الهجرة و (مكافحة) الإرهاب

أيمن زهري
كاتب وأكاديمي مصري، خبير السكان ودراسات الهجرة

الحوار المتمدن-العدد: 5364 - 2016 / 12 / 7 - 11:44
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    

الهجرة بالأساس ظاهرة ايجابية، فمن خلالها تعارف البشر، وعن طريقها انتقلت الفلسفات والمعارف والعلوم والاديان، ومن خلالها أصبح الناس أقرب لبعضهم البعض. فالمعارف والخبرات التي تنتقل من خلال الهجرة تجعل الناس أكثر تقبلا للآخر المختلف بما يودي في نهاية المطاف للمساهمة في الأمن والسلم العالمي. كما أن الهجرة تؤدي إلى توسيع دائرة الانتماء من خلال المعارف المشتركة والحياة المشتركة، والجنسية المزدوجة التي تجعل المهاجر ينتمي ويدين بالفضل لأكثر من دولة وأكثر من ثقافة.

كل ذلك يفترض به أن يساهم في مكافحة الإرهاب الذي يكون عادة نتيجة للاختلاف والإحساس بأن ثقافة الإرهابى هي الافضل وبذلك يحاول فرضها على الآخرين بالقوة. بالإضافة إلى أن الهجرة تساهم في تجسير الفجوة الثقافية والمعرفية بين الشعوب من خلال التلاقح الثقافي والمعرفي، تسهم الهجرة أيضا في تجسير الفجوة الاقتصادية بين بلدان الإرسال والإستقبال من خلال تحويلات المهاجرين التي تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني للدول المرسلة وتساهم في دعم التشغيل ورفع المستوى الاجتماعي والاقتصادي والصحي والتعليمي لأسر المهاجرين بما يجعلهم أقل عرضة لتأثير التيارات المتطرفة.

لكي تؤتي الهجرة أُكُلها وتساهم مساهمة جادة في مكافحة الارهاب هناك مجموعة من التوصيات التي يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار:
اولا: مكافحة الظواهر السلبية التي قد تحد من تأثير الهجرة كعامل تنموي ايجابى والتي منها على سبيل المثال الهجرة غير الشرعية/غير النظامية وتهريب المهاجرين والاتجار بالبشر والعمل القسري، وذلك من خلال التعاون الدولي وتنمية المجتمعات المحلية وغرس قيم الانتماء لدى الشباب واستيعابهم في المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية ورفع مستوي التعليم.
ثانيا: يقع على عاتق الدول المستقبلة العمل على إدماج المهاجرين والاهتمام بأبناء الجيل الثاني والثالث من المهاجرين وتوفير سبل العيش الكريم لهم وحمايتهم من الممارسات الضارة مثل كراهية الأجانب والتمييز.

#أيمن_زهري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات