أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام شكري - أسئلـــــــة للجنرال باول















المزيد.....


أسئلـــــــة للجنرال باول


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 393 - 2003 / 2 / 10 - 05:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  

ماذا لو ذهبت جماهير العراق الى مجلس الامن الدولي لتقدم ادلتها الملموسة و "غير القابلة للدحض" عن استعمال الولايات الولايات المتحدة الامريكية لاسلحة الدمار الشامل ضدها ولسنين طويلة مسببة موت مئآت الالاف من الابرياء جوعاً ومرضاً؟!!.
 ماذا لو وقف كل جوعى العراق ومرضاه وايتامه , بعماله ونساءه واطفاله وشيوخه وشبابه طوابير طويلة امام مبنى الامم المتحدة ليقدم كل منهم جردة حساب مع مجلس الامن الذي فرض عليهم الجوع والفاقة والحرمان وادام استبداد صدام ونظامه الدموي المجرم لسنين طويلة؟!! ماذا لو واجهوا الديمقراطي"كولن باول" الذي دك مدنهم وجسورهم وطرقهم وبيوتهم ومعاملهم بالقنابل والصواريخ الذكية وقتل امهاتهم واطفالهم وهم يحتمون مذعورين في ملجأ العامرية ...المدنـــــي؟!!
 كم صورة غير "محرفة بالكومبيوتر" سيقدمون لكولن باول عن الجثث المتفحمة التي اخرجت وسط صراخ الابناء والامهات والاباء بالصواريخ الخارقة للكونكريت التي امر "كولن باول و شوارتسكوف وبوش الاب" برميها على النساء والاطفال وقتل قرابة ال 500 منهم بثواني؟؟
ماذا لو اظهروا هذه الصور على الحائط الكبير لمجلس الامن ؟!!!!
ماذا لو قدمت الامهات الى اعضاء مجلس الامن الانيقين ذوي النظرات العميقة المتأملة,  جثث اطفالهن الهزيلة وعيونهم الغائرة واناملهم الذاوية وهم يتنفسون بسرعة مقاومين سكرات الموت؟؟ هل ستكفي جثث النصف مليون طفل كأدلة مادية مقنعة؟!! هل سيقتنعوا ياترى؟ هل سيناموا بعدها راضين عن ذواتهم وضمائرهم؟!!
ماذا لو ذهبت نساء العراق المعدمات الى مجلس الامن ليخبرنهم قصصهن الحقيقية دون رتوش عن انتهاك امريكا للقانون الدولي, الذي يتبجح به كولن باول ورئيسه بوش جهارا نهارا, بتجويعهن وتجويع اطفالهن ثمنا لتحقيق احلامها في الهيمنة على العالم؟!!.
 ماذا لوأروهم ادلة ملموسة غير قابلة للدحض عن اجرام  صدام " صديق امريكا القديم",  بحق النساء في العراق ومحاربته لهن في معيشتهن و حقوقهن الاجتماعية وذبحه لهن لانهن يبعن اجسادهن المريضة لتوفير العيش لابنائهن الجوعى؟!!. ماذا لو عرفوا ان ذلك لم يكن ليتحقق لولا محاصرة العالم المتمدن الديمقراطــــــــي " لشعبه", مطلقين العنان له يفعل ما يشاء به كما  حدث في العام 1988 حين ضرب بالكيمياوي القرى الآمنة في شمال العراق تحت مرأى الولايات المتحدة وصمتها الفلســفي المطبق... عميق الدلالة؟!!.
ماذا لو تقدمت جماهير العراق بادلة ملموسة وتسجيلات صوتية بل وصورية عن اللقاءات الحارة والودية بين اجنحة النظام العراقي "الخارج عن القانون" وبين اركان الادارة الامريكية "الراعية للقانون!!" والمصافحات الودية وتبادل الخبرات التكنلوجية والاستخبارية ايام الثمانينات حين كان رامسفيلد مبعوثا الى صدام ليسهر على رعاية مطالبه من" اسلحة الدمار الشامل"!! تلك التي ضرب بها " جيرانه" و"شعبه"؟!!.
ماذا لو تقدم شباب العراق الى مجلس الامن الدولي بادلة قاطعة تدل بما لا يقبل الشك على مساهمة الحصار الامريكي عليهم في تدهور حالتهم المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية الى الحضيض ووصولهم الى حافة الانتحار والرغبة في الموت نتيجة فقدان الامل بالمستقبل وانعدام الافاق امامهم؟!. وماذا سيطلب مجلس الامن الدولي من ادلة ابلغ من تلك التي تناقلتها وكالات الانباء عن غرق الشباب العراقيين في المحيطات والبحار هربا من الجوع والفاقة وانعدام الامل؟!. هل من ادلة ملموسة ابلغ من اخبار هروبهم من المدارس والجامعات للعمل واعالة اسرهم وفقدان من بقـــى على مقاعد الدراسة للوازع العلمي والشغف المعرفي ومعاناتهم من الشرود الذهني والقلق والعصابية والذهان وغيرها من الامراض النفسية؟!.
ماذا لو قدمت جماهير العراق ادلة ملموسة تثبت بان " الارهاب" هو محصول امريكي تمت زراعته ورعايته في ارض الشرق الاوسط وشمال افريقيا وافغانستان؟!. ماذا لو قدموا تسجيلات لمعسكرات تدريب المجاهديــــن " المقاتلين من اجل الحرية!!" التي فتحها وادارها جهاز مخابرات الولايات المتحدة لتصدير الحرية والديمقراطية الى سكان العالم "غير المتحضر".  ماذا لو يروهم الملفات السرية للعلاقة بين امريكا وأسامة بن لادن والاسلام السياسي الذي قتل الالاف من الابرياء في الشرق الاوسط قبل ان يلتفت الى ابراج التجارة العالمية في نيويورك؟!!.
ماذا لو اتيح للجماهير المنكوبة فعل كل هذا؟؟ هل سيصر العالم بعدها على قصفها وابادتها بالقنابل ....مرة اخرى؟!!.وهل سيكون هنالك من سيشك بان باول وسترو وبوش ورامسفيلد وجيني وفولفيتز وهذه الشلة المنحطة التي تحكم العالم بالنار والقنابل يجب ان يمثلوا امام المحاكم جراء ما اقترفته اياديهم بحق الملايين مباشرةً بالحصار والقصف وغير مباشرة بدعم جلاديهم من القوميين لقمعهم وتخويفهم وسلبهم لانسانيتهم؟!.

 لقد غطى الانتهازيون الجبناء في مجلس الامن صورة الفنان العظيم بيكاسو "كورنيكا" التي تصور مآسي الحرب الاهلية الاسبانية, بوشاح ازرق كبير عندما القى باول بادلته لتبرير الحرب على العراق. لم يتحمل هؤلاء "الانسانيون" منظر الامهات المذبوحات في تلك اللوحة. لم يودوا تعكير مزاج الجنرال باول و"تلويث" بصره بمأساة الحرب. الم يكن هو الذي قال, عندما سأل عن عدد القتلى العراقيين في "طريق الموت" بين الكويت والبصرة بانه:"لا يشغل نفسه بهذا الرقم"!!!. 200,000 قتيل عراقي رقم غير جدير باهتمام باول.

أن جريمة الولايات المتحدة, التي سياتي يوما تحاكم عليها امام المجتمع الدولي, لا تقتصر على حيازتها لاسلحة الدمار الشامل فحسب وانما استعمالها لسلاح التجويع الذي هو في واقع الامر من اكثر اسلحة الدمار الشامل وحشية. لقد فرضت الادارة الامريكية التجويع على 25 مليون انسان لا ذنب لهم  سوى كونهم يقطنون ارضاً اسمها العراق. وبرغم اعتراضات الملايين من سكان الارض واحتجاجهم الا انهم يستمرون في ممارسة هذه السياسة الوحشية. لن يردع هذه السياسة الا الجماهير المعترضة في كل العالم ولن يوقف هذا المد البربري الا مد آخرمعاكس, انساني, متمدن, ومناضل. يجب الا نسمح بشن هذه الحرب المدمرة. يجب الاصطفاف بصلابة امام همجية الولايات المتحدة وردع مخططاتها.ان مهمة تغيير النظام الرجعي اللاانساني في العراق هي مهمة جماهيرالعراق. لا يجب السماح لامريكا باغتيال امنية تلك الجماهيرو وشل قدرتها و مصادرة ارادتها السياسية المستقلة. 
 

 



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطليعة الجسورة لقوى الانسانيـــــة
- بالمرصاد لمن يتاجر بأرواح العراقيين
- احمد الجلبي وهزيمة الباب الخلفي
- سقوط الاقنعةٌ- ردٌ على الكاتب علاء اللامــــي
- ردي على رسالة السيد صاحب الطاهر في موسوعة النهرين بخصوص من ...
- خسرنا البارحة قائدنا الكبير منصور حكمت
- "الرفع الفوري وغير المشروط للحصار عن العراق"


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عصام شكري - أسئلـــــــة للجنرال باول