أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفوت جلال الجباري - من اجل كوردستان خالي من ارهاب الاسلام السياسي.... الجزء الثاني















المزيد.....

من اجل كوردستان خالي من ارهاب الاسلام السياسي.... الجزء الثاني


صفوت جلال الجباري

الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 11:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من اجل كوردستان خالي من ارهاب الاسلام السياسي
الجزء الثاني
قصة الله و بداياتها في الاديان
حينما كنت شابا يافعا وكانت فكرة الله من اكثر الافكار الفلسفية التي تصول وتجول في مخيلتي وكنت دوما في صراع مرير في ماهية الله , وصعوبة تقبل ما كان محشوا في فكري كشاب مسلم عن كينونة الله,وقع نظري على كتاب جلب انتباهي عنوانه المثير ( اين الله) للكاتب الروسي مكسيم غوركي, لقدكنت فعلا ابحث عن الله , وفرحت كثيرا لانني اهتديت اخيرا الى كتاب سيدلني على الله.... وبعد قراءة الكتاب بشغف كبير اكتشفت ان الكاتب في النهاية خلص الى ان( الشعب هو الله)....وبعد مرور كثير من السنين اكتشفت ان قصد الكاتب كان سياسيا وليس فلسفيا, وان المراد من ان الشعب هو الله لم يكن الا لاستخدامه وسيلة لاغراض اخرى , كما عمدت تماما الاديان في استخدام الله وسيلة لخداع عقول الناس وليست لغاية مثلى القصد منها اسعاد بني البشر وتنظيم حياتهم على اكمل وجه وبشكل اكثر عدالة وانصافا.

ان مفهوم الله من الناحية الجوهرية تكاد تتشابه الى حد التطابق احيانا في مختلف الاديان ( السماوية) منها والوضعية ولكنها تختلف من الناحية الشكلية والمظهرية , وهي مفاهيم مبسطة الشئ في الاديان والمعتقدات البدائية التي تعتمد بالدرجة الاساسية على عالم الارواح الطيبة والشريرة وارواح الاجداد والطواطم وتقديس الظواهر الطبيعية وبعض الحيوانات او النباتات , طبقا للفهم البدائي لمفهوم الدين اصلا.

ان الفكرة الفلسفية من وراء اعتماد اغلب الاديان على مفهوم الخالق او الاله ,اضافة الى( حل) اشكالية الوجود( اي الجواب على السؤال الاول للانسان...من اين جئت؟..) هو ابتداع قوة غيبية جبارة قادرة على الخلق وتسيير امور الحياة بكل تفاصيلها بشكل احادي او بمساعدة( الهة) او زوجات الهة اقل شأنا منها وكل حسب مجاله واختصاصه , وعادة ما يكون الرسول او النبي هو حلقة الوصل بين الاله الخالق وسائر مخلوقاته وفق تعاليم وقوانين وكتب (سماوية) او مكتوبة تتناول شؤون الدنيا والآخرة منقولة الى سائر البشر عن طريق هذا الرسول , وبالتلي فان هذه التشريعات هي تعليمات الرب الذي لا يقبل التأويل او التشكيك لانها كلام الله القادر على كل شئ والعالم بكل شئ!!!!!.
وبما ان سلوك البشر اليومية قابلة للخطأ والصواب و من المفروض ان الله الخالق قد خلق البشر على صورته وعلى اكمل وجه ولا يقبل ان ان يتشوه صورته النورانية بالسيئات التي يقترفها بعض البشر فقد كان لابد من ايجاد جهة يتم تحميلها تبعات هذا التصرف السئ لتبرئة ساحة الخالق العظيم , اذن كان لابد من ايجاد قوة اخرى هدامة و مضادة لارادة الاله الكامل والقادر وهو ملك الخير والفضيلة والنور ,و لذا تم ايجاد مفهوم ملك الشر والرذيلة متمثلة في ( الشيطان) بمختلف تسمياته او مفهوم الارواح الشريرة ( في الاديان البدائية) التي تنتقم من مخلوقات الاله وتفسد بنيان الله, ومن هنا يبدأ الصراع الازلي بين هاتين القوتين داخل وخارج الانسان وهي ايضا باشكال وانماط مختلفة تبعا لنظرة الدين المعين لحل هذا الاشكال الازلي بين الخير والشر او النور والظلام.

ان اهم آلية تمت استخدامها في ترسيخ مفهوم الاله في الاذهان هو خلق عالم خارج عن الادراكات الحسية للانسان( الحواس الخمسة) اي جعله يؤمن بقوى غير منظورة تسيطر على كل المنظورات,ووضع الانسان في صراع مع اللانهاية واقحامه في عالم فسيح لانهائي بعيد كل البعد عن ذاتيته وواقعه الموضوعي.

وللتمعن جيدا في مختلف المفاهيم التي بنيت على اساسها فهم الاديان والمعتقدات اجد هنا من الضروري الاطلاع ولو بشكل مقتضب على مفهوم وماهية الاله او الخالق بدءا بالاديان التي تعرف بالبدائية او الطبيعية ومرورا بالاديان اللاحقة او ما يعرف بالاديان المكتوبة والتي توضحت اطروحاتها اكثر بفعل تعلم الانسان الكتابة وبالتالي لعب الانبياء والرسل والمصلحين والتلامذة ادوارا مهمة في نشرها خارج اطار الرقعة الجغرافية والزمانية لها.

الله في الاديان البدائية:- لقد مارست الشعوب البدائية هذه الاديان وهي من وجهة نظر علماء الاجناس والاديان المقارنة ذخيرة تأريخية مهمة لدراسة ظاهرة الاديان على طبيعتها الاولية , وقد انتشرت هذه الاديان منذ ازمنة سحيقة في افريقيا والامريكيتين واستراليا وكذلك الجزر اليابانية وبالاخص في المناطق المعزولة عن سائر انحاء العالم بفعل الموانع الطبيعية والجغرافية وبقيت محتفظة بالكثير من مبادئها البدائية واركانها الاصلية دون تغيرات جوهرية او تأثيرات من المحيط الجغرافي.
ان مفهوم الاله في هذه الاديان مرتبطة كثيرا بالطبيعة وظواهرها ولذلك فهي تسمى باديان الطبيعة ايضا,والاله عادة يعبر عن نفسه على شكل ظاهرة طبيعية اوينبع منها ( الشمس او الكواكب ) مثلا او يكون على شكل حيوان مقدس او شجرة , الانسان والحيوان والنبات وحدة كلية واحدة مثلما الانسان في حياته وموته تعتبر كلا واحدة ولكن باشكال وصور مختلفة, وارواح الاجداد ستبقى مرفرفة في سماء القبيلة او الجماعة تتفاعل معها وتؤثر فيها سلبا وايجابا,ويلعب العرافون والسحرة او مايسمى بالشامان دورا مهمة (لقابلياتهم) الخارقة بالاتصال بالارواح والالهة وامكانياتهم في شفاء الامراض والوقاية من الكوارث الطبيعية او التحليق في عالم الارواح والغيب والاتيان بالاجوبة الشافية او الحلول للمشاكل القائمة التي تشغل بال العباد ...الخ,كما يلعب الاساطير والحكايات والترانيم والرقصات والوشم والالوان دورا كبيرا في الطقوس الدينية والتي تنقل جيلا بعد جيل شفويا( لافتقار هذه الشعوب الى لغة مكتوبة) وكذلك تبجيل ارواح الاجداد وتقديم القرابين لها ايضا جانبا مهما لتأمين رضاها وتفادي غضبها للتغلب على الكوارث والاوبئة !!!!.

هنالك مئات بل وآلاف الاديان بين هذه الشعوب والقبائل البدائية ولكن المجال لا يسع لذكرها وهنا سالقي بعض الضوء على اثنان منها على سبيل المثال.
شعب (كيكوي) في اواسط افريقيا يدين باحدى هذه الاديان البدائية,الاله(نجيا) الخالق العظيم والذي ليس له اب او ام,وهو لا يشبه احدا , يعيش في السماء,يكره ويحب الانسان تبعا لاعماله وافعاله ,ينزل الى الارض احيانا , يأتي لمعاقبة المسيئين او اثناء مراسيم الولادة والزواج والموت,

شعب الفيندا في امريكا ,يقدس الاله (رالوف هيمبا) او النسر المقدس وهو يحلق عاليا في السماء وهو خالق الارض والكواكب والكائنات ويتحكم في كل الظواهر الطبيعية ,فالرعد هو صوته وهوالذي يجلب الزلازل والفيضانات والقحط والامراض حينما يغضب, ويفتح بئرا في السماء وينزل منها المطر على الارض القاحلة,حينما يستجيب لدعاء القديسين والمقربين,

شعب اليابان كانوا ولايزال قسما كبيرا منهم يؤمن بدين ( الشنتو),والشنتو نفسه يعني ( طريق الالهة), وان الطبيعة بكل مكوناتها من الشمس والى الشجر في الغاب, وارواح الاجداد يؤلف جزءا مهما من اركان هذه الديانة.
ام الآلهة (اماتيراسو) تزاوجت اثناء الفوضى التي حدثت في الكون مع الشمس لتلد الجد الاكبر لامباطور اليابان ثم نزلت الى الارض لتخلق الجزر اليابانية وتجعل جبل( فوجي) مركزا للارض.
الارواح يجب ان تفتدى بالقرابين وهي منتشرة في الطبيعة ولذا يعتبر الشنتويين الغابات والجبال هي معابد الآلهة ,وهذه الآلهة كثيرة تعد بالملايين بل تكاد كل عائلة يابانية تتخذ لها من ا رواح اجدادها الهة لها.
الجانب الفريد من الديانة الشنتوية بانها ديانة قومية لليابانيين, ويلعب تقديس الامبراطور حفيد اله الشمس ممثلا لها على الارض , وعلى الياباني ابداء كل اشكال الولاء والاخلاص للامبراطور وللارض اليابانية حتى لو تطلب الامر التضحية بالنفس( الجهاد!!!) .
الديانة الوحيدة التي تماثل الديانة الاسلامية في فرض التضحية بالنفس( الجهاد) هي الشنتوية,فمن يفشل في حماية ارض اليابان او تنفيذ اوامر امبراطور عليه ان يقتل نفسه بطريقة ( الهيراكيري) اي بقر البطن بسيف خاص ينزل اشد الالم بمنفذه لتطهير الروح التي فشلت في حماية ارض اليابان ,او نيل الابدية عن طريق الفداء من اجل الوطن والامبراطور , وهذا كان التفسير لتسابق المئات والالوف من الطياريين الانتحاريين اليابانيين بتفيذ المهمات القتالية الانتحارية ضد السفن والاهداف المعادية (كامي كازي)اي ريح الآلهة .
وهي تماثل ايضا الدين الاسلامي كونه دينا يهدف الى اعلاء شأن القومية اليابانية , شأنه شأن الدين الاسلامي الذي فرض على معتنقيه اجادة اللغة العربية عبادة وفهما(انا انزلناه قرآنا عربيا) وكونها لغة اهل الجنة وفرض عدم ترجمة كتابه المقدس( القرآن) الى اية لغة اخرى حتى يضطر المسلم ان يتعلم العربية حتى ولو كان في الصين. و في الحلقات القادمة سنتناول مفهوم الله في الاديان الكتابية(الزرادشتية , الهندوسية, البوذية, اليهودية, المسيحية, الاسلام) , قد يتصور القارئ الكريم باننا قد ابتعدنا عن عنوان البحث اي ارهاب الاسلام السياسي في كوردستان , ولكن وكما قلت سابقا ان الارهاب السياسي ينبع من الاسلام والاسلام مع بقية الاديان ينبع من الفكر الديني السائد , ولذا لايمكن تشخيص داء الارهاب بعيدا عن منابعه الاصلية.



#صفوت_جلال_الجباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادة الكوردستانية..... ومهمات المرحلة لما بعد الانتخابات ...
- من اجل كوردستان خالي من ارهاب الاسلام السياسي..... المقدمة


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب ...
- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صفوت جلال الجباري - من اجل كوردستان خالي من ارهاب الاسلام السياسي.... الجزء الثاني