|
التسويات المحتملة والعودة على التأمر
عبد الخالق الفلاح
الحوار المتمدن-العدد: 5345 - 2016 / 11 / 16 - 12:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التسويات المحتملة والعودة على التأمر الشعب العراقي لم يذق ثمرات النظام الديمقراطي ولم يعش في ظل الدولة المدنية بمفهومها المعاصرولايمكن ان يذق ثمارها على الاقل في المدى القريب وطغت الصراعات والازمات المختلقة سمت المرحلة الماضية.البعض من السياسيين يحاولون جمع الفرقاء من زملائهم على طاولة "مستديرة" التي كانت ما اكثرها دون نتائج سوى تقسيم الخيرات على حساب المواطن المسكين . العراق لايحتاج الى ولائم تسوية تنتهي بعناق الاخوة الاعداء لان ولائما سابقة لم يجلبن حلولا, انما تفعيل القوانين واعادة الاعتبار للدستور والبرلمان والهيئات المستقلة واحترام القضاء. من يجلب حلا دائميا هو الشعب وحده بعد ان تآمرت اكثر الكتل السياسية على الدستور فتعطل عمل البرلمان وسيس القضاء. وسادت الجريمة مفاصل لايمكن حصرها بسهولة والحديث عنها ذو شجون .لان الكتابة عن الاجرام في العراق ومن ارتكب ذلك يجرنا الى ابواب كان لبعض السياسيين فيها اليد الطولى تحت ظل الجريمة السياسية التي انتشرت في زمن التغيير( اي بعد 2003 ) التي تنامت بشكل واسع وتنوعت اساليبها واخلتفت طرقها وقدم ابناء العراق الدماء وشملت كل اطيافه"وكانت أكثر تنظيماً ولكن معايير تنظيمها مختلفة عن المعايير المنظمة لأسلوب الجريمة العادية أو أسلوب الاحتراف، فالرابطة التي تجمع المجرمين العاديين والمحترفين رابطة واحدة، تمتد طوعاً وبرغبة المجرم وهي رابطة أساسها التعاون، وهي خالية من كل تدرج وتسلسل في المرتبة الاجتماعية، لهذا فالجريمة المنظمة من أسس تنظيمها، تركيز القيادة، والتدرج في المراتب والإدارة المعقدة والضوابط الاجتماعية الممنوعة، وتعدد مجالات العمل وتقسيمه والتخصص فيه. تاريخ عصابات الإجرام المنظم مرتبط باستخدام العنف كوسيلة رئيسية لسلب المال، فضلا عن تهديد وقتل الأشخاص الذين يشكلون خطرا على مصالحهم غير الشرعية، كما تعطي التنظيمات الإجرامية الأولوية لرشوة الموظفين العموميين لتوسيع أنشطتها الإجرامية وعرقلة جهود الدولة في مكافحة هذه الأنشطة، وتحقيق الربح المالي ,ويبقى الهدف الأول لجماعات الجريمة المنظمة التي ارتبطت نشأتها التاريخية بالظروف الاقتصادية والاجتماعية لأعضائها، ولكن الملاحظ ان حجم الأرباح المالية للجريمة المنظمة الذي كان في الماضي متواضع اإلى حد ما وينفق جزء كبير منه للحفاظ على بقاء التنظيمات الإجرامية". إلا مع التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية الحديثة التي شهدها العالم وارتفاع اسعار النفط في وقت مضى واتجاه تلك التنظيمات إلى استثمار أموالها المحصلة من الجريمة فقد تزايدت القوة الاقتصادية للجريمة المنظمة فأصبحت تشكل خطرا كبيرا على الاستقرار الاقتصادي والمالي بل وحتى السياسي للدولة.لهذا منذ الوهلة الاولى التي تم فيها تشكيل الحكومة العراقية ومجلس الحكم كان للبعض امتعاض من ان يشكل الاكثرية الحكومة بسبب السنوات الثمانين التي ترأست الاقلية زمام الامور في البلد ومن هنا نرى اليوم ان البعض من هؤلاء وفق السياسة الطائفية والمحاصصة والمحسوبية وغياب العدالة وتهميش المواطنين وتكريس الاساليب الرخيصة في التقاسم الوظيفي لك الوزارة الفلانية ولي الاخرى وحسب الموارد المالية والاهمية وانشطة تلك الوزارات و ذلك بانفراد ثلة من السياسيين بالسلطة، والأخطر ما في المشهد السياسي العراقي هو بان بعض القوى السياسية المشاركة في السلطة تقوم هي ذاتها باستغلال ما يجري في العراق لإثارة غضب الشارع على كل من يتولى الحكم ويرئس الوزارة في الدولة - دون مسميات – فأي حكومة تتولى مهامها لإدارة شؤون الدولة، سرعان ما يقومون هؤلاء الساسة، المشاركين أيضا في إدارة ملف الدولة، بوضع إمامها عراقيل ومطبات لا يحسد عليها، ليعود هم أنفسهم قبل غيرهم باتهامها بالفشل، وهو فشل يعود إليهم لكونهم هم جزء من العملية السياسية في العراق، فهذا التناقض والازدواجية في نفوسهم وعقولهم ما هو إلا نوع من الإمراض النفسية المزمنة التي يعاني منها اكثر الساسة الجدد ، فالأزمة في العراق هي أزمة أمنية وسياسية مترابطة ، ولا يمكن تحميل أية جهة بمفردها مسؤولية ما يجري الآن، لأن الأمن في العراق متخلخل منذ إن دخلت القوات الامريكية بسبب انهيار القوات تلك وحلها من قبل الحاكم الامريكي في ذلك الوقت ، في الوقت نفسه عملت الدول الإقليمة بهذا الاتجاه لتضعيف العراق القوي الى ادات طيعية مهلهلة القوى يأكل بعضها البعض . بعد ان مد مثل هؤلاء السياسيين ايدهم لطلب العون خيانتاً بالعراق من تلك الدول لهذا تشاهد ان العديد من الذي باعوا انفسهم للخارج يحلمون للعودة وممارسة نفس الاساليب الاجرامية من قتل وسلب بصورة اكثر فضاحة من السابق ويتحينون الفرصة عن طريق حتى منظمات عالمية مثل الامم المتحدة وجهات دولية اخرى كما تشير المعلومات الى النية بتسويات سياسية قد يعمل البعض عليها في القريب العاجل ، ومن هنا ما يثير الكثير من التساؤلات حول جدية القائمين عليها والداعين لها. فهل ستكون كسابقاتها مجرد دعاية حزبية واجتماعات جوفاء وصرفيات ثقيلة على خزينة الدولة؟ ولماذا ظهرت في هذا الوقت الحرج، والبلد مشغول بحربه الوجودية مع قوى الارهاب والتطرف؟ فهل هي لاستباق الغير قبل ان يقدموا مشاريعهم الخاصة، وسحب البساط من تحت اقدام الغرماء؟.إلا ان للشارع العراقي ما يقول " ان من يضع يده بيد هؤلاء فقد خان شعبه". على القوى الوطنية ان تكون حذرة من مثل هذه الخطوات الخطيرة التي سوف يتسلل من خلالها من تلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي من رجال حزب البعث المحظور والطائفيين المأجورين" أمثال رافع العيساوي وطارق الهاشمي وخميس الخنجر وأثيل النجيفي و الضاري " وكل من تلطخت يداه بدماء شعبه وتآمر على البلد مع تصريحات بتبني تسوية سياسية في البلاد من قبل بعض المشاركين في العملية السياسية سيتم اطلاقها بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الموصل التي تعد اخر معاقله .اي يغلق باب ويفتح اخر للارهاب والجريمة. عبد الخالق الفلاح –
#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التربية والاداب جوهر الانسان:-
-
المرحلة ومقومات العزة والكرامة
-
الابهامات في القادم الامريكي بعد انتخاب ترامب
-
الوطن ضمير الانسان النابض وهمسة حبه
-
تناقضات وسلوكيات عصر النفط
-
الحرب ضد داعش العبر والدروس
-
عراق زاحف في عرس للنصر
-
القوات التركية استثمار سياسي ودعم للتوتر
-
اجندات التعاون التركي – السعودي من جديد
-
اردوغان... الغلو والممارسات العشوائية
-
عندما لايحسنون الاداء ولا يقدرون الزمن
-
فضائح ....تستحق اللعنة
-
استراتيجية المثقف والاعلامي المستقل والدور الوسطي
-
تصريحات اردوغان طغيان عثماني
-
اثراء الفكر و الارتقاء المعرفي
-
غزارة الايمان في مواجهة نزعة التشرذم
-
يشدنا الحزن ، يؤلمنا الجرح ، ليكن هدفنا واحد
-
تركيا والسياسات الكارثية التي تصر عليها
-
ايديولوجيات العنف والخداع الامريكية
-
نحن الفيليين هل من خيمة نلملم جراحنا فيها...؟
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|