أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - الكون عديم الداخل.. عديم الخارج!














المزيد.....

الكون عديم الداخل.. عديم الخارج!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 23:56
المحور: الطب , والعلوم
    


جواد البشيتي
افتراضٌ (ليس إلاَّ) أنْ نقول إنَّ الكون هو كوننا فحسب، وإنَّ الكون الآخر (أو الأكوان الأخرى) لا وجود له. وافتراضٌ، أيضاً، أنْ نقول إنَّ كوننا هو أحد الأكوان.
افْتَرِضْ أنَّ كوننا هو أحد الأكوان، فما هو هذا "الشيء" الذي يَضُمُّ الأكوان جميعاً؟
ثمَّة مثال شهير يعيننا على فَهْم الأمر، وهو "مثال النملة".
إنَّها نملة تسير على سطح كرة مُنَقَّط (مليء بالنُّقَط). وهذا السَّطح هو مكان من بُعْديْن اثنين (الطول والعرض).
وكَوْن هذه النملة إنَّما هو "سطح" الكرة فحسب.
أرادت النملة أنْ تسير حتى تصل إلى "نهاية" كَوْنها، فسارت في مسارٍ مستقيم، تارةً في بُعْد الطول، وطوراً في بُعْد العَرْض، فعادت، أخيراً، إلى النقطة (أو الموضع) التي منها بدأت السَّيْر، فتأكَّد لها أنْ لا نهاية لكَوْنِها (فلا نهاية للسطح الكروي).
الكرة كانت تَكْبُر حجماً في استمرار؛ ولقد رَأَت النملة "النتيجة"؛ فالمسافة بين كلِّ نقطتين تتَّسِع، في استمرار، وكلُّ النُّقَط التي حولها، أيْ حَوْل النقطة التي فيها تُوْجَد النملة، تبتعد (وترتد) عنها، والنقطة الأبعد (عنها) هي الأسرع في ابتعادها، أو ارتدادها، عن نقطتها. وبهذا المعنى، قالت النملة بـ "تمدُّد الكون"، مُعَرِّفةً الكون (أيْ كونها) على أنَّه "سطح مِنْ بُعْدين اثنين (طول وعرض) ويتمدَّد في استمرار".
نِسْبَةً إلى النملة (وإنَّ من الأهمية بمكان ألاَّ نَضْرِب صفحاً عن عبارة "نِسْبَةً إلى..") لا معنى، ولا وجود، لـ "البُعْد الثالث (من أبعاد المكان)"، وهو "الارتفاع"؛ أمَّا أنتَ (الكائن البشري) فترى هذا البُعْد في كَوْن النملة، ويسهل عليكَ، من ثمَّ، تفسير وتعليل ظاهرة "اتِّساع كَوْنِها، والتباعُد بين كل نقطتين (على سطح الكرة)".
إنَّكَ ترى هذا "البُعْد الثالث" في "الفضاء الذي فيه تتموضَع هذه الكرة، وتَكْبُر حجماً"؛ وتراه، أيضاً، في "جَوْف وباطن الكرة؛ في مركزها، وفي قطرها، أو نصف قطرها"؛ فالكرة ليست سطحاً فحسب؛ وسبب تمدُّد سطحها إنَّما يكمن في هذا "البُعْد الثالث (بوجهيه)". وأنتَ، الكائن البشري، تستطيع أنْ ترى الكرة كلها، وأنْ تقول إنَّها جسم، أو شيء، محدود، وتتمدَّد في "البُعْد الثالث"، وإنَّ "الانفجار الكبير" Big Bang الخاص بكَوْن النملة يَكْمُن، أو يتموضع، في "مركز" الكرة، الذي هو، أيضاً، يُمثِّل "البُعْد (المكاني) الثالث".
النملة، في وجودها، لا تحتاج أبداً إلى أنْ تعي وجود "البُعْد الثالث"، ولا إلى أنْ تكون لها صلة به؛ وهي بحُكْم تكوينها عاجزة تماماً عن وعي وجوده، والاتِّصال به؛ فليس كل ما هو موجود يُمكننا (أَكنَّا نملاً أم بشراً) إدراك وجوده، والاتِّصال به.
هذا "البُعْد الثالث"، ومن وجهة نظر النملة، لا وجود له، وليس بجزء من كَوْنها؛ إنَّه المكان، أو الفضاء، المنفصل تماماً عن كَوْنِها.
والدليل على ذلك أنَّ كَوْناً آخر (أو أكوان أخرى) يمكن أنْ يكون موجوداً على مقربة من كَوْن النملة، أو بعيداً عنه، من غير أنْ تعي وجوده.
أمَّا كَوْننا (أو الكون) فيختلف عن كَوْن النملة في أنَّ له ثلاثة أبعاد (طول وعرض وارتفاع). وهذه الأبعاد (المكانية) الثلاثة يشتمل عليها "السَّطْح" من "كُرَتنا (أو بالوننا) الكونية"؛ فَكَوْننا، أيْ الكون كله، إنَّما هو "السَّطح"، والسَّطح فحسب، من "الكرة الكونية".
وكَوْننا يتمدَّد في "البُعْد المكاني الرابع (Hyperspace)"؛ أمَّا "الانفجار الكبير" Big Bang الخاص بكَوْننا فيَكْمُن، ويتموضع، في "المركز" من "كُرَتنا الكونية"، والذي هو، أيضاً، يُمثِّل "البُعْد (المكاني) الرابع". وإذا كانت النملة لا تعي وجود "البُعْد الثالث" فإنَّ البشر لا يَعون وجود "البُعْد الرابع"؛ فهذا البُعْد ليس بجزء من كَوْننا، الذي كله، وبكل ما فيه، يَقَع على "السَّطْح" من "كُرَتنا الكونية".
أنتَ الآن في مركبة فضائية تسير في الفضاء بين النجوم، أو بين المجرَّات. إنَّكَ تستطيع السَّيْر إلى الأمام، وإلى الوراء؛ إلى اليمين، وإلى اليسار؛ كما تستطيع السَّيْر إلى أعلى، وإلى أسفل؛ فإذا سِرْتَ، في مسارٍ مستقيم، في أيِّ اتِّجاه من هذه الاتِّجاهات، فإنَّكَ تعود، في آخر المطاف، إلى النقطة التي منها بدأ سَيْرَك.
مهما تقدَّمْتَ في سَيْرِكَ إلى أعلى، فإنَّك لن تغادِر الكون؛ ومهما تقدَّمْتَ في سَيْرِكَ إلى أسفل، فإنَّكَ لن تصل إلى مركز الكرة الكونية؛ والفضاء الذي تسير فيه إلى الأمام، وإلى الوراء، إلى اليمين، وإلى اليسار، إلى أعلى، وإلى أسفل، إنَّما هو جزء من كَوْننا، الذي يَقَع كله على "السَّطح (بأبعاده المكانية الثلاثة)" من "كُرَتنا الكونية"، التي على مقربة منها، أو بعيداً عنها، قد يَقَع "كَوْن آخر (أو أكوان أخرى)"، في "البُعْد (المكاني) الرابع" Hyperspace؛ فإذا وُجِد فلن نعي وجود؛ كما لا يمكننا أبداً الاتِّصال به. إنَّ "البُعْد الرابع"، وبكل ما فيه، ليس بجزء من كَوْننا؛ لا صلة لنا به، ولا يمكننا إدراكه؛ فَنِسْبَةً إلينا يستوي وجوده وعدم وجوده.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بُعْد المكان الرابع Hyperspace
- هذا -اللغز- في قلب مجرَّتنا!
- هل -الوعي- هو الذي اخترع -اللغة-؟
- -العمال-.. فكراً وطبقةً في -عيد العمال-
- -الزمن-.. وكيف يعمل
- أين تكمن أهمية العثور على -موجات الجاذبية-؟
- الصلة الجدلية بين -المادة- و-الفضاء- في -الثقب الأسود-
- المادة إذا انهارت على نفسها..
- روسيا تبدأ الضرب في سورية
- قوَّة وحيوية الفكر الاقتصادي لماركس!
- نسبية الحقيقة لا تتعارَض مع موضوعيتها!
- السَّفَر بين الأكوان
- أنا لستُ موجوداً لأنَّني اُفَكِّر!
- -الانتحال-.. كيف يمارسه ويبرِّره -عبد الله الراوي-!
- التاريخ لا يعيد نفسه!
- في -يوم العُمَّال-!
- أفكار منهجية في نظرية التطور
- -الحركة الطبيعية-.. من وجهة نظر جدلية!
- ما معنى الاتفاقية النووية بين طهران وواشنطن؟
- ولادة توازن إقليمي جديد!


المزيد.....




- الأعراض الأولى لسرطان القصبة الهوائية والوقاية منه
- أطعمة ومشروبات تجنبها عند تناول المضادات الحيوية
- الضغوط تتزايد على عمالقة التكنولوجيا.. ماذا يعني قانون الأسو ...
- الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار غوغل على بيع -كروم-
- ” سجل الآن من هنا “.. التسجيل في مسابقة الشبه الطبي في الجزا ...
- مخدر الاغتصاب GHB .. مراحل تأثيره السلبى على الجسم وكيف يحدث ...
- وكالة الفضاء الأوروبية تمول شركات صناعات الفضاء الخاصة بملاي ...
- نوع من الفطر قد يبطئ نمو الورم السرطاني ويطيل العمر
- للمرة الأولى.. اصطفاف مجرتين بشكل مثالي يساعد على رؤية الكون ...
- أوبئة عادت لتهدد العالم فى 2024.. فيديوجراف


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - الكون عديم الداخل.. عديم الخارج!