أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف العادل - لماذا مرر خدام هذه الكرة في الوقت الضائع؟














المزيد.....

لماذا مرر خدام هذه الكرة في الوقت الضائع؟


يوسف العادل

الحوار المتمدن-العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3 - 09:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من الطبيعي أن يلجأ عبد الحليم خدام إلى شتى صنوف اللعب المافيوي والانتقام ممن كنسوه عن بكرة سلطاته ونفوذه من مركز دائرة القرار في النظام السوري، حينما أطلق على نفسه رصاصة الرحمة في مؤتمر البعث السوري منذ شهور معلناً استقالته، ومن الطبيعي أن يستهدف غيره ويستهدفوه في سياق الصراع على السلطة، وبأحط الأساليب وأبشعها والدارجة في مثل هذه الميادين، ومن الطبيعي أن يمتلك هذا الرجل أوراقاً سياسية متنوعة وأسرار ثمينة وخبرات في الدهاء السياسي تكدست في يديه على مدى عقود في مدرسة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد،ولكن من المستغرب لأول وهلة كيف سيق الرجل الثاني في سوريا إلى هذا المصير(خروجه من النظام) رغم توفر مقومات صموده في الصراع على السلطة واستعصائه المفترض على النيل منه لاسيما في المرتين التاليتين على الأقل:
1. في المرة الأولى حينما كان جزءً من مثلث قوي وخطير يربض على الساحتين السورية واللبنانية يضم الحريري وخدام وغازي كنعان،ويؤسس لاقتلاع تراث ونفوذ ومرتكزات مدرسة حافظ الأسد من أرض الصراع السياسي في المنطقة، ثم وجد خدام نفسه يواجه مصيره كآخر رأس في هذا المثلث ،(بعد الحريري وكنعان) حيث تعددت الوسائل والمصير واحد( اغتيال، انتحار، إقالة وتصفية إدارية،سياسية قضائية...الخ).
2. في المرة الثانية حينما كان بإمكان خدام (أحد أبرز خزنة أسرار النظام السوري) لو أراد( إن لم يكن متورطاً في اغتيال الحريري، أو يكون قد خدعه النظام بأية إعادة اعتبار) أن يدفع بكل أوراقه إلى سلة ميليس ويزيد في تشديد الخناق على النظام السوري الذي كان يحبس أنفاسه عشية إصدار التقرير الأول سيما وأن الأمريكان كان يبحثون عن بديل للرئيس السوري، ولو كان من قبيل الضغط وانتزاع التنازلات السورية في الملف العراقي وغيره من الملفات، لكن خدام اختار هذا الوقت ( بشكل يدعو للاستغراب) لنشر غسيله وغسيل النظام السوري الذي سرعان ما استنفر مؤسسته التشريعية والإعلامية والقضائية وغيرها للإجهاز المعنوي السهل على هذا الرمز الذي شق عصا الطاعة(وخان النظام الذي أنعم عليه)،وبالطبع جاءت مقابلة خدام على قناة العربية في وقت خرج فيه النظام نسبياً من خطر مركز الضغوط الدولية عليه إلى فضاء أرحب ما يفقد المقابلة المردود السياسي الذي يرتقبه خدام منها.
لكن يبدو أن آليات الصراع على السلطة وترتيبات محصلات موازين القوى الداخلية المتناغمة والمتساوقة مع العامل الخارجي وفق مدرسة حافظ الأسد لم تتح لخدام إمكانية النفاذ عميقاً إلى داخل بنية قواعد اللعبة السياسية التي تأسست وتبرمجت تاريخياً على تأبيد هيمنة وسيطرة أسرة الأسد الأب(أولاده حصراً) على سوريا نظاماً وشعباً ومقدرات ، وهو بذلك يتعرض الآن للعنة هذه اللعبة على غرار رفعت الأسد وغازي كنعان وغيرهم, ممن أ’لحقوا في ذمة التاريخ بهذا الشكل وذاك.
ويبدو أن خدام لم يدرك عقم الحضانة الفرنسية له كفرس رهان للفرنسيين الذين لن يسمح الأمريكان لهم وله بالقفز خارج المدار الذي تدور فيه رحى الترتيبات الأميركية في المنطقة عموماً وفي العراق خصوصاً،حيث سيمعن الأمريكان في قطع الطريق على عودة النفوذ الفرنسي إلى لبنان أو سوريا وبأية سقوف تاريخية،(كما قطعوا الطريق على عودة هذا النفوذ لعقود بالتحالف مع النظام السوري وابنه البار خدام) ولن تخرج عندئذٍ رمايات تحالفات الفرنسيين المؤقتة مع الأمريكان في الضغوط على النظام السوري خارج المدى المجدي للمصالح الأميركية, فثمة خطوط حمراء أميركية تجعل من مشروع خدام والتبني الفرنسي له أمراً لا رجاء منه، سيما وأن موضوع تبديل النظام في سوريا لم يعد على الأجندة الأمريكية بعد أن شرع النظام السوري بتسريع التنازلات الفعالة للأمريكيين في العراق، وكنا شهدنا كيف مر يوم الانتخابات العراقية تحت غطاء الهدنة ، لدرجة يظن فيها المرء أن مفاتيح امن العراق واستقراره في يد السوريين(ويبدو أنهم كذلك)، وفي كل الأحوال سيكون خدام قد قدم للأمريكيين من حيث لا يحتسب تثقيلاُ لضغوطهم على النظام السوري، فتتسارع خطوات التنازل ثمناً لرقبة النظام الذي فوت الوقت على خدام في لعبة البدائل الذي يأمل خدام أن يدخلها، إنما البوابة الفرنسية غير سالكة إلى الساحة السورية، وكان على خدام أن يسلك في الوقت المناسب الطريق الأميركي، وأعتقد أنه تحرك في الوقت الضائع، وأضاع مكسب المثول المرتقب للرئيس السوري ووزير خارجيته أمام لجنة التحقيق في اغتيال الحريري، حيث ستودع مفاعيل ذلك خارج جيوب خدام.
2/1/2006



#يوسف_العادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم قوة وضعف النظام السوري
- ليس اتجاهاً معاكساً
- الحركات الإسلامية بين الجهادية والسياسية
- لماذا يقلق بوش ورايس من تقرير ميليس؟!
- ميليس بين اغتيال الحريري واغتيال الحقائق
- كنبض القلب أو أقرب تحية إلى محمود درويش
- علام يختلف الدكتوران عيد وغليون؟
- منتدى الأتاسي والخطوط الحمراء
- تساقط حجارة الهرم الأميركي
- الإخوان المسلمون في سوريا، والضلال المبين
- الحركات الإسلامية و الطريق إلى السلطة- حماس نموذجاً
- البقاع آخر حصون النظام السوري
- عيد الأم
- الكاتب أكرم البني بين الإيمان والتمني
- رهان الشعوب في القرن الواحد والعشرين
- خسارة الأنظمة لا يعني ربح الأميركان
- الديمقراطية والمواطن البسيط ورغيف الخبز
- عشتار
- مسكين هو الشعب اللبناني في عيد الحرية
- وطأة الوجد


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - يوسف العادل - لماذا مرر خدام هذه الكرة في الوقت الضائع؟