حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)
الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 12:03
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
أصدر مكتب مؤسس دعوة النورانية الدكتور حسن ميّ النوراني البيان التالي:
مرشحو القدس العربية الذين انسحبوا من عملية الانتخابات التشريعية، فعلوا ما يجب أن يفعله جميع مرشحي الانتخابات التشريعية.. لا يجب أن تجري انتخابات تشريعية في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة لا يشارك فيها مواطنو القدس العرب مشاركة تؤكد عروبة القدس.. لا مشاركة تريدها إسرائيل وتنسجم مع مخططاتها العدوانية ضد عروبة القدس التي تجمع عليها كل القوى السياسية الإسرائيلية من اليمين ممثلا في تكتل الليكود إلى اليسار ممثلا في حزب العمل، مرورا بحزب شارون الجديد "كاديما"، وفقا لما تؤكده برامجهم المعلنة، من أن القدس (بشرقها وغربها) عاصمة موحدة أبدية لدولة إسرائيل!!
موقف مرشحي القدس العربية رد صحيح وجريء على الموقف الإسرائيلي الذي لا يعترف بعروبة القدس الشرقية..
وأدعو كل القوى السياسية الفلسطينية التي تعتزم خوض الانتخابات التشريعية القادمة، أن تتخذ الموقف نفسه الذي اتخذه مرشحو القدس وأن يعلنوا وقف ترشحهم ما دامت إسرائيل لا تسمح لمواطني القدس العربية بمشاركة تؤكد عروبة المدينة..
ما لم تفعل القوى السياسية الفلسطينية ما فعله مرشحو القدس العربية، فإن ذلك مؤشر على أن القوى السياسية التي تصر على مواصلة اعتزامها خوض الانتخابات وفقا للشروط الإسرائيلية المتعلقة بمواطني القدس، لديها القابلية لأن تتخلى عن "ثابت وطني" أساسي لا يوازيه في الأهمية غير التمسك بحق عودة اللاجئين إلى أراضيهم وأراضي آبائهم وأجدادهم في المناطق التي قامت فيها دولة إسرائيل عام 1948..
أشير هنا إلى تصريح أدلى به مرشح عن فصيل كبير في إحدى دوائر قطاع غزة، قال فيه أن حركته "تصر على إجراء الانتخابات التشريعية حتى بدون القدس".. هذا كلام خطير جدا.. القدس أهم من دخول هذا الفصيل أو ذاك أو هذا المرشح أو ذاك، في المجلس التشريعي الجديد!! إنه أهم بدرجة تستحيل معها المقارنة..
التمسك بعروبة القدس خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه في كل الظروف.. وانتخاب مجلس تشريعي جديد لا يمثل ضرورة إذا كان ثمنه هو التنازل عن عروبة القدس..
تقول فصائل فلسطينية إن أهمية الانتخابات التشريعية تأتي من أنها ستسمح بمشاركة القوى السياسية التي ستفوز بمقاعد في المجلس التشريعي الجديد في صنع القرار الفلسطيني، بما يعني، في تقديرها، تجاوز مرحلة الاستفراد بالقرار الذي تمارسه حركة فتح، بأغلبيتها في المجلس التشريعي الراهن، وبهيمنتها على السلطة، رئاسة ومؤسسات..
أوافق.. ولكن أن يكون ثمن ذلك هو التفريط بعروبة القدس، فهذا مرفوض تماما..
ومن اليسير أن نجد بدائل أخرى لمشاركة القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية في صنع القرار الوطني وفي تحمل المسئولية عن تطبيقه، تجنبنا الوقوع في "خطيئة" إجراء انتخابات مجلس تشريعي جديد يصب في مصلحة مخططات إسرائيل العدوانية.. الظلامية!!
بعقول منيرة..بقلوب منيرة.. يمكن لنا أن نصنع كلنا.. وطنا لنا كلنا.. وطنا في النور، يهزم ظلامية العدوان!!
#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟