أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعادة أبو عراق - ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية















المزيد.....

ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية


سعادة أبو عراق

الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 21:12
المحور: المجتمع المدني
    


ظاهرة العنف الطلابي
في الجامعات الأردنية
بعد عودة اعمال العنف في الجامعات الأردنية ،أعيد نشر ما كنت قد كتبته عنها منذ سنتين أو أكثر، محاولا رصد منشأها في في مجالات أربع ، وعلى مدى اربع مقالات متتالية
1- العنف كظاهرة
أقول إنها ظاهرة ، فالظاهرة حدث يتكرر باستمرار دون توقيت أو أسباب موجبة معروفة، بعكس الحدث الطارئ الذي يحصل صدفة ، وبما أنها ظاهرة وجب دراستها دراسة تحليلية ، وليس دراسة وصفية .فلقد وجدت من انبرى لدراسة هذه الظاهرة أكاديميا ، اعتمادا على إحصاءات وتحليل هذه الإحصاءات ، واستنتاج الأسباب المحتملة ، لكن الأسباب المستنتجة التي أوردوها الدارسون موجودة أصلا وليست طارئة ، كالعشائرية والفقر والمعدلات المنخفضة لبعض الطلبة وغبرها . ورغم وجاهة هذه الاستنتاجان فعلينا أن نعرف كيف ....؟ هل هي فعالة في ذاتها ، أم هناك جوانب أخرى تجعلها مؤثرة ؟
والسؤال الذي نطرحه بداية ، لماذا لم تستطع الإدارات الجامعية الحد من هذه الآفة ، ما الذي يمنع من تفعيل القوانين الجامعية والقوانين المدنية المناطة بأجهزة الأمن ؟ فهل هناك من يمنع من وقف ظاهرة العنف هذه ، أو أن هذه القضية لا تشملها القوانين والصلاحيات المتوفرة ، أو أن الأسباب ما زالت خفية ، وهي بحاجة إلى عملية جراحية مستعجلة ؟ ولقد وجدت أن الأسباب الكامنة والحقيقية ليست ابنة ظرفها الراهن ، إنما هي تراكمات استفحلت ببطء في المجتمع ، أدت بالضرورة إلى هذه الأزمة .
إن ما يجري من عنف بين طلبة الجامعات ، زاد عما هو طبيعي في المجتمعات الشبابية ، وعن مثيلاتها في الدول والمجتمعات الأخرى ،وغريب عن مجتمع المتعلمين ، كما أنه أمر استوت به الجامعات العريقة والحديثة والحكومية والخاصة ، حتى اعتقد بعض الساخرين أن العنف إحدى مساقات الدراسة في جامعاتنا .
إن جل ما قرأته عن هذا العنف لم يعد أكثر من استنكار، ولا أظنه قد عولج بالأدوات اللازمة، وبالتشخيص المناسب ، لذلك ما دمنا لم نضع إصبعنا على الجرح الحقيقي فإن كل علاج سيكون هباء .
وإني اعتمد في بحثي هذا على فكرة بديهية ، ولكنها يقينية . وهي أن الفكرة الخاطئة تنتج بالضرورة مجموعة من النتائج الخاطئة، لذلك فإني أحاول أن ابحث عن هذه الأفكار التي مارسناها ظنا منا أنها صائبة ، لكنها كانت خاطئة.
ويمكنني أن أتكلم في المجالات التالية:وهي الطاقة في الشباب واستثمارها ، والعشيرة والعشائرية ، والإعلام ودوره ، والأحكام العرفية.
2 - الطاقة الشبابية
هذه الطاقة أوجدها الله فينا ، وهي طاقة محركة للعقل الذي يقوم بدوره بضبط مسار هذه الطاقة وكيفية استخدامها، ونبدو حيالها كأننا نسوق مركبة، ونكون أمام نتيجتين إما أن لا نخرج عن النهج السليم ، فنكون قد كسبنا أنفسنا وتقدمنا في حياتنا . أما إن حدث العكس، وأسلمنا سلوكنا الخاطئ إلى الطريق الخطأ ، فإننا نكون قد وقعنا في شر أعمالنا .
ومن هنا نقول أن عدم وجود أهداف وقضايا ومشاريع وطموحات تعتمل في نفس الشاب ، لتجعله يصرف هذه الطاقة بالشكل الأمثل ليحقق بها كل طموحانه او بعضها ، وإلا فإنه سيقوم بصرفها صرفا عبثيا مدمرا .
هذا الكلام معروف لأبسط العقول، ولكنه لا يعدو كونه أفكارا عامة بحاجة إلى تطبيق ، ولكن الصعوبة تكمن في أن كل فرد حالة خاصة، إذن فالدولة عليها أن تجد المشروعات التي تلهب حماس الشباب وتستقطب طاقاتهم، ففي القرى حينما كانت قرى زراعية حقيقية، كان ينخرط الشاب في العمل وهو ابن 13سنة ، في الرعي والزراعة وكل الأعمال التي يقوم بها والده، لذلك يكون رجلا معتمدا ويتصرف تصرف الرجال ، فلا مجال للعبث أو التخريب ، أما بعد خمسين سنة من نزوحنا عن قرانا وباديتنا امتدت مرحلة الطفولة من 13سنة إلى 25 سنة وربما أكثر ، أصبحنا نتعامل مع هؤلاء الشباب على أنهم لم ينضجوا بعد ، أي لا يتحملون المسئولية ، وهنا يدخل في روع كل شاب انه مازال غير مؤاخذ على ما يقترف، أو أن أحدا ما يتحمل وزر ما يفعله .
فعلى الدولة والحالة هذه إعادة التجنيد الإجباري والخدمة العسكرية بعد مرحلة التوجيهي مباشرة، لإخراج بعض الشباب من حالة الاسترخاء التي يمارسها، إلى مشارف الحياة الجادة الحقيقية.
ولقد عرفت الحضارات القديمة هذه الظاهرة وعالجتها بأعمال كبيرة زجوا بها معظم الشباب، في مشاريع كبيرة ، كالانخراط في الجيش واختلاق معارك وحروب، وجرهم إلى هذه المعارك مع أقوام آخرين ، أو بإقامة مشاريع كبيرة تستقطب جيلا أو جيلين ، كسور الصين العظيم أو الأهرامات ، أو عصر الاكتشافات في أوروبا ، أو إقامة الطرق والسكك والصناعات، واقرب مثال يمكن إبرازه هو فترة بناء السد العالي بمصر، إذ كانت الفكرة ملهمة، وصرنا نفكر بما هو ابعد من ناظرنا، وشعر معها كل فرد عربي أن السد العالي ملكه، فكان داعما لفكرة القومية العربية، وكانت مصر مكتفية بل تصرف على ثورة الجزائر واليمن وحضرموت وفلسطين ، وكان لها سلطة معنوية حقيقية على الدول والشعوب العربية والإسلامية والإفريقية .
ان مثل هذا العمل لا يمتص طاقة الشباب فقط إنما يجعلهم يشعرون بمعنى المجتمع الواحد، ومعنى الوطن الواحد والقومية الواحدة والإنسانية الواحدة، ومعنى العمل المشترك الذي لا يستطيع أن يقوم به فرد أو أفراد.
وعلى الجامعات والمدارس أيضا أن تغير من فلسفة تعليمها، بأن يكون الطالب مشغولا دوما بالبحث عن المعلومات وإحضارها، وليس مجرد حضور المحاضرات والاستماع لما يقوله الأستاذ، وهذا يجعل الطالب في سابق مع الزمن بدلا من أن يصرفه في إثبات وجوده واستعراض عضلاته .
إننا ونحن لا نشك بصحة أفكارنا وتوجهاتنا، سنوغل اكثر في الخطأ ، ونبحر دون علم في الخسران . فالخطأ دوما إلى يقود الخطأ
3 - العشيرة والعشائرية
العشيرة مكوّن طبيعي قائم على النسب ، واكتسبت العشيرة أهميتها في ظل الدولة المركزية ، حيث أن الدولة العثمانية لم تكن تمارس دورها في استتباب الأمن وحفظ الحقوق وتقديم الخدمات لرعاياها البعيدين عن العاصمة استنبول ، لذلك فإن العشيرة كانت تقوم بهذا الدور في حماية أفرادها وإيجاد المراعي لدوابها ، والحفاظ على ملكيات أفرادها الزراعية وحل القضايا الناشبة بين الناس أو مع غيرها من العشائر .
أما وقد قامت الدولة الحديثة وصار من واجبها أن تحمي وتحفظ لشعوبها الأمن والغذاء والتعليم والصحة وغيرها ، صار من المفروض أن تتخلى العشيرة عن صلاحياتها للدولة لا أن تتشارك معها ، ولكن بسبب أن الدولة كانت عاجزة عن ممارسة صلاحياتها المفترضة كاملة أو بشكل صحيح ، أصبح هنا تداخلا في الصلاحيات ، وأصبح لشيوخ العشائر دور المعين الذي رغبت فيه الدولة ، ولكن هذه الحالة أبقت على المفاهيم العشائرية الموروثة ، ومنها أن العشيرة مكون مستقل يختلف عن غيره من العشائر ، وبالتالي بقي مفهوم مصلحة العشيرة أولا وهو مقدم على مصلحة العشائر الأخرى ، وهذا مفهوم يؤسس للصراع ولا يؤسس للتوافق ، وبالتالي لا يؤدي إلى ترسيخ مفهوم الدولة ، حيث يتساوى الأفراد والجماعات في بوتقة واحدة ، فها نحن نرى أن مفهوم الدولة ما زال غائما في ظل هذه المفاهيم العشائرية ، فنحن واجدون محاصصة عشائرية في المناصب والوزراء والنواب ، وغياب المؤسسات المجتمعية على حساب بقاء مؤسسة العشيرة ، أما تنامي الفردية التي تتضمن نفي وجود الآخرين أدت إلى منافسات وصراعات على مستوى الأفراد ، وهو ما انتج هذا التناطح الشبابي الذي لا يهدف إلى شيء غير الشعور بالتميز والإستعلاء على الغير ، وعلينا أن ننتبه إلى هذا البركان الخامد .
إن بناء الدولة بمؤسسات عشائرية بدلا من مؤسسات المجتمع المدني هو تحويل الدولة إلى كيس من البطيخ ، لا تلبث أن تنفلت في كل في اتجاه ، حالة حدوث أي فتق في هذا الكيس .
إن الإصرار المحموم للانتساب إلى عشيرة ما ، ولو كانت عشيرة من ثلاث أسر ، ما هو إلا ظاهرة غير سوية ،تدل على الفردية ، وتمايز أرعن لا يفيد شيئا ، إنما هو وهم فتاك ، وتبديد للطاقة الجمعية اللازمة للمجتمع ، فلقد دخلت الجيش عام 1965 وكان محظورا علينا أن نرفق أسماءنا بأسماء عشائرنا ، وكنا نتعامل مع بعضنا من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب على أننا مواطنون متساوون ولسنا أبناء عشائر مبجلين ، فما الذي حدث حتى تصبح العشيرة هوية لأفرادها ، إن هذه الظاهرة المحمومة ليست في مصر ولا العراق ولا حتى في اليمن ، إلا بقدر ضيل في حدود المعقول ، فمن الذي ابتلانا بهذه المصيبة ؟
إذن فإن المفاهيم العشائرية القائمة على مبدأ ( أنا أولا ثم غيري) نراه قد حول التنافس والسبق نحو الأفضل ، الذي يقود إلى التقدم ، نراه قد تحول إلى قيم سلبية من مباهاة لاجدوى منها ومجال للمناكفة وتحقير الغير والإنقاص من شخصية وكرامته الآخرين، هي ما تدفع للصدام والاقتتال ، والقتل بناء على الانتماء للعشيرة ، وبالتالي إعاقة بناء المجتمع .
ان سياسة تقسيم المجتمع إلى قسمين ( ليسهل الحراثة عليهما) لن تقف عن حد معين ،فحينما تحدث فتقا أو شرخا في ثوب أو جدار فإنك لا تستطيع ان توقف امتداده ، حتى يصل إلى أن يقتل الأخ أخاه
إذن فعلى الدولة أيضا أن تصدر أولا مرسوما يمنع كتابة الاسم مقرونا بالعشيرة ، بل مرتبط باسم الأب والجد والاسم الرابع ، وأن توقف هذه الحظوة التي يتمتع بها وجهاء العشائر ، وتوقف المحاصصة في البرلمان والمناصب والجامعات بناء على العشيرة وذلك أن الفكرة الخاطئة لا تفرز إلا أفكارا خاطئة
4 - الإعلام
ابتلي شعبنا في الأردن كما ابتليت كل الشعوب العربية بإعلام ضليع باستغبائها واستهبالها واستكرادها ، ولكننا نحن هذا الشعب الأردني ، حظينا بتميز إعلامنا العظيم بخاصيتين لم يكتشفها ولم يمارسها الإعلام العربي الشقيق ولا الإعلام العالمي أيضا ، وهاتين الميزتان هما
1- الاستثمار في قلة الذوق والأخلاق ، فقد غمرتنا محطة التلفزيزن الرسمية وغير الرسمية وإذاعة عمان وأخواتها من الإف أم ، بفيض من الأغاني التي تصم الآذان زعيقا وكلاما غير مفهوم ، مستهدفة السوقة من المجتمع والطبقة المتدنية اجتماعيا وثقافيا ، والذين تعطلت ذائقتهم الفنية ، فها هي مغنية تزعق وتقول (الموت الأحمر للي عادانا , ونقلع العين إن لدت تلانا ) وآخر مهددا متوعدا وكأنه في طوشة عرمرمية صارخا ( وإللي يعادينا نطقطق عظامه طق ) أما ثالث فيهدد بفرده _ كأنه كاوبوي _ متوعدا من ينظر لحبيبته ، بأنه سيطلق النار على رأسه ويرمل زوجته وييتم أطفاله ، أما عمر العبداللات فراح يتغنى بكل مدينة على حدة وكأنها متميزة عن غيرها، أما محمد الوكيل فكان الراعي الأكبر لهذا الانحطاط الإعلامي والذوق السوقي، ولأنني كنت اسمع هذه الأغاني مكرها في الحافلات، فلا يحضرني أكثر من ذلك، وهكذا كان إعلامنا وفنانونا يحرضون على التعامل مع الآخرين بالعنف، ويقسمون البلد إلى مدن متميزة عن غيرها، وكأنها أصبحت هذه قيم الرجولة ومقياس التفوق وأسس المواطنة
2- جعجعة الحرب التي أهلكتنا بها شاشات التلفزيون بين كل فاصل وفاصل ، إذ ترينا الدبابات تمخر رمل الصحراء في غيمة من عجيج النقع ، وطائرات تهوي كالنيزك ، فتجعل سافل ألأرض عاليها ، ومدافع تقصف وجنود يتسلقون الحبال أو يهبطون ،بشكل تثير الحمية والرغبة في القتال واستهوان الموت ، فهذا جميل لو كنا على شفا حرب مع إسرائيل، أو نريد أن نرهب عدوا لنا ، ولكننا موقعون مع عدونا معاهدة وادي عربة ، ولا مجال أبدا في الزمن المنظور أن نشن الحرب عليهم ، فلمن يكون هذا الاستعراض العسكري، ولماذا هذا العمل العبثي الذي نهيج الشباب به للقتال ، لعلمنا أن الحرب مغرية للشباب، وبما أننا هيجناهم لكي يفتخروا بجيشهم ، لم ندر أنهم أصبحوا يبحثون عن أعداء يصرفون فيهم شحنات القتال التي اكتسبوها من إعلامنا العظيم ، بمقاتلة أقرانهم وزملائهم، من عشيرة أخرى، على أنهم أعداء يمكن أن يتدربوا عليهم كأنهم دمى ورقية. وذلك راجع لما يؤمنون به بأن عشائرهم يمكن أن تدرأ عنهم العقوبة بجاهة من المشايخ، رأس مالها فنجان قهوة وبوسة لحية .
فالفكرة الخاطئة لا تنتج إلا أفكارا خاطئة
5 - الأحكام العرفية
حسبما أعرف فإن الأحكام العرفية فرضت أول ما فرضت في أعقاب محاولة انقلاب الضباط عام 57 وما تبعه من أحداث، وأظن أن الأحكام العرفية بعدها ألغيت ورقيا عام 89، ولكنها ظلت سارية إلى ما قبل الربيع العربي، ولقد خلفت وراءها وضعا استقوت بها الأجهزة الأمنية والمخابراتية على الناس، بشكل لا مبرر له، فعاد كل فرد يتلمس نفسه إن كان قد اقترف خطأ أم لا، أو أن أحدا قد وشى به، أو تكلم مع حزبي وشهد على ذلك مخبر صادق، حتى شاعت مقولة الحيطان لها آذان، وهكذا تحقق للحكومة شعب مرعوب خائف مسكين مضطهد، حتى صاروا يسمون مبنى المخابرات في العبدلي بفندق أبو رسول، تحاشيا لذكر الاسم المؤلم ، كما يتحاشون ذكر مرض السرطان ،أو كما كان العرب يسمون الملدوغ بالأفعى سليما .
لقد أدت أجهزة المخابرات دورها على أحسن وجه وفرحت كعريف الصف إذ اسكت أطفال صغارا بالعصا، بل زادت المخابرات أن راحت تشيع عن قدراتها القمعية إمعانا في ترسيخ سلطتها، واستقوت على غيرها من المؤسسات، فتحولت السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، فما عادت من جهة يحق لها أن تسأل أو تراجع هذه السياسات العليا، وكما نقول دائما الفكرة الخاطئة ستفرز بالتأكيد أفكارا ونتائج خاطئة وكارثية .
فالجيل الذي تربى في الخمسينات والستينات كتم كل أفكاره رعبا من زنازين المخابرات، وجاء جيل آخر أو جيلين، قرأوا الرعب في عيون آبائهم وأجدادهم، ربما أشفقوا عليهم، وأنفوا أن يَرِثوا هذا الرعب، رفضوا الذل ورفضوا أن يستكينوا إليه، إلا أن أحدا لا يعلم ما حدث في قلوب هذه الأجيال الجدية، من كيمياء تحول فيها الخوف إلى شجاعة منفلتة، كيف ثارت كل الشعوب العربية في انفجار واحد وكأن المخابرات هياكل ورقية، وأصبحت هذه الأجهزة هي الصاعق الذي أشعل الفتيل، وما زلنا نسمع دوي هذه الإنفجارات. فأي كارثة قومية أحدثتها الأجهزة المخابراتية، وأي وبال كانت على الأنظمة التي كان من واجبها أن تحميها.
ولا أظننا هنا في الأردن نختلف عن بقية الشعوب العربية في تحولاتنا الاجتماعية، والشباب الذي اسقط بن على ومبارك والقذافي وعبد الله صالح ويحاول مع بشار، هو نفس الشباب الأردني الذي حاول، وقمع في دوار الداخلية غيرها، ولم ينفث الطاقة التي تملأه بعد، والرعب الذي لمسه في الأب والجد، حوله إلى رفض، فإنه حسب رؤيتي راح يخرج هذه الطاقة بأسلوب آخر، ربما كان الاقتتال الداخلي في الجامعات والأحياء وغيرها مظهرا لما يعتمل في النفوس، ولا ندري هل سيتمظهر بأشكال أخرى، سيقول أحدكم إن هذا خطأ ويجب أن لا نقر به، أقول نعم انه خطأ، ولكن علينا أن نفهمه لكي نعالجه إنه خطأ نجم عن مجموعة من الأفكار والقناعات الخاطئة، التي كان يمارسها منافقون في السلطة .



#سعادة_أبو_عراق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوباء - من الأدب الغرائبي
- غواية الموت
- لماذا رفض الصحابة تدوين الحديث
- الاجتياز
- جيوش عربية من ورق
- لماذا ابتعدنا عن ثقافة المطالعة
- فقه العقاب وفقه المعالجة
- يا إلهي كم من الجرائم تقترف باسمك
- أضواء على المثلية الجنسية
- بين الدين والفكر الديني
- المرأة في الفقه البدوي
- العنوسة
- مذهب النقل والعقل في تراثنا
- إلى الكتبة الفلسطينيين الذين يزيفون الوعي
- الأفكار الميتة
- الأفكار الحية والأفكار الميتة
- هوس القتل في فقه الأقدمين
- عبد الملك الحوثي حيث ينتحر
- ماذا بعد هزيمة داعش
- هل يكفي دولة واحدة للخلافة؟


المزيد.....




- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...
- اتحاد جاليات فلسطين بأوروبا يرحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغال ...
- الأمم المتحدة: نتائج التعداد بيانات عامة دون المساس بالخصوصي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي ينهي الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- من هم القادة الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنا ...
- ماذا يحدث إذا رفضت دولة اعتقال نتانياهو بموجب مذكرة -الجنائي ...
- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعادة أبو عراق - ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات الأردنية