نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 21 - 17:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتبعون بعضهم البعض
المستغيثون من الظلم هم خارج الحدود.
لا أحد في داخل سورية لديه الوقت ليستغيث، فالموت قابع لهم بالمرصاد.
كانوا كباراّ في نظام الأسد، وأصبحوا كباراً في المعارضة، ولا زالوا يطلقون نداءات استغاثة. يشعرون أنّ الزمن قد يمرّ دون أن يحصلوا على مجد جديد.
أصبحوا جميعاً كتّاب عامود في الصحافة، وضيوفاً على برامج الخرافة.
شكلوا أحزاباً وطنية، وكافحوا الظّلم بالكلمة الحماسية ، هم عنترة، لكن خارج الحدود.
بعضهم وصل. طائرة تقلّه مع معارضين، وينام في بيت موالين لأنّه أمين، وقسم منّا وقسم منهم واقفين لنحلّل ماذا قالت ابنة لبنانيّة في العشرين. يا لتفاهة ما يجري!
الجميع خارج الحدود ويصيح: ظلموني. احتضنونّي. أحتاج إلى مجد أكبر.
وماذا تريد يا هذا؟
الغرب ينفق عليك، عليك أن تشعر بالألم للحظة لأنّ سيارتك اليوم ليست كما سيارتك بالأمس.
ويصيبني مسّ من فضول، فأرى الضابط، والإعلامي " القدير" والممثل الشّهير يحصدون الجوائز في كلّ شيء، لكن خارج الحدود، فقد سبقهم أصحابهم الذين يستطيعون منهم ما يريدون.
المتابعون لهم بالآلاف، والمعلّقون في نبرتهم شيء من الالتفاف. كلّ هذا العدد الذي يتبعهم كان يتبعهم يوم كانوا في الدّاخل.
العسكري ألف حزباً للإصلاح، والتّاجر عمل جمعيّة خيرية، ومن باب الفضول راسلتهم جميعاً أنشد منهم العون. يا إلهي كم هم سريعون في الرّد! ردودهم تشبه ردود مديريات التربية على بعض من يرغبون أن يصبحوا وكيل معلم. يأتيهم الرّد: نعتذر لعدم وجود شواغر.
هم يدفعون، ويدفعون الكثير في مكان يعرفونه، ويعرفون أنّه سيجلب الكثير.
الثّورة في الدّاخل بحكم القتيل، وفي الخارج بحكم الذليل. تصالح النّظام مع النّظام خارج الحدود، وما هي إلا خطوة، أو خطوتين ، ويتعانقوا جميعاً في الدّاخل والخارج من أجل مصلحة الوطن حيث سيجدون شعباً من الجياع يملأ تلك الدّيار، موت، وانكسار، يهشون عليه بالعصا، فلم يعد في ذلك المكان خيار، ويؤلّف الشّعراء كلمات للحرّية الجديدة، ويكون الوطن قد غادر مع أبنائه إلى القبور. . .
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟