|
أسماء الله في الاديان
خالد علوكة
الحوار المتمدن-العدد: 5360 - 2016 / 12 / 3 - 01:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اسماء الله في الاديان الله الواحد طبعا له المثل الاعلى ... وقد جائت اسماءه سبحانه مختلفة في لغات العالم لتصف وجه مختلف من تعدد شخصيته وهو واحدا أحد لاينقسم وقد تعطي الكلمة إسم لمعنى لغوي في انسان كائن ناطق ، بينما لايحبذ ذلك في اسم العلم لله.. نبدأ من الاسم : - سبحانه الله مطلق وهذا الاسم الله هو خالق (اي انه احدث شئ لم يكن له وجود ) والله ليس أسم ولا صِفة على الرغم من اسماءه الحسنى وغيرها في كثير اديان .....انما إسمه ذاته والنفري ص 53 في كتابه الاعمال الصوفية يقول ( الاسماء لله هو من اودعها وبه اودعها اسمه واسماءه ودائعه عند الانسان فلا يخرجها حتى لايخرج من قلبه ) ولنا نص مقدس بنور العظمة في الله كونه ( خلق نفسه بنفسه ) واية الصمد وتعني الكلمة غير قابل للعدم تقول ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوآ أحد ) ولان الاسم ( لفظ مفرد يدل على معنى دون زمانه المحصل ) – ابن سينا في كتاب عيون الحكمة - والله سبحانه ليس له بداية او نهاية وليس له سبب وايضا غير محدود وغير مشتق .– ويذهب اكهارت في كتاب ديوان الاسرار والرموز لمؤلفه محمد اقبال ص 66 في الله بانه ( العدم الذي لا اسم له ) اي انه ليس له اي اسم آخر يكون بمثابة لفظ يشير الى مفهوم او تصور عقلي مثل موجود او غير موجود ، والاسم يطلق على اي شخص لتحديد هويته وتاريخه وكما لا كفيل ولارفيق ولا بديل ولالون ولا شبيه ولا تعتبر كثير صفات نقولها ونوجدها لانفسنا نحن البشر وليست للخالق بعلاقة بها ، وكما النفري يقول في كتاب الاعمال الصوفية ص 364( اللهم اسألك باسمائك المخزونه عن كل علم ظاهر ) . ونخلص في ان ( اسم الله الذي سمي بالمجهول او الكائن او المطلق أو من الممكن تسميته (بالاخر) اي مختلف لايمكن مقارنته بشئ آخر لانه موجود بحد ذاته ) كتاب الموجز في المذاهب والاديان المؤلف ابونا صبري المقدسي ص96 .. فيما يدعي المتصوفة معرفة الاسم الاعظم ذو الرقم (100) وهو مايُمكنهم من كل انواع الكرامات .. وقد تكون هذه الاسماء تجليات الله كما في وحدة الوجود وقول ابن عربي ( الحق يتجلى في الاشياء اي يظهر فيها يكثر دون أن ينقسم ) ويقطع بنا اليقين في مفهوم ألتكثر من غير انقسام ليسوق ابن عربي مثالا بديعا مستمدا من الاعداد : فيقول ان الواحد العددي جوهر الاثنين والثلاثة وسائر الاعداد فهو يستصحبها في الظهور دون ان ينقسم وهو في كل عدد يحافظ على اشارة واحدة ودلاله واحدة هي اشارته الى ذاته ودلالته على هذه الذاتية ) وكان المتصوف ابن الفارض ت 1181م ماينفرد عمن سبقه كالحلاج وابن عربي ( يربط الاديان المختلفة والاعتقادات المتعددة بالاسماء والصفات الالهية ) . رغم ان آدم عَلم الاسماء كلها كما في القران وهو لم يستوى بعد . ونجد في الاديان لله كثيراسماء منها ( جهوفا – يهوه - ايلوهيم – المطلق – الحقيقة – الكائن - الموجود – المعلوم – يسوع – براهما – كريشنا – باباجي – ثيوس – ديوس – دوناي – إيل – الطاو – كوريوس دومينوس - ذلك الاخر ) كتاب الموجز في المذاهب والاديان ص 10 لصبري المقدسي وقد نجد في اديان اخرى اسم الله ب خودي و تاووس و به د شاي و يزدان واهورامزدا. فيما يذهب هادي العلوي في كتابه مدارات صوفية ص25 بتسمية الله ب (الباري - واصلها من برأ بمعنى خلق وأوجد / جاء في سفر التكوين {ب راشيت برأ إلُيهم أت هاشميم وأت ها أرص } - في البدء بالراس خلق الله السماوات والارض ، وفي سورة الحشر {هو الله الخالق الباري المصور} الذي يعطي الصور للموجودات ) .والمتصوفة لايعيرون للاسم والصفه مكان بل يجدونه مشخصا في النقيضين ووحدة الوجود . ومهما كانت (الاسماء تَتغير وتَاتي وتَذهب لكن الجوهر يبقى ذاته ) – حسب ابن عربي ... ونلقي نظرة في اصل اسم الله في الاديان :- حيث نجد اسمه في العبرية ورد إيل أو إيلوه - أي الله القدير القوي وأساسا القدرة كما في (تكوين 31 :29) . وترتبط كلمة إيل بصفة اخرى مثل الاصالة في (عدد 23- 19 ) والغيرة في (تثنية 5 :9 ) والعطف في (نحميا 9: 31 ) . وإيلوهيم جمع ايلوه بالعبرية المترجمة للعربي تعني الله وقبل ظهور الاسلام كانت (اللهم )ارامية كنعانية ... وتقريبا اسم الله واحد في العربية والعبرية والارامية حسب كتاب فراس السواح لغز عشتار ص 361 . وفي الصحاح ( إيل اسم من اسماء الله عبراني او سرياني وقولهم جبرائيل كقولهم عبدالله ) نفس المصدر .فيما نجد معنى اسرائيل ايل الله اسرائيل الذي غلب الله وبالعربي هو يعقوب يصارع الله ويكسر فخذه حسب التوراة عن عزرا الكاتب 500 ق. م واسفار موسى/5 نقلا عن لسان الكاتب المصري يوسف زيدان صاحب رواية عزازيل التى تعني المُعزم . وفي الارامية اسم الله كان (إلوي ) وهو قريب جدا من لفظ الله العربي . وفي المسيحية عند صلب المسيح سمي الله إيلي إيلي في انجيل متى 27: 46 (إيلي إيلي لما شبقتني ) اي الهي الهي لمى تركتني ، وفي انجيل مرقس 15 : 24 جاء ايلوي ايلوي لما تركتني – ايلوي اي الهي ، وفي المسيحية لفظ اله يعني (من يستحق العبادة ) او سيد او قاض او نبي وموسى ُدعي إله في ( خروج7 :1 ) والشيطان إله في ( 2 كو 4:4 ) . وفي العربي ورد اسم الله امتداد من ايل - اله - إلوي الى الله ... سبحانه وتعالى .. واله في اللغة الاكادية هي إيلو وهي صوتيا مكونه من مقطعين (أي + لو ) حسب حسن ظاظا في كتابه الساميون ولغاتهم . وحسب النت ( فان جسنيوس وايوالد واخرون يرون الاسم مشتق من كلمة أول ui اي القوي والمشتقة ايضا من كلمة إيل agil بمعنى كبش وايلاه بمعنى بلوطة ويرددها اخرون الى كلمة الاه alah اي يرعب ) فانه اسلاميا ( قد تكون الاصل عربي من ( اول ) بمعنى رائد ومتقدم او قائد والاكثر غرابة بانه يتصل بحرف الجر - إلى – el- للدلالة على ان الله هدف حياة الانسان وغايته ).... ومهما بٌحث فانه الاسم كبير ويعود الى ماقبل التاريخ ... ولو رجعنا لاسم الله في اللغات العالمية فان تعطي اسم علم واخرى تعطي جوهره وذاته وهي الاكثر حق القصد لذا فانه في العربي الله وفي العبرية ايلوه او يهوه وفي المسيحية إيلي ... وفي اللغة الانكليزية جاء God - كا د وفي اللغة الالمانية Gott ومن الالمانية البدائية gudan اي كودان او خودان وفي اللغة الكوردية هو خودى واللغة الفارسية هو خودا قريب جدا لجوهره وذاته حيث اسم الله يكون خودي او خوداي وتعنى خو _ نفسه و- دى (قوة دافعة ) وهنا يكون (خالق نفسه بنفسه ) وهي اقرب معنى لله في جوهر ذاته . وفي كتاب كليم ل محمد إقبال ( والذي اعتبر اساس فلسفته ماسماه (خودى ) الذات او الذاتية ، وان الذاتية جوهر الكون واساس نظامه وسر الحياة فيه ) . وعندما (يسأل النبي موسى عن اسم الله في سفر الخروج يقول الله له : قل لهم {أنا هو الذي هو} هكذا تجيب بني اسرائيل {هو الذي هو} ارسلني اليكم ....) ص 97 ج/ 1 كتاب الموجز للمذاهب والاديان صبري المقدس . وابن عربي يقول الله رسول نفسه وانه تعالى ارسل نفسه بنفسه الى نفسه ص274 /4.. ونجد الاسم في الفكر الصيني حيث عندهم ( لايوجد خالق ومخلوق انما مصلح شئ يعني إله ، وعندما وصل الاسلام الى الصين تحير الصينيون كيف يترجمون كلمة الله ثم توصلوا الى تسمية تخص الاسلام {جن جو } ويعني حرفيا رئيس المسلمين ، وعندما جاؤا بالمسيحية عُرف بين اسمين { تيان جو } ويعنى رئيس السماء و {شان دي } ويعني الامبراطور الاعلى ) . وهل لله وصف ؟ : وهناك من يقول بان اسماء الله الحسنى هي صفاته ! وفي كتاب مدارات صوفية لهادي العلوي ص 197( الاسماء الحسنى صفات يشترك فيها المتجلي والمتجلي له )... يقول الامام علي بن ابو طالب في كتاب نهج البلاغة لابن حديد ص 2 ( كمال معرفة الله الاخلاص له وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه : فمن وصف الله سبحانه فقد قًرنٌه ومن قَرَنَه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد جَهله) و نجد في الحاشية ص 325 ( صف احد مخلوقاتك فاذا عجزت فانت عن وصف الخالق أشد عجزا ) ... ويقول ابن عربي في الصفة ( وان نِقابه الا هو الوجود الظاهري انما هو مجرد حجاب لوجوده في واحديته دون ادنى صفة ). ويحسم امرنا النفري ويقول ( لايوجد في اللغات مايُعبر عن طبيعة الصفات الالهية ) الاعمال الصوفية ص 16 ونستخلص من هذا ان الخالق العظيم لايوصف باي حال ولايحط بمكان ولايوشر بزمان ومكان ولايقارن بشئ ولايُرى أويُنظر كما عصف الله وصعق النبي موسى حينما طلب من الله رؤياه عند جبل الطور ، وكذلك يقول عبد القادر الكيلاني ت 1166م (مما يحجب الله عنك شدة قربه منك إن الله هو الذي يحجب نفسه بنفسه لانه شديد الشفافية ومن شدة نوره اصبح لايرى ) و ايضا توحيد الله لاتاتي دون نفي صفاته ...ونفى صفات الله في (لاكيفية له ولايمكن ادراك حقيقة وصفه حتى يكيف ويصور الله صفاته ذاته صفاته أزليته ص27 كتاب الرسالة القشيرية) وعليه نصل لله بانه خلو من وصف ...
والخلاصة : أرى قُل خودى غير القول الله لان خودى تعني جوهر ذاته وجوده وهو نفسه وقد اعطت لغويا ووجودا ماهيته في ذاته أوجد نفسه بنفسه وهكذا جاءت متطابقة في اللغات العالمية خودا – خودى - God - Gott - متوافقة للذات الالهية مثل اللغة الفارسية والكوردية والانكليزية والالمانية... ..ولاأقصد هنا نسيان او غياب اسم الله المعرب بل اسمه ب (خودي ) تعطي جَل وجوده خالق نفسه وهو لاقبل ولابعد له وليس للانسان تفصيل ألخالق على شكله وقوانييه وعليه وصف او يطلق عليه اسم خودي هو خالق نفسه . والله او خودي هو سرمدي لا أسم ولاوصف يحمله غير محدد بجهة وزمن كونه ازلي لابداية له ولانهاية ولاينطق عليه مفهوم الزمن لانه خالقه ....واخر القول وجد الكون في الضدين من خير وشر ونور وظلام وبقى الخالق أحد وبلا ضدين وقد نجده فيهم وبلا ند ولا ضد ولا شبيه له فقط يحمل التوحيد بالرقم 1 ومن بعده تأتي سائر المخلوقات من الارقام والاعداد وما يحلوا لنا من تسميات . بعشيقة / ديسمبر 2016م
#خالد_علوكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
افكار للتعايش والاعمار
-
برلمان سكران لشعب حيران
-
بعشيقة وبحزاني في كتاب ليدي درور(طاووس ملك اليزيدية )
-
(غداَ قد .. لايأتي ..! )
-
عرض كتاب ( سنجار وأهميتها الاستراتيجية )
-
مشاهدات من تركيا
-
ترجمة النصوص الدينية الايزيدية
-
الجزء الثالث والاخير من / مقال الاثار الاقتصادية والاجتماعية
...
-
((الجزء الثاني )) من مقال (الاثار الاقتصادية والاجتماعية وال
...
-
الاثار الاقتصادية والاجتماعية والنفسية في غزو داعش ل بعشيقة
...
-
مختصر غير مفيد !
-
هنا فرنسا
-
تدمير شعب العراق الى متى ؟
-
( النظام الاخلاقي العالمي ... بان كي مون نموذجاَ)
-
(الاقليات والجامعة الاميركية في السليمانية)
-
بعشيقة وبحزاني وقرية كانونة
-
معركة تللسقف من الناحية العسكرية
-
خطورة التلاعب بالوعي
-
الفرمانات على الايزيدية الى أين ؟
-
روسيا و سوريا
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|