أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - موقف ( عقيدة الحياة المعاصرة ) من الفكر الديني الاسلامي الجزء الاول















المزيد.....

موقف ( عقيدة الحياة المعاصرة ) من الفكر الديني الاسلامي الجزء الاول


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 20:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في البدء نعرف عقيدة الحياة المعاصرة بانها عقيدة اجتماعية تتبنى النهج العلمي والعلماني والعالمي في توجهاتها ومنطلقاتها الفكرية من اجل اقامة مجتمع صالح ، وهي تطرح نفسها كبديل عن العقائد الدينية جميعا لكون تلك العقائد قد فقدت صلاحيتها منذ مطلع القرن الماضي .. قرن التحولات الكبرى في حياة البشر ، ولم تعد تلك العقائد ملائمة لطبيعة العصر الذي نحيا فيه ، ومن منطلق تجديد حياتنا العقائدية فنحن نمد ايادينا الى جميع الذين فقدوا الثقة بكافة العقائد الدينية واختاروا طريق الانفصال عن الدين والعيش كملحدين او لادينيين ، ندعوهم الى الانضمام الى مسيرتنا في طريق العلمية والعلمانية والعالمية ... طريق عقيدة الحياة المعاصرة ، في هذا المقال سنتناول الفكر الاسلامي بالنقد ، ولكن قبل ذلك علينا ان نوضح نقطة مهمة جدا وهي اننا عندما ننتقد الفكر الديني فان هدفنا هو بيان سبب عدم اقتناعنا بهذا الفكر وليس هدفنا الاساءة الى المؤمنين بهذا الفكر والانتقاص من قيمتهم ، اننا نقر بانه ليس من حقنا ان نحارب الفكر الديني ولا ان نعاديه ، ومن هنا فاننا حريصون على ان يكون اسلوبنا في النقد اسلوب منطقي عقلاني غرضه بيان اسباب اختلافنا مع هذا الفكر واختيارنا طريق آخر ذو مسار مختلف ، نحن نعتقد بانه يوجد صنفين من البشر من حيث الخصائص العقلية : صنف يتقبل الافكار الغيبية ويصدقها دون حاجة لدليل على وجودها .. والصنف الاخر لا يتقبل اي فكرة ولا يستوعبها الا بدليل علمي او مادي ملموس وواضح ، ونحن من هذا الصنف ، نحن العلميين او الماديين خلقنا هكذا لا نؤمن الا بالاشياء المادية الملموسة اما الاشياء الغيبية التي لا تخضع للقياس والتحليل والتجربة فلا تدخل عقولنا ابدا ، اذ ان كل انسان وطبيعة تكوينه العقلي والنفسي ، الالحاد واللادينية ليست جريمة وليست فساد للاخلاق لكي تتم محاربتها من قبل الفكر الديني ، وانما هي رؤية مختلفة تستند الى الادلة العلمية او المادية وهذه هي طبيعة فلسفتنا ورؤيتنا في عقيدة الحياة المعاصرة ، فهل من حق المؤمنين بالغيبيات ان يعيشوا والذين لا يؤمنوا بالغيبيات ان يموتوا ؟ ومن هذا المنطلق نحن نرى بانه يجب القبول بالتعايش السلمي بين الطرفين ( الغيبيين والماديين ) جنبا الى جنب في المجتمع الواحد دون عداء ودون كراهية ، من شاء فليؤمن بالغيبيات ومن شاء فليؤمن بالماديات ، وكلنا نخضع لدستور الدولة كمواطنين بشرط ان يكون الدستور محايدا لا يميل الى طرف ضد الاخر ، نبدأ مقالنا بالتطرق الى المرتكزات الاساسية في العقيدة الاسلامية :
ـ من المباديء الاساسية في العقيدة الاسلامية مبدأ ( الايمان بالقضاء والقدر .. خيره وشره ) وفقا لهذا المبدأ فان افعال الانسان لا تعتبر صادرة عن ارادته وانما تنفيذا لقضاء الله وارادته , وان كل ما يصيب الانسان وكل ما يحدث له خلال حياته عن أفعال صادرة عنه شخصيا او صادرة عن الاخرين تجاهه .. كلها مدونة في سجل القدر ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) و ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ) فالانسان هنا ليس له ارادة او حرية اتخاذ القرار ليصنع أفعاله , ومن هنا فان القوى المحركة للشعوب وللتاريخ هي مشيئة الله وارادته , ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) بمعنى ان مشيئة الخالق وارادته المدونة في سجل القدر هي التي صنعت تاريخ البشر , وان سجل القدر انما هو سجل التاريخ بأحداثه ووقائعه ، فالتاريخ حسب هذه النظرية ماهو الا قراءة لسجل مدون مسبقا من قبل الخالق , وتفسر هذه النظرية احداث التاريخ على انها تحقيق لتلك المشيئة .. فالتاريخ ليس من صنع ارادة البشر , البشر ليس لهم اي دور في صنع تاريخهم وتحديد مسار حركته ... لان هذا المسار مرسوم مسبقا ومعد سلفا , البشر هنا اشبه بممثلين يؤدون ادوارهم وفقا لسيناريو معد مسبقا من قبل مؤلف ومنتج ومخرج فلم الحياة وهو خالق الكون , وبالنسبة لشخصيات صانعي الاحداث الرئيسيين والذين هم القادة التاريخيون فما هم الا أدوات الله الذين اختارهم وفقا لشروط نجهلها ليقوموا بتنفيذ ارادته في قيادة شعوبهم وفق ما هو مرسوم في سجل القدر , ويصرح الفكر الاسلامي بان الغاية من خلق البشر هو لكي يحققوا رغبة الخالق في تعمير الارض بالعمل والعبادة , حيث يولد الانسان ويحيا ليعمل وفقا لما هو مدون له في سجل القدر ثم يموت فيأتي الذي بعده ليواصل نفس المشوار ... وعلى نفس هذا المنوال تمضي بخطاها الاجيال ... الى ان يحين موعد الحشر العظيم الذي نجهل موعده حيث تقوم القيامة وتدمر الارض وما عليها وينتهي تاريخ البشر وينتهي المخرج من فلمه هذا الذي لن يتفرج عليه احد سواه في النهاية , ولكننا في الحقيقة لم نجد تفسيرا لهذه الرغبة الغريبة والعجيبة لدى الخالق في تعمير الارض بواسطة مخلوقاته من البشر التعساء ومن ثم تدمير الارض لاحقا وفقا لهذا السيناريو ... والارض ما هي الا جرم متناهي في الصغر في هذا الكون اللامتناهي في الكبر ، وما الغاية من خلق البشر ومنحهم أدمغة لاستخدامها في التفكير والتدبير اذا كانت افعالهم مقيدة مسبقا بسجل القدر ؟ وهل جعل الله من كوكب الارض حقل تجارب واختبارات لمخلوقاته من البشر وهو الذي جردهم من ارادتهم لكي تتم في نهاية الاختبارات معاقبة من كتب له الفشل مسبقا ومكافئة من كتب له النجاح مسبقا ؟ هل يجرب الله قدرته على التحكم في مخلوقاته التعيسة بمنحهم فرصة الحياة ومن ثم يميتهم ليرمي بقسم منهم في نار جهنمه بناءا على رغبته ليتسلى بتعذيبهم , ويدخل القسم الاخر في جنته بناءا على رغبته ايضا ليتسامر معهم ؟ ورغم ذلك يدعي الفكر الاسلامي ان مشيئة الله لا تلغي حرية الانسان ولا تغيّب ارادته , عجبا ! الافعال كلها من صنع الله ( يهدي من يشاء , يرزق من يشاء , ينصر من يشاء , يمنح الملك لمن يشاء , وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ) فأين هي موقعها اذن ارادة الانسان , لا نعرف كيف يتم التمييز بين الافعال التي هي بارادة الله والافعال التي هي بارادة البشر , لانه لم يوضح هذا الفكر حدود مشيئة الله وحدود مشيئة الانسان وارادته , وبما ان الحدود بين الارادتين متداخلة فان التفسير سيكون انتقائي , فهل نعتبر مثلا ان قيام القرامطة بالهجوم على مكة وانتهاك حرمة الكعبة ( سنة 929 م ) حيث سرقوا الحجر الاسود من الكعبة ليبقى في حوزتهم اكثر من عشرين عاما قبل ان يسترد , هل كان ذلك العمل بارادة الله عقابا لاهل مكة , أم كان بارادة القرامطة فتركهم رب الكعبة ليحققوا مشيئتهم رغم انتهاكهم لحرمة كعبته ؟ وهل ان قيام الحجاج بن يوسف الثقفي بضرب الكعبة بالمنجنيق ابان ثورة عبد الله بن الزبير في مكة ( سنة 692 م ) كان تعبيرا عن الارادة الالهية ومشيئته غضبا من الله على تمرد ابن الزبير على خليفة المسلمين , أم ان الله لم يتدخل لفرض ارادته لان القضية لا تعنيه رغم انتهاك حرمة كعبته ؟ هل حقا تخلى الله عن الدفاع عن كعبته في تلك الواقعة من اجل الخليفة امير المؤمنين عبد الملك ابن مروان ؟ ولماذا تدخل الله لحماية كعبته في حملة ابرهة الحبشي على مكة ( سنة 570 م ) ؟ وهل تخلى الله عن نصرة الحسين حفيد رسوله في واقعة عاشوراء ( سنة 680 م ) من اجل الخليفة يزيد ابن معاوية ؟ نحن في العراق نستذكر كل عام حادثة استشهاد الحسين واصحابه في معركة الحق ضد الباطل المتمثل بسلطة بني امية الجائرة .. هل تسائلنا ما هو موقف الخالق صانع التاريخ من هذه المعركة ، وما هو الدرس الذي يقدمه لنا من هذه الواقعة الفاجعة ؟ دولة بني أمية استمرت قائمة بعد استشهاد الحسين لسبعين عام ، فهل هذا هو الدرس الذي يقدمه لنا صانع التاريخ ؟ هل معقول ان ارادة الله تتجه مثل هذه الاتجاهات فينصر من لا يستحق النصر ويخذل من لا يستحق الخذلان ؟ واذا كانت ارادة الله ان ينصر طرفا ما في نزاع مسلح ( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ) فهل هذه الارادة تخضع لشروط محددة أم هي مجرد رغبة عشوائية لا تنظر لاستحقاقات كل طرف ؟ واذا كان القضاء والقدر هو ارادة الله ومشيئته في الخير وفي الشر فما هو دور الشيطان اذن ؟ وهل تخضع افعال الشيطان لارادة الله ومشيئته ؟ وما هو تفسير الدين لتقدم وعلو أمم على أمم اخرى ؟ هل هي مشيئة الله ان يفرق بين احفاد آدم من حيث القدرات والمواهب والمميزات وهو الاله العادل ؟ ما هو موقع العدل في الاية ( أنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ) التي تعكس وجود تمييز من رب السماء تجاه مخلوقاته من البشر ؟ ما هو تفسير الدين لحوادث مقتل عشرات الالوف من البشر من جراء موجات الاوبئة القاتلة ( الطاعون , الكوليرا , وغيرها ) التي كانت تحدث في العصور السابقة ؟ هل هي ارادة الله خالق كل شيء ان تموت هذه الاعداد الهائلة من البشر تحت فعل الاوبئة التي تشبه أسلحة الدمار الشامل ؟ اين موقع الارادة الالهية في معركة الانسان ضد الاوبئة والكوارث البايولوجية ؟ من هو الرحمن الرحيم في طرفي هذه المواجهة : هل هو خالق الجراثيم والفايروسات والاوبئة أم هو مكتشف اللقاحات والامصال الواقية لانقاذ ( بني آدم ) من الموت ؟
ـ الفكر الاسلامي يقدم تفسيرا للكوارث والنكبات الطبيعية او الاوبئة او المجاعات التي تنزل على ديار المسلمين بانها ابتلاء من الله لاختبار مدى قوة ايمان المسلمين واخلاصهم وتمسكهم بعقيدتهم وصبرهم على قضاء الله الذي حيث تكمن فيه حكمته وهذه مشيئته ، اذن الكوارث الطبيعية وما تسببه من مآسي هي لغرض الاختبار ، ولكن في حالة حدوث الكوارث الطبيعية في ديارغير المسلمين فان هذا الفكر يقدم تفسيرا آخر مختلف عن السابق ، اذ يفسره بأنه ابتلاء من الله عقابا لتلك الامم لانهم لم يتبعوا تعاليمه ولم يؤمنوا بانبيائه ورسله ولم يعتنقوا الدين الاسلامي خاتم أديانه ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) وبالتالي فهم يستحقون العقاب باسلحة الدمار الشامل الطبيعية ، وواضح هنا ان مفهوم الابتلاء في الفكر الاسلامي له غرضين متناقضين : لاختبار الاخيار ولعقاب الاشرار ، ويبدو ان التعذيب في الفكر الاسلامي سلاح ذو حدين يستخدم مع الاحبة ومع العواذل ، ويقدم هذا الفكر أمثلة من التاريخ عن هلاك الامم السابقة واندثار حضاراتها ( مثلا : قوم لوط , قوم عاد , قوم ثمود وغيرهم ) بسبب ذنوبهم ومعاصيهم وعدم اطاعتهم للانبياء المرسلين اليهم فأهلكهم الله جميعا كبارا وصغارا , نساءا ورجالا , لا يميز بين البريء والمذنب ، فهل هذا تفسير منطقي وعقلاني لهذا النوع من الاحداث والوقائع في التاريخ ؟ وهل ان غضب الله ونقمته تنصب حتى على الابرياء ممن لا ذنب لهم في ما يقترفه حكامهم او المتنفذين او كبار القوم في المجتمع من ذنوب ؟ ما ذنب الاطفال من قوم لوط او قوم عاد او قوم ثمود الذين ذهبوا ضحية غضب الله على العاصين او الظالمين في المجتمع ؟ هل ان صانع التاريخ ذو المغفرة الواسعة والعدل المطلق يعجز عن معاقبة العاصين لأوامره فيلجأ الى اسلوب العقاب الجماعي ويمحو مدن او قرى بكاملها لكي يشفي غليله ويطفيء نار غضبه ؟
ـ الفكر الاسلامي يعتبر الحضارات التي سبقت ظهوره بانها حضارات امم كافرة كانت تعيش في جاهلية ، ولذا هو ينكر انجازات الحضارات القديمة كالسومرية والبابلية والفرعونية والاغريقية والرومانية في البناء والعمران والانتاج الفكري في الفلسفة والاداب والفنون ولا يقر بقيمتها الحضارية , وحتى الامم من اتباع الديانات المسيحية واليهودية يعتبرهم الفكر الاسلامي محرفين لكتبهم ومزورين لتعاليمها ومعتقداتها ، وبالتالي فهم ايضا من الامم الكافرة ومنجزاتهم الحضارية تعتبر باطلة , الفكر الاسلامي لا يؤمن بالحضارة المادية لان هذه وفقا لفلسفته كلها باطلة ولا قيمة لها طالما ان هناك آخرة وكل شيء الى فناء .. وان هذه الدنيا زائلة ومن العبث ان ينشغل الانسان بأمور دنياه وينسى آخرته , ولكننا نجد الذين مازالوا مؤمنين بهذه الافكار والمعتقدات في عصرنا الحالي يستخدمون المنجزات المادية للحضارة الغربية في حياتهم اليومية وفي الوقت نفسه يلعنون اصحاب هذه الحضارة وينعتونهم بالكفار , هؤلاء ناكري الجميل يعيشون في تناقض بين معتقداتهم وواقعهم , والحقيقة ان هؤلاء وكذلك الذين سبقوهم ممن على شاكلتهم قد عاشوا حياتهم عبثا , فلا هم صنعوا حضارة مادية كسبوا من ورائها الدنيا ولا هم سيجدون ربا يكافئهم على عبادتهم له في اليوم الذي فيه يوعدون .
ـ الفكر الاسلامي له نظرية في تفسير خلق الانسان لا تتفق مع الحقائق العلمية المكتشفة ، فهو ينكر ان الانسان نتاج عمليات التطور التي حدثت على الكائنات الحية عبر ملايين السنين والتي نجم عنها ظهوره كأرقى كائن حي ، وهنا نتسائل اذا كان البشر جميعهم ينحدرون من آدم وزوجته حواء وفقا للنظرية الدينية فكيف تنوعت اجناس البشر وألوانهم ؟ حسب التقديرات الدينية فان آدم وحواء قد عاشا على الارض قبل ثلاثين ألف سنة وكانا متشابهين في لون البشرة والشعر والعيون بحكم خلق حواء من ضلع آدم ومن نفس مادته حسب الرواية الدينية ، ولكن هذه المدة الزمنية غير كافية لاحداث هذا التنوع في الوان البشرة والشعر والعيون الموجود لدى احفاد آدم وحواء حاليا فما هو تفسير ذلك ؟ وبما ان حواء قد خلقت من ضلع آدم ومن نفس مادته فهي بالتأكيد تحمل نفس فصيلة دمه , فكيف اذن أصبح لاحفادهما اربعة فصائل دم وكل فصيلة تقسم الى نوعين موجبة وسالبة ؟ اليست هذه التغييرات التي حدثت هي تعبير عن حدوث عمليات تطور مادي ؟ وفقا لقوانين الوراثة اذا كان البشر ينحدرون جميعهم من آدم وحواء فيجب ان يكونوا متشابهين في الشكل واللون على الاقل ، وحيث ان ذلك غير صحيح بسبب تنوع اجناس البشر في الوقت الحاضر لذا فان نظرية التطور تعتبر صحيحة , وان التنوع الموجود حاليا في الاجناس البشرية وفي ألوانهم وفي اصناف الدم البشري ناجم عن تنوع البيئة الحيوية للبشر والتي صنعت هذا التنوع في جميع الكائنات الحية على مدى ملايين السنين وليس ثلاثين ألف سنة , واذا آمنا بنظرية التطور فان هذا يعني ان نظرية الدين في خلق الانسان ( رواية آدم وحواء ) غير صحيحة
ـ لم يشجع الفكر الاسلامي على البحوث في مجال علوم الطبيعة ، وحتى العلماء المسلمين الذين برزوا في مجال علوم الطبيعة فقد تم محاربتهم وتكفيرهم ومطاردتهم وبالتالي لم تثمر ابحاثهم عن تأثير في نهضة المجتمع ، اذ ان علوم الطبيعة وفقا للعقيدة الاسلامية تعتبر تدخلا من المخلوق في شؤون الخالق وهذا ما لا يجوز ، لذلك جرى تركيز الاهتمام على تحفيظ القران ودراسات الفقه والشريعة الاسلامية فقط فهذه هي حدود المعرفة المسموح بها ، وعندما تسأل رجال الدين عن التفسير لهذه الحالة السلبية يجيبون بان المشكلة ليست في الفكر وانما في البشر ، فهل من المعقول ان تستمر الحالة السلبية على مدى 1400 سنة والمشكلة في البشر وليس في الفكر ؟ فهل كانت المشكلة في مضمون النظرية ام في سوء الاختيار لمحل تطبيق النظرية ؟ ومن المسؤول عن ذلك صاحب النظرية ام حامل النظرية ؟ وحتى في مجال تحسين الاحوال المعيشية في الدنيا فشل الفكر الاسلامي في تحقيقه ، اذ ان الفكر الاسلامي لم يحث المسلم على تعمير الارض بهدف زيادة رفاهيته وتحسين ظروف حياته المعيشية , لان هذه الرفاهية وفقا للفكر هي متاع الحياة الدنيا وهي لهو وترف تفسد النفوس وتبعدها عن ذكر الله ( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) وكنتيجة طبيعية لمثل هذا التوجه في الفكر فقد توقفت الحضارة وتوقفت حركة التاريخ لدى الشعوب الاسلامية وبقيت تعتاش على منجزات الحضارة الغربية .



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحاديث في الشؤون السياسية / الجزء الثالث والاخير
- أحاديث في الشؤون السياسية / الجزء الثاني
- أحاديث في الشؤون السياسية الجزء الاول
- اصلاح النظام القضائي الجزء الثالث والاخير من برنامج عقيدة ا ...
- اصلاح النظام القضائي الجزء الثاني .. من برنامج عقيدة الحياة ...
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير/ 8 اصلاح النظا ...
- من برنامج ( عقيدة الحياة المعاصرة ) للاصلاح والتغيير 7 وثيقة ...
- موقفنا من العقيدة الدينية
- احاديث في شؤون العراق
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير 6 (اصلاح النظا ...
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير 5 اصلاح النظام ...
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير 4 إصلاح النظام ...
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير 3 إصلاح النظام ...
- برنامج عقيدة الحياة المعاصرة للاصلاح والتغيير 2 اصلاح نظام ا ...
- برنامج (عقيدة الحياة المعاصرة) للاصلاح والتغيير 1
- نظرية الحق في عقيدة العصر الجديد
- سيرة ذاتية
- معالم النظام الاجتماعي في مجتمع العصر الجديد 5
- معالم النظام الاجتماعي في مجتمع العصر الجديد 4
- معالم النظام الاجتماعي في مجتمع العصر الجديد 3


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - موقف ( عقيدة الحياة المعاصرة ) من الفكر الديني الاسلامي الجزء الاول