محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 19 - 20:34
المحور:
حقوق الانسان
تخيلوا
قرية مغربية نائية بنواحي تازناخت، تغيب فيها أبسط أساسيات الحياة، الطريق المعبدة الوحيدة التي كانت بها، جرفتها فيضانات السنة الماضية وعادت كأن لم تكن، ليس بها أي مركز صحي، مدرستها خربة، المستوى المعيشي لسكانها تحت الصفر...
هذه القرية العجيبة، لا تنازعها أي منطقة أخرى في قوة وطنيتها، وبحكم تموقعها بين ثلاثة جبال شاهقة، فقد زين كل جبل بعبارة: الله، الوطن الملك، نحن فداك يا وطنا، ملكنا واحد، محمد السادس...
ساكنة هذه المنطقة، لا تتخلف أبدا عن مواعيد الخطابات الملكية، حيث تحتشد في ساحة وسط القرية، تجهزها الجماعة، يقفون جماعة وبخشوع للفظ النشيد الوطني الذي يسبق الخطاب، ثم يجلسون في صمت رهيب، ينصتون بكل جوارحهم، دون أن يفهموا كلمة، ليقفوا في آخر الخطاب بإجلال، ويصفقوا بخشوع...
ومن المناسبات التي تتشوقها الساكنة بفارغ الصبر: عيد الاستقلال والمسيرة الخضراء، حيث يعدون لهما من العدة ما استطاعوا، يساهمون من مالهم الذي لا يكاد يكفيهم، يساهمون وهم سعداء بخدمة الوطن...
أتذكرون يوم تأجل الخطاب الملكي بساعة في العيون، كانوا جميعا في انتظار الخطاب، ولكم أن تتخيلوا مستوى الهلع الذي أصابهم حينها، ظنوا أن قد أصابه مكروه، ومنهم من نزف الدمع رهبة وحرقة...
إنهم ضائعون حقا... دون أن يتساءلوا يوما، ماذا يستفيدون من هذا الوطن؟
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟