أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - متى يتم اللجوء على العنف في الحملات الانتخابية؟















المزيد.....

متى يتم اللجوء على العنف في الحملات الانتخابية؟


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 5354 - 2016 / 11 / 27 - 19:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إن الحملات الانتخابية، هي مناسبة لتقديم البرامج الحزبية، أو الفيدرالية، إلى المواطنين، شرحا، وإقناعا، وتفاعلا مع المستهدفين، من أجل تحفيز الاهتمام في صفوفهم، بمضامين البرامج المقدمة إليهم، والمقارنة فيما بينها، على أساس العمل على ترسيخ الاختيار الحر، والنزيه، فيما بين المواطنين بصفة عامة، وفيما بين الناخبين بصفة خاصة، وعندما يتعلق الأمر ببرنامج اليسار، أي يسار، فإنه بالإضافة إلى الشرح، والإقناع، فإن اليسار يحرص على أن يجعل المستهدفين بمختلف البرامج، يمتلكون الوعي بها، وبالجهات التي تقف وراءها، وبالتمييز بين أحزاب اليمين، وبين أحزاب اليسار، وبأهداف اليمين، وأهداف اليسار، حتى يصير ذلك الوعي منطلقا، ووسيلة، لتحقيق أهداف اليسار، في علاقته بالجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، وفي سعيه إلى تحقيق أهداف هذه الجماهير، ومن ضمنها أهداف الطبقة العاملة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، المتمثلة في تحقيق أهداف التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، في أفق تحقيق الاشتراكية، في شموليتها.

وإذا كان المفترض في الحملات الانتخابية، هو ما ذكرنا، فإن ما جرى على أرض الواقع، لا علاقة له به؛ لأن الذين قاموا بالحملات الانتخابية، لا علاقة لهم لا بالأحزاب التي قاموا بالحملة لصالحها، ولا ببرامج تلك الأحزاب، ولا يالأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، ولا بالمواطنين الناخبين، في نفس الوقت، ولا بمفهوم اليسار، ولا ببرامجه، ولا بالسعي إلى شرح تلك البرامج، وإقناع المواطنين / الناخبين بها، ولا بتوعيتهم بمختلف البرامج المقدمة إليهم، ولا بالسعي إلى جعلهم يمتلكون الوعي باليسار، وبأهدافه، وبتعبيره عن طموحات الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة، خاصة، وأن الذين قاموا بالحملات الانتخابية، باستثناء القائمين بالحملة الانتخابية لفيدرالية اليسار الديمقراطي، في معظم الدوائر الانتخابية، هم مجرد مستأجرين، كبلطجية الأحزاب، في أي انتخابات، لا يربطهم بالمرشح، أو بالحزب الذي استأجرهم، إلا ما يتسلمونه في آخر اليوم، قبل الذهاب إلى بيوتهم، استعدادا لاستئجار أنفسهم في يوم آخر، من أيام الحملات الانتخابية، إلى من يدفع أكثر.

وعندما قالوا: إن فاقد الشيء لا يعطيه، فإن الذين قاموا بالحملات الانتخابية، باعتبارهم مستأجرين، لم يستطيعوا الشرح، والإقناع، ولا بث الوعي في صفوف المستهدفين. وما داموا كذلك، فإن القوة الحاضرة عندهم، هي قوة العضلات، التي تدفعهم إلى اعتماد العنف، والعنف المضاد، كوسيلة لجعل المستهدفين ينساقون وراء المرشح، ووراء حزبه، ولا علاقة لا للمرشح، ولا لحزبه، الذي يستأجر البلطجية، لا بالجماهير الشعبية الكادحة، ولا بطموحاتها في التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، باعتبارها أهدافا سامية.

وإذا تحولت الانتخابات إلى مناسبة لممارسة العنف، والعنف المضاد، فإن حملات الأحزاب الانتخابية، هي مناسبة لممارسة الحرب، والحرب المضادة، بين أحزاب البلطجية، التي تسخر لذلك جيوشا من البلطجية الحزبية، التي يمكن اعتبارها بلطجية حزبية متغيرة باستمرار، ولا تعمل إلا مع الحزب الذي يدفع أكثر، على أساس أن تتواجد، في يوم آخر، في الطرف النقيض.

والكارثة تكون أعظم، إذا عتبرت أحزاب اليسار، كذلك، من الأحزاب التي لا تعتمد على المتطوعين، بقدر ما تعتمد على البلطجية، خاصة، وأنها معنية بتحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، في أفق تحقيق الاشتراكية.

والسلطات المحلية، المعنية بالحفاظ على أمن المواطنين، لم تعد تقوم بدورها، لحماية أمن، وسلامة المواطنين، من أفعال بلطجية الأحزاب، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتجول البلطجية، في الأسواق الأسبوعية، مما يجعل ممتلكات المواطنين المعروضة للبيع، مستهدفة بالسرقة، أو بالقلق، أو بغير ذلك، مما لا علاقة له، لا بالحملة الانتخابية، ولا بالتعريف ببرامج الأحزاب، ولا بشرح تلك البرامج، ولا بإقناع المواطنين / الناخبين.

فهل يتحرك المسؤولون، مستقبلا، لوضع حد لممارسة بلطجية مختلف الأحزاب، بقطع النظر عن كونها يمينية، أو يسارية، حرصا على سلامة المواطنين من الحملات الانتخابية؟

وهل تتخلص الأحزاب من عقلية استئجار البلطجية، من أجل النيابة عن الحزبيين، في القيام بالحملات الانتخابية؟

وهل تعتبر الأحزاب: أن الحملات الانتخابية، مناسبة لتوعية المواطنين، بالأحزاب السياسية، وببرامجها، وبدورها في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية؟

وهل تتحول الحملات الانتخابية، إلى مناسبة لإيجاد مجتمع جديد، ومتقدم، ومتطور، ونابذ لكل أشكال التخلف؟

وهل تتحول الانتخابات، بحملاتها المتنوعة، إلى مناسبة لمناهضة كل أشكال الفساد الإداري، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بما فيه الفساد الانتخابي؟

أليست الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، معنية بالعمل على خلق وعي متقدم، ومتطور، يصير أساسا، ومنطلقا لإيجاد مجتمع جديد؟

اليس المجتمع الجديد معنيا بترسيخ قيم جديدة، ومتطورة، لا علاقة له بتسييد القيم الفاسدة، كما هو حاصل الآن؟

أليس تسييد نبل القيم، نافيا لقيم الفساد المختلفة، التي تنمو، في إطارها، كل أشكال الفساد؟

أليس نبل القيم، متناقضا مع استئجار البلطجية، للنيابة عن الأحزاب، ومرشحيها في القيام بالحملات الانتخابية؟

ولماذا لا تعمل الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، على محاربة استئجار البلطجية في صفوفها، ثم في صفوف الأحزاب الإدارية، وحزب الدولة، للنيابة عن الأحزاب، ومرشحيها، في القيام بالحملات الانتخابية؟

ولماذا لا تعتمد هذه الأحزاب مبدأ التوعية الهادفة، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة بالخصوص؟

ولماذا لا تمتنع عن ترشيح الفاسدين من الأعيان، وأصحاب الثروات في صفوفها، الذين لا يهمهم إلا الوصول إلى البرلمان، لسن التشريعات التي تخصهم، وتخص الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها؟

أليس كل ذلك تعبيرا عن أن الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، تعاني من خلل ما، في بنيتها الأيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية؟

وما العمل من أجل تجاوز هذا الخلل، إن كان قائما بالفعل؟

أليس اليسار معنيا بالعمل الوحدوي؟

أليس العمل الوحدوي عنوانا على حرص اليسار على توحيد صفوفه: أيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا؟

أليس ذلك التوحيد ضرورة مرحلية، في أفق الوصول إلى الوحدة الاندماجية كهدف استراتيجي، وكوسيلة للاختراقات الكبرى، في صفوف الجماهير الشعبية الكادحة؟

ابن جرير في 28 / 09 / 2016

محمد الحنفي



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن إلا ضعفاء؟...
- فيدرالية اليسار الديمقراطي، أو البديل الواقعي لهذا الخليط ال ...
- هو الحب لا غيره...يقود الأوفياء...
- كتبت ما أريد كتابته...
- بين تجارة الضمائر وتجارة الدين: الديمقراطية في مهب الريح.
- نحن في انتظارك...
- عندما ألتمس الشوق...
- وصية المهدي إلى أجيال القرن 21...
- الفتنة ليست نائمة...
- حين يحلم الشعب بديمقراطيته...
- أفلا يسأل الكادحون... عن الشهيد المهدي؟...
- عذاب السفر / جمال السفر...
- بورجوازية التطلع...
- عهر الأفكار...
- هلموا يا أيها الفقراء...
- هو الأمر لا غيره...
- جئتك أسعى...
- تحصين فيدرالية اليسار الديمقراطي ضد الفساد والمفسدين مهمة جم ...
- بين المهدي وعمر سعادة الشعب...
- عريس الشهداء...


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - متى يتم اللجوء على العنف في الحملات الانتخابية؟