالباني رئاسة العراق ، وفي احدى مقالاتي كتبت وقلت :لننتظر حتى نهاية رئاسته ولنرى من هو أشطر ، بول بريمر الذي سرق من أموال العراق أكثر من 12 مليار دولار . أم الرئيس الجديد جلال الطالباني. ففي تشرين الثاني لعام 2005 ، صرح المستشار ( ليث كبة ) بأن قادة الأكراد ينافسون في الغنى صاحب شركة مايكرو سوفت الملياردير الامريكي...
قبل بضعة أيام فقط ، التقيت عن طريق الصدفة ، بأحد الكوادر للأتحاد الوطني الكردستاني ( داخل حافلات نقل الركاب في مدينتنا الدنماركية ) بعد حديث قصير سألته إن كان لازال يواصل نشاطه داخل الإتحاد ؟
أجاب : لقد تركت الإتحاد الوطني منذ عام 1988 م بعد أن هرب مام جلال وتركنا مع أخذ مالية الحزب و " الثورة " ؟!
ففي الأيام الماضية قرأنا خبراً مثيراً ، بان عبدالعزيز الحكبم ، بعد أن كان يشبع بالتمام والكمال أيام اللطم على الهريسة و " القيمة " في الحسينيات ، وعنما كان في إيران يعيش على راتب اللجوء ، انه تبرع بمبلغ 550 مليون دولار لأحدى المستشفيات في العراق . ؟؟! هذا هو ثوب الدين والعمامة ، وهذه هي بركات سيده الأمريكي .
ونرى هذه الأيام يشتد الصراع بين الكتل الطائفية والعرقية ، وخاصة قائمة التوافق مع قائمة اياد علاوي ، فالطروحات بين الجميع ليس على أساس بناء العراق " الجديد " كما يقولون ، وانما من أجل الغنائم السياسية والمالية والمناصب الحكومية ومن منهم أشطر من الثاني للاستيلاء على أكبر قدر ممكن من أموال الشعب العراقي .
الصراع فيما مضى وهذه الأيام !
في 11/3/2005 ، كتبتُ في مقال تحت عنوان ( التأريخ عبر ودروس ) ، أقتطف فقرة قصيرة كما جاءت في المقال أعلاه : ــ (( قبل العدوان والاحتلال ، وعند سنوات االنضال ، فشلت جميع الأحزاب والقوى السياسية من على الساحة العراقية في مقارعة النظام الدكتاتوري المستبد، وذلك بسبب التمزق والتناحر فيما بينها ، أو محاولات إقصاء الآخر ! فالجميع يتربص ببعضه ويتحين الفرص للحصول على مغانم أكبر وأوسع من دولة صدام حسين والكل استفاد من كرم دولة البعث..))
ونرى هذه الأيام أيضاً إن جميع القوى والأحزاب المنخرطة في العملية السياسية الأمريكية ، الجميع يحاول كسب ود الإدارة الأمريكية والفوز بالمناصب الحكومية ، لا من أجل عراقهم " الجديد " ؟ وانما من أجل الحصول على قدر أكبر من اموال العراقيين ... فلا همّ لهم سوى السيطرة والسطو وجني أموال الحرام وسرقة قوت الشعب العراقي .
بعد قوز قائمة الأئتلاف ، مباشرة لجأ رئيس وزرائهم، الجعفري، إلى رفع أسعار الوقود أضعافاً مضاعفة وفي نية حكومته الحالية ( حكومة تصريف الأعمال ) يتردد على أن الجعفري يفكر بإلغاء البطاقة التمونية ، كل ذلك من أجل تقديم أكبر الخدمات للشركات الإحتكارية الأمريكية وكل شعاراتهم وبرامجهم ذهبت ادراج الرياح .
أما الذين كانوا يرفضون لفظياً الانخراط في العملية السياسية والدخول في العملية الانتخابية ، وهناك من يقول : أن هؤلاء الرافضين قد وقعوا في الفخ الأمريكي ؟ في الوقت الذي كانوا يلهثون للأنخراط في العملية السياسية ألأمريكية ، وكانوا ولا زالوا يرفعون شعارات ديماكوكية في عملية الخداع تجاه قواعدهم وتجاه أبناء شعبنا العراقي الصابر ، فيدعون بأنهم مع المقاومة ، بل إن نضالهم هو جزء من المقاومة لطرد الاحتلال ...
وهنا نريد التأكيد على ان كل مساهم ، ان كان فرداً أو جهة سياسية دخلت العملية الانتخابية الأمريكية ، هم مع الاحتلال وعرقنة الاحتلال ، فلا مجال في التفكير سوى بهذه النتيجة وهم الآن يجرون خيبة أملهم وقصر نظرهم في العملية السياسية الجارية ، وسوف يدفعون الثمن غالياً ليس على يد أبناء شعبنا العراقي ، وانما على يد قوى الاحتلال البغيض .
فلو تجرأوا ، كما قالوا بأنهم سوف يقفون في عرقلة اتمام مجلسهم البرلماني أو عدم مشاركتهم في الحكومة المقبلة ، لن يكونوا سوى تحت البسطال الامريكي كما جرى لمحسن عبد الحميد ، عندما داس الجندي الأمريكي على رأسه لمدة 20 دقيقة .؟ فهل يصمد هؤلاء الساسة مرة أخرى عندما يلجأ المارينز الأمريكي في سحق رؤوسهم ثانية ؟ لنرى النتائج قريباً ؟
ثم جلال الطالباني ، بعد أن كان يحتاج إلى بضعة دنانير أيام زمان في الخمسينات من القرن الماضي ، اليوم يصارع الملياردير صاحب " مايكرو سوفت" .؟ من واجب الكتاب والمثقفين الوطنيين تعرية ومحاسبة الطالباني على أساس ما ذكرته أعلاه ... وليس على أساس كمواطن كردي .؟!
ثم ماذا قدم جلال الطالباني لشعبنا الكردي والمنطقة الكردية ؟ فبدل توفير الطاقة الكهربائية في كردستان ، ذهب إلى بيع مولدات للطاقة الكهربائية التابعة لسد ( دوكان ) ؟!
لازال مئات ، بل الألوف من القرى الكردستانية لم تدخل الحد الأدني للحضارة كالطرق والمدارس والمستوصفات ، ولازالت أهالي تلك القرى الكردية تعيش على ضوء الفانوس النفطي ... والأمية منتشرة بينهم خاصة بين الفلاحين تصل نسبته إلى 80% . لذلك لايجوز تغليب النعرة الشوفينية في تناول العناصر الكردية او العربية ، ودورها في ما وصل اليه بلدنا ، بل من الواجب تغليب النفس الوطني عند الاشارة والكتابة حول اشخاص مارسوا دورهم العنصري والشوفيني بحق ابناء شعبنا عربا واكرادا واقليات.
#شوكت_خزندار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
! هل للعصفور لبن شجب وإستنكار لقرار حكومة ( المشيخة الاقطاعي
...
-
لتترتفع الأصوات الحرة من أجل انقاذ كمال سيد قادر !
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|