أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - طارق سعيد أحمد - تاريخ الأديان.. وحكاية النبي الكذاب














المزيد.....

تاريخ الأديان.. وحكاية النبي الكذاب


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5350 - 2016 / 11 / 23 - 16:51
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


يستعرض المؤلف"فيليب بورجوه" تاريخ الدين في الغرب في كتابه "منابع تاريخ الأديان" ترجمة فوزية العشماوي والصادر مؤخرا عن المركز القومي للترجمة، ويخلص إلى أن هذا المصطلح "دين" يتغير على مدى الزمان، وأننا لا نتوقف عن بناء وإعادة بناء ما نطلق عليه مصطلح "دين"
مقترحا بذلك الكاتب أن نتجاوز الإشكاليات التي يثيرها هذا الجدل وأن نخصص الوقت الكافي لنتأمل ونحلل الدين، خصوصا أن تعدد المذاهب الدينية ما يسميه المؤلف إعلان"الحرب المقدسة" يثير الجدال حول الكثير من المفاهيم المتناقضة مثل إرتداء الحجاب أو علمانية الدولة وتدريس الدين في المدارس، الأمر الذي تسائل عنه الكاتب وعبر عن مخاوف متمثلة في أن هناك العديد من المناسبات تجعلنا نتسائل عن العودة المحتملة لكل ما هو ديني.
بعض الأسئلة القديمة جدا، والتي تحدد المعالم الكلاسيكية في التعامل مع الدين في الغرب طرحها "بورجوه" تحت عنوان ازدواجية الصورة مستدعيا القرن الثاني الميلادي الذي عاش فيه الكاتب الساخر"لوسيان" الذي كانت له مؤلفات حول تاريخ الأديان، والتي كانت تتسم أفكارها بالسخرية في المعلومات الأساسية الخاصة به.
وفي أحد مؤلفاته الناجحة حلل بتفصيل شديد النجاح حكاية النبي الكذاب"إسكندر أبونوتيكوس" ولثعبانه الإله "جليكون" تلك الحية القاتلة التي تتلوى حسب رغباته والتي كان النبي الكذاب يخفي رأسها الحقيقي تحت معطفه ويستبدل بها رأس أخرى صناعية تقوم بتحقيق التنبؤات بواسطة بعض الحيل المقنعة.
يناقش بورجوه كتاب لوسيان"خطاب عن التضحيات" بتصدير إصرار لوسيان على حقيقة أن الذين يدخلون المعابد ويجدون أنفسهم واقفين أمام تمثال الإله لا يتخيلون أنهم واقفون أمام تمثال مصنوع من العاج الهندي ومطعم بالذهب، لكنهم يشعرون أنهم يرون ابن الإله!. "ساترون" والإله "رينا" الذي أنزله"فيدياس" من السماء والذي يشعر بالسعادة عندما يقدمون له كل خمس سنوات قربانا في معبد"الألمبيا".
ويتضح من هذة الملاحظات المتوافقة مع بعضها سواء من لوسيان أم من المؤلفين المسحيين الآخرين أن الصورة المقدسة خادعة، ولكنها بدون أدنى شك وبالرغم من ذلك ذات تأثير.
لا يشتبك بورجوه مع الدين ولا يصتدم بالشكل المباشر مع تقاليد وأساليب التعبد المختلفة لكنه يتعامل مع علم"تاريخ الأديان" بوصفه تخصص أكاديميا مستقلا وعلما غير طائفي ولا ديني بحت حين يلتقي في المساحة ما بين علم دراسة النصوص المقارنة وعلم"الأنثروبولوجيا".
حيث كان من المأمول في نهاية القرن التاسع عشر الذي ازدهر فيه علم تاريخ الأديان في فرنسا ثم إنجلترا ثم في سويسرا وهولندا وبلجيكا، تحويل بعض كليات دراسات اللاهوت إلى كليات لعلوم تاريخ الأديان، قبل صعود العلمانية المعادية لكل ما هو لاهوتي، ويكفي لفهم ذلك متابعة الجدال المستمر، والذي يبدو أحيانا منسيا وأحيانا أخرى مدفونا، لكنه يدور ويتحرك بعنف في الأوساط التي يلتقي فيها علماء اللاهوت وعلوم تاريخ الأديان، لندرك أن العوائق تزداد.
يبث الكاتب فيليب بورجوه من خلال كتابة "منابع تاريخ الأديان" رسالة مكثفة للعالم مفداها أن نتخلص من عاداتنا في التفكير فيما يتعلق بالدين والسياسة إذا أردنا دراسة تاريخ الأديان، وليس تصنيع علم لاهوتي للأديان دون أن ندرك ذلك، خصوصا أن الرجوع إلى العوالم القديمة جدا يفرض نفسه علينا لإلقاء الضوء على ما يكون الجدال الساخن الحالي، وهذا يبدو أكثر قربا من الحقيقة، لأن "سوبر ماركت ما بعد الحداثة" يلتحم بصورة مدهشة مع العالم المتعدد والناعم للمعتقدات والممارسات التي ترجع إلى ماقبل الاختراع المسيحي الأوروبي.

ـــ هامش.. فيليب بورجوه أستاذ تاريخ الأديان في جامعة جينيف سويسرا، قام بعدة رحلات للبحث العلمي وأقام في مدينة شيكاغو حيث أجرى أبحاث علمية وبحوثا وعمل في إطار مؤسسة "إلياد"، وكان عضو في معهد "برينستون" للدراسات العليا، وأستاذ زائر في جامعات برينستون وشيكاغو.
نشر فيليب بورجوه عدة مؤلفات لدى كبرى دور النشر ومن أهم مؤلفاته كتاب "تمرينات في علم الأساطير"، وكتاب "انفعالات عنيفة"، وكتاب "تفسيرات موسى".



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الشعري عند نجيب سرور.. الشاعرية المتوحشة
- -قلق غزالة- إنعكاسات على مرآة الشعر
- خطابات ضد الحرب يرسلها العجوز-تيتزيانوتيرتساني-
- التحدي لمجابهة التطرف.. رؤية ثقافية
- تحريض
- حواري مع الأديب عمار علي حسن
- تذويب الثورة 2
- حواري مع الدكتور شاكر عبد الحميد
- خام الكوميديا السوداء.. وأشياء أخرى
- تذويب الثورة -1-
- الدراكولا ترامب و موت السياسة The Darakula Trump and the dea ...
- الزمن = الماضي + المستقبل


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - طارق سعيد أحمد - تاريخ الأديان.. وحكاية النبي الكذاب