أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرجبارالناصري - التسوية التاريخية .. حلقة مفرغة














المزيد.....

التسوية التاريخية .. حلقة مفرغة


عبدالناصرجبارالناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 21:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التسوية التاريخية .. حلقة مفرغة

رافقت " العملية السياسية " تسميات متعددة للحل الذي يتوافق عليه المجتمع العراقي بكافة مكوناته ؛ هذا الحل عبارة عن شيفرة لم تستطع القوى السياسية فك رموزها منذ 2003 الى يومنا هذا على رغم من تشكيلها لوزارات وهيئات ومستشاريات وصرفها لملايين الدولارات من أجل تحقيق هذا الهدف ؛ كل تلك الجهود باءت بالفشل ولم تستطع ان تغير من المعادلة المرسومة في اذهان معارضي النظام الجديد الذين حملوا السلاح والذين لم يحملوه ؛ المبادرات السابقة كانت عبارة عن مؤتمرات اعلامية لتبويس اللحى والتقاط الصور والسيلفيات ؛ واغلب الشخصيات السياسية المتهمة بالفساد والطائفية اطلقت مبادرات ووثائق شرف باسمائهم لكنها لم تخرج خارج جدران القاعات التي عقدت فيها ؛ قبل اكثر من ثلاث سنوات عقدت مبادرة في بغداد اسمها " وثيقة الشرف الوطني " برعاية نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي اختصرت على سياسيي المنطقة الخضراء ووقع الحاضرون على تلك الوثيقة ؛ في ذلك الوقت استضافتني احدى القنوات الفضائية للحديث عن تلك الوثيقة فقلت نصا ان هذه الوثيقة هي وثيقة صرف وليس وثيقة شرف ! وبالفعل لم يكتب لها النجاح والله يعلم كم هي الاموال التي صرفت من اجل تلك الوثيقة
الان يطرح السيد عمار الحكيم مبادرة جديدة لنفس الغرض ! إطلعت على نسخة مسربة منها ؛ الملفت في هذه المبادرة الجديدة هو عدم الاتفاق على تسمية واحدة لها حيث وضع الحكيم ثلاث تسميات " التسوية الوطنية " ؛ " التسوية التاريخية " ؛ " المبادرة الوطنية للسلم وبناء الدولة " !
تحاول المبادرة الجديدة الإقتراب من فك الشيفرة لكنها تبتعد بقدر خطوة الإقتراب ؛ فهي تحاول لكنها ستشفل بالنهاية لإنها لا تملك الشجاعة الكافية لتشخيص الخلل
أغلب بنود المبادرة جميلة من الناحية النظرية لكنها لا تعالج قضايا جوهرية و خالية من الحلول الجذرية التي تصل الى عمق الأزمة التي طفحت بعد سقوط النظام السابق ؛ لايمكن ان نتحدث عن تسوية تاريخية مجتمعية ونضع في بنودها استثناء هنا وطرد هناك
لقد احتوت المبادرة على هذه الفقرة (استثناء حزب البعث وداعش وكل كيان إرهابي وتكفيري وعنصري) هذا الاستثناء سوف يحفر قبرا لهذه المبادرة ؛ لان الحكومات المتعاقبة على حكم العراق الجديد لم تستطع معالجة ملف البعثيين وجعلته عرضة للابتزاز والمناورة والمساومة ؛ حيث جعلوا من بعثيين قادة في العملية السياسية وبعضهم اصبح وزيرا ونائبا وتقلدوا ارفع المناصب وجعلوا من اخرين في خانة الاجثتثاث والخيانة ! هذه المجموعات الموغلة بالدم أصبح صوتها مسموعا بسبب الفشل الذريع الذي منيت به العملية السياسية الجديدة واربابها وما رافقها من عملية فساد ممنهجة ؛ ولو ان القادة الجدد قد نجحوا في ادارة الدولة لما كنا قد سمعنا أصواتا تدافع عن البعثيين والجماعات المسلحة ؛ لكن الفشل والاعمال المشابهة لتصرفات البعثيين هي من جعلت تلك الاصوات تتداول وتجد لها اذانا صاغية
لايستطيع السيد الحكيم ولاغيره ان يرفع هذا الاستثناء الذي يمثل جوهر الخلاف العقيم الذي يعرقل اية تسوية في العراق ؛ هذا الاستثناء تدافع عنه فئة كبيرة من المجتمع وتكفر كل من يحاول رفعه ؛ وهناك فئة اخرى ترى ضرورة رفعه كبادرة حسن النوايا وكشرط اساس للدخول في العملية السياسية والايمان بالعراق الجديد وكلا الفئتين غير قادرتين على التنازل من أجل الأخرى ؛ إحدى الطوائف ترى باجتثاث البعثيين مكسبا سياسيا لايمكن ان تتنازل عنه وهي تجير اعلاما كبيرا من اجل تسقيط كل من يحاول التنازل عنه
لايمكن لأي سياسي من سياسيي الطبقة السياسية الحالية ان يجازف بمستقبله السياسي ويطرح مبادرة جريئة تعالج لب القضية وكل المبادرات هي عبارة عن إختلافات طفيفة في صياغة الجمل وتلاعب بالألفاظ لأن المعنى الحقيقي ثابت لايمكن ان يتغير
كما وضعت المبادرة هذه الفقرة " الالتزام بالدستور كمرجعية والعمل به دونما انتقائية والاستعداد لإجراء التعديلات الدستورية على وفق الآليات التي نص عليها الدستور ذاته، والاتفاق على عقد سياسي (تحت سقف الدستور) "
هذه الفقرة تدافع عن الدستور الحالي وتجعله مرجعية عليا للحكم على رغم التحفظات والخلافات الكبيرة التي ابدتها مكونات عراقية على هذا الدستور
نستنتج من هذا ان التسوية التاريخية المزمع عقدها لاتختلف عن سابقاتها وهي تدور في نفس الدائرة المفرغة .
[email protected]



#عبدالناصرجبارالناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة ال pdf
- الموصل والرقة .. معركة واحدة
- جورج أبو الزلف ونعش الأمم المتحدة
- نحو عقلنة السوشل ميديا
- القوى الأمنية ورسم ملامح الدولة
- الإنتهازيون وخيمة الصدر
- نشطاء الفيس بوك .. جعجعة بلا طحين
- حين يصبح إختلاط السني مع الشيعي اعجوبة !
- قراءة في تظاهرات مقتدى الصدر
- تقضيم أظافر التيار الصدري
- أدبسزية الخضراء وخضير المرشدي
- إفساد التكنوقراط
- لاتسمع الأخبار .. إقرأ هذا المقال
- داعش والمشروع التنويري
- صورني وآني ألطم !!!
- قرار الأكراد و حماة الدستور !!!
- نائب رئيس الجمهورية !!!
- سليم الجبوري والشيلة
- حماس .. هزيمة بكل المقاييس
- إحذر ياحيدر من هؤلاء


المزيد.....




- مرحة أم مخيفة؟ نظرة خاطفة على تاريخ تمائم الألعاب الأولمبية ...
- -إعصار ناري-.. تقنية التصوير بالفاصل الزمني توثق ما نشئ عن ح ...
- المسيرات الروسية تصطاد معدات الغرب
- شاهد: انهيار سد يتسبب بإجلاء أكثر من 160 شخصاً في منطقة تشيل ...
- NYT: بيلاوسوف وأوستن يبحثان هاتفيا -مخططا أوكرانيا- يوم 12 ...
- مصر.. تحذيرات بالميكروفونات من النزول إلى شواطئ رأس البر
- مصر: زيادة مرتقبة لأسعار الكهرباء بحوالي 20% ورفع الدعم تدري ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة جديدة في دونيتسك
- مصر.. بيان حكومي بعد تداول صور زائفة عن تصميم فني جديد لجواز ...
- 3 مرشحين.. قائمة أولية لرئاسيات الجزائر


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرجبارالناصري - التسوية التاريخية .. حلقة مفرغة