أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - قلم شريف














المزيد.....

قلم شريف


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5360 - 2016 / 12 / 3 - 01:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الكلمة نور... وبعض الكلمات قبور... بعض الكلمات قلاع شامخة... الكلمة نور ودليل تتبعه الأمة... الكلمة حصن الحرية ......
فليس هناك شيءٍ أخطر من الكلمة، ففي البدء كانت، وفي النهاية تكون، والكلمة هي المسئولة عن الحب والبغض بين الناس؛ فكم من كلمةٍ غرست المودة والرحمة والحب والألفة في قلوب الناس، وكم من كلمةٍ زرعت البغضاء، والحقد والكراهية في القلوب، فأشعلت الفتنة وعمت بسببها النقم، وتفككت بسببها أواصر المجتمع
تللك الكلمة المقدسة التي تقف بمحاذاة أدوات البناء الكبرى، وفي ذات اللحظة تقف بجوار أدوات التدمير الكبرى، تلك الكلمة تحتاج إلى قلم شريف يسطرها وهو أمين، ويحرسها وهو يقظ الضمير.
فالإعلامي الذي ينقل ويحلل الخبر، ويشكل وجدان الأمة، ويذود عن ذوي الحاجات، ويسلط الضوء على ممارسات يرجي دعمها أو علاجها، عندما يفعل ذلك وهو يراعي ضميره، وتحرصه قيمه، ويردعه خوفه من سيف الحق، وسلطان الصدق، هو قلم شريف.
والمعلم وهو يبث رسالته المقدسة، ويرسخ القيم في نفوس طلابه، ويصنع من نفسه قدوة، ونموذجا يحتذي به، ويسهم في علاج المفاهيم الخطأ لدي أبنائه، ويضعهم علي طريف المستقبل مسلحين بمعرفه رصينة، ومهارات مميزة، واتجاهات وميول صائبة، هو أيضا قلم شريف.
والضابط المؤتمن الذي يسجل تحريات تُلقي بأفراد في أحضان البراءة والسلامة، أو تقذف بهم في غياهب الظلمات، وهو يفعل ذلك يتحرى الدقة، ويعمل جهده ويبذل وقته، ولا يبخل وهو يفعل ذلك أن تكون الرحمة رائدا ودليلا له، هو أيضا قلم شريف.
والطبيب الذي تحتضن يديه آلام المرضى، وآهات الموجوعين، وهو يشخص ويكتب العلاج بعيدا شركات الأدوية التي يحابيها، أو يرسل مرضاه إلى معامل تحاليل له شراكة فيها، دون جدوى أو فائدة ترجي من تلك التحايل، أو يكلف مرضاه مالا يطيقون من الأموال، ويحول رسالته إلى تجارة، هو أيضا قلم شريف.
والمهندس الذي يرسم ويخط بمهارة وأمانة ما يؤثر علي حياه البشر، بعيدا علي كوارث المحليات، وتقاريرها الوهمية، هو أيضا قلم شريف.
والأديب الذي يضع في خلفيته قيم راقية ينبغي أن يسهم في غرسها في وجدان أمته، ويحرص أن يعزز مكانة وطنه بين الأمم، ويبث من خلال كلماته كل ما يقوي أوصر المجتمع، ويستخدم قلمه نارا تحرق كل الداعين إلى هدم القيم، ودس الفرقة، وغرس الانحلال، هو أيضا قلم شريف.
و القاضي الذي تفرد دون البشر أن يصدر أمرا بقبض الأرواح بأمر من الله، وأن يحبس الحرية، وهو يفعل ذلك عندما يواصل الليل بالنهار متحرياً، ومدققا، وباحثا عن الحق والحقيقية، خالعا رداء الهوى، ومتقلدا وشاح الشرف، ومرتديا لباس الفضيلة، هو أيضا قلم شريف.
والوزير والمدير والمسئول مهما كانت حدود مسئوليته، وهو يضع أمامه ما يؤذي من يتولى أمرهم؛ فيبادر بالعودة إلي ضميره، ولا يعمل إلا الصواب، ولا ينتصر إلا للحق، ولا يسعى إلا للصالح العام، هو أيضا قلم شريف.
وأخيرا فإن القلم الشريف هو كذلك في كل الأحوال، ومع كل الأشخاص، وفي كل الحالات، فالشرف سلعة غالية، يسجل صاحبها في وجدانه ما يجعله ينام قرير العين، خالي البال، مستريح الضمير، حسن السمعة، يورث أولاده ثروته من تلك السمعة التي لا تعدلها كنوز الأرض مجتمعة، فأولئك الذين يخشون على أولادهم بعد مماتهم، قد وعدهم الله بعدم الخوف على ذريتهم، فالله قد تكفل بهم، وذلك إن هم قالوا قولا سديا، والقلم الشريف ينعكس علي كامل المجتمع رقيا، وسموا، وإشراقا، ويصبح الشرف هواء نقيا يتنفسه الجميع، ويصبح سلعة رائجة في كل الأسواق، بل يصبح عدوي حميدة تتنشر في كل الساحات.
فقلم شريف ينتج قيما، ويرسخ عدلا، وينثر حبا، هو أداة الوطن في معركته ضد التخلف، وضد الفساد، وهو أيضا طريق الأمة الممهد للعبور إلى مستقبل نحلم به، ونتمناه جميعا.



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلب الشهباء التي أحببت
- إسرائيل تحترق وماذا بعد ؟!!
- ما وراء مباراة مصر وغانا
- المرضى لا يعرفون
- شد السيفون ولا تخجل
- مفتون أصابته دعوة سعد
- اسم الآلة
- للاحتكار وجوه أخرى
- للشعب إعلام يلهيه
- لا صوت يعلو فوق صوت المصلحة
- وزارة واحدة تكفي
- المسئول الفقاعة
- أُريد: منصة عربية في زمن التغريب
- لا تقف على ظل المعلم
- لأننا فقراء ننفق على التعليم
- ودقت أجراس الضغط النفسي
- أمة بلا أهداف سفينة بلا رُبّان
- خدعوك فقالوا ثروة
- معوقات تطوير التعليم في وطننا العربي
- تسريع القراءة في عصر التكنولوجيا


المزيد.....




- تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال ...
- مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت ...
- بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع ...
- مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا ...
- كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا ...
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - قلم شريف