أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد حسين النجفي - دور الشعائر الحسينية في المجتمع العراقي















المزيد.....


دور الشعائر الحسينية في المجتمع العراقي


محمد حسين النجفي
رئيس تحرير موقع أفكار حرة

(Mohammad Hussain Alnajafi)


الحوار المتمدن-العدد: 5350 - 2016 / 11 / 23 - 13:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دورالشعائرالحسينية في المجتمع العراقي

هناك ثلاث مؤسسات او خطوط عمل رئيسة لمقومات فكر ونشاط وممارسة المسلمين الشيعة في العراق. وعلى الرغم من تداخل هذه المؤسسات مع بعضها البعض في النشاط او الدور المؤثر على تابعيها، إلا ان هناك مايمز بعضها عن بعض من ناحية العلوم الفقهية والأمكانات العلمية وصلاحيات الفتوى وطبيعة الممارسة وآفاقها:

المرجعية والحوزة العلمية الدينية:  وهي اعلى سلطة تفسيرية وتشريعية وتوجيهية. وهم من اعلم العلماء في شوؤن الدين في تلك الحقبة والمكان. وعادة هم ممن للفتوى والتوجيه. وهم ايضا الأساتذة في الحوزة العلمية وممن يركزون نشاطهم على البحث والتفسير وابداء ً يكونون مرجعا الرأي في الأمور الحياتية المستجدة. وهذه المجموعة من الأفاضل يكونون عادة بمنئ من الأجتماع بالناس او الخطابة او السياسة ومهاتراتها. ويديرون مهامهم من مركز الحوزة او بيوتهم ومكاتب عملهم المتواضعة عادة. ويلتقون بالعامة مباشرة بأقضاب او من خلال وكلائهم او كتبتهم. وتمول نشاطات الحوزة من خلال استحصال الخمس والزكات من مقلديهم. وتدير وتمول الحوزة المدارس والجامعات الدينية وتنفق على مراكز المساعدات الأجتماعية التابعة لها.

المنبر الحسيني وخطباء المنبر الحسيني:  يتكون المنبر الحسيني من عاملين اساسين هما الخطيب او القارئ وتوفر المكان الذي عادة يكون مسجد او حسينية في ً واحيانا بيوت من هم قائمين بهذا النشاط. والخطباء هم ليسوا علماء وانما هم مجموعة من القراء الذين يأمون المساجد والحسينيات ولديهم حد معين من التحصيل العلمي سواء في الحوزة او خارجها. وهناك منهم من لم ينتسب لأي مؤسسة دينية وانما اعتمد على الثقافة الذاتية والأهتمام الخاص بالدين. ولذلك ترى ان العديد منهم هم في الأصل اطباء اومهندسين او مدرسين. وللمنبر الحسيني تقاليده واسلوبه في شرح الآيات القرآنية وربطها في الأمور الحياتية المعاصرة، ثم توثيق ذلك بالسنة النبوية وسيرة الأئمة الأثني عشر والصحابة الأجلال (رض). وهم عادة ما يأمون صلاة الجماعة ويلقون خطبتهم بعد الصلاة. والخطيب المهني عادة يجلس على المنبر الحسيني اما الخطيب .ً غير المهني وغير الخريج من المدارس الدينية فإنه يلقي كلمته واقفا ومعظم الخطباء المهنيين يرتدون الملابس التقليدية والعمامة بينما الخطيب الغير متفرغ يلبس الملابس المدنية. وعادة ما يدفع .ً ، راتب او مكافأة للقارئ المعمم بينما القارئ الأفندي يكون عمله طوعيا

المواكب الحسينية:  وهي مؤسسات مجتمع مدني محلي في كل مدينة سواء كانت كبيرة ام صغيرة. يقود المواكب العريقة كبار واشراف القوم في كل محلة اوطرف ممن يوثق بهم وممن لديهم الأمكانات المالية لتمويل المواكب التي تكون مكلفة في المواسم. والقائمين بأدارة المواكب ليسوا بالضرورة لديهم امكانيات او ثقافة دينية، وانما لديهم حب آل البيت (رض) والرغبة الطوعية. والمواكب الحسينية نشاطها ليس د وبالخصوص في شهر محرم الحرام حيث ذكرى واقعة الطف في اليوم العاشر ً وانما موسميا ،ً ائميا وشهر صفر حيث تمر في العشرين منه ذكرى اربعينية استشهاد الحسين واهله واصحابه (رض) وشهر رمضان الكريم. واهم ما يحرك المواكب هو القارئ (اوالرادود) الذي يجب ان يمتاز بقدرة ألقائية وفصاحة لسان وامكانية على الأثارة والحماس. والمكون الآخر المهم هو الشاعر الحسيني الذي ينضم قصائد من وحي تراث واقعة كربلاء والقدرة على تصويرها بشكلها المأساوي. وكذلك فإن معظم الشعراء الحسينيون ليسوا بالضرورة من خريجي الدراسات الدينية وبالتالي ممكن ان يكونوا من الشعراء الذين يتنوع نشاطهم الأدبي. وكما ذكرت فإن المواكب بأنواعها وممارساتها اجتماعية تقليدية اكثر من كونها دينية. وبالتالي فإن هناك شعائر وممارسات لا تحسب على المذهب او الدين وقسم منها غير مقبول مثل التطبير وضرب الزنجيل ً . والزحف وغير ذلك من الممارسات الدخيلة ان قسم من هذه المواكب تتكون بشكل مؤقت وهو ما يسمى بـ التكيات. واحيانا يديرها شباب دون النضوج. ويمارسون الشعائر من خلال الأستفادة من بعض الأماكن او الأراضي الشاغرة او الخانات او البيوت او المحلات التجارية.



وموضوعنا هنا ليس التحدث عن المرجعية الموقرة وانما عن المنبر الحسيني والمواكب الحسينية ودورها في المجتمع العراقي. وجدير بالذكر هنا انه ليس بالضرورة ان كل اوقسم مما يقوله الخطيب او الرادود يمثل المرجعية الشيعية. لا بل في معظم الأحيان فإن الخطيب والرادود يندفعون بالتيار الحماسي ويخرجون عن الخط العام المعتدل الذي ترسمه المرجعية عن ذهن الجميع من ان في كل ً . وليس بعيدا مكون او مجموعة تبتعد عن الخط المعتدل العام وتضع كل المكون في موقف لا يحسد عليه. وهنا لا نريد ان نقيم هذه المراسيم وما لها وما عليها، وانما نريد ان نقيم دورها في الأحداث السياسية والهموم والآمال الوطنية التي مر بها الشعب العراقي في العصر الحديث من خلال ما شاهدته وسمعته وما شاركت به. . بعد آخر ً يوما ً ولعلي استطيع ان ابرز الدور الأيجابي الفعال لهذا النشاط الذي يزداد اتساعا ولكن علينا ان لا ننكر ان وحجج لمنطلقات ً سلبيا ً لا بل تعطي انعكاسا ،) هناك الكثير من الممارسات التي لا تمثل مسيرة الحسين (ع طائفية.




الى بغداد وكان عمري سنة او سنتين، وبالتالي فإني تربيت في عائلة نجفية 1949/1948 لقد هاجر ابي وعائلته من النجف الأشرف عام ولكن ليس في النجف الأشرف. وجعلني من اصول نجفية.وكانت بداية تعرفي على النشاط الحسيني هي ً كراديا ً ذلك ان اكون بغداديا ذهابي مع صديق العمر "حكمت الدقاق" الى حسينية المرحوم "عبد الرسول علي" وهو من اعيان بغداد ورئيس غرفة تجارتها المنتخب . ونحن اطفال نستمع الى الشيخ الوائلي الذي كان في بداياته. وعلى الرغم من صغرنا كنا نفهم ما يقول وكنا 1955 بدأنا نذهب من العام نواضب على الحضور كل يوم في مواسم محرم الحرام ورمضان. وكان منبر الشيخ الوائلي مدرسة دينية للشباب اكثر من كونها للشيوخ على مر السنين.

اما مساهمتي في نشاط المواكب والشعائر الحسينية فكانت في مدينة الكوفة، حيث يقطن كل اقربائي من جهة والدتي. وكان شباب العائلة في ذلك الوقت اعضاء نشطين في موكب محلة الجديدة ( وتلفظ الجيديدة). ومنهم ابناء خالات امي ناجي عبد الحسين و كان من اكثرهم وهو عضو في مجلس ادارة الموكب ومحمد جواد واخوته وهاب وستار وسالم وغانم ق ً نشاطا من الذين يعزفون البو ً وكانوا جميعا (البرزان) ي ً اكبر من ً الذي يستخدم في مراسيم التطبير. كانوا جميعا سنا بأعتباري ً ولكني كنت احضى بأهتمامهم جميعا ، عدا سالم وغانم "بغدادي" وضيف عليهم. كانت زيارتي للكوفة تحدث اثناء العطلة الصيفية حيث كان يصادف محرم آن ذاك اثنائها.

كان العام الذي سافرت به مع اقربائي من الكوفة الى كربلاء المقدسة للمشاركة في مراسييم زيارة الأربعين ضمن موكب 1957عام كان يخيم على الردات الحسينية احداث العدوان الثلاثي على مصر اثر تأميم قناة ً وهو موكب لطمي وليس تطبيري. طبعا ، الجديدة . ولا ازلت اتذكر ردات موكبنا الوطنية القومية:1956 السويس عام

هاي الشباب تريد قايد به عز ومرجلة ياهلا إجنود كل احنا إله يا هلا وبجمال إنمثله يا هلا حيدر علي

موكب شباب طرف الجديدة في الكوفة

ولا بد من الذكر هنا ان العلاقة بين العراق ومصر لم تكن على مايرام. وكان هناك منافسة شرسة بين نوري السعيد وجمال عبد الناصر لزعامة الأمة العربية. وعلى الرغم من ذلك لم يتعرض الموكب لأية مضايقات من السلطات الأمنية السعيدية.

حدثت ثورة تموز بقيادة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم. ومن جملة اجراءات الثورة هي منع التطبير وتشجيع 1958 في صيف عام وحماية المواكب الحسينية اللطمية، بدلالة ان اذاعة بغداد كانت تنقل مباشرة قراءة المقتل من الصحن الحسيني الذي يقرأه المرحوم الشيخ عبد الزهرة الكعبي ي وكان ان اختارن موكب عزاء الجديدة لأمثل شبيه القاسم وعلي الأكبر. وكان ، الى الكوفة ً . ذهبت في ذلك العام ايضا لا يحضى به كل شخص. وطبيعي البسوني الملابس الجميلة واركبوني الحصان وتقبلت النذور وشاركت كرمز في مقدمة ً كبيرا ً هذا شرفا الى مسجد الكوفة حيث يتم قراءة القصائد الحسينية مع المشاركة اللطمية. وكانت معظم الردات اشادة في الزعيم ً موكب الجديدة وصولا والثورة. واقعة الطف بصوت الشيخ عبد الزهرة الكعبي

ادى الخلاف بين الزعيم عبد الكريم قاسم والعقيدعبد السلام عارف الى 1959 وبداية عام 1958 ففي نهاية عام ،ً لم يستمر الوضع مسالما انقسام الشارع العراقي الى معسكرين رئيسيين. الغالبية مؤيد للزعيم ومؤيدة لموقفه في دعوته الى اتحاد فدرالي مع الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا). واقلية ذات اندفاع قومي مؤيد لعبد السلام عارف ودعوته الى الوحدة الفورية دون قيد او شرط او مفاوضات مع مصر وسوريا تحت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر .ليلة عاشوراء كنت في النجف الأشرف وفي مدخل السوق الكبير اتذكر ردات احد المواكب وعلى الأغلب كان موكب "البراق" وذلك لأرتباطه بالرادود عبد الرضا والشاعر الحسيني عبد الحسين ابو شبع. كانت الردة كما يلي:

اتحاد فيدرالي وصداقة سوفيتية ولتحيا الصين الشعبية حيدر علي





وتم قتل الزعيم وقادة ثورة تموز وقتل واعتقال الالاف من الوطنيين واليساريين وكان من بين المعتقليين 1963ثم جاءت احداث عام العديد من شعراء القصائد الحسينية ورواديدها ومنهم الشاعر عبد الحسين ابو شبع واخيه شهيد ابو شبع وغيرهم كثيرون. وبالتالي كان . عام تكميم الأفواه وهو العام الوحيد الذي لم استطع المشاركة فيه من قريب اوبعيد 1963موسم عام

حيث سيطر عبد السلام عارف على السلطة وقام بحل الحرس اللاقومي الذي عاث في الأرض 1963 تشرين الأول عام 18بعد احداث استطاع الشارع العراقي ان يعلن عن فرحته وفي نفس الوقت لعنته لتلك الأشهر التسع المقيته ورموزها ومنهم ميشيل عفلق القائد ً فسادا المؤسس لحزب البعث ومذيع مكروه ذو نفس لئيم هو فاروق ويسمى فاروق الأعور صاحب مقولة "اخرسي ياموسكو". ففي زيارة نزل موكب طرف العباسية الكربلائي بهذه الردات: 1964الأربعين في عام

فاروق الأعور سقط وسافر وميشيل عفلق النذل شاجخيله خنجر

س 1965عام للجمهورية وكانت طبيعة ال لطة ذات توجه قومي وطائفي معادي للشيعة. وكان ان حدث ً كان عبد السلام عارف رئيسا انقلاب على أحمد بن بلا رئيس الجمهورية الجزائري قام به رئيس اركان الجيش او وزير الدفاع هواري بومدين. وكانت زيارة الأربعين في كربلاء المقدسة، وهذه احدى الردات النارية:

سجل يا أ ك شير ُ من واخبر م لو ثار الشعب شنهو مصيرك حيدر علي

وكان عبد السلام عارف قد منح نفسه رتبة مشير، وكانت الردات تحاكي رجال الأمن المنتشرين الذي يأخذون صور ويسجلون الردات علما ان معظم الشعارات لذلك ، الحسينية وكتابة التقارير عن الناشطين. ولم يذكر ان سلطة عبد السلام قامت بحملة اعتقالات على اثرها العام كانت معادية للسلطة التي اعتبرت طائفية.

وللشيخ احمد الوائلي عميد المنبر الحسيني دور بارز في الدعوة لتهذيب ممارسة الشعائر الحسينية الغير مناسبة مثل التطبير وضرب الزناجيل وغيرها. وبما انه من اتباع منهج آل البيت والأمام علي (عليهم السلام) فإن دعوته للأصلاح والعدالة الأجتماعية ومحاربة التباين الطبقي والفروقات بين الأغنياء والفقراء، في رسالته من على منبره. كذلك جابه الشيخ الوائلي الطائفية حينما ً مهما ً كانت جزءا . وهذا جزء مما قاله في قصيدته الرائعة (بغداد) في ً ارشاديا ً توحيديا ً رأى بداية غرسها ونشأتها في نفس العهد العارف فكان منبره منبرا :1965عهد عبد السلام عارف في مهرجان الأدباء العرب عام
بـغداد يـومك لا يزال كأمسه صور على طرفي نقيض تجمع يـطغى الـنعيم بجانب وبجانب يـطغى هّ الـشقا فمرف ومضيع في القصراغنية على شفة الهوى والـكوخ دمع في المحاجر يلذع عّ ومن الطوى جنب البيادر صر عّ وبـجنب زق ابي نؤاس صر ويـد لّ تـكب وهـي مما ى فتد ُي ويـ د لّ تـقب وهـي مما ع قط ُي وبـراءة بـيد الـطغاة مـهانة رّ ودنـاءة بـيد الـمبر تـصنع ويـصان ذاك لأنـه من معشر ويـضام ذاك ه ـ لا يـركع ّ لأن كـبرت لّ مـفارقة هُ يـمث دور ُ بـاسم الـعروبة والعروبة ارفع ني هذي المهازل واحذرى ّ فـتبي مـن مـثلها فوراء ذلك إصبع ي وهزي الليل في جبروته ّ ـدُش وبـعهدتي ان الـكواكب تطلع
كذلك هذه المقاطع من قصيدته "رسالة الشعر":

ومـشت ا فن يـ د ّ تـصن مـسمومة نّ مـتـسن هــذا وذا عّ مـتـشي ةّ يـا قـاصدي قـتل الأ خو يلة ِغ ا وّ لـم الـشباك فـطيرنا لا ي خدع غـرس الإخاء كـتابنا ا نّ ونـبي فـامت ّ د واشـتبكت عـليه الأذرع

الشيخ الوائلي في رائعته "رسالة الشعر"



بين مصر واسرائيل تحولت الشعاثر الحسينية في ذكرى جرح ووفاة الأمام علي (رض) الى 1973 وحينما اندلعت حرب رمضان عام شعائر وقصائد تبارك معركة التحرير وعبور قناة السويس وتدعوا الى مباركة مشاركة الجيش العراقي الذي دخل الحرب لأسناد الجيش السوري على استعجال. وفي ذلك العام كنت في السنة الأولى لدراسة ماجستير ادارة اعمال وكنت دائما مع الزميل والصديق محمد العزاوي وحينما ابلغته ان من عادتي ان اذهب لزيارة النجف كل عام بهذه المناسبة ابدى رغبته وكذلك والدته رحمة الله عليها بالذهاب ً معي ومع جدتي حيث كانت والدتي قد توفيت مؤخرا. وقد انبهر بقوة النزعة الوطنية والشعور القومي من خلال ما سمعه من قصائد، وكان منها قصيدة عبد الحسين ابو شبع التي القاها الرادود عبد الرضا والتي لازلت اذكر بعض مقاطعها:

ما خفت من سيف ما راعك رمح ويبو حسين ولنك تموت بجرح ضيف عدنه بهل المسيه نودعك وباجر على النعش انشيعك

:ً ومن مقاطع القصيدة ايضا
ولون ما غدر الضماير والأطماع لن قضيت عليهم بيومه

والمقصود به حرب خيبر وكيف ان الأمام علي (رض) قاتل فرسان اليهود وصرعهم، بينما كان المنافقين من قريش يتآمرون على النبي (ص) مع اليهود الذين ارادوا اذلال المسلمين. ثم ختم الرادود عبد الرضا المجلس بالدعاء لنصرت مصر وسوريا والوطن العربي على اسرائيل.

وحزب البعث يحكم العراق، بقيادة أحمد حسن البكر وصدام حسين. وكانت سياسة سلطة البعث ان تسيطر وتسير كافة 1968ومنذ عام المنظمات الأجتماعية سواء منها الرياضية او الفنية او الأدبية. وقد نجحت بذلك بأستخدام اساليب الترهيب والترغيب. إلا انها واجهة صعوبة بالغة في سيطرتها على المواكب الحسينية وخاصة مواكب النجف الأشرف العريقة وذلك لأنها مؤسسات شعبية يديرها اشراف الأحياء الرئيسة في النجف الأشرف وهي احياء (البراق، المشراق، الحويش والعمارة). قررت الغاء او تقليص نشاطاتها. ففي بداية شباط ، ولما لم تستطع سلطة البعث من السيطرة على المواكب الحسينية والشعراء الحسينيون 1977عام وطلب منهم عدم اقامة شعائر ،ً استقدم محافظ النجف جاسم محمد الركابي رؤساء المواكب الرئيسة في النجف المذكورة سلفا المشي على الأقدام من النجف الأشرف الى كربلاء المقدسة في تلك السنة. وقال لهم انها اوامر من بغداد. حاول رؤساء المواكب افهامه من ان هذا النشاط غير سياسي وان الناس تنذر للعيشة او التخلص من مرض اوضائقة او تمني النجاح الى آخره، وبالتالي لا يستطيعون ً عدم الأيفاء بالنذر. ً إلا انه كان جازما وحازما . فقالوا له انهم لا يملكون سلطة كي يمنعوا الناس من المشي الى كربلاء ً ومهددا

شباط تجمع الناس من كل احياء مدينة النجف في صحن الأمام علي (ع) وقرروا الزحف الى كربلاء مرددين: 4 وفي يوم

أهل النجف يا امجاد راياتكم رفعوها وإسلامنا ما ننساه أيسوا يابعثية

شباط معارك ومشادات مع السلطات الأمنية والحزبية لحين وصولهم الى خان الربع. وكانت احدى رداتهم تقول: 6 وخاض الزاحفون يوم

أسمع العباس ناده ياهله بهي الضيوف إشلون أ أدي التحية وآني مقطوع الجفوف

خان النص تاريخ وتراث

http://www.nbraas.com/inp/view.asp?ID=443

شباط ساروا الى خان النص بعد مصادمات دموية مع سلطة البعث التي بدأت التخطيط لمواجة حاسمة امام مداخل مدينة 7وفي يوم ً كربلاء جهة النجف حيث اصطفت المدرعات والدبابات والهيلوكبترات لتصل الى مواجهة 1977 شباط عام 8 . وهذا ما حصل فعلا يوم دموية واعتقالات جماعية. هرب البعض من خلال البساتين ووصل البعض الى الضريحين. وكانت مجزرة اخرى ذكرتنا بمجزة شباط .1963عام




خان النص

اذيع بيان اعدام تسعة اشخاص بضمنهم مراهق لم يبلغ الثامنة عشر وشيخ عمره فوق السن القانونية للأعدام. 1977 شباط 24في يوم شكلت السلطة محكمة صورية يرأسها الدكتور عزت مصطفى الذي رفض التوقيع على القرار وعضوية الوزيرفليح حسن الذي رفض توقيع القرار وعضوية الوزير حسن العامري الذي وقع القرار. وملفت للنظر ان العضوين اللذين رفضا التوقيع على قرار الأعدام هم من اهل السنة والوزير الذي وقع القرار كان حسن العامري من اهل الشيعة! ففي خلال عشرة ايام تم التحقيق والمحاكمة والحكم والأستأناف وتنفيذ الحكم. وقد تم عزل الدكتور عزت مصطفى وفليح حسن من كافة مناصبهم السياسية والحزبية والحكومية. ترك هذا ً كبيرا وكان من الأحداث التي ساهمت في تأجيج الطائفية، حيث كان العديد من المعتقلين من المنتمين لحزب البعث إلا انهم ً الحدث شرخا آثروا المشاركة في الشعائر الحسينية التي تربوا عليها.

واليوم الذي يعتبر العديد من الناس مغالطة ان الحكم بيد الشيعة، نرى ان المواكب الحسينية وخاصة في الزيارات الأربعينية المليونية كانت اول من رفعت صوتها وهتفت د ً مند ً عاليا ة بالفساد الذي استشرى والطائفية التي استفحلت. نعم الجمهور الحسيني لا يستطيع ان يستملكه احد ولا يستطيع المدعيين من سياسيي الأحزاب الدينية ان يستخدموا هذه المواكب كما تم لهم ذلك في السنوات الأولى بعد سقوط . وهذ هي البعض من الردات الحسينية التي رددها موكب عزاء جمهور طرف العباسية الكربلائي المعروف بنهجه 2003الصنم عام الوطني ودفاعه عن الكادحين والمسحوقين والفقراء، مستمدين العزيمة والقوة من الذي ارخص دمه من اجل قضية المظلومين، الأمام في شهر محرم الحرام: 2013 الحسين بن علي (ع). وهذه بعض رداتهم عام


البرلماني وعنده راتب عالي تكول نص الشهر ما يبقالي حقنه ضاع بين ايديك الله لا يرضى عليك يابو الأحرار هذي اصواتنه

**************

أنتو تختلفون واحنه شحالنه والله ما عدكم رحم لأطفالنه ليش يوميه انفجار قتل وبوضح النهار ياابو الأحرار هذي اصواتنا موكب عزاء طرف العباسية في كربلاء المقدسة

وهكذا توالت الأعوام ولم تنسى المواكب الحسينية هموم الشعب العراقي، ولم تخنع للحاكم طيلة الدهر. وهذا العام كغيره لا بل اكثر نتوقع وضد الطائفيين من مدعي رعاية الشيعة والسنة ، وضد داعش والتكفريين ، صوتها ضد الفساد والفاسدين ً ان ترفع الحناجر الحسينية عاليا وغير ا بشكل اجرامي ومشين. وامنياتي ان ً لمنتمين.انه التجمع المليوني سيصيح كي يصم آذان الذين بأسم الدين عبثوا بالأرض فسادا يكون للمرجعية الموقرة صوت مسموع لتهذيب الممارسات الغير مناسبة والدخيلة كي يكون للمواكب الحسينية والمنبر الحسيني الدور الأيجابي في خلق مجتمع . عن الطائفية والمحاصصة ً بناء تسوده المحبة والعدالة الأجتماعية بعيدا




محمد حسين النجفي 2016 تشرين الثاني 21

#الشعائر الحسينية #العراق #المواكب الحسينية #المنبر الحسيني #كربلاء #الكوفة



#محمد_حسين_النجفي (هاشتاغ)       Mohammad_Hussain_Alnajafi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير الموصل ومستقبل الصراعات المسلحة
- احداث الثانوية الشرقية التي سبقت ردة شباط 1963
- مشروع إعادة تشكيل الجيش الوطني العراقي
- الشعب العراقي: بين التوحيد القسري والتعايش السلمي
- الأقتصاد العراقي: بين الخصصة والعولمة
- الأقتصاد العراقي: بين الخصخصة والعولمة
- المميزات الفريدة للثورة المصرية
- حوار اليسار مع الفكرى الدينى المعاصر


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد حسين النجفي - دور الشعائر الحسينية في المجتمع العراقي