أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - أطلس ذاكرتنا الشعبية














المزيد.....

أطلس ذاكرتنا الشعبية


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1420 - 2006 / 1 / 4 - 10:55
المحور: الصحافة والاعلام
    


فى إطار احتفالنا، بعيد النصر فى الثالث والعشرين من ديسمبر من كل عام، ذكرى انسحاب قوات الغزو الإنجليزية والفرنسية التى استمرت تهاجم مدينة بورسعيد لمدة 48 يوم فى حرب 56، عقد فى الأسبوع الماضى وعلى مدى ثلاثة أيام المؤتمر العشرون لأدباء مصر على أرض بورسعيد، اجتمع حوالى ثلاثمائة مصرى يناقشون قضايا الأدب والثقافة وكان من أهم توصيات المؤتمر ضرورة الحفاظ على تراثنا الشعبى باعتباره جزءا أصيلا من ذاكرة الناس على أرض مصر.
نحن المصريين نملك مبررات قوية للانتماء لوطننا مصر، فى الماضى عشنا فى كنف حضارة فرعونية صنعها أجدادنا واستمرت عظيمة آلاف السنين، ونعيش الآن فى مزيج حضارى من عطاءات ديانات سماوية تسكن أرضنا منذ مئات السنين، وطوال تلك الحقب عايشنا تلك الحضارات واختلطنا بغيرنا من الشعوب، فترسبت فى وجداننا الشعبى وذاكرتنا القومية عادات وتقاليد نواجه بها مختلف المناسبات الاجتماعية، يجمعها موروث واحد هو الفلكلور الشعبى المصرى، ولتزكية انتمائنا القومى وإثراء تفاعلنا الحضارى، نحن بحاجة للحفاظ على ذاكرتنا الشعبية.
وأمر تقوية ذاكرتنا الشعبية، يتطلب إنشاء منظومة علمية ذات خطوات وتقنيات منهجية تهدف إلى جمع وتدوين وعرض تراثنا الفلكلورى، فى الخطوات الأولى نجمع البيانات عن عاداتنا ووقائع سلوكنا الشعبى فى المناسبات المختلفة، وفى الخطوة التالية نضع أطلسا علميا يمثل إطارا منضبطا لتجميع وتوثيق وحماية بيانات مأثوراتنا الشعبية، وبعد جمع البيانات تأتى الخطوة التالية فى التفسير العلمى للبيانات وتحويلها إلى معلومات تشرح شخصيتنا المصرية، والتفعيل الإعلامى والثقافى للفلكلور المصرى يرفع وعينا الايجابى بانتمائنا الوطنى ويدفع لدينا إرادة التغيير نحو الأفضل فى حياتنا.
إن علم الفلكلور علم حديث نسبيا، بدأت دراساته فى أوربا فى أواسط القرن التاسع عشر، وفى عشرينات القرن العشرين، بدأت فى ألمانيا محاولات إنشاء أطلس للفلكلور الألمانى، وعلى الأثر فى الثلاثينات بدأ الباحث الألمانى (هانز فنكلر) بعمل مؤلف ضخم عن الفلكلور المصرى باللغة الألمانية، اعتبره الباحثون تمهيدا لإنشاء أطلس للفلكلور المصرى، وفى مصر استمر خيط من التراخى وضعف الإمكانيات حتى دخلت أعوام التسعينات، فتولت وزارة الثقافة تنفيذ محاولة جادة، من حيث النظرية والتطبيق الميدانى، نحو إنشاء الأطلس المصرى.
المشكلة فى إعداد الأطلس المصرى، أن إدارته وإمكانياته تتبع الهيئة العامة لقصور الثقافة، التابعة لوزارة الثقافة، وبالتالى فإدارة الأطلس تحكمها قوانين الإدارة الحكومية فى التمويل والتعيين والترقيات، صحيح أن هناك لجان علمية متخصصة تشرف على العمل، لكن بيروقراطية العمل الإدارى تبطئ من إنجاز الأطلس، وتجعله يتعثر منذ بداية السبعينات، حين تولى المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية مهمة إعداد الأطلس، وظل التعثر قائما على مدى ثلاثين سنة، فلم ينته إعداد الأطلس حتى الآن.
وهنا نقترح بعض الأطر العلمية والعملية اللازمة لإنجاز أطلس الفلكلور المصرى، نراها فيما يلى:
أولا: أن يدعم الأطلس بالعنصر البشرى الأكاديمى، من حيث المخصصات المالية والإدارية، ولا يكتفى فى الجانب العلمى، بالاستعانة بلجان علمية تحكمها قوانين الإدارة الحكومية، وتدريب بعض العاملين فى دورات وظيفية يأكلها التراخى والكسل الإدارى، بل لابد أن يدعم الأطلس بكوادر تتبع جهة أكاديمية مثل الجامعة أو مراكز البحوث المتخصصة، ونحن لدينا كثير من الأقسام العلمية فى جامعاتنا تدرس الفلكلور، ولدينا علماء يمكن توظيف إمكانياتهم البحثية، ولدينا طلاب صالحون لتكوين أجيال تالية من المتخصصين.
ثانيا: أن تقوم الدولة بجهد إعلامى يسعى لتشجيع الأفراد والمؤسسات على التبرع للأطلس، يمدونه بالبيانات الأولية وبالتجهيزات المادية اللازمة، على أن يكون التشجيع متمثلا فى إعفاءات ضريبية، وبدائل مادية وأدبية ترفع من شأن التبرع للمشاريع القومية.
ثالثا: أن يتم التعامل مع هيئة الأطلس باعتبارها نواة لجهة علمية متخصصة، تقوم على دراسة الفلكلور المصرى، وتمد نطاقها العلمى نحو الدراسات المتصلة، وتدعم نشاطها بالبعثات الخارجية، والزيارات العلمية للباحثين فى مجال الفلكلور.
إن دراسة الفلكلور المصرى، تدوينا ودراسة وإعلاما، مهمة قومية، تلزم كل الغيورين على مستقبل الانتماء والتقدم لهذا الوطن أن يشاركوا فيها، قاصدين التمسك بمبررات حية لاستمرارنا على الأرض فى حالة من التمايز والمغايرة، حالة موضوعية تبعث على التعاون الايجابى مع الآخرين، دون خوف من انكفاء على الذات أو انفتاح على العولمة.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنحشار فى كرسى الوظيفة
- ربطة عنق 00 هدية
- آه.. يا رجلى
- !!..أولاد الأفاعى
- المقعد 00 قصة قصيرة
- !!يا وجيعة فقرنا.. يا
- !! قلبى معكم 00 بشروط
- !!.. يا رئيس الوزراء.. نطالبكم بالاستقاله
- دعاية انتخابية !!
- !!.. الفاضل مستجاب
- !! خيل الحكومة .. لا تموت سريعا
- !! الجوع .. كافر
- !!.. عليه العوض
- ثقافة المقابر..!!
- !! دوابنا الثقافية
- !!دكتوراه.. للبيع
- !!الرقص .. على حافة البئر
- !!ويغتالون بحر النيل.. يا كبدى
- البيات الحضارى
- !!صناعة دماغ.. ثقيلة


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ياسر العدل - أطلس ذاكرتنا الشعبية