حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 11:26
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
إنشغلت في هذه الأيام بعض قيادات القوائم الفائزة بالإنتخابات ، والتي إجريت في الخامس عشر من كانون الأول عام 2005 ، بترتيب أوضاعها إستعدادا لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ، ومن المفترض أن تحل مكان الحكومة العراقية الحالية برئاسة الدكتور إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء العراقي .
والتي أخفقت في تنفيذ برنامجها الحكومي ، وفي أغلب المجالات ، وخاصة في مجال توفير الخدمات الضرورية للإنسان العراقي ، وعودة الأمن والإستقرار للبلد وإلى غيرها من الإلتزامات والتعهدات ، التي تم طرحها في بداية تشكيل حكومة المحاصصة العراقية الحالية .
وعلى ما يبدو أن قيادات هذه القوائم ، لا تريد أن تسمع أصواتنا ، ولا تريد أن تستفيد من التجربة الفاشلة للمحاصصات الطائفية في تشكيل الحكومة العراقية ، حيث إنها وللأسف الشديد ، لا زالت تصر على السير بنفس الدرب الطائفي المقيت ، وترسيخه في الحياة السياسية العراقية ، بإعتباره إنعكاس لواقع المجتمع العراقي كما يصوروه من خلال تصريحاتهم السياسية والإعلامية ، التي تجعل منه واقعا مفروضا بالرغم من الرفض الشعبي لكل أشكال الطائفية .
واليوم وبعد الإنتخابات الأخيرة ، وبالرغم من كل الإعتراضات على الخروقات والتجاوزات والتزوير الذي شابها ، يسعى البعض من الأحزاب والقوى السياسية العراقية الفائزة ، على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة لا على أساس الكفاءة والقدرة والإمكانية والخبرة ، بل على أساس التقسيم الطائفي بطرفيه المذهبي والقومي ، بإعتبار أن قائمة الإئتلاف العراقي الموحد قد حققت النصر الساحق كالمرة السابقة ، وتليها بعد ذلك قائمة التحالف الكردستاني .
وعلى هذا الأساس الطائفي ، يريد البعض أن تتشكل الحكومة العراقية الجديدة ، من دون إشراك القوائم الفائزة الإخرى كما حصل إثناء تشكيل الحكومة الحالية ، حيث تم إستبعاد أو الغاء دور الكثير من الكفاءات والطاقات والخبرات والإستعانة بشخصيات عراقية على الأساس السياسي والحزبي فقط لا غير ، لتحل محل من يستحق أن يكون في مكانه المناسب ليخدم ويقدم للعراق والعراقيين بشكل أفضل .
فعلى المخلصين من أبناء شعبنا وأحزابهم وقواهم ومنظماتهم الوطنية العراقية ، أن يقفوا اليوم بوجه كل أشكال المحاصصات المذهبية والقومية والمناطقية ، لأن التنوع العراقي بمكوناته وأطيافه المختلفة ، يجب أن لا يسمح لمثل هذه المحاصصات في التشكيل الحكومي أو في المجالات الإخرى .
وعلى الجميع أن يرفعوا صوتهم بوضوح تام ، لكي يسمعوا كلمتهم العراقية ، لأصحاب هذا النهج الطائفي الضار بوحدة العراق الوطنية ولحمته الأخوية الراسخة منذ مئات السنين .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟