|
التجربة الكورية... هل يمكن تطبيقها في العراقً
محمد صبيح البلادي
الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 00:26
المحور:
الادارة و الاقتصاد
التجربة الكورية... هل يمكن تطبيقها في العراقً نقلت بواسطة ورشة على الهواء محمد صبيح البلادي سبق ونشرنا موضوعا او موضوعين عن التجربة الكورية ؛ وننقل لكم هنا هذا المقال هدفه كما في العنوان وجديرا نقل التجارب العالمية عسى أن يدرسها العراق ليرى طريقا له في تتبع التجارب العالمية
التجربة الكورية... هل يمكن تطبيقها في العراق د. أحمد العثيم/كاتب اقتصاد
إن الدول المتقدمة اقتصاديا استطاعت أن تحقق هذا التقدم عن طريق تطبيق تجارب اقتصادية ناجحة وعلى الدول الأقل تقدماً أن تأخذ بتجارب الدول الأكثر تقدماً.
وبإلقاء الضوء على أحد تجارب الدول الصناعية الكبرى مثل كوريا الجنوبية؛ فعلى الرغم من قلة الموارد الطبيعية وزيادة عدد السكان إلا أن كوريا الجنوبية استطاعت أن تحقق تنمية اقتصادية واجتماعية كبيرة؛ فنحن أمام اقتصاد حظي بدعم المعسكر الغربي خلال حقبة الحرب الباردة خاصة في عقدي الستينيات والسبعينيات، وذلك لكون كوريا الجنوبية كانت في قلب التحالف الغربي الأمريكي ضد التحالف الشرقي وضد الصين وكوريا الشمالية.
وقد وفر هذا الدعم الانطلاقة الأولى للاقتصاد الكوري ومكن البلد من النهوض والوصول إلى درجة الاعتماد على النفس.
وتمثل التجربة الكورية أنضج تجارب النمور الآسيوية تجعل الدول تأخذ تجربة كوريا الجنوبية مأخذ الجد والعمل على تطبيقها ويجب على الدول العربية من أجل النهوض باقتصادياتها أن تعمل على تطبيق تجارب الدول الصناعية الكبرى لكي تستفيد من التجربة.
وبالعودة إلى الاقتصاد الكوري فنجد أن هذا البلد يحتل مواقع عالمية كبيرة في مجالات صناعية عديدة؛ فقد جاءت كوريا في المرتبة العاشرة على مستوى العالم في عام 2004 تبعاً لإجمالي الناتج القومي، وعلى مستوى الصادرات جاءت كوريا في المركز التاسع، وأصبحت ثالث منتج لأشباه الموصلات، وسادس منتج للسيارات وثامن منتج للأجهزة الرقمية وتاسع منتج للصلب والبتروكيماويات وتحتل كوريا الجنوبية المركز 12 على مستوى العالم بالنسبة لأكبر الدول المصدرة في تجارة السلع بقيمة 253.9 مليار دولار بنسبة 2.8% من إجمالي صادرات العالم من السلع، وتحتل المرتبة 13 بالنسبة لأكبر الدول مستوردة لتجارة السلع بقيمة 224.4 مليار دولار بنسبة 2.4% من إجمالي واردات السلع في العالم في عام 2004 وتحتل أيضاً المرتبة 15 في قائمة دول العالم المصدرة لتجارة الخدمات بقيمة 39.7 مليار دولار بنسبة 1.09% من إجمالي صادرات العالم من الخدمات وتأتي في المرتبة 12 بالنسبة لدول العالم المستوردة للخدمات بقيمة 49.6 مليار دولار بنسبة 2.4% من إجمالي واردات الخدمات العالمية عام 2004م.
وبلغت القيمة الإسمية للناتج القومي الكوري حوالي 667.4 مليار دولار عام 2004 مقارنة مع 605.4 مليار دولار عام 2003 وبلغ الناتج القومي لكل فرد حوالي 12030 دولار في عام 2004 ومن المتوقع وصوله إلى 16900 دولار في نهاية 2005 وإلى 21068 دولار عام 2008، وبلغ الفائض في الميزان التجاري لكوريا الجنوبية في عام 2004 إلى 29.75 مليار دولار مقارنة مع 14.9 مليار دولار عام 2003م.
أما بالنسبة لحجم الاستثمار الكوري في الخارج فقد بلغ حجم الاستثمار الخارجي لكوريا في عام 2004 إلى حوالي 8 مليار دولار بزيادة بنسبة 36.8% عن عام 2003 كما بلغ حجم الاستثمار الأجنبي في الدولة حوالي 3 مليارات دولار بنهاية عام 2004 ومن المتوقع أن يبلغ حوالي 5 مليارات دولار بنهاية عام 2005م.
وتقوم الصادرات الكورية بالدور الرئيسي في الاقتصاد الكوري حيث تمثل الصادرات نسبة40% من النشاط الاقتصادي الكوري.
وقد ارتفعت الصادرات الكورية بنسبة 29% في عام 2003 وفي عام 2004 ارتفعت الصادرات بنسبة 31.2% حيث بلغت حوالي 254.22 مليار دولار.
حيث بلغ إجمالي الصادرات الكورية إلى الاتحاد الأوربي في عام 2004 حوالي 36 مليار دولار بنسبة ارتفاع 40.6% عن عام 2003م.
وقد زادت الصادرات الكورية إلى الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 25.3% في عام 2004م وبلغت الصادرات الكورية إلى الصين في عام 2004 حوالي 48 مليار دولار بزيادة بنسبة 43.7% في عام 2003م.
وتقود صناعة السيارات الاقتصاد الكوري حيث تمثل نصيباً كبيراً من الصادرات الكورية ومن المتوقع أن صناعة السيارات سوف تضيف للاقتصاد الكوري خلال السنوات السبع القادمة حوالي 54.8 مليار دولار ويقوم قطاع تكنولوجيا المعلومات الكوري بدور كبير في زيادة الصادرات الكورية حيث بلغت قيمة الصادرات المعلوماتية حوالي 75 مليار دولار عام 2004 بزيادة بنحو 29.5% عن عام 2003 ويرجع ذلك الحجم الكبير في الصادرات المعلوماتية الكورية إلى تحسن صورة المنتجات الإلكترونية الكورية في الأسواق العالمية زيادة المبيعات في أشباه الموصلات وأجهزة الهاتف المحمول.
وتعود قصة النجاح الصناعي في كوريا إلى أربعة مراحل مرت بها عملية التصنيع وهي:
1- التحول من سياسة التصنيع القائم على إحلال الواردات إلى سياسة التصنيع الموجه إلى التصدير.
2- نمو الصناعات الثقيلة والكيماوية حيث تم العمل على تطوير الصناعات الكيماوية وزيادة مساهمتها في السلع التصديرية.
3- التصحيح الهيكلي للقطاع الصناعي حيث قامت السياسة الاقتصادي الكورية على فكرة تحقيق النمو الصناعي المتوازن مع إعطاء الأولوية إلى الصناعات الثقيلة وكثيفة رأس المال وتطوير صناعة النسيج وصناعة السيارات.
4- تطبيق عولمة القطاع الصناعي الكوري استجابة لتحديات العولمة وتطبيقات اتفاقيات منظمة التجارة العالمية.
أهم الدروس المستفادة من التجربة الكورية:
1- إن التجربة الصناعية الكورية قامت في ظل أنظمة حكم مستقرة وتعطي القطاع الخاص دوره في الحياة الاقتصادية والعمل على توفير الأطر المؤسسية للمشاركة الشعبية وتفعيلها في صنع القرار الاقتصادي.
2- اعتمدت كوريا على التعاون مع الدول الأكثر تقدماً مثل اليابان للمساهمة في النهضة التنموية.
3- توفير الدعم الحكومي للصناعات الإستراتيجية خاصة عند بداية انطلاقها خاصة في مجال البحث والتطوير.
4- التركيز على عدم التعليم وتطويره وتحسين مدخلاته بالإضافة إلى الاهتمام بتنمية الموارد البشرية وتأهيل وتدريب العمالة.
#محمد_صبيح_البلادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مناظرة [ من أجل إعداد ميزانية دستورية ] المائدة المستديرة وك
...
-
المائدة المستديرة القضية الثالثة البحث عن ملكيتي صندوق التقا
...
-
المائدة المستديرة القضية الثانية البحث عن المشروعية والحق ال
...
-
نقاش حول المائدة المستديرة - الثورة الرقمية - ضمان المجتمع و
...
-
ورقة عمل المائدة المستديرة للجلسة الثالثة بتاريخ 2016 الاسبا
...
-
فرض الواقع على المشروعية وضياع الحقوق المكتسبة 2-2
-
فرض الواقع على المشروعية وضياع الحقوق المكتسبة
-
الهدف الرئيسي للقضية المطروحة وفقا للدستور تحقيق كفالة عيش ا
...
-
المائدة المستديرة والتواصل بشبكة على الهواء
-
العراق هل ينقصه شيئ أم أشياء وصحة 1-2
-
عدنا للتجاوز على المشروعية والعود ليس أحمد
-
الى متى تستضعف هيئة التقاعد المتقاعدين
-
حديث مثمر بالصدفة بشارع الفراهيدي حول منظمات المجتمع المدني
...
-
تقرير يجب توافق التشريع مع الأسس والقياس وعدم تجاوز السلطة و
...
-
تقريرالعودة لقانون 27 قبل التعديل ولا حاجة لقانون جديد 1-2
-
سلطة التشريع تتجاوز تشريعاتها أحكام الدستور وترجيح محكمة حقو
...
-
السلطات وقوى المجتمع مساهمون في حالة الفقر لعلمهم فرض الواقع
...
-
مكافحة الفقر الدستور صناديق سيادية الضمان المواطن السلطة الق
...
-
مكافحة الفقر الدستور صناديق سيادية الضمان المواطن السلطة الق
...
-
التشريع بعد 2003 لايتوافق والحق المكتسب للمواطن والوظيفة وال
...
المزيد.....
-
بعد فوز ترامب.. الاهتمام بـ-التأشيرات الذهبية- بين المواطنين
...
-
الأخضر اتجنن.. سعر الدولار اليوم الخميس 11-11-2024 في البنوك
...
-
عملة -البيتكوين- تبلغ ذروة جديدة
-
الذهب يواصل رحلة الصعود وسط التوترات الجيوسياسية
-
الصين تعلن اكتشاف احتياطيات من الذهب بقيمة 82.8 مليار دولار
...
-
-السعودي للاستثمار- يطرح صكوكا بقيمة 750 مليون دولار
-
النفط يرتفع وسط قلق بشأن تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية
-
تدفقات غاز روسيا لأوروبا مستمرة عبر أوكرانيا رغم خلاف النمسا
...
-
بلومبرغ: -أرامكو- تخطط لزيادة ديونها لتحسين هيكل رأس المال
-
هواوي تستهدف زيادة إنتاج شريحة متطورة جديدة لمنافسة إنفيديا
...
المزيد.....
-
الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق
/ مجدى عبد الهادى
-
الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت
...
/ مجدى عبد الهادى
-
ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري
/ مجدى عبد الهادى
-
تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر
...
/ محمد امين حسن عثمان
-
إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية
...
/ مجدى عبد الهادى
-
التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي
/ مجدى عبد الهادى
-
نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م
...
/ مجدى عبد الهادى
-
دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في
...
/ سمية سعيد صديق جبارة
-
الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا
/ مجدى عبد الهادى
المزيد.....
|