أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - سقوط هوارد سيتبعه سقوط أسياده














المزيد.....

سقوط هوارد سيتبعه سقوط أسياده


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 393 - 2003 / 2 / 10 - 05:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 
لأول مرة منذ 102 عاما مضت يتم حجب الثقة و إسقاط رئيس الوزراء الأسترالي وهو في السلطة، وقد جاء تصويت البرلمان الأسترالي يوم الرابع من الشهر الجاري ليدق المسمار الأخير في نعش حكومة جون هوارد التي اختارت أن تكون ذيلا لبريطانيا التي بدورها تعتبر أطول وأقدم ذنب لأمريكا في العالمين.  وقد نال هوارد الجزاء المستحق والعقاب الذي يليق بمن أهان بلده وتصرف وكأنه يحكم على طريقة الذين أرسل سفنه الحربية لمحاربتهم.  تعتبر هذه العقوبة بمثابة ضربة كبيرة لنهج الحرب المتمثل ببضع رؤساء وزارات منهم هوارد وبلير وبيرلسكوني وازنار، وهؤلاء لا بد أنهم تلقوا الصدمة مع زميلهم الأسترالي، لكن صدمة الأخير بالتأكيد كانت أكبر، لأنها بكل تأكيد ستضع مستقبله السياسي في سلة مهملات التاريخ الأسترالي الحديث. 
بالتأكيد أن سقوط حكومة هوارد في استراليا سيجعل المتحمسين من أصناف الشخصيات الحكومية التي ذكرناها أعلاه يعيد قليلا حساباته ويرد للعقل دوره، ويستعيد بضعا من شخصيته المنفصمة سياسيا، بحيث يتلكأ قليلا قبل أن يبصم للرئيس الأمريكي جورج بوش على كل مشاريعه الاستعلائية التي تريد فرض الهيمنة والسيطرة على العالم.  فبلير بالذات سيكون في خطر لأنه يواجه معارضة داخلية قوية حتى في صفوف حزبه الحاكم، حزب العمل وقد تتعرض حكومته لهزات سياسية وشخصه لمحاكمة برلمانية تكون أيضا محاكمة لنهج الحرب والعدوان والتبعية الخرقاء التي تتسم فيها سياسة رئيس وزراء الأمبرطورية العجوز والخرفانة.  وقد يكون نصيب بلير ليس بالأفضل من مصير شريكه الأسترالي الذي دفع ثمن غباءه السياسي وتبعيته الذيلية لنهج الحرب والاستعلاء والاستعمار الجديد.  أما بيرلسكوني المعروف بمزاجه "الفتبولي" المتدحرج والمتقلب بسرعة والذي ينام ويصحا وهو يحسب الربح والخسارة ونتائج الدوري الإيطالي التي تجيء وتذهب بالملايين أو البلايين من الدولارات في كل موسم كروي.
 ومعروف أن بيرلسكوني رجل أعمال يملك ثروات كبيرة و طائلة وهو كما السيد رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني جاء للحكم بقوة راس ماله وثروته و سمعة ناديه الكروي الشهير أي سي ميلان، الذي يضم في صفوفه مجموعة كبيرة من نجوم كرة القدم العالميين. وهذا أل بيرليسكوني لا يفقه من السياسة سوى قيمة سعر صرف الدولار واليورو وسعر برميل البترول و صعود وهبوط البورصة، كما انه يتصرف سياسيا حسب ارتفاع السعر والبورصة في أسهم شركاته وناديه العريق.  كما أن مواقفه من الحرب مرفوضة و لا تحظى بشعبية كبيرة ولا بتأييد كبير من قبل الشارع الإيطالي الذي تعتبر النسبة الأكبر منه ضد الحرب وضد مواقف رئيس الوزراء الضحوك على طريقة آل كابوني زعيم المافيا الشهير.
 وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس وزراء أسبانيا العدواني فيما يخص القضايا العربية واليميني الأمين على مصالح الاستعمار والتبعية المطلقة لسياسة أسياده في الإدارة الأمريكية، هذا أل أزمار الذي لازالت بلاده تحتل سبتة ومليلة اللتان تعتبران جزءا من الأراضي العربية المغربية، يوغل في تحالفه مع الأمريكان والبريطانيين الذين بدورهم لازالوا يحتلون مضيق جبل طارق ويعتبرونه ملكهم ومستعمرة من مستعمراتهم، لم يتوان عن الإعلان بصوت عال تأييده للغزو الأمريكي للعراق، مع أنه رئيس وزراء دولة جارة للبلاد العربية، تفهم طبيعة العرب ودنياهم أفضل من غيرها، لكن ورغم هذا القرب وذاك الفهم اختار أتمار أن يلعب دور الحمار كما يلعب بلير دور الكلب وبيرليسكوني دور الثعلب.
 
على كل حال فأن الرسالة القوية والحامية التي وجهها البرلمان الأسترالي لمعسكر الحرب المحلي والعالمي سوف تكون منذ هذه اللحظة حاضرة بقوة وستجثم على صدور كل الذين يريدون إدارة المعركة في العراق، وهذه الرسالة حتما أثرت وستؤثر أكثر على أداء الحلفاء الذين كانوا يعتقدون أنهم وحدهم يديرون الشعوب كما يديرون الحروب.  فبعد هزيمة هوارد المدوية لم يعد أمام الزاحفين على بطونهم خلف العظمة المعلقة بين أنياب الوحش الأمريكي المنفلت والهائج، هذا الوحش الذي يريد بدوره تحويل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة لحظيرة حيوانات يقودها هو وحده ويسيرها على هواه وكما شاءت وتشاء أهواءه.
 يبقى السؤال الملح الآن، هل سيستطيع باول ومن معه من الوفد الأمريكي المرافق إقناع العالم ومجلس الأمن بالخرافات التي سيتلوها عليهم في جلسة اليوم؟ إذا تمكن من ذلك ستكون العواقب وخيمة على المنطقة ولن يسلم منها النظام في بغداد ولا حتى الشعب العراقي نفسه.  حينها سنقوم بتوجيه برقيات التهنئة للبعض وبرقيات التعزية للبعض الآخر، لكن من سيوجه لنا نحن العرب ولو رسالة احترام قصيرة؟ لا أحد! بالطبع لا أحد..


خاص بأصداء



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نائم بن نعسان..
- صلينا الجمعة يوم الثلاثاء..
- أخبار من هنا وهناك
- كتاب فلسطين مع الشعب العراقي وضد أمريكا
- الحاجة رشيدة العاجوري
- هل انفجار المكوك كولومبيا بمثابة رسالة ربانية؟
- متفرقات من هنا وهناك
- المجتمع الإسرائيلي وخيار الطلقة الأخيرة
- الفساد بين هذه وتلك البلاد
- من وحي المخيم ..
- الحرب على العراق تبدأ من غزة
- الحرب خيار أمريكا وليست خيارا عالميا..
- سلطات تل أبيب تبعد وفد شبيبة حزب العمل النرويجي - الديمقراطي ...
- صرخة مزدوجة و صفعة قوية..
- المبادرة المصرية والمصلحة الوطنية..
- السلام المفقود والحل المنشود..
- دولة شارون- الفلسطينية -
- قصة حقيقية من مخيم عين الحلوة..
- برلمان تشيكيا نسي ربيع براغ..
- السلام والإصلاح والحقوق المستبعدة


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - سقوط هوارد سيتبعه سقوط أسياده