حول الموصل . الوضع الحالي والآفاق

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 20 - 16:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ضمن نشاطات المؤتمر القومي الكردستاني KNK ، إنعقدت ندوة في دهوك يوم الخميس 17/11/2016 ، بحضور نُخبةٍ من أساتذة الجامعة والأدباء والمثقفين وممثلي بعض الأحزاب السياسية . الندوة كانت عن : الموصل / الوضع الراهن ومقترحات الحلول والمعالجات . اُديرتْ الفعالية من قِبَل السيدة " ني نوفل " الرئيسة المُشارِكة ل KNK والدكتور كاميران برواري . أدناه أبرز الآراء والمُداخلات :
* السيدة ني نوفل : ... مسألة الموصل ، لانعني بها مدينة الموصل ولا مُحافظة نينوى ، بل " ولاية الموصل " التي برزتْ إشكالية حولها بعد الحرب العالمية الأولى ، ولاية الموصل التي كانتْ تضم محافظة نينوى الحالية ودهوك وأربيل والسليمانية وكركوك وصولاً إلى أطراف بغداد . فالحكومة التركية الحالية ، تّدعي بأن تُركيا وافقتْ على التخّلي عن ولاية الموصل ، للدولة المُستحدثة آنذاك أي العراق في سنة 1925 ، بشرط " أن يبقى العراق مُوّحَداً " . وتَدّعي حكومة أردوغان اليوم ، أن هنالك بوادر جدية لتقسيم العراق ، عليهِ فأن تُركيا ستكون في حّلٍ من إتفاقيات ومعاهدات سايكس بيكو ولوزان . لهذا فأن مصير الموصل يهمنا جميعاً نحن الكُرد .
* الدكتور كاميران برواري : ... لا نعتبر " الساحل الأيسر " منطقة كردستانية ، فقط ، بل ان كُل الموصل كردستانية تأريخياً .
* الدكتور محسن : ... كان ينبغي حضور ممثلين عن العرب والتركمان والإيزيديين والمسيحيين والشبك ، هنا ، للإستئناس بآرائهم ، فالموصل ومصيرها يهمهم بالدرجة الأساس .
* الدكتور كاميران : هذه الندوة هي فقط بداية ، لسلسلة من النشاطات اللاحقة والتي سوف يحضر فيها الذين ذكرتهم .
* الدكتور بدرخان السندي : ... لطالما كانتْ دهوك ، مُجّرد منطقة عائدة للموصل ، وحتى بعد أصبحتْ مُحافظة مُستقلة ، فأنها بقيتْ تحت نفوذ وهيمنة الموصليين إقتصاديا وإجتماعياً وثقافياً ... الخ . أما عقب وفود النازحين بعد إحتلال الموصل من قِبَل داعش ، فأن هنالك العديد من المحلات المُهمة في دهوك ، صارتْ مغلقة للموصليين . ناهيك عن المحلات التجارية وغيرها .
ثُم مَنْ نحنُ المجتمعين الآن ؟ هل نُمّثِل أقليم كُردستان ؟ هل نُمثِل الكُرد عموماً ؟ هل نحن بعض من النخبةِ والمثقفين ؟ هل نتكلم بإسم محافظة دهوك ؟ يجب أن نُحّدِد أولاً مَنْ نحنُ ؟ .
* الدكتور هاشم زيباري : ... هنالك خلطٌ في المفاهيم والملفات . هذهِ بعض رؤوس النقاط لإثارة المناقشة : هنالك تدخلات دولية وأقليمية حول الموصل ، ومحور تركيا قطر السعودية ، محور رئيسي ينبغي عدم الإستهانة به / هنالك فرقٌ بين التأريخ وبين الديفاكتو أي الأمر الواقع / هنالك صراعٌ إقتصادي مرير على سهل نينوى وسنجار ، لإحتواء هذه المنطقة على كميات ضخمة من النفط والغاز غير المُستَغَل / هنالك خلافٌ عقائدي آيديولوجي بين الحزب الديمقراطي PDK و حزب العمال PKK / الكُرد لم يستطيعوا القيامٍ بأمور إيجابية مهمة في الموصل من 2003 لغاية 2014 نتيجة صراعات الحزبَين ، على النفوذ والمال .
* الأستاذ صبري سليفاني : ... لماذا يتعرض العرب الى الكثير من الكوارث والأزمات المستعصية ؟ لأنهم لايفهمون الدين بصورةٍ صحيحة ولا يفهمون القومية بصورةٍ صحيحة أيضاً . علينا نحنُ الكُرد أن نستفيد من تجربة العرب ، وأن لانقع في نفس الأخطاء .علينا أن نتخلص من ضغوطات التأريخ . علينا ان لانُخيف أهالي الموصل بطروحاتٍ متطرِفة . فكما ان ال PKK و ال HDP ، يريدون التعايُش مع دولةٍ تركية ديمقراطية ، علينا أن نقبل ان يكون هنالك حُكم عادل ديمقراطي في الموصل ، يعيش فيه الكُرد بكرامة وحُرية ومُواطَنة كاملة . علينا الإهتمام بالشخصية الكُردية والإرتقاء بالفرد الكُردي ، أكثر من الإهتمام بالأرض . علينا أن نُمارِس السياسة وليس القومية .
* الأستاذ جميل : ... الساحل الأيسر كان دائماً كُردياً ، والدليل وجود فرع الحزب الديمقراطي الكردستاني فيه منذ بداية الستينيات / إذا إختارَ اليوم ، أهالي سنجار وسهل نينوى " بِحُرِية " ، فأنهم لايقبلون الإنتماء لأقليم كردستان ، وذلك لإنعدام الثقة / الإيزيديين يخافون من ظهور داعش جديد حتى بعد زوال داعش الحالي ، بل يخشون أيضاً من ان يقوم أحد الملالي " وما أكثرهم " بإصدار فتوى بتكفير الإيزيديين / علاقة الإيزيديين اليوم ، سيئة عموماً مع العرب السُنة ، بينما تحسنتْ علاقتهم مع العرب الشيعة ، وهنالك اليوم 300 عائلة إيزيدية نازحة إلى كربلاء والنجف ، مُعّزَزين مُكّرَمين .
* الأستاذ حازم هاجاني : ... كنتُ من أوائل الداخلين إلى الموصل بعد 9/4/2003 ، حيث إفتتحنا مركزاً ثقافياً هناك / في الأيام الأولى فرحَ غالبية أهالي الموصل بالتغيير وبمجيئنا الى المدينة / لم يكن لدينا إستراتيجية واضحة في كيفية التعامُل مع الوضع الجديد ولا في كيفية التصرُف مع العرب والإيزيديين والمسيحيين والشبك ... الخ / نحنُ " عاطفيون " عموماً ونتحدث عن الكردايتي جزافاً / ما زلنا ، عندما يحضر السياسي ، يسكت المثقف أو يختفي .
* الأستاذ رمضان حمزة : ... للمياه والنفط تأثيرٌ كبير على الذين ( يضعون الحدود ) ، فهُم لاينظرون إلى فَوق فقط ، بل إلى تحت أيضاً ، حيث الثروات المدفونة / ( حرب المياه ) الخفية ، تجري منذ زمنٍ طويل ، ونحنُ لانشعر بها / سد الموصل ضرورة قصوى للكُرد سياسياً وإقتصادياً .
* الدكتور حكيم : ... يجب أخذ عدة أمور بنظر الإعتبار بالنسبة الى الموصل ، إقتصادياً ، مائياً ، نفطياً / تركيا وإيران لهما مشاريع واضحة وفاعلة ، بينما نحنُ أصبحنا مُجَرد توابِع / يجب أن نكون واقعيين وليس مثاليين .
* الدكتور موسى : ... لا يوجد بيننا أحدٌ في مواقع صنع القرار ، فكلنا أكاديميون ومثقفون / منذ 800 سنة يتم تقطيع أوصال كردستان / خط ( 36 ) الذي وضعهُ الغَرب ، يضم كركوك وسنجار ولكنهُ لايشمل السليمانية / نحنُ الكُرد أضعف حلقة في الأقليم لأننا متفرقون / ليستْ هنالك دولة تُساندنا بِجدية / حماية منطقة مثل سنجار ، صعبةٌ جداً ، لأنها غير مُرتبطة جغرافياً مع أقليم كردستان / يحق للإيزيديين والمسيحيين أن يكون لهم حُكمٌ مَحلي خاص بهم .
* الدكتور صلاح : ... لحد اليوم تعتبر تركيا الموصل ولاية تركية بالكامِل ، وطموحات أردوغان واضحة بصدد ضم الموصل وحلب إلى إمبراطوريته / دهوك عبارة عن مَحّلة من محلات الموصل / ثلاثة أرباع أراضينا في سميل ودهوك مملوكة للموصللين / وقف تنفيذ سَد بيخمة كان له نتائج كارثية على الكُرد .
* الأستاذ علي أوريي : ... للأسف أن الكُرد يُخّفضون سقف مطالبهم تأريخياً ، فما معنى " مناطق متنازع عليها " ؟ أنها بالأحرى مناطق كردستانية / الجميع لهم أجندات ومشاريع ، إلا نحنُ الكُرد .
* الأستاذ حاجي ريكاني : ... كيف إستطاعتْ إسرائيل أن تُشّكِل دولة في " مُحيطٍ مُعادٍ " ؟ لأنهم وّحدوا اللغة والقومية والدين . علينا أن نستفيد من تجربتهم .
* الأستاذ جمال جلكي : ... التنافُس غير الصحي ، بين أحزاب السُلطة وغرقهم في مُستنقع الفساد بأنواعه ، أبعدَهُم عن الإهتمام الجّدي بأحوال الموصل بعد 2003 / الموصل طالما كانتْ حاضنة للأفكار الرجعية والمتطرفة .
...................
المحور الثاني
- الدكتور كاميران برواري : ... تجربة روژئاڤا ، فريدة من نوعها ، حيث وّفرتْ للمرأة مجالاً واسعاً وحقيقياً ، للمُشاركة الفعلية في صنع القرار وممارسة السُلطة ، كذلك قّدمتْ نموذجاً رائعاً للتعايُش بين القوميات والأديان والمذاهب / لا يجوز ان نتخلى عن أي بقعة أرض نُسيطِر عليها ونعتقد أنها كردستانية تأريخياً / إذا لم نعمل بكُل جدية في التعامُل الأمثل مع مسألة الموصل ، فأننا ككُرد سوف نخسر الكثير ، ليسَ في سوريا وتركيا فقط ، بل سوف نخسر تجربة أقليم كردستان برمتها ، وهذا هو بالضبط مايريده أردوغان ، لكننا بالمُقابل أقوياء كفاية ، لمواجهة هذه الخطط المعادية .
- الأستاذ جميل : ... على الكُرد ان تكون مصالحهم متوائمة مع مصالح الدول الكبرى وليست متقاطعة .
- الدكتور هاشم زيباري : ... تركيا كانتْ تطمح ببيع المياه العذبة لدول الخليج ، من خلال خط أنابيب عبر سوريا ، ولها مشروع للغاز والنفط بالتنسيق مع روسيا وغيرها ، وهنالك تنافس محموم بين تركيا وإيران وكذلك الدول الكبرى على المصالح الإقتصادية والنفط والمياه ، ومعظمها تشمل المناطق الكردستانية / من المقترحات المعقولة ، تحويل سنجار وسهل نينوى إلى محافظتَين وإفساح المجال لأهاليها بإدارة أنفسهم .
- الأستاذ صبري سليفاني : ... الأطراف السياسية تستغل إسم البيشمركة أقليمياً ودولياً في سبيل مصالحها الضيقة / مأخذي على نشاطات ال KNK ، أنها لاتتعامل بعدالة ومُساواة مع أجزاء كردستان الأربعة / عموماً علينا أن نكون واقعيين ومتواضعين .
- الدكتور بدرخان السندي : ... الموصل من أكثر المُدن في البلدان العربية قاطبةً ، أكثرها " قومية عربية " ، وهُم متطرفون عموماً لأنني عشتُ بينهم لسنواتٍ طويلة / لستُ متفائلاً لإمكانية التفاهُم معهم ، يجب العمل على ان تكون سنجار محافظة وسهل نينوى محافظة ، لكي تكون حاجزاً بيننا والموصل ، فالموصل هي حاضنة داعش دوماً / جزءٌ مهم من العلاج يكمن هنا ، في الأقليم ، فلغاية اليوم هنالك ملالي يُصّرحون علناً حين يُسألون ، بأن التكلُم مع الإيزيدي والمسيحي ، في الجامعة ، حرام ، إستناداً إلى حديثٍ نبوي ... ينبغي قطع دابر هؤلاء تماماً ... هنالك آلاف الجوامع والمساجِد في الأقليم ، ان هذهِ الجوامع من خلال بعض المتشددين والمتطرفين ، تُحّطِم كُل ما نبنيهِ نحنُ المثقفين والمتنورين ، ان القائمين على الخِطابة في الجوامِع عندنا ، يستحون من تأريخ الكُرد . أدعو الى " التسامُح " لاسيما أننا نحنُ الكُرد المسلمين تسببنا وشاركنا في الفرمانات التي حصلت ضد الإيزيديين والمسيحيين .
- الأستاذ جمال جلكي : ... هنالك قوى دولية وأقليمية كبيرة مُؤثِرة على مستقبل الموصل بعد داعش ، والكُرد هُم الورقة الأصغر والأضعف ، عملياً ... بسبب تشرذمهم ووقوفهم ضد بعضهم البعض / كُل الجماعات المسلحة سواء في سنجار أو غيرها ، تتحدث مع بعضها من خلال " القوة " أو " السلاح " وليس عن طريق التفاهمات السياسية .
- الدكتور محسن : ... عندما تطرح نفسك بإعتبار أنك " مُقاتِلٌ جَيِد " فأن ذلك يعني ببساطة أنك لستَ " سياسياً " / عدد الأرمن في فرنسا أقل كثيراً من عدد الكُرد هناك ، لكن اللوبي الأرمني قوي ويُؤثِر على صانع القرار الفرنسي ، بعكس الكُرد ، لأن الأرمن يستخدمون العقل والعلم ونحن نستخدم العاطفة / علينا إيجاد حلول لمشاكلنا هنا في داخل الأقليم قبل البحث في مشاكل الموصل .
- الأستاذ موسى : ... مشكلة الموصل بدأت في 1925 وهاهي الآن تتجدد / من الممكن بناء " جدار سني " يضم الموصل وأقليم كردستان ، لهُ طابعُ سُني يكون رئيسه كردي ونائبه عربي ، في مواجهة " الجدار الشيعي " في الوسط والجنوب / عندما لانستطيع حماية سنجار وسهل نينوى ، لتكن هنالك حماية دولية ، ولتكُن علاقاتنا مع الإيزيديين والمسيحيين جيدة جداً ، بحيث يطلبوا هُم لاحقاً ، الإنضمام إلينا .
- الدكتور حكيم : ... يجب أن تكون لدينا أجندة واضحة ، تُراعي وجود قُوة فعلية لها نفوذٌ كبير هنا أي الحزب الديمقراطي / بعد داعِش سيكون هنالك خَطر تشرذُمنا أكثر ، لأن داعِش وّحَدَنا عسكرياً على الأقل / الإسلام ليس ديناً خاصاً بالعرب / خطاب التسامُح أكثر من خطاب التطرُف في الدين الإسلامي وفي خُطَب الجمعة / يجب عدم معاداة الدين الإسلامي ، بل نقد توظيف الدين في سياسات متطرفة .
- الأستاذ سيد أكرم : ... تجربة الحُكم في أقليم كردستان خلال ربع قرن ، أثبتتْ فشلها ، بعكس تجربة روژئاڤا الفتية والمبدعة / جلوس قنديل وسري ره ش والسليمانية ، معاً ، سوف يحل جميع المشاكل .
- السيدة نو نوفل : ... المشكلة ليس في التُرك والفُرس والعرب ، المُشكلة فينا نحنُ الكُرد ، فما دامتْ الأحزاب السياسية النافذة ، لاتستطيع التفاهُم فيما بينها .. فمن الواجب علينا نحنُ المؤتمر القومي الكردستاني KNK ، بذل المزيد من الجهود ، من أجل تقريب وجهات النظر ، والضغط على جميع الأطراف ، في سبيل الوصول الى مشاريع مُشتركة ، وليسَ بالضرورة أن تكون هذه المشاريع ، متقاطعة مع مشاريع وتوجهات أمريكا وروسيا وحتى الدول الأقليمية . نطمح أن نعقد مؤتمراً جامعاً للكُل ، في المستقبل القريب ، هنا في أقليم كردستان .

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات