أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جلال مجاهدي - ضوابط استعمال رجل الشرطة لسلاحه الوظيفي في مواجهة مسلحي الشوارع في المغرب














المزيد.....

ضوابط استعمال رجل الشرطة لسلاحه الوظيفي في مواجهة مسلحي الشوارع في المغرب


جلال مجاهدي

الحوار المتمدن-العدد: 5352 - 2016 / 11 / 25 - 15:09
المحور: حقوق الانسان
    


حق الانسان في الحياة هو أسمى و أقدس حق على الاطلاق و انتهاك الحق في الحياة تحت أي مسمى هو انتهاك لجميع الحقوق طالما أن عليه تبنى باقي الحقوق و ليس من الانسانية في شيء الدعوة إلى قتل المجرمين و المنحرفين , فاستئصال الجريمة لن و لن يكون باستئصال المجرمين , ظاهرة إطلاق النار من طرف رجال الشرطة بالمغرب على بعض المجرمين المسلحين بالسلاح الابيض ينبغي التطرق إليها بمنظور حقوقي و قانوني و اجتماعي و ليس من منطلق الانتقام و الثأر , فإطلاق النار هكذا كعقوبة عفوية لإزهاق روح المجرم ليست لها أية هوية أو دين أو جنسية أو منطق سوي ,و إذا كان التلازم بين الجريمة و العقاب هو أمر منطقي فإنه ليس من المنطق في شيء أن يتم إهدار الانسان فقط لكونه مجرما أو يحمل سلاحا أبيضا و إلا سنكون أمام حالات إعدام دون محاكمات و دون ضمانات , الحق في الحياة لا يستثني أحدا ولو تعلق الأمر بمجرم و لا يقول عاقل عكس ذلك فالجريمة لا تردع بجريمة أخرى و لا أدل على ذلك من حالة البلدان التي تبنت مقاربات أمنية صارمة فالبرازيل و كولومبيا و الولايات المتحدة الامريكية التي تبيح قتل المجرمين المسلحين لا زالت ترزح تحت وطأة الجريمة , بل إن هذه الأخيرة عرفت اتساعا لها و تطورا في أداء المجرمين , فمن المتعارف عليه في علم الإجرام , أن الجريمة تتطور و المجرمين يتطورون حسب الظروف و حسب تطور أداء رجال الأمن , لذلك فإن الدعوة المجانية لرجال الشرطة لقتل المجرمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي و التهليل لذلك من طرف بعض الصحف البكماء لا ينظر إليه إلا كدعوة للقتل المجاني , استعمال السلاح من طرف رجال الشرطة ينبغي دائما أن يكون في الحالات القصوى عندما تكون أرواح المواطنين أو أرواحهم مهددة و الاستعمال ينبغي أن يروم إعاقة المجرم و شل حركته لغرض إيقافه فقط , كإصابته في الرجل مثلا, فالجهة الموكول إليها إيقاع العقاب هي القضاء وحده , و أن الأصل في رجال الشرطة بالنظر لتكوينهم و تدريبهم هو التمكن من إيقاف المجرمين دون اللجوء لاستعمال السلاح الابيض , لذلك فإن إيقاف مجرم ما يحمل سلاحا أبيضا باستعمال سلاح ناري يمكن أن يعزى إلى خلل في التكوين و التدريب أما إذا تعلق الأمر بإصابة قاتلة في الرأس أو الصدر فإن الأمر يتجاوز مهمة رجل الشرطة الذي تنحصر صلاحيته في الايقاف إلى إيقاع العقوبة ,هذا الفعل من رجل الأمن لا يمر مرور الكرام كما يضن البعض بل يعرضه لا محالة إلى المساءلة و إلى التحقيق القضائي الجنائي حيث , سيكون مدعوا إلى إقامة الدليل على الدفاع الشرعي عن نفسه أو عن المواطنين و بأنه لم يجد وسيلة أخرى لحماية نفسه أو حماية اللآخرين غير اللجوء إلى قتل المجرم المسلح ,هذا وحتى إن جرى العرف القضائي أن يتابع الشرطي في حالة سراح , إلا أن الأمر لا ينظر إليه على أنه تساهل من جهة القضاء , بل إن الشرطي يستفيذ فقط من فرضية الدفاع الشرعي ,أما إن سقطت هذه الفرضية و تبت في أية مرحلة من مراحل التحقيق أو المحاكمة أن القتل كان عمديا , فإن المعني بالأمر لن يتم التساهل معه و ستتم معاملته كغيره من المجرمين , فجريمة القتل العمدي في حق مواطن تبقى جريمة قتل عمدي لا فرق بين أن يقترفها مواطن عادي أو شرطي و بذلك فإن السلاح الوظيفي و كما صرحت بذلك إدارة الأمن الوطني المغربي هو جهاز لتطبيق القانون و ليس لاقتراف الجرائم و يخضع لضوابط قانونية و تنظيمية صارمة تحدد بدقة الإطار الشرعي لاستعماله .



#جلال_مجاهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الحكم المخزني المغربي في مواجهة تفاعلات الحراك الفكري ا ...
- أمازيغ المغرب و الاستعراب و إشكالية الانتماء
- الالحاد سقوط في اللاعقلانية – الجزء الثالث-
- الالحاد سقوط في اللاعقلانية – الجزء الثاني -
- الإلحاد سقوط في اللاعقلانية – الجزء الأول -
- ثقافة الثورة
- القرآن من تسامح النبي الى تعصب المسلمين
- القرابين البشرية و المنابع النصية للفكر الارهابي
- حزب العدالة و التنمية المغربي ليس حزبا إسلاميا
- حزب الأصالة و المعاصرة المغربي وانعدام الهوية
- إحراق الجسد :الاسباب و الدواعي
- الإنسان بين الأصل السماوي و الجيني
- الطعن في قرارات عزل قضاة الرأي المغاربة بين الإمكانية القانو ...
- قراءة نقدية للقانون رقم 127.12 المتعلق بتنظيم مهنة محاسب معت ...
- الماضويون و الفصام الزمني


المزيد.....




- يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام ...
- حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم ...
- رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ...
- منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة، ...
- مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ ...
- مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل ...
- زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في ...
- حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن ...
- حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ ...
- هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جلال مجاهدي - ضوابط استعمال رجل الشرطة لسلاحه الوظيفي في مواجهة مسلحي الشوارع في المغرب