الياس ديلمي
الحوار المتمدن-العدد: 5347 - 2016 / 11 / 18 - 15:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يروي مسلم أنّ النبي محمد قال لأبي سفيان في حوارٍ معه :
ويحك يا أبا سفيان ، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ فقال العباس : ويحك أسلم ، فأسلم وشهد شهادة الحق ، ثم أكرمه النبيّ فقال : ( من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ) .
الـى هنا قد يبدُو الأمر عادياً مِن مُنطلق أنّـه حدثٌ تاريخيٌ ، و أنّ ما فعله النبي محمد مُجرّد تكريم سياسي بِحكم المكانة المَرموقة التي يَعترشها أبو سُفيان ، الا أنّ قـراءة ما سـطّره كهنة التاريخ و مقارنته بما هو مسطور في نُصوص المصحف يُـير الريبة و التوجس و كذلك الخِيفة ..
ورد في نصوص المصحف من سورة آل عمران ما يلي : ( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) ..
حيث تُشير النصوص القُرآنية و بِقوّة الى أنَّ أوّل بيت للنّاس هو الذي بِـبكة ، ثمّ يُخبرنا بأنّ يَحو على آياتٍ بيّنات ، ثُمّ يَضعُنا أمام حقيقةٍ مفادُها أنّ من دخل البيت فهُو آمـن بِحكم أنّ الهاء المُتصلة بِفعل دخل تَرجع على البيت و لا ترجع مقام ابراهيم ، و بِحكم معرفتنا بأنّ البيت لا يعني حصراً ذلك المبنى أو المسكن انّما يُعبّـر أو يُرمُز الى منظومة أو نِـظام مُعيّن نود طرح تساؤلاتٍ مهمة :
- هل دعوة النبي محمد النّاس لدخول بيت أبي سُفيان للحصُول على الأمن و الأمان هي دعوة للانضواء تحت نظام حزب أبي سُفيان ؟
- هل نَجح كهنة التّاريخ في المُساهمة في قمع الثورات و التمردات الشعبية بِحُكم أنّها لم تَدخل بيت أبي سُفيان ، مع العلم أنّ قادَتها لم يُشفع لهم لمّا دخلوا البيت الذي وُضع للنّاس ؟
- هل للحصول على الأمن يكفي أنّ ندخل البيت الحرام أم أنّه يحتاج الى دخول بيت أبي سُفيان ؟
- هل بيت أبي سُفيان يُشارك بيت الله في منح الأمن و الآمان ؟
هل الالتجاء الى دوائر الاسلام لا يتمُّ الا بعد طلب الحصول على تأشيرة الدخول الى بيت أبي سُفيان ؟
و لِمـن يُريد أن يُهلهل ب هـل فليتفضّـل ..
#الياس_ديلمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟