أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - الأرادة الأمريكية وعبثها في الحالة العراقية















المزيد.....

الأرادة الأمريكية وعبثها في الحالة العراقية


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 09:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعتقد البعض أن أهم الأوراق العراقية تمتلكها وتتصرف بها الأرادة الأمريكية ’ وانا اتفق مع هذا الرأي الى حد بعيد ’ ولو اخذنا الموقفين من وجود القوات متعددة الجنسيات وبشكل خاص الأمريكية والبريطانية مثالاً فنجدهما وبكلا الحالتين لا يخرجا عن عنق الأرادة الأمريكية’ فالرافضين للأحتلال والمطالبين برحيل قواته او جدولة انسحابها على الأقل هم غير جديين او صادقين في ادعائهم على الأطلاق لكونهم يدركون نتائجه السلبية على اوضاعهم ومستقبلهم اكثر من غيرهم ’ اما المطالبون بأستمرار بقائها خوفاً من تدهور الأوضاع مع عدم قناعتهم وعدم رغبتهم لكنهم بنفس الوقت يتخذون موقفاً مغايراً لاخيار لهم فيه’ ان كلا الموقفين ولأسباب عديدة يشكلان وجهان لعملة الأرادة الأمريكييه .
ـــ الموقف الأول : الموقف الداعي لأنسحاب قوات متعددة الجنسيات ’ خاصة بعد مرور اكثر من عامين ونصف العام على اعادة تشكيل وتثبيت دعائم الدولة العراقية وترسيخ العملية السياسية ’ هو مفتعلاً مناوراً وغير جدي للأسباب التالية :
1 ــ ان قوات الجيش والشرطة والأمن الوطني ورغم مواقع ضعفها ـ كالأختراقات مثلاً ـ يشكل فيها 80% من ابناء الجنوب والوسط العراقي’ وبالتحديد ابناء وأيتام ضحايا المقابر الجماعية وهمجية وتعسف النظام البعثي المقبور’ انها تمتاز بالحماس والحيوية والتجدد والأخلاص ولا يمكن مقارنتها بالهياكل الهرمة للمؤسسة العسكرية القديمة .
2 ـــ خلف تلك القوات والمؤسسات الوطنية يقف اكثر من 85% من ابناء الشعب العراقي’ داعمين بقوة سير العملية السياسية والنجاحات التي حققتها التجربة الديموقراطية( الأنتخابات الأولى والثانية والتصويت على الدستور مثالاً ) وراغبة في انجاز قانون اجتثاث البعث ومستعدة لدعم تطبيقه حتى آخر معقلاً للزمر البعثية .
3 ــ وجود القوات الكردية ( البيش مركه ) على ابواب معاقل تجمعات الزمر البعثية وواجهاتها من السلفيين والتكفيريين والعنصريين وغيرهم وتلك ضمانة آخرى مهمة في عدم السماح بعودة التاريخ الى الخلف .
في حالة انسحاب القوات متعددة الجنسيات ’ فيمكن للدولة ان تسارع لتوجيه الضربة القانونية الماحقة وبوتائر متسارعة لأعداء العراق الجديد ابتداءً من السجون والمعتقلات ’ وتحقيق العدالة بحزم ودون تردد ’ حيث سيدرك المجرمون والقتلة والعابثون في الأمن والأستقرار انه ليس امامهم منفذاً للهروب من مسؤولية جرائمهم وان القصاص العادل سيسحقهم ’ وهذا يكفي لأن تعلن الجهات السورية والأردنية والمصرية والخليجية افلاسها وتتوقف عن تصدير بضائعها الأرهابية’ لشحتها اولاً وخوفها من ردود الأفعال العكسية ثانياً ’ وستقتنع بعدم جدوى غسل ادمغة السلفيين والتكفيريين والبهائم الأنتحارية ودفعهم للمبغى الوهمي لأشباع شهواتهم المعطوبة عبر ابواب الدم العراقي’ يرافق ذلك اجراءات قانونية عادلة تشمل الواجهات البعثية واخضاع رؤوسها للمسائلة ولقانون اجتثاث البعث’ كذلك وبعد انسحاب القوات المتعددة الجنسيات واستعادة الدولة العراقية لأرادتها واستقلالية قرارها وهيبتها داخلياً وخارجياً ستعيد دول الجوار حساباتها وتصحح اوهامها لأنها ستدرك ان التدخل في الشأن العراقي امر غير مسموح به وليس له مايبرره وقد يكلف الآخرين ثمناً .
في هذه الحالة وبعد انسحاب القوات متعددة الجنسيات سوف لن يستغرق استتباب الأمن والأستقرار وبدأ الأعمار سوى اشهر معدودة .
لماذا التخوف اذن من عملية انسحاب القوات المحتلة ... ؟ انه خوفاً من اوهام ليس هناك ما يبررها.
ـــ الموقف الثاني : الموقف الذي يطالب بالأبقاء على القوات المتعددة الجنسيات ’ فهو ايضاً مفتعلاً غير جدي يقف بعيداً عن الواقع لكنه مفروضاً امريكياً وليس معبراً عن قناعة للجهات التي تتخذه وللأسباب التالية .
1 ـــ ان قوات الأحتلال لازالت تحتفظ بحزب ومؤسسات وقيادات حكومة البعث لأجل المناورة وفرض الموازنات والتهديد بأعادتها اذا ما تجاوز الآخرون الخطوط الحمراء للنوايا والمصالح والمخططات المستقبلية للدوائر الأمريكية .
2 ـــ الى جانب الكيان البعثي بقياداته واجهزته واسلحته وامواله الذي يعبر عن ذاته عبر واجهاته الأسلامية والقومية والعلمانية ومجازر وحشية متواصلة ’ توجد على الأرض العراقية اكثر من 170 الفاً من القوات الأمريكية بأسلحتها ومعداتها المتطورة واجهزة مخابراتية مختلفة الهويات تمتد على طول البلاد وعرضها ’ قادرة على ارباك الأوضاع واثارة الفوضى متى شاءت وعبر ممارسة مختلف وسائل التخريب ’ وهذا بمجمله يشكل مصدراً للتردد والخوف والذعر مفروضاً امريكياً على الحالة العراقية .
3 ــ التهديد بتدخل دول الجوار العروبي والأسلامي كأحتياطي لدعم التغيير المحتمل بأتجاه استعادة حزب البعث العروبي لسلطته القمعية او التخويف من بعبع التقسيم هذا اذا ما انسحب المحتلون .
4 ــ الأشراف امريكياً ( مخابراتياً ) على تصفية بعض العناصر الوطنية اذا ما ادركت واعلنت ابعاد ومخاطر التدخل الأمريكي السافر في الشأن العراقي بالضد من مصلحة ومستقبل العراقيين’ او ترفض التعاون او المساومة على حساب الأهداف الوطنية وتجراء لأيضاح ذلك علناً .
5 ــ المساهمة الأمريكية بتكريس حالة فقدان الأمن والأستقرار وتبذير المال العام وعرقلة الأعمار’ فأضافة لتشجيع وحماية الملثمين والمفخخين والمفجرين والتكفيريين والتساهل مع استيراد الأرهابيين والأنتحاريين وعرقلة مجريات القانون والعدالة ’ يهمس الكثير من المواطنين عن غموض اسباب بعض حالات التفجير ويثيرون شكوكاً حول صواريخ موجهة او غيرها لكن الأعلام المباشر يسارع الى لفلفة الحدث بأتهامات زرقاوية او منظمات اسلامية ’وهذا لا يمكن له ان يلغي مجمل حدس المواطنين .
6 ــ التركيز امريكياً على ترسيخ نهج المحاصصات والتوافقات الطائفية والعنصرية والدفع بأتجاه تشويه العملية السياسية وافساد التجربة الديموقراطية وابعاد العراقيين بقدر الأمكان عن الألتفاف والتوحد حول الهم العراقي المشترك ’ وزرع ودعم بعض الكيانات المشبوه وتحديد ادوارها بأثارة الفتن والأحتراب وانعدام الثقة بالآخر بغية تمزيق الوحدة الوطنية ’ كذلك تعمل على شل قدرات الحكومة المنتخبة عن انجاز اي مكسباً قد تحققه للشعب واثارة الشكوك حول قدرتها ونزاهتها ثم تسفيه دورها لتجعل العراقيين في حالة يأس وتعطش لحكومة الأمر الواقع المفروضة امريكياً .
الى جانب كل ذلك هناك شكلاً آخراً لتقاسيم الواقع العراقي ’ يتلخص في الموقف السلبي المرتبك للقيادات الكردية من الحالة العراقية بعد ان ارتضت ان تأخذ دور الجوكر في لعبة الموازنات الأمريكية طمعاً بوعود ( احلام ) قومية على حساب الهم العراقي المشترك .
ان المكاسب غير الجذرية التي قد تتحقق في مراحل الضعف العراقي وعلى حساب الشعب والوطن سوف لن تكون لها ارضية صالحة ولا جذور راسخة اذا ما استعاد العراق عافيته ’ ومع تقديري وتأييدي للمطاليب الكردية وحق الشعب الكردي في تقرير مصيره والبشكل الذي يرغبه ’ لكن لا اتمنى له الأقتراب من البراكين المحلية والأقليمية وكذلك الدولية خوفاً عليه من الأحتراق فيها ثم حرق العراق معه ’ وندعوه للقناعة بأن العراق المعافا المزدهر الديموقراطي التعددي الفدرالي الموحد هو الطريق الأسلم والأئمن لجميع مكونات المجتمع العراقي نحو المستقبل وتحقيق الذات والخصوصية وادراك الأهداف العادلة .
ان الأرادة الأمريكية استطاعت ان تصادر ارادة الآخرين وامتلاك القدر الكافي من اوراقهم لكنها لم تستطيع الأستحواذ على ورقة الشعب العراقي ’ حيث ظلت عصية على المنال رغم مناورات ومخططات والاعيب المحتلون ’ كذلك رغم انتهازية وذيلية وتبعية ومحدودية النفس الوطني لبعض القيادات السياسية التي فرضتها ضغوط التداعيات الطائفية والعنصرية ’ فالشعب العراقي هو الآخر يعرف مايريد وعلى واقع معاناته يشق طريقه نحو مستقبله بعناد مبدئي ’ ويواصل على جميع الأصعدة اعادة بناء ذاته ومراحله ’ وحتى الديموقراطية المستوردة ذات النسيج والفصال الطائفي العنصري آخذها بصبره وارادته وطموحه واعطاها ابعاداً ومضامين خلاقة وطنياً واجتماعياً وانسانياً وجعلها واقعاً متجذراً ليس بالأمكان اقتلاعه ولا من السهولة القفز عليه او تجاوزه ’ تلك الأرادة والوعي والأصالة جعلت الشعب العراقي اسطورة القرن الواحد والعشرين كسبت وبجدارة اعجاب واحترام وعطف ودعم جميع القوى الخيرة في العالم والحالمين بمراحل التحرر والديموقراطية من شعوب المنطقة .
العراق يتلفت ويتسائل عن مسؤولية ابناءه الذين دفعهم ضغط الفوران الطائفي العنصري خارج دورهم في صراع الأرادات ليجرده من اسلحته الفكرية والسياسية والمعرفية والنهضوية ’ الشرفاء من ابناءه هم رصاصة الكلمة والفكرة ووجهة النظر والوضوح التي سيطلقها بوجه اعداءه’ وهم سيوف الأبداع والتنوير’ فمتى سيمسك ابناء العراق بزمام دورهم ’ ومتى سيسمع الوطن والشعب صوت ( لبيك يا يا عراق ) .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرام : قطارٌ للكذب والرصاص
- دعونا نفرح بأنجازاتنا
- هاكم ثقتنا ... اين وعودكم ... ؟
- العراق ينتخب العراق
- الجادرية هلاهل في عرس بعثي
- الرفيق ابو داوّد اهكذا سنمضي الى ما نريد ؟
- اشكالية الجالية العراقية في الخارج
- تفجيرات انتخابية
- هكذا يسترجع البعث جمهوريته الثالثة
- هكذا تكون المواقف الوطنية
- الأنتخابات القادمة: لن تكون موجة لصعود التآمر البعثي
- البعث : وجهان لعملة الخيانة الوطنية
- ( ثرثرة على ضفاف العملية السياسية ( 3
- ثرثرة على ضفاف العملية السياسية 2
- ثرثرة على ضفاف العملية السياسية-1
- العراق : الخاسر في لعبة المصالحة
- عودة الى : الأمة العراقية ... لماذا ؟
- اين المصالحة في مؤتمر الوحدة الوطنية ... ؟
- مؤتمر المصالحة: مفخخة سيفجرها عمرو موسى
- نساء المسلمات يتظاهرن في البصرة


المزيد.....




- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل
- قتيلان جراء اصطدام طائرتين عسكريتين فرنسيتين
- مصر.. إيقاف لاعب قطري معروف بأمر -الإنتربول-
- خطوات أساسية في تناول الطعام لحرق السعرات الحرارية
- إسبانيا.. ظهور أول خروف معدل وراثيا!
- فوائد الجبن ومخاطر الإكثار منه
- إسرائيل متخوفة من فتح جبهة الأردن
- سلالة -إلهة الشمس-.. قصة صعود وسقوط -الإمبراطور الإله- في ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسن حاتم المذكور - الأرادة الأمريكية وعبثها في الحالة العراقية