أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - انكسار داعش و التسوية الوطنية 1















المزيد.....

انكسار داعش و التسوية الوطنية 1


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 5349 - 2016 / 11 / 22 - 22:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرّت السنوات و شهد فيها العراق انقساماً الى قوميات و اديان و اقليات، و شيوع الخوف و القلق و الدفاع عن النفس، و على رأس ذلك الانقسام انقسامه الى طوائف حاكمة متصارعة متعادية، اثر اعتماد المحاصصة الطائفية العرقية كأساس للحكم ، بعد ان تم القفز على الاحزاب و القوى الوطنية التي ناضلت طويلاً من اجل اسقاط الدكتاتورية و التي لم تكن تجمعات كارتونية او شكلية او عابرة زمنياً، بل احزاب و قوى قدّمت الغالي و النفيس من اجل الحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان، و تركت تأثيرات عميقة في اوساط الشعب، في الفكر و الثقافة العراقية بكل مكوّنات البلاد . .
و ترى اوساط مطّلعة ان ذلك جرى و يجري بتشجيع من احتكارات نفطية صناعية عسكرية و معدنية و استخراجية متنوعة ، تريد حقول النفط و المعادن لها وفق الجديد من المكتشفات في الاراضي البكر ـ بشهادة الاراضي التي جرى ترسيمها و تسييجها و بحراسة مسلحين محليين عائدين لأسماء حاكمة سياسياً او عشائرياً، في البلاد من اقصاها الى اقصاها في سهول و جبال و روابي ـ . . و وفق اعادة تقسيم الارباح على اساس القوانين و القواعد الجديدة التي وضعت على اساس العولمة، و على اساس العالم الجديد الذي يزداد تواصلاً تكنولوجياً باشكال جديدة و تغييرات بلدانه، لضمان اعلى الارباح الاحتكارية الانانية . .
و على اساس التماهي مع و احتواء الصراعات التي تتصاعد في المنطقة بسبب تصاعد الصراع الطائفي الديني فيها، و محاولتها تجنيد ما امكن من الاطراف الداخلية لتنفيذ مخططاتها من مواقع الحكم، كما حدث و تواصل في نهجها و نشاطاتها في الاستيلاء على السلطة و تغييرها في البلاد وفق مصالحها المستجدة كما حدث في سلسلة الانقلابات العسكرية و موجات العنف التي احدثتها مستهدفة مكونات مجتمعية بذاتها، و التي سادت البلاد اواسط القرن الماضي و وصولاً الى يومنا هذا حيث صارت الاحتكارات النفطية و المعدنية تصرّح علنا بمواقفها و شروطها التي منها عقود المشاركة النفطية الجديدة و مالها و ما عليها . .
و كما في مشاريع تقسيم العراق او اقتطاع و احتلال اجزاء منه بشتى الإدعاءات كما تسعى دوائر اميركية و اسرائيلية و ايرانية و تركية و خليجية . . التي وصلت حد اشعال فتن الصراع الدموي للهويات الموروثة ( الهويات الموروثة تشمل : الدين، المذهب، القومية، الطائفة . . )، و تصويرها و كأنها صراعات لابد منها ولا حلول لها وفق تأريخنا، تصويراً خبيثاً صدّقه كثيرون تحت طائلة سيف الارهاب و القتل و الذبح . . عابثين باقدامهم صفحات المشرق من تأريخنا، و كأن اوروبا التي ينظر قسم اليها كنموذج للاستقرار و قبول الآخر، كأنها لم تعاني في ازمان مضت من تلك الصراعات الدموية بتلك الرايات و لقرون، و كيف حُلّت بفصل الدين عن الدولة .
من جهة اخرى يشير خبراء الى ان بقاء الدكتاتوريات الحاكمة كأنظمة حكم دعمتها ذات القوى الخارجية في المنطقة، و التي سعت بعدئذ الى تغييرها بمختلف الطرق بعد ان انتهت دورة حكمها و فات زمانها، هي التي تسببت بظهور انواع التجمعات و العصابات المسلحة الخارجة عن القوانين المعمول بها، و الى رفعها انواع الرايات كي توفر لها الرجال و المال و السلاح، و ممارستها اشنع الطرق للوصول الى اهدافها التي تستمر في تغييرها من اجل الحصول على الدعم و التأييد .
و في بلادنا ادّت الحرب الاميركية التي اسقطت الدكتاتورية و اعلنت الإحتلال و افرغت البلاد من الدولة و الجيش و تفاهمت و غضّت النظر عن مخططات و صراعات دول المنطقة و اطماعها بالبلاد الثرية، اقتصاداً بالنفقات و غيرها . . ادّت الى نشوء و نشاط انواع القوى الارهابية وصولاً الى داعش التي فاقتها بوحشيتها و بتوجهاتها و مخططاتها الاقليمية و الدولية، داعش التي تسخّر لصالحها كثرة تدخلات دول الجوار براياتها المتصارعة بينها و دخولها على التنوع العراقي الداخلي و تحويلها التنوع المكوناتي الى صراعات و صدامات مسلحة بينها، و تطور ترابط تلك الصراعات مع صراعات الاحتكارات فوق القومية لتحقيق اعلى الارباح الانانية، و تداخل كل ذلك و تظلله بالمحاصصة و بالفساد الإداري و السرقات الفلكية لمسؤولين ، و غيرها . .
ادّت الى تحوّل البلاد الى حقول و حواضن و ساحات لصراعات تلك القوى الإجرامية و ضاعت الكثير من المقاييس الانسانية المتعارف عليها في البلاد و المقاييس المنصوص عليها سواء في الدستور و وثائقه او في المواثيق و العهود الدولية المعمول بها في دول العالم ، في وقت تتحول فيه المنطقة الى اوكار لأنواع القوى الاجرامية المنظّمة بالرايات الدينية و الطائفية و العرقية في مجتمعات صار يغلب عليها الفقر و الجهل و العنف . .
حتى صار يصعب رسم خارطة طريق للخروج من مشاكل البلاد التي تزداد استعصاءً، في ظرف لاتعلن فيه الدولة عن ماهيتها و لا عن اهدافها الاساسية على الاقل ،بوضوح . . هل هي دولة دينية طائفية ام دولة مدنية ؟؟ في و قت تتوالى فيه المصائب و الاعمال الارهابية و الدم، و سادت فيه الحلول العاجلة السطحية و المؤقتة لإطفاء الحرائق التي تندلع بلا استئذان من مخططين و منفذين يتقنون صناعات الإجرام و يملكون ادواته . .
الأمر الذي ادىّ انفجار السخط الشعبي و احتجاجاته السلمية التي عمّت البلاد بما فيها منطقة اقليم كردستان العراق، و التي حمتها القوات الوطنية الأمنية، رغم انها ووجهت في عدد من المحافظات بالعنف و بالرصاص من قبل الوحدات الخاصة الحكومية و اجابتها الجماهير المحتجة بالحجارة و هاجمت مقرات احزاب الاسلام السياسي الحاكمة و بالاخص حزب الدعوة الحاكم، و تواصلت متصاعدة حتى وصولها الى المنطقة الخضراء الحاكمة و دخولها الى قاعات البرلمان الذي اخذت كتله الحاكمة تتصدّع و تشكّلت كتل جديدة لم تغيّر من واقع الحال قدر تغييرها حصصها في كعكة الحكم.
في وقت تتواصل فيه جهود القوات المسلحة المشتركة و الحشد بغالبيته الشيعية و البيشمركة و قوات العشائر السنية، بدعم التحالف الدولي . . لمقاومة الإرهاب و لإيقاف عملياته الإرهابية و صارت تحقق نجاحات هامة في الانتصار على داعش الإجرامية، منذ تسلّم الدكتور العبادي رئاسة الوزراء و القيادة العامة للقوات المسلحة رغم انواع المعوقات التي تواجهها حكومته سواء من الفريق المخاصم له في حزب الدعوة بزعامة المالكي، ومن البرلمان و من الكتل الحاكمة الأخرى، ومن النشاطات الخطيرة لدول الجوار . .
حتى صارت معركة الموصل كآخر و اكبر قلعة لداعش في البلاد، التي تتواصل فيها انكسارات قوات داعش، مقررة لما سيكون عليه حال العراق بعد طرد داعش من البلاد بتقدير الكثير من الخبراء و المراقبين، و تتزاحم انواع المشاريع الداخلية و الخارجية لذلك، و كما سيأتي . . (يتبع)

22 / 11 / 2016 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا و حربنا ضد داعش الارهابية 2
- تركيا و حربنا ضد داعش الارهابية 1
- لماذا تتوجه الآمال الى الجيش ؟؟
- وزير الدفاع و صراع الفساد 2
- وزير الدفاع و صراع الفساد 1
- شباب الاحتجاجات السلمية و مؤتمرهم العتيد !
- لا للمحاصصة، لا لإنفراد حزب بالحكم
- ماذا يريد المالكي ؟؟
- من اجل استمرار الانتصار !
- انتصار الفلوجة رمزٌ للتلاحم الوطني !
- عراقنا الى اين الآن ؟؟
- من الذي يحكم الآن ؟
- هل هو تصدّع في التحالف الحاكم ؟
- عن قرار المرجعية بالغاء خطبتها السياسية
- الى متى الميليشيات المسلحة ؟؟
- في افلاس الدولة و مايجري
- القضية الكردية و العراق المستقر
- هل القضاء و النزاهة معطّلان و كيف ؟؟
- الغاء المحاصصة لايعني الإنفراد بالسلطة
- لماذا التهجّم على نساء العراق الآن ؟؟


المزيد.....




- رئيس وزراء لبنان يزور سوريا لـ-فتح صفحة جديدة-.. ويكشف ما نا ...
- لافروف: الجيش الروسي استهدف اجتماعا لقادة عسكريين أوكرانيين ...
- رئاسة الوزراء اللبنانية تكشف تفاصيل لقاء رئيس الحكومة والوفد ...
- مخيم زمزم بالفاشر.. شهادات مروعة عن قتل وتشريد للمدنيين السو ...
- نبيل العوضي.. الكويت تسحب جنسية الداعية الإسلامي للمرة الثان ...
- ديك رومي -غاضب- يقتحم صيدلية في ولاية إنديانا الأمريكية ليجد ...
- طهران تؤكد: جولة التفاوض المقبلة مع واشنطن خارج الشرق الأوسط ...
- محمد نبيل بنعبد الله يعقد لقاء مع فريق الحزب بمجلس النواب
- مصادر: السعودية تعتزم تسديد ديون سوريا للبنك الدولي
- ماذا يحدث لجسمك عند التوقف عن تناول السكر لمدة شهر؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - انكسار داعش و التسوية الوطنية 1