أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ادورد ميرزا - العراق .. والقيادة .. والأحزاب المسيحية














المزيد.....

العراق .. والقيادة .. والأحزاب المسيحية


ادورد ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3 - 05:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


غالبية النخب الأجتماعية او السياسية الفاعلة في المجتمعات لا يجب ان تنزعج عندما يوصفهم شعبهم بانهم ما زالوا تلاميذ , لأن مرحلة التلمذة كما وصفها الباحثون هي فعالية مؤطرة بزمن محدد يجتازها المرء لأنضاج دائرته المعرفية اوالمعلوماتية للوصول الى مرحلة النضج التي من خلالها يبدأ البناء في خطواته الأولى , ومن البديهي ان يكون المتميزون من علماء واساتذة الجامعة الى جانبهم { رجال الدين والقادة السياسيين } وهم الأكثر تعقيدا في المجتمع ! قد تمكنوا من اجتياز هذه المرحلة وحققوا لأنفسهم التميز والنجاح بعد ان بذلوا جهودا حثيثة لتجاوز اخطائهم واخفاقاتهم , والأمثلة كثيرة في عالمنا اليوم .

فالأشوريون والبابليون شعب العراق الأصيل قبل الديانات , هذا الشعب الذي يمتد تأريخه الى اكثر من سبعة الاف سنة قبل الميلاد والذي اعتنق البعض منه الديانة المسيحية , ما زال لحد اليوم يساهم بمجمل نشاطات الدولة العراقية منذ تأسيسها من خلال انخراط خيرة ابناءه من اساتذة الجامعات والعلماء والأدباء والفنانين الى بقية شرائح المجتمع , وقد قدم خلال مسيرته على ارض العراق الكثير من ابناءه شهداء في سبيل العراق ومن اجل حقوقه الأنسانية والقومية وما زال لحد هذا اليوم وفيا ومخلصا لأرض وشعب العراق وقد تجسد ذلك في مساهمته وبشكل طوعي لامثيل لها في الأنتخابات العراقية الأخيرة ايمانا منه باهمية الشروع بانقاذ العراق من محنته المأساوية , ان صفة هذا الشعب الرائعة هي اطاعته واحترامه لأراء رؤساءه وخطواتهم الدينية او السياسية مهما كانت نتائجها ولذلك نطالب دائما ونحذر بان تكون خطواتهم دقيقة ومدروسة وفاءا واخلاصا لهم !
لكن الذي حدث من خروقات وتزوير وانتهاكات في عملية الأنتخابات كما اعلن على لسان المسؤولين الدوليين شكلت احباطا عميقا بالنسبة للبعض لكنها كانت بالنسبة للكثيرين شيئا طبيعيا جدا لأن الغالبية من المرشحين كما يعرفهم العراقيون لا يملكون برنامجا ديمقراطيا حظاريا معينا يخدم الشعب العراقي كاملاً , انما لديهم برامجهم الضيقة والخاصة والتي تخدم مصالح شريحة معينة تتبنى المذهبية والعنصرية نهجا ثابتا لها وهذا ما افرزته العملية السياسية في العراق ! اما بالنسبة للشعب المسيحي فالموضوع يختلف , لأنهم ينظرون الى الشعب العراقي ككتلة متجانسة واحدة حاجته فقط الى قيادة وطنية مخلصة لا تفرقها المذهبية ولا الطائفية ومن هذا المنطلق يبقى الشعب المسيحي يعشق الوطنية العراقية ويقدسها , ويكره التوجهات المذهبية العنصرية .

لكن الخطر الذي يهدد تمزيق هذا الشعب المسالم قد يأت من قيادته سواء السياسية او الدينية واهمها , اهمال الواجبات والمصلحة الوطنية وتفضيل المكاسب الشخصية مع تشتت المذاهب باتجاه اقطاب شرقية وغربية ! اضافة لتنامي ظاهرة التعصب العشائري والحزبي ولذلك يتسارع الشرفاء المدافعين عن سلامة وحدة هذا الشعب بالمطالبة من قادة القوى السياسية او الدينية الممثلة لمكوناته المذهبية للعمل على ايجاد الصيغ المناسبة لتوحيد توجهاتهم , ويعتقد المثقفون المخلصون بان ترسيخ ثقافة { المواطنة العراقية } باتت هي الحل .... لقد آن الأوان لدعم مشروع المواطنة بعد ان فشلت القوى الحالية في تجسيد الوحدة الوطنية والعمل على تثقيف الشعب باهمية اقامة تقارب بين كافة مكوناته الكنسية او السياسية لأنها الطريق القادر على صنع مركز قيادي واحد ذات القرار المستقل وهو القادر كذلك بأن يدفع بالشعب إلى مجالات ارحب وأوسع . ان العديد من أبناء الشعب على اختلاف مذاهبهم الكنسية يتطلعون للخلاص من النظم والأطر الطائفية او الحزبية المصلحية , فهم اليوم يبحثون عن الأمان والخلاص وقد تيقنوا ان الخلاص لن يأتيهم الا من خلال { وحدة العمل الوطني } واعتبار المواطنة هي الأساس الذي تبنى علية استقرار الأمم , أن دعم التوجه نحو المواطنة هو السبيل الناجح لتحقيق ذلك وعلى الجميع المساهمة في دعم هذا التوجه الذي يعتبر اساس التقدم والنهوض . ان ما وصلت اليه الدول المتقدمة وخاصة الأوربية من ازدهار في اقتصادها ورفاهية لشعوبها لم يكن من خلال تبنيها لأيدلوجيات سياسية كما يروّج لها انما تحقق ذلك من خلال تبنيهم لمشروع الوحدة الوطنية , والولاء للوطن , كما بينتها الدراسات الستراتيجية .

لقد جرب شعبنا العراقي عامة والشعب المسيحي خاصة مرحلة الأيديولوجيات السياسية واعني الأحزاب بكل توجهاتها , لكني ولعلي على يقين أن أكبر إنجاز للحضارة الغربية والتي مكنها من السيادة والتقدم هو تبنيها لمفهوم { المواطنة } والألتفاف حولها باعتبارها السياج الآمن للحفاظ على سيادة وازدهار شعوبها , تاركين خلفهم الأيدلوجية الحزبية وتمجيد رموزها !.. ولعل غالبية مثقفينا على اطلاع بتجارب المجتمعات الغربية التي كانت مكونة من طبقة النبلاء والعبيد ورجال الكنيسة حيث في حينها لم يتحقق الرفاه في بلدانهم كما ينبغي بل وحتى عندما ساد الفكر القومي المتعالي في أرجائها لاحقا ( مع تقديري واعتزازي بالتاريخ والثقافة القومية ) لم يتحقق شيئا لشعوبها من رخاء وتقدم , وعلى كل حال تبدو الأمور وكأن معركتنا مع اعداءنا العنصريين والمذهبيين هي الوحيدة والخاتمة لتحقيق الرفاه والديمقراطية , ولكن الحقيقية إن معركتنا الأساسية والحقيقية هي مع الذات اولا .. حيث علينا المقاومة لتنظيف الجيوب الهزيلة في الأمة والتي تريد أن تمسك بعقارب الساعة لترجعنا الى الماضي .
لكن شعبنا { وبالرغم من اعتزازنا بتأريخنا } بحاجة الى رجال يقرأون الحاضر بعيون باردة واضحة تستذكر التأريخ كحضارة وكتراث انساني ليس إلاّ ....؟ حيث ان { شعبنا لم يستخدم ابدا التأريخ والتراث سلاحا ضد الأخرين } واخيرا فان قادتنا ومفكرينا وكتابنا مطالبون بالعمل والدعوة لوحدة القيادة والتوجه نحو الوطنية لأنها الخلاص الوحيد للنجاح , ان المضي قدماً لقراءة الحاضر واستشراق المستقبل هي البداية الحقيقية لانتصار الأمة على نفسها اولا , قبل الانتصار على الغير , فهل سيتحقق حلم ....

{ القيادة الواحدة ذات القرارالواحد للأمة الواحدة }



#ادورد_ميرزا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضائية عشتار العراقية .. وبعيدا عن السياسة
- مسيحيوا العراق اقلية .. بجذور وطنية عميقة
- محاكمة صدام ودورها التثقيفي المدمر
- ازدهار شعب { النهرين وطني } ... تحت رحمة الأرقام
- هل الأقليات القومية والدينية في الوطن العربي في خطر
- الفضائية الأشورية تحذر
- كتّابنا أحييكم...... ورفقاً بجماعتنا فشاغلهم الأن ليس سلامة ...
- مسيحيوا العراق متى سيدفعون الجزية


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ادورد ميرزا - العراق .. والقيادة .. والأحزاب المسيحية