ماجد زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 5348 - 2016 / 11 / 20 - 11:25
المحور:
الصناعة والزراعة
اعلنت مجموعة من المحافظات استعدادها لزراعة الموسم الشتوي الحالي وحددت مساحات الارض وانواع المحاصيل التي ستقوم بزراعتها مع امآل بتوقعات طيبة لانتاج اكبر من العام الماضي اذا توفرت الظروف المناسبة.
من ابرز التحديات التي تواجه الموسم الزراعي الحالي مشكلة المياه ومشكلة تسديد مستحقات الفلاحين عن المواسم السابقة التي تتلكأ الحكومة بدفعها بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها البلد.
يشخص الفلاحون والمزارعون في مختلف انحاء البلاد ان هناك سوء توزيع وتخطيط للمياه، واستيلاء محافظات على حصص محافظات اخرى، ضاربين عرض الحائط بتوجيهات وتعليمات وزارة الموارد المائية ووزارة الزراعة، ومن دون ان تتخذ الوزارتان اجراءات رداعة وحاسمة تمنع التجاوزات على المياه وحرمان اخرى منها..
تخلق هذه السلوكيات فوضى وحزازات وكراهية بين ابناء البلد، وعدم الشعور بالمسؤولية التضامنية والقسمة العادلة للثروة المائية. ان تحقيق مصالح جميع الفلاحين والمزارعين يتطلب اولا الانصياع الى التعليمات والتوزيع العادل والا ستصبح كل محافظة قائمة بذاتها وتلحق اضراراً بالاخرى وبنفسها. فتقنين المياه ليس اجراء ترف، وانما اسلوب وطريقة كي يزرع الجميع ارضه بحسب ما هو متوفر منها.
للاسف، بعض المسؤولين في اوقات سابقة استخدموا المياه وسيلة للابتزاز السياسي وكسب تأييد هذه المجموعة البشرية او تلك خلافاً للقانون والمساواة والعدل والمسؤولية عن الجميع، ومن هنا خلقت تدافعاً وتشبثا بطرق غير سليمة ولا قانونية للاستيلاء على المياه وبالتالي على مساحة اقتصادية اكبر مما هو حق للمغتصب.
اما المشكل الثاني فما يزال الفلاحون لهم بذمة الحكومة مبالغ نقدية كبيرة عن بيعها الحبوب والمحاصيل الى وزارة التجارة لم تسددها الحكومة، وتدفع منها بين الحين والاخر القليل الذي لايسد احتياجات ويفي بالتزامات الفلاحين ازاء ما أنفقوه للانتاج ولتدبير شؤون عوائلهم ومعيشتهم.
وقد هدد فلاحون كثر بانهم هذا العام لن يزرعوا المساحات الزراعية المطلوبة بالمحاصيل التي تطلبها الدولة، لانهم في حالة من ضنك العيش والنكول بما تعهدوا به الى الاخرين.. وهم تظاهروا اكثر من مرة وطرقوا ابواب الدوائر المسؤولة. ولا تغيب هذه المطالبات عن الحكومة الاتحادية ولكنها لم تتمكن من تسديد ما بذمتها، لذا عليها البحث في الوسائل وايجاد الاموال لدفع مستحقات الفلاحين التي هي في النهاية ستعظم موارد البلاد وتضيف دخلاً الى الدخل الوطني اذا زرع الفلاحون الارض وخلصوا البلاد من الاستيراد.
#ماجد_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟