|
معالي السيد وزير السياحة والآثار اللبناني , الرمح ما يتخبا بالعديلة
احمد حسن العطية
الحوار المتمدن-العدد: 5364 - 2016 / 12 / 7 - 15:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول شيخ الأدب الشعبي اللبناني الأستاذ سلام الراسي : ( في ساحة شبعا وقفت أمام باب دكان أسأل عن رجل من أبناء البلدة فقال شاب : شو بتريد منو ؟ فإنتهره أحد الشيوخ من الداخل : يا محمود ..... الرمح ما بيتخبا بالعديلة , إذا كنت بتعرف وينو قول وينو , نحنا ما تعودنا نخبي رجالنا من وجوه الناس ) .. الذي حدث معي معالي الوزير وأنا السائح العراقي المهتم بالحضارة والآثار الفينيقية والرومانية حينما زرت لبنان مؤخرا كان مشابه لقصة الراسي مع الفرق انه الرمح الذي كنت أسأل عنه ( مخبينوا بالعديلة ) , وأن الجميع قد حاول أن يخبي وجه الرجل الذي أبحث عنه , بل تعدى الأمر إلى تطبيقات الهاتف الذكي ( Google maps ) فحتى هذا الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة عجز أن يرشدني إلى قبر ( حيرام أبي ) المعماري الفينيقي( 900 ق. م ) الذي أرسله ملك صور إلى النبي سليمان ليشرف على بناء الهيكل والوارد ذكره في التوراة ( رجل ماهر , صاحب فهم خبير بالذهب والفضة والنحاس والحديد , عالم بالأرجوان والبرونز والقرمز , يخترع كل شيء يلقى إليه ) سفر الأخبار ـ الأيام الثاني 13 ـ 2 ـ 11 . إن دل هذا على شيء إنما يدل على إهمالكم شخصيا وكادر وزارتكم في الاهتمام بهكذا صرح عظيم تهفو إليه أفئدة الكثير من الناس في عموم بقاع الأرض . معالي الوزير المحترم : أنا وأنت والجميع يعلم أن قبر حيرام أبي هو رمز ماسوني قديم وعظيم , وانه البناء الأول والمعلم الأول للماسون في العالم وإن الكثير من الماسون الذي يتعدى عديدهم عشرات الملايين في عموم الأرض يتمنون زيارة قبر حيرام أبي ولا يخفى على معاليكم أن الماسون من أغنى الناس في العالم وإنهم المتحكمون في اقتصاد وسياسة الكوكب بشكل عام , فمن باب احترام التنوع الفكري والثقافي أولا ومن باب تطوير الاقتصاد اللبناني ثانيا ندعوكم للاهتمام بصرح قبر حيرام أبي في حناوية القريبة من مدينة صور في الجنوب اللبناني فتخيل معاليك حجم الإيرادات التي يكسبها قطاع السياحة في لبنان إذا تم الترويج لرحلات سياحية لزيارة قبر حيرام أبي تنطلق من كل أصقاع الأرض , ولك أن تتخيل التطور الذي سيحصل في الجنوب اللبناني عند دخول السياح الأجانب لزيارة أقدم مَعلَم اثري ماسوني في لبنان ( قبر حيرام أبي ) . وندعوكم لإنشاء أبنية ومسارات سياحية مجهزة في الجنوب اللبناني لتنشيط حركة السياحة في الجنوب وخصوصا وانه لا يمتلك سياحة حقيقية فأنا شخصيا لم أشاهد سياحا أجانب في صور سوى قوات ( اليونفيل ) التابعة للأمم المتحدة وهم في الأغلب جنود والجنود لا يمكن اعتبارهم سياح لأنهم في مهمات عسكرية فقط . هالَني ما رأيت عند وصولي قبر حيرام فالقبر مهمل بطريقة مخيفة والنفايات من حوله بطريقة مهينة وكأن يدا تتعمد تخريب المكان وطمس معالم حضارة كان لها الفضل في جعل لبنان حاضرة فينيقيا ومنارة الشعوب القديمة وعروس البحر وعاصمة الساحل . أتعلم معالي الوزير أن كلمة حيرام أبي تتألف من مقاطع كالآتي : ( حي ) بمعنى الذي يعيش أي فيه حياة , ( رام ) بمعنى العالي , ( أبي ) : بمعنى من له قدر من الاحترام أو الوالد فيصبح معنى ( حيرام أبي ) الرجل الحي ذو الاحترام السامي , فأين الاحترام معالي الوزير وقبر حيرام يعاني ما يعاني من إهمال متعمد . معالي الوزير : بعد بحث عن شخصكم الكريم في محرك البحث كوكل تبين أنكم تحملون شهادة عليا في علوم الاقتصاد من باريس , وانك رجل أعمال ناجح وتترأس العديد من الشركات ومنها شركة ( باتيم أفريقيا ) المتخصصة في أعمال البناء والتسويق العقاري لذلك ندعوكم كوزير أولا وكاقتصادي ثانيا وكمقاول بناء ثالثا إلى الاهتمام بقبر حيرام وإعادة بناءه وتشييده بما يليق بمعلم سياحي واثري قديم قِدم لبنان لما له من عوائد اقتصادية على الجنوب اللبناني بوجه خاص ولبنان بوجه عام أو السماح لأي متبرع أو مستثمر لبناء وتشييد القبر وهم بالمناسبة كُثر . إنها مسئولية تاريخية ملقاة على عاتقكم فعملية تشييد قبر حيرام أبي ليست سهلة وخصوصا وانه يقع في مناطق نفوذ ليست لكم عليها سلطة ولكني لا أتصور أن عملية إقناع الطرف المسيطر في الجنوب اللبناني بإعادة بناء وترميم قبر حيرام صعبة أو مستحيلة مع ميزان الربح والخسارة وبحث الموضوع وفق هذا الميزان وبعقلانية وبموضوعية وخصوصا أن خسائر السياحة في لبنان للعام 2016 تجاوزت ال 4 مليار دولار . ثم لماذا لا يتم التنسيق مع اليونسكو لاعتبار ( قبر حيرام أبي ) من ضمن قائمة التراث العالمي فلا أتصور أن مغارة جعيتا التي رَوجَت لها وزارتكم لاعتبارها من عجائب الدنيا وصرفت ما صرفت على الموضوع أهم من ( قبر حيرام أبي ) الموغل في القدم والضارب في جذور الأرض . يبدو أن حيرام أبي ورجاله قد طبقوا المثل اللبناني ( أسس بيتك عالصخر , بيثبت للدهر ) فحيرام قد أسس بيته وقبره من الصخر لذلك بقي ثابتا ابد الدهر . ختاما ندعو معاليكم إلى تطبيق المثل اللبناني ( وسع بوابك , يكثروا صحابك ) فالجنة بلا ناس , مابتنداس . خالص الود والاحترام لمعاليكم سيادة الوزير
#احمد_حسن_العطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السيد حيدر العبادي , أشتري من عبد التواب الملا حويش
-
كَرجية الكاولية ( الغجرية ) والمفوض شوكت الشاوي
-
بالَ حمارٌ فإستبالَ أحمرة
-
أُكُل كركري
-
الرموز الماسونية في أصفهان الإيرانية
-
كاولية , غجر , نَوَر , حكومة
-
دعارة شرعية
-
بعبوص
-
القاعدة وداعش وإستراتيجية السيطرة على العالم الإسلامي بحلول
...
-
داعش وجنة الحب الحر
-
إلي يكره الحلو ريتوا بالعمى , معصومة زارع نموذجا
-
نكات طائفية من العراق
-
الساسة السنة في العراق , وصلت لثوب شكوف
-
فضل الزيارة في الترويج للدعارة
-
أبشرك الشعب ما يحجي , أبشرك النفط ما يمشي , أبشرك + 18
-
ظواهر النقص المميتة عند تنظيم داعش ( الدم الدم الهدم الهدم )
-
حوار مع مطيرجي زواجل نتمنى أن تفهمه حكومتنا الرشيدة
-
بين شيوخ قبل , وشيوخ هسه , قصص ذات أنياب
-
سميرة توفيق واردوغان وخاتمي وحكومتنا الرشيدة
-
حمارُ الحكيمِ توما و ظاهرة أبو علي الشيباني
المزيد.....
-
السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة-
...
-
الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد
...
-
تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي
...
-
باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
-
-أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما
...
-
كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
-
مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
-
“خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة
...
-
ماما جابت بيبي..فرحي أطفالك تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا
...
-
عائلات مشتتة ومبيت في المساجد.. من قصص النزوح بشمال الضفة
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|