أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان عباسي - وطن من الرمال














المزيد.....

وطن من الرمال


سليمان عباسي

الحوار المتمدن-العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3 - 05:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن ما يجري اليوم في الساحة الفلسطينية جريمة لا يمكن السكوت عنها فالتزام الصمت هو مشاركة غير مباشرة في هذه الجريمة
بعد أن أضحت الساحة الفلسطينية تسودها كل هذه الفوضى والعبثية الصبيانية والفلتان الأمني بحيث بات المشهد الفلسطيني مثيراّ
للإحباط بكل المقاييس التي عرفها علماء الرياضيات وعلم الاجتماع .
لقد لعب الأعلام الفصائلي ومنذ البداية من خلال خطابة المشبع بالعبارات الرنانة البعيدة كل البعد عن المنطق والعقل في خلق بنية
فكرية متخلفة للبعض وأوجد المناخ المناسب لظهور تلك المجموعات المسلحة وأدى عدم رغبة السلطة الوطنية لردعها نتيجة
الحسابات الخاطئة إلى تنامي تلك الظاهرة السرطانية والتي تحاول أن تأكل كل ما تبقى من جسدنا الفلسطيني المنهك والمثخن في
الجراح بفعل الاحتلال وعمليات القتل المستمرة لشعبنا منذ ستة عقود .
لقد أخذت تلك المجموعات على عاتقها ممارسة كل ما يسيء إلى الوطن ولصورة المناضل الفلسطيني الحقيقي ولمشروعية نضاله
عبر عمليات البلطجة التي لا تخدم أي غرض سياسي أو نضالي بل باتت تقيم حاجزاّ يمكن إن يتحول بين لحظة وأخرى إلى خط
تماس بين الفلسطينيين أنفسهم ,وليست عملية إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية وإسقاط هيبتها أمام المجتمع الدولي الجارية
على قدم وساق وبتسارع غريب مثير للدهشة من قبل تلك المجموعات عبر عمليات خطف الأجانب المتعاطفين مع قضيتنا العادلة
وتدمير مراكز الأمم المتحدة ومقرات السلطة الوطنية ووزارتها إلا تقاطعاّ مع الأهداف الإسرائيلية بل نشدد على القول بأنهم
تحولوا إلى جنود أبرار في الجيش الإسرائيلي يخدمون بكل صدق وإخلاص الاستراتيجية الشار ونية المتمثلة بتشويه صورة
المناضل الفلسطيني وتصويرنا بأننا لسنا إلا مجموعة من الفوضويين والغوغائيين لا نستحق بان تكون لدينا دولة ولاحقوق وإننا
لا نجيد سوى عمليات الهدم والتدمير وإذلال المتعاطفين معنا من الأجانب عبر خطفهم بطرق دون كيشواتية غير مسؤولة .
من المؤكد إن إسرائيل ستجد في حالة الفوضى الفلسطينية الحالية مناخاّ مناسباّ لإعفائها من أي استحقاق مقبل سواء في الضفة
الغربية آو في القدس دون إن تجد أي ممانعة على الأقل من الدول التي تعرض مواطنيها للخطف على يد الأبطال الأشاوس .
لقد قامت تلك المجموعات الدخيلة التي تحمل مفاهيم خاصة بعيدة كل البعد عن الوطنية عبر طلباتهم المعبرة عن مصالحهم الشخصية
البعيدة عن المصالح الوطنية العليا بتحويل قطاع غزة إلى غابة من العصابات بدلاّ من أن يكون قاعدة محررة مساندة ونصيرة
للمقاومة في الضفة الغربية والقدس الشريف وحولت الفرح الشعبي الفلسطيني بإزالة الاحتلال عن هذا الجزء الصغير من وطننا
الحبيب إلى حالة من الذعر والخوف على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها .
إن غياب الإجراءات الرادعة من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية تشجع على نمو تلك الظواهر السرطانية مع اعترافنا الصريح
بأن الاحتلال وسيادة القانون خطان لا يلتقيان ولكن هذا لا يعطينا المبرر للسكوت أو التفاوض مع تلك المجموعات التي تتلاقى
مصالحها مع المصالح الإسرائيلية وإن كان عن غير وعيّ أو عن جهل إذا افترضنا حسن النوايا وهذا شئ مستبعد .
إن المطلوب من السلطة الوطنية الفلسطينية إن تولي الاهتمام الجدي والفعلي للوضع الداخلي الفلسطيني بمقدار الاهتمام
الذي توليه للوضع الدولي ومعالجة تلك الظواهر التي تهدد كل القيم والأعراق الفلسطينية عبر إجراءات رادعة غير متساهلة
مع تلك المجموعات ولتي تهدد المسيرة الوطنية الفلسطينية ومهما كان الثمن فلابد من بتر هذا السرطان من الجسد الفلسطيني.
إن الاستقرار الداخلي هو الحل الأنجع لإستجرار الدعم الدولي السياسي والمادي وهو الحل الأنجع للمزيد من الضغوط على
الاحتلال الإسرائيلي وهو الطريق الأوحد لبناء وطن يقوم على أسس ودعائم ثابتة يقف في وجه كل الأعاصير ومهما كانت
شددتها وبغير الاستقرار الداخلي وللآسف سننشئ وطناّ من الرمال ينزوي عند أول لفحة هواء .



#سليمان_عباسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز حماس نعمة أو ....؟؟؟
- الرهان الخاسر- شارون
- الأستاذ عبد الباري عطوان-كفى
- استهداف مع سبق الإصرار - ميليس
- حماس بديل او شريك
- الابن الشرعي - الفساد
- غزة دولة الطوائف
- الخدعة الاسرائيلية الكبرى


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليمان عباسي - وطن من الرمال