|
بداية جديدة لخلق دور وتوجّه جديد مقابلة السّلم المجتمعي مع مستشار تنظيمي ومدير جمعية مجتمعية
عزيز سمعان دعيم
الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 21 - 23:48
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
اخترت بشكل قصدي الأخ والمستشار التنظيمي، فتحي مرشود، لمقابلة خاصة بدراستي لموضوع ثقافة السّلم المجتمعي، كواحد من ضمن مجموعة أشخاص منتخبين وثقت بالقيمة المجتمعية والعلمية لمادة مقابلتهم. الأستاذ فتحي مرشود، صديق أكن له الاحترام وأقدره كثيرًا، وأعتبر جدًا مهنيته وإنسانيته ومحبته لخدمة المجتمع. كان وما زال لي شرف العمل معه لتطوير المجالات الاستراتيجية في مدرستنا، في البداية كرئيس لجنة الأهالي ولاحقًا كمستشار تنظيمي متطوع لخدمة المدرسة، وقد استفدت من خبرته ودرايته وتعلمت منها الكثير. الأستاذ فتحي مرشود هو مدير مكتب شتيل في حيفا، ومدير مجال المجتمع المشترك، يعمل في مجال الاستشارة وبناء وتطوير قدرات جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني وأطر تربوية. في مقابلتي مع الأستاذ فتحي مرشود، ضمن بحث علميّ أكاديميّ خاص بدراستي للدكتوراه حول السّلم المجتمعيّ في الجليل ودور الإدارة المدرسية في نشره، الأمر الذي هدف لإثراء دراستي والاستفادة من وجهات النظر المجتمعية لرفع مستوى ثقافة السّلم في مجتمعاتنا. قمت بطرح مجموعة من الأسئلة على الأستاذ فتحي مرشود وتوثيق أجوبتها وفقًا لما يلي: س1. ماذا تعني لك ثقافة السّلم المجتمعي بشكل عام؟ ج1. ثقافة السّلم المجتمعي هي تفاعل الفرد والمجموعة مع المجموعة الأكبر، تقبلها وانفتاحها على مستوى الحي، البلد والمجتمع، وتمتد في مجال التعايش والتعددية. السّلم المجتمعيّ ينظر للمصلحة المجتمعية فوق المصلحة الشخصية، ويهتم بالاتجاهين، من الشخصي للعام وبالعكس تمامًا. ثقافة السّلم تهتم بقضية العلاقات بين أفراد المجتمع، نوعية العلاقات، مستوى العلاقات، مدى التسامح والتقبل والانفتاح. كما فيها جانب عملي فعّال، لا يحصل من طبيعته بل يحتاج لمبادرين. س2. ماذا يعني بالنسبة لك نشر ثقافة السّلم المجتمعي في المدرسة أو المؤسسة التربويّة؟ ج2. المدرسة من أهم الأطر الاجتماعية التربوية وخاصة اليوم بفقدان عدد كبير من العائلات لدورها التربوي والقيمي كذلك مع تفشي العنف في المجتمع، أصبح دور المدرسة هامًا جدًا بسبب تواجد الطلاب لساعات طويلة في المدرسة، فالمدرسة هي إطار تربوي وليس فقط تعليمي، وعليها الاهتمام بالطلاب في نجاحاتهم المجتمعية، ولها دور أساس في تثبيت قيم السّلم لدى الطالب في الأداء داخل الصف وبشكل موجّه، هذا إضافة لتطوير أساليب ومضامين تربوية ضمن المنهاج تساهم في تعزيز السّلم. يجب أن تكون ثقافة السّلم جزءًا لا يتجزأ من أسلوب المعلم وتوجهّه حتى في المواضيع العلمية العادية، كما في حصة التربية. كما أنّ للمدرسة دورًا هامًا مع الأهل، وفي توجيه الأولاد لاستغلال واستثمار وقت الفراغ. نتحدث هنا عن نهج وقيم ومضامين وأنماط حياتية. س3. حسب رأيك ما هو دور الإدارة المدرسية في نشر ثقافة السّلم المجتمعي؟ ج3. أوَكد أن نشر ثقافة السِلم لن يحصل إذا لم تأخذ الإدارة دورها القيادي، يجب أن تكون الإدارة في سِلم ذاتي مع نفسها ومع الطاقم، فدور المدير هو الدور القيادي الموجّه، وهو نموذج للطاقم والطلاب والأهالي. س4. ما هي أهم العوامل التي تؤثر حسب رأيك في تعزيز بناء شراكة مجتمعيّة بين المدرسة والمجتمع المحلي لنشر ثقافة السّلم المجتمعيّ؟ ج4. لتعزيز الشراكة المجتمعية ودور المدرسة في نشر ثقافة السِلم من المهم: 1. أن توضع ثقافة السِلم في مقدمة الأولويات وتخصيص ميزانيات مناسبة لتطبيقها (القضية قضية وعي وأولويات وموارد). 2. اختراق بعض الحواجز الموجودة بين المدرسة والأهل، فمن تجربتي في السنوات الأخيرة يوجد بُعد بين الأهل والمدرسة (منها: انشغال الأهالي بأعمالهم، الفقر، فقدان البوصلة التربوية وغيره...). 3. تغيير في فلسفة عمل المدرسة مع لجان أولياء الأمور (ففي الوضع الحالي يتم انتخاب اللجان بشكل تقليدي ودون تحضير مسبق)، ويتطلب الأمر استثمار مجهود تدريبي لممثلي الأهالي لتذويت قيم السِلم. 4. انفتاح المدرسة على الأهالي والمجتمع وتخصيص وقت كاف. 5. تواصل مع الأهالي لنشر فِكر ثقافة السِلم والمضامين والأفكار السِلمية. 6. تطوير تشبيك بين لجان الأهالي من خلال دور المستشارين ومركزي التربية الاجتماعية. 7. تشبيك على صعيد المؤسسات الأخرى المتوفرة من الخدمة النفسية، العمل الاجتماعي والمراكز الجماهيرية. س5. ما هي أهم العقبات التي تواجه الإدارة المدرسية في بناء شراكة مجتمعيّه لنشر ثقافة السّلم المجتمعي في مدارس الجليل حسب رأيك؟ ج5. من أهم العقبات: • عدم توفر الوقت ونقص في الموارد والملكات، فبالكاد تستطيع الإدارة أن تقوم بدورها وواجباتها فكم بالحري برامج إضافية أخرى. • شّح الميزانيات. • أولويات والوزارة والمفتشين والمسؤولين التي تطغى على عمل المدرسة وتغيّب البرامج الأخرى كما وتغييب الآخر وتاريخه أحيانًا، وعدم وجود نظرة شمولية، إضافة للعشوائية وعدم الاستدامة في البرامج. • الواقع المجتمعي الحالي بما فيه العنف المجتمعي وانشغال الأهل في الأمور اليومية والمعيشيّة، والوضع الاقتصادي، والأمان الشخصي، والحروبات في المنطقة، والقلق الدائم على الوجود، وبالطبع فقدان أو عدم وجود قيادة مجتمعية قادرة وذات رؤيا، بالإضافة إلى ضائقة السكن والاكتظاظ السكاني، وعدم وجود أفق سياسي واقتصادي للتطور الذاتي والمجتمعي، والتعصب الديني وغيره. س6. ما هي الحلول المقترحة للتغلب على العقبات التي تقف حائلا أمام الإدارة المدرسية في بناء شراكة مجتمعية لنشر ثقافة السّلم المجتمعيّ في مدارس الجليل حسب رأيك؟ ج6. بالإمكان البدء ببعض الحلول المقترحة، منها: 1. تكاتف وتضافر الجهود حول وضع فكر ومنهجية ثقافة السِلم في أول الأولويات. 2. جماهيرية المدارس واستعدادها للقيام بتغيير (هذا غير مستحيل). 3. انفتاح المدرسة واستثمارها في طاقمها وفي لجان الأهالي. 4. استكمالات حول الموضوع بأسلوب ونهج التعلّم الفعال. 5. التعاون بين المدرسة واطر موجودة لمعالجة العنف وتقليله (مثل: قسم الرفاه الاجتماعي، الاستعانة بباحثين، الاستشارة النفسية وغيرهم). س7. أذكر عناوين ومضامين وأنشطة تراها مهمة وتراها مرتبطة بثقافة السلم المجتمعي. ج7. هنالك مجموعة من الأنشطة التي تساهم في نشر ثقافة السِلم، منها: • التطوع المجتمعي: التدريب على التوجّه والقيم (خاصة لطلاب الاعداديات والثانويات). • تعزيز دور الطلاب في قيامهم بتوعية للمجتمع بإرشاد المدرسة في مجال اللاعنف. • عمل مشترك للجان طلابية مدرسية. • تطوير الشراكة مع جمعيات ومؤسسات مجتمعية، ففي الوضع الحالي يظهر أن الجمعيات المختلفة لا تبادر لربط شراكة مع المدارس ومع أهالي الطلاب أو لجان الأهالي. • دمج الموضوع ضمن مناهج تعليمية لمعاهد وكليات تدريب أو تأهيل المعلمين، ومراكز وأندية الشبيبة. في ختام المقابلة طلبت من الأستاذ فتحي مرشود أن يختتم حديثه برسالة للمعنيين، فقال: توجد فرصة هنا إذا استغلت كما يجب من خلال البحث وعُمِل بها كما يجب، نبدأ بداية جديدة لخلق دور وتوجّه جديد، فتكون بداية مشوار هامة جدًا تفتح لنا أبواب أمل أن هناك إمكانية وأن الأمر مستطاع.
#عزيز_سمعان_دعيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السّلم المجتمعيّ في عينيّ متخصصة بالقانون والعمل المجتمعي
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|