أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - مشنقة العقيده














المزيد.....

مشنقة العقيده


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشنقة العقيده
غازي صابر
من خلال قراءة التأريخ الإجتماعي والفكري للإنسانيه يتضح إن هذا الإنسان يبحث دائماً عن فكر أو عقيدة أو رمزاً يتمسك به طوال حياته وقد تستجد ظروف في حياته بعد حين فيغير أفكاره أو عقيدته أو الرمز الذي عاش معه فترة من الزمن قبل أن ينقلب عليه .
هذه الإشكاليه ملحه في حياة الإنسان وهي تشبه حاجة الإنسان للماء وإن أحسن إختياره تنعم به وإن إعتنقه على عماه وبالغ في محبته فكأنه عشق الماء وهام به وغطس معه وهو لايدرك أن للماء دائماً مشنقه يدفع فاتورتها من لايدرك فهم الحياة وما فيها من حفر وأخاديد وقد يغرق في لحظة لايجد فيها حتى قشة ضعيفة يتمسك بها للنجاة من مشنقة الماء الذي أحبه وهام في حلاوته .
الحلاج 858ــ 922 أحب الله وهام بحبه صوفياً حتى ترائى له وعندما أخبر الناس عما راه كفروه وقتلوه شر قتل لأنه أفسد عليهم رؤيتهم لهذا الخالق ، وهناك من حلق مع أحلامه وإعتنافه لعقيدته بعيداًحد الغرق وتحول لطاغية جبار وفي النهاية شنق نفسه بأوهامه وقتلوه بأبشع طريقة كما هو هتلر وموسليني وصدام .
وفي التأريخ هناك من أحبوا عقيدتهم وفيها الخير لشعوبهم وأوطانهم لكنهم حلقوا بعيداً وشاهدوا زمن لم يأت بعد فخذلهم ناسهم لأنهم لم يتمتعوا بوعي وبصيرة كما هم الثوار وهذا ما حدث لجيفارا وهناك من حلقوا بعيداً ورسموا زمناً وحياةٌ لشعوبهم لكن عقول الشعب لم تصل بعد الى ما وصلوا اليه فكفرتهم القوى الإجتماعيه المهيمنه بدعوى شتم الذات المقدسه ولأنهم لم يتراجعوا عن حبهم وعقيدتهم كما فعل علماء الحداثه في أوربا فقد تم إعدام البعض منهم في ليل مظلم وحتى في عالمنا العربي والإسلامي .
وهناك من دنسوا حبهم وعقيدتهم بين( موروث الأمه المقدس) وبين منافع سياسيه وتوحشوا وتحولوا الى حيوانات شرسه وهم يغوصون بعيداً بعقيدتهم السلفيه فكانوا كارثة ودمار على أنفسهم وعوائلهم وشعوبهم وعلى أوطانهم وهؤلاء هم الأكثر كارثيه وعلى مر العصور كالقاعده وداعش وأخواتها .
حدود البصيرة للإنسان هي التي تحدد إختياره للعقيده وهناك من تستعبده العقيده من خلال إمامها ومرجعها والذي يتحكم بها كما يتحكم بخاتمه فبأمر وتوجيه المرجع يقطع المسافات مشياً على الأقدام ويحزن ويبكي ويلطم وينفذ ما يطلبه منه المرجع وكأنه ريبورت تحركه عقلية وأصابع المرجع الذي يتبع اليه ومهما تكن الحماقات والغباء كتفجير نفسه وسط حشد من الناس فأنه لايفقه فعلته وكأنه مخدر بالأفيون ويبقى المهم عنده إداءه لعمل مقدس كلف به . .
وأخطرما في حب العقائد عندما يتبناها الحاكم فيضحي بشعبه ووطنه في سبيل تحقيق أهداف العقيده وإن كانت تتوقف على حرق وتدمير كل شئ وهذا ما نعيشه تحت حكم الأحزاب العقائديه في المنطقه اليوم وكما فعل المالكي .
العقائد والأفكار في حياتنا مثل شبكة الأسماك قل من ينفذ منها وينجو من أنياب مشنقتها والتي لاترحم ودائماً للنجاة عقل ودراية وبصيره وهذي وحدها التي تنقذ صاحبها من شرور الزمن ومن شرور العقائد والأفكارفهي أقفال تكبل العقل وتغلق كل منافذه وتحجب نور الشمس فتتحول بصيرته الى ظلام أسود يشك ويحقد بكل شئ لايتفق ومصالح عقيدته . .



#غازي_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زنوبه
- حكم الزمن
- جدي وجده
- السياسي وملابس النساء
- بصاق الديكه
- ماذا يحصل لو إنفصل الأكراد :
- الشيطان الأكبر والماركسيه
- أوديب والعراق
- الجهاد الكفائي والنفير العام
- الأنكليز والحسين
- نجيب محفوظ وصدام حسين
- الحوشيه وداعش
- الله والفيل
- بصمة الإحتلال
- الخمر والإسلام
- مشاهد
- الإنتظار
- مبدأ الجبريه والخراب
- شباط الأسود وخيانة الموصل
- الشر وصناعة الشيطان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غازي صابر - مشنقة العقيده