سعيدي المولودي
الحوار المتمدن-العدد: 5364 - 2016 / 12 / 7 - 23:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مرثية " فيديل"
غابات من الحلم تتهاوى، وتلبس نداها الأسود، وترحل نحو هذا الرماد. الأرض بعيدة جدا، وأنت بهذا الجوار ترقب وجدها. لا جدوى من هذه المسافات خارج الموج الذي يصل النهر بمجراه.
"هافانا" الآن تمسك دويها، وتقفر، طلقةً من الصمت، أرملة النهايات السعيدة.اسمك المطارد المثقل بالوفاء، بالفجائع والخطوات المضيئة، يهبط على هذا الكون الراكض نحو كل الحروب، كالسحابة ويلوذ بدفء الجموع..
هكذا الأسلاف يعبرون، ووجه النهار يغلق البريق، لتبدأ العتمات نومها، وتحدق في المواقد القديمة. مرة أيها الموت الخائن ضع رعبك على الزناد وأطلق رصاصك في اتجاه الأعداء وافسح الطريق للأحبة كي يرتبوا تضاريس الثورات على هواهم.
كم أنت غاشم أيها الموت، تجلُد ظلالنا وتُغمض أيدينا على الذكريات الشريدة.
ها نحن نسير في الغسق، هناك، في النهايات الباردة حيثما وجهك يتساقط شاخصا، ويبتعد عن عوائد الفقراء، حيث ترقد أحلامنا العذراء وتقترب الشمس من حقيبة المغيب.
أيها الثائر، الواحد الأحد، الأول الآخر، الناسك المتعبد، المهووس بالأرض، لا غنائم لديك تغلق عليها بردَ الشرفات غير الوفاء الذي قادك لهذا العبور.
ها أنت تسرج لونك للغياب، ولن تعود الثورة لتتربص بنا، سنهبط قعر هذه الهزائم الملونة بالدسائس ولا أحد يدري أين تمضي بنا الطريق.
لك كل هذا الحب يا "فيديل"،
لك الخلود كله،
لك الشموخ، بسعة هذا الكون. والثورة لا تموت أبدا.قائمة في العادات اليومية وفي عيون الفقراء.
#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟