|
العلمانيه واللادينية: تصحيح مفاهيم
هشام حتاته
الحوار المتمدن-العدد: 5362 - 2016 / 12 / 5 - 04:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك خلط كبير بين العلمانية واللادينية ، كل لادينى يعتبر نفسه علمانى ، وكل علمانى يعتبر نفسه بالضرورة لادينى فلا اللادينى علمانى ، ولا العلمانى بالضرورة لادينى ، ولكن العلمانى بالضرورة ليبرالى اولا : علينا ان نعرف ماهى العلمانية ** مفهوم العلمانية العلمانية عبارة عن مفهوم يقصد به ؛ الاهتمام والاختصاص بجميع الأمور الدنيوية والعمل على فصل الأمور الدينية عن الاتجاهات والآراء السياسية العلمانية تتسم بالمرونه فهى ليست ايدلوجيا سياسية او اجتماعيه لها نظم وقوانين وشروط ثابته لانها قابلة للتعديل والتطوير والزيادة وتتكيف في أي بيئة توجد فيها وفي أي مجتمع تظهر به وبين أي من الأفراد كانوا العلمانيه لاتعارض الدين بل هى لاتتدخل فيه وتقف محايدة معه ، بل العكس ربما تحافظ على جوهر الاديان حيث تمنع رجال الدين من المتاجره به حسب اهوائهم وحسب رغبة الحاكم ** الاسس التى تقوم عليها العلمانية تعتبر العلمانية أساس الانتماء لأي بيئة أو مجتمع هو المواطنة ( لايهمنى لونك ولادينك ولاجنسك ) ولا تنظر للدين على أنه أساس مهم لتحقيق الانتماء العلمانية تؤمن بأن أساس التشريع في الدولة يجب أن يعتمد على المصلحة العامة والمصلحة الخاصة فقط شرعية الدولة تكون ضمن دستور- يهتم اولا واخيرا بالانسان ويكون عقد اجتماعى بين حق الدولة وواجب المواطن العلمانية انك لاتملك الحقيقة المطلقة حريتك تنتهى عند بدايه حرية الاخرين العلمانية هى تحرير الانسان من الجبرية وايمانه بانه صانع تاريخه وصانع حضارت الايمان بكل منظومة حقوق الانسان الواردة فى الاعلان العالمى لحقوق الانسان الصادر عن الامم المتحده فى العام 1948 ( اذن العلمانى بالضرورة ليبرالى ) ثانيا : اما اللادينية فهو موقف ضد الاديان عموما وليس له علاقة بالديمقراطية ولابحقوق الانسان هو يريد حريته فقط دون النظر الى حقوق وحريات الاخرين عند تاسيس الحزب العلمانى المصرى العام الماضى كتبت اطلب من الاصدقاء عمل توكيلات للحزب حتى يكتمل نصابة القانونى للاشهار ، فوجدت احد الشباب يضع صورته امام زجاجه بيره ويكتب : النهاردة اسكر وبكره اعمل التوكيل للحزب العلمانى !!!!! وكثيرا ما اجد نفس الشئ للعديد من الاصدقاء على صفحتى ، يصور نفسه وامامه زجاجات البيرة او الويسكى !!!! بالطبع هذا لايمت للعلمانية بشئ ، وهذا من ضمن الاسباب التى دعتنى لكتابه هذا المقال القصير نوعا ازمة اللادينيين : نتيجه لثورة المعلومات التى اتاحها لنا العلم الحديث ، ونتيجه لفتاوى شيوخ الاسلام المستفزه وتدخلهم فى حياه الناس حتى غرف النوم ، ونتيجه لما فعلته داعش فى العراق وسوريا من جرائم ومرجعيتها دينية تزايد عدد اللادينيين حتى ان معظم الاحصائيات تقول انهم فى مصر وحدها بلغوا من 3-5 مليون عندما بدأ عصر النت سارع الاسلاميين بوضع كل تراثهم عليه اعتقادا منهم ان سيجلب لهم ملايين المسلمين وهو الفتح العظيم الذى ستقوده ثورة المعلومات ، بالطبع هم يصدقون كل ماجاء فيه ومقتنعين تماما انه الحقيقة المطلقة ، ولكن على الجانب الآخر كان هذا التراث ملئ ببحار الدم والقتل والتكفير وكلها ثقافه وان كانت فى الماضى مشروعه ضمن حق القوة الا ان قوة الحق وقوة القانون ومجموعه قيم حقوق الانسان فى عصرنا الحالى تتنافى مع هذه المفاهيم القديمة تماما ، فبدلا من دخول غير المسلمين لدين الله افواجا - كما اعتقدوا - خرج بعض المسلمين من دين الله اكتشف اللادينى الحقيقة التى اعتقد انها مطلقة ، ونظير هذا اعتقد انه لابد ان يكفافئ على هذا الاعتقاد لانه يقود الناس الى التنوير وطبعا باسم العلمانية كل لادينى يريد ان يكون مشهورا وان يكافئ على اكتشافه ، ولهذا امتلأت المواقع الاليكترونية بالكتابات والمقالات التى تهاجم الاديان والاسلام خصوصا ، وكل منهم يبحث عن هجره الى اوروبا التى يعتقد انها ستفتح له ذراعيها وخزائنها ، بل ان بعضهم انبطح امام الكنيسة المصرية وبدا يغازلها بالدفاع عن المسيحيين المضهدين بل انه اصبح مسيحيا اكثر من المسيحيين ، ويتبنى كل قضاياهم ويدافع عنها حتى لو على الخطأ ، وان كان البعض اعتبرها مجرد وجاهه اجتماعيه اذكر انه فى واقعه مريم صاحبة صفر الثانوية العامه اننى رايت صورتها مع محاميها فعرفت من الصورة ومن عينيها الزائغتين ووجها الشاحب انها مضطربة نفسيا وكتبت هذا وقلت انها مدعيه ومحاميها يسحبها ويمر بها على القنوات لان عينه على انتخابات مجلس النواب ، فهوجمت كثيرا من مسلمين يدعوا العملمانية وفى النهاية وبعض عرض اوراقها على 3 جهات متختصصه بالتزوير اتضح ان اوراق الاجابه الفارغه خاصة بها وذلك من مضاهاه كتابه اسمها على ورقة الاجابه اما العلمانى الحقيقى ايها السادة فهو لايبتغى سوى نشر رسالة التنوير الذى ربما فقد من اجلها الغالى والثمين ، وطن حر يحترم قيم الانسان ويحترم قيم المواطنه ، وعقد اجتماعى ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم هذا هو الفارق بين العلماني الحقيقى واللادينى مع احترامى الكامل لحقه فى حرية اخيتاره
#هشام_حتاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى الرئيس السيسى : الخيار الايرانى اصبح ضرورة
-
مصر بعد ثورتين : الارهاب والكباب
-
بعد انهيار امبراطورية النفط : السعودية الى اين ؟
-
تجلى السيدة مريم والهستيريا الجماعيه
-
بولس : مسيح الاستكانه
-
هلوسات صائم : من اين جئتى ؟
-
الى د. عمر شريف : الالحاد حرية اختيار وليس مرض نفسى 2/2
-
الى د. عمر شريف : الالحاد حرية اختيار وليس مرض نفسى 1/2
-
التصوف فى الاسلام
-
اسماء الله الحسنى والاسم الخفى
-
الحرية والفوضى وتداعيات الثورتين
-
اللوجوس الاسلامى
-
هبلة ومسكوها طبلة
-
مبارك ... ثالثة الأثافى
-
السادات .. آخر الفراعنه العظام
-
رسالة الى الرئيس السيسى
-
عبد الناصر : الحقيقة والاسطورة ( 2- اخير )
-
عبدالناصر : الحقيقة والاسطورة (1)
-
اللاوعى محرك التاريخ 2/2
-
ثلاثية : الحاكم - الكاهن - الشاعر
المزيد.....
-
عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي
...
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|