أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دهام محمد العزاوي - الانسان العراقي في عالم متغير














المزيد.....


الانسان العراقي في عالم متغير


دهام محمد العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5349 - 2016 / 11 / 21 - 00:33
المحور: حقوق الانسان
    


كان للندوة التي عقدها مركز الرتوة للدراسات في 2016/11/5 والتي حملت عنوان : بناء الانسان في عالم متغير ، اثرها البين في تشخيص عوامل الخلل التي تعتري بناء الانسان العربي والعراقي في عالم يتغير على نحو متسارع ولايترك حيزا للمنافسة الا للدول التي تتمكن من حيازة مقومات الريادة وفي مقدمتها بناء الانسان وتأهيله وتنمية مهاراته ليكون عنصرا فاعلا ومنتجا ومشاركا في التنمية والحداثة . وفي الوقت الذي تتسابق فيه دول الغرب وغيرها من الدول الاخرى في تنمية الانسان وتفجير طاقاته وابداعاته ، تتسابق دولنا العربية المتعبة في تفكيك وتدمير وتشويه الانسان وتمييع ارادته وتجهيله وتخريفه وتسطيح عقله وانسانيته قتلا وتشريدا وتهجيرا . ان الدول المتقدمة ليست افضل منا في عقولها وبشرها ولكن الفرق على حد قول د.احمد زويل عالم الكيمياء المصري ان الغرب يدعم الفاشل حتى ينجح ونحن نحارب الناجح حتى يفشل . ان الفرق بين دولنا المتهالكة ودول العالم المتقدم كالفرق بين من ينام ويحلم بالنجاح وبين من ينام ليستيقظ باكرا لتحقيقه على حد وصف أ.احمد الشقيري . لقد لامست بحوث الاساتذه المشاركين في الندوة هموم الوطن وطرحت اكثر من معضلة تربوية ودينية وسياسية واقتصادية وقانونية تواجه بناء الانسان العراقي لعلي اشير هنا على عجالة الى فكرتين استطاع عقلي المتواضع من التقاطها والتعليق عليها وفي مقدمتها قطاع التربية والتعليم ودور العقيدة في بناء الانسان . لقد اشار د.احسان الكبيسي الخبير في وزارة التربية الى جملة من التحديات التي يواجهها قطاع التربية والتعليم الابتدائي والثانوي ومنها الفساد المالي وقلة المناهج وعدم مواكبتها للتطورات المعاصرة وضعف دور الاشراف المدرسي وقلة بناء المدارس وقدمها ولكنه اهمل جانبا اساسيا من تلك التحديات التي تفتك في جل العملية التعليمية وتساهم في تشويه عقل الطالب العراقي وتسطيحه الا وهي غياب المعلم القدوة الذي يمكن ان يشكل بشخصيته ومعلوماته واسلوبه التعليمي اداة محركة ومحفزة للطلاب وبما يرفع من مستواهم العلمي والاخلاقي .فمعلمنا اليوم تلوث فكره الوطني بمركبات طائفية وعشائرية وحزبية ومناطقية . وبات من الواضح ان هناك تسابق بين الكثير من المعلمين من هذه المدرسة او تلك وفي هذه المنطقة والمحافظة او تلك على الاهتمام او انجاح الطلاب من ابناء عمومتهم او عشيرتهم او طائفتهم او قوميتهم على حساب معايير الكفاءة والتفوق العلمي ،واخذت الرشوة وممارسة الغش تدب في نفوس الكثير من الكوادر التربوية ولاسيما وقت امتحانات البكلوريا للصفوف المنتهية ،فضلا عن ضعف او غياب الضمير المهني في الاداء والذي انعكس في ضعف الشرح والتوجيه والارشاد مايضطر الطالب وذويه الى اللجوء الى المدارس الخاصة او اللجوء الى المعلم او المدرس الحكومي ذاته للقيام بعملية التدريس بالاجرة . ان جزءا كبيرا من نجاح العملية التعليمية اضافة الى العائلة والبيئة والاصدقاء والمدرسة هو غياب المعلم القدوة والذي كان لوجوده سابقا الاثر الكبير في تخرج اجيال من الطلاب المتميزين والذين باتوا لاحقا عناوين اجتماعية بارزة خدمت واثرت في واقع مجتمعنا . اما النقطة التي لفتت انتباهي في موضوع دور العقيدة في سلوك الانسان فقد ذكر د.شاكر كتاب في بحثه مقولة ا.محمد حسنين هيكل من ان الاسلام انتهى بمقتل الامام علي عليه السلام ، وان العقيدة الاسلامية لم يعد لها ذلك التأثير في بناء المواطن. وهذه مغالطة كبيرة لقائلها ومتبنيها فالاسلام بقيمه ومفاهيمه الاصيلة لم يمت بل ازدهر بعد الخلفاء الاربعة رغم الخلافات الجانبية على السلطة ، فزمن عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد والمأمون والمعتصم وغيرهم كان من افضل الازمان التي عاشتها الاسلام والعقيدة الاسلامية وحتى في زمن الانحطاط والتراجع في عصور الظلام بقي للعقيدة الاسلامية تاثير وقوة جذب كبيرة تمكن المسلمون خلالها فتح بلدان كثيرة وكبيرة بدون اراقة قطرة دم واحدة ونشير هنا الى اندونوسيا والفلبين وماليزيا وكذلك دول مهمة في غرب وشرق افريقيا . اما سبب تراجع مجتمعاتنا اليوم فليس سببه تخلف وتراجع قيم الاسلام وانما لان قيم مجتمعاتنا العربية باتت باليه وسلبية ومتخلفة فلم يعد الاسلام قادرا للعمل في بيئة تشجع التخلف والجهل والخرافة وتنحو نحو العنصرية والطائفية . فانزوى وانحسر اثره في البيئة العربية في حين نما وتطور في بيئات اجتماعية اخرى تحث على العمل وتعلي من قيمة الوقت واهمية العلم واثر التسامح والانفتاح في بناء ذاتها الاجتماعية وهو مانلاحظه في تطور مجتمعات اسلامية باتت بفضل تمسكها بقيم الاسلام ومنهجه الوسطي في مصاف الدول المتقدمة عالميا كماليزيا وتركيا واندونوسيا وغيرها .



#دهام_محمد_العزاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترشيد العقول قبل ترسيم الحدود
- اولمبياد ريو ووهم التاريخ
- متزوجون بلا احساس
- عن اي عراق تتحدث ياشيخ
- الفرهود هل هو ثقافة عراقية ؟
- فالانتين بنكهة عراقية
- لامن الانسانيفي المناطق المحررة : الاستراتيجية الغائبة
- شمال افريقيا والمستنقع الجديد
- نكبة النازحين : بين غضب السماء وتجاهل الحكومة
- العنف ضد المراة والقيم الموروثة
- العنصرية بين قيم المجتمع والسياسة
- في ذكرى النكبة : اسرائيل التي قهرت ارادتنا
- رجال الطين وتبلد القيم الدينية في المجتمع العراقي
- العدالة الاجتماعية
- الامن الانساني : المفهوم والدلالة
- من تركيا الى العراق .... دروس وعبر
- العلاقات العراقية الخليجية :ارث الماضي وتحديات المستقبل
- فشل المأدلجون ونجح تويتر وفيسبوك


المزيد.....




- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - دهام محمد العزاوي - الانسان العراقي في عالم متغير