|
خطة لادارة الفضلات الصلبة والنفايات لاحدى المدن العراقية
شبعاد جبار
الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 11:57
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
باحثة وناشطة في مجال البيئة مقدمة ان زيادة متطلبات الانسان وتنوعها نتيجة للتطورات الاقتصادية والاجتماعيةالتي حصلت في العقود الماضية والتي على اثرها ظهرت انماط معيشية جديدة كل هذه الامور ساهمت في في زيادة كميات النفايات المتولدة يوميا وتنوعها واصبحت هناك حاجة ملحة الى ضرورة اتباع الاساليب ا لعلمية في ادارة هذه النفايات والتعامل معها بطرق سليمة .وامام هذه الانواع الكثيرة من الفضلات والمشاكل التي تولدت عنها ابتدأ التفكير مليا ومنذ عقود للتخلص منها بطرق علمية دون المساس بالموارد الطبيعية.وهكذا على العراق اليوم وبعد ان تفاقمت مشكلة النفايات الصلبة ان ياخذ بنظر الاعتبار الحلول الجذرية لهذه المشكلة والتي توصلت اليها الدول الاخرى ومارستها بما في ذلك دول الجوار حتى وان كان على نطاق ضيق.تتميز الادارة السليمة للنفايات في كيفية التخلص منها وبكافة انواعها باقل ضرر ممكن على صحة الانسان والبيئة .ان الاتجاه السائد الان هو في تقليص كمية النفايات التي ترسل الى المطمر الصحي او الى المحارق وذلك باستعمال طريقة فرز النفايات وتدويرها او اعادة استعمالها بعد ان تنبه العالم الى جبال القمامة التي تنمو في المطامر الصحية التي هي في الحقيقة غير صحية لماتسببه من تلوث للتربة والمياه السطحية والجوفية على السواء اضافة الى ماتسببه من روائح وغازات خطرة تطلق الى الجو فتصبح هذه الاماكن ب! ؤرة لتوالد القوارض والحشرات الضارة والجراثيم المرضية
القمامة هي موارد يجب الاستفادة منها ---------------------------------------- تعتبر النفايات الصلبة والقمامة موارد اولية يمكن لها ان تدخل في الصناعة ويعاد تدويرها وبالتالي اننا نحافظ على الموارد الطبيعية من الاستنزاف خصوصا وان اغلبها هي موارد قابلة للنفاذ وعلى هذا الاساس لجأت اغلب الدول الى عملية فرز القمامة من اجل اعادة تصنيع بعض المواد مثل البلاستك والزجاج والورق اما المواد العضوية والتي هي عبارة عن فضلات المطابخ وبقايا الطعام فيمكن تحويلها الى سماد عضوي يضاف الى التربة لتحسين خصائصها الزراعية وبطريقة الفرز هذه يمكن تقليص كمية القمامة التي ترسل الى المطمر ونطيل بذلك من عمره ولانظطر ان نبحث في كل مرة عن مطمر جديد ومنطقة جديدة. انشاء محطة لتدوير النفايات ----------------------------- الفكرة هي انشاء مركز او محطة لاستقبال وفرز النفايات ثم بيعها او التبرع بها الى المعامل التي تحتاجها لغرض اعادة تصنيعها وتحويلها الى مواد اولية مفيدة وبذلك نحافظ على الموارد الطبيعية ونوفر الطاقة حيث التصنيع من الخامات يتطلب طاقة اكبر كما في صهر الزجاج مقارنة بصهر الرمل لتحويله الى زجاج والعامل الاهم هوالسير في الطريق الصحيح واستعمال الاسلوب الامثل في ادارة النفايات الصلبة والتخلص منها.ومن اجل انجاح هذا المشروع يتطلب منا و اولا:اختيار مدينة امنة واستغلال ضيق الناس وتبرمهم باكداس القمامة التي اصبحت تعيش معهم من اجل ضخ معلومات عن المشروع الى الناس عن طريق كل الوسائل مثلا اقامة ندوات في المدارس والجامعات وتشجيع متطوعين من الجامعات من اجل الترويج لهذا المشروع واعطاء المعلومات والارشادات وتشجيع المواطنين للتعاون من اجل مصلحتهم اولا واخيرا(وطبعا هناك أفكاركثيرة حول كيفية الاستفادة من طلاب المدارس والجامعات لا مجال لشرحها الان)اا) ثانيا:أ-انشاء محطة لتجميع النفايات وفرزها ويفترض ان تكون بعيدة عن المناطق السكنيةويحافظ عليها نظيفة كما يراعى في بناؤها التهو ية وعدم وصول اشعة الشمس المباشرةاليها او عبث الحيوانات.تستلم هذه المحطة او مركز التجميع النفايات يوميا من المجمعات السكنية ومراكز التسوق والدوائر والمنشئات ويتم العمل على فرز هذه المواد وعزلها حسب نوعها الى مواد بلاستيكية المواد الزجاجية والورق وفضلات المطابخ من قبل عمال مجهزين بملابس خاصة وقفازات واقنعة واقية واحذية طويلة وطبعا في حالة الدراسة لاكاديمية توزن هذه النفايات كل حسب نوعها وكذلك كل حسب مصدرها وحساب نسبة وحجم كل نوع من النفايات لاغراض علمية مستقبليةولاغراض تحليلة وحصائية، ومن المفروض ان ترسل هذه الانواع حسب نوعها الى المعامل التي تطلبها. ب -وهناك طريقة اخرى وهي عملية الفرز من المنشأ وهذه تتطلب منا وعيا بيئيا وتوجيهات وتشجيع ودعم وحوافز تعطى من اجل انجاحها ،حيث يتم توزيع ثلاث الوان من الاكياس البلاستيكية على البيوت او ثلاث الوان من الحاويات على المنشات والمدارس من اجل ان يكون الفرز في الموقع حيث يتم تجميع فضلات الطعام مثلا في الاكياس ذات اللون الاخضر والورق في الاكياس ذات اللون الاحمر والفضلات الاخرى مثل البلاستك والزجاج والمعادن في كيس ازرق اخر وتسلم الى سيارات رفع القمامة التي يجب ان تمر ثلاثة ايام في الاسبوع كل يوم يتم رفع نوع معين من القمامة ويفضل ان يتم رفع فضلات المطبخ بعد نهاية عطلة الاسبوع مباشرة ومن المفضل ان تجمع الفضلات العضوية مرتين في الاسبوع لانها تتجمع بصورة سريعة وحتى لاتتعرض الى التحلل والتفسخ بحيث تطلق روائح غير مستحبة ومن ثم يتم ايصالها الى محطة التجميع حيث يتم فرز المتبقي في الاكياس الزرقاء ووزنها وارسالها الى المعامل التي تبدي اهتماما لاستلامهاا ثالثا:الدراسة العملية وتتطلب هذه الدراسة مساعدة مجلس البلدية لتلك المحافظة وفي كل الاحوال مساعدة ودعم من وزارات الصحة والبيئة وحقوق الانسان والجامعة الموجودة في تلك المدينة حيث يمكن اعتبار هذا المشروع الجزء العملي لاطروحة ماجستيروتتضمن هذه الدراسة مايلي-دراسة نوع وكمية المخلفات التي تطرحها تلك المدينةويمكن ان تصنف هذه النفايات الى أ-نفايات طبقا الى المنشأ مثل نفايات صناعية ونفايات منزلية ونفايات المستشفيات ونفايات اخرى نفايات المدارس والمنشات الحكومية ب-نفايات طبقا الى نوعها مثلا نفايات ورقية ،نفايات بلاستيكية،نفايات عضوية وبقايا الطعام،نفايات الزجاج والعلب المعد نية رابعا:دراسة سوق العمل ومعرفة عدد المصانع والمعامل والشركات المهتمة بشراء المخلفات بانواعها البلاستيكية والورقية والزجاجية والمعدنية وماهو نوع الدعم الذي يمكن ان تقدمه هذه المعامل لقاء تزويدها بهذه المواد الاولية كأن يتم الاتفاق على بناء محطات الفرز او شراء المعدات والاليات واللوازم الخاصة بالعمال او توفير الحاويات والاكياس وما الى ذلك.ان سوق العمل يزدهر عندما هناك شركات منافسة ومصنعين ومنتجين بحاجة الى هذه الموادويستطيعون اعادة استعمالها او تدويرها.كما ان تشجيع اصحاب رؤوس الاموال الصغيرة على بناء هكذا معامل وهناك قضية اخرى مهمة ونظرا لاعتقادي الشخصي وليس على دراسات في العراق وانما دراسات في المنطقة المجاورة وهو لكون الفضلات العضوية تشكل نسبة كبيرة من الفضلات لذا يستحسن التشجيع على بناء المعامل التي تحول هذه المواد الى سماد عضوي او كمبوست وهي لاتعتبر معامل وانما تعتمد على تخصيص مساحة من الارض بعيدا عن المناطق السكنية وبخطوات بسيطة وطريقة عمل معينة يتم ترك المتعضيات الموجودة في التربة تعمل الى تحليل هذه المواد وتحويله الى سماد ذو رائحة التربة&nbs! p; الطيبة .كما يتم ايضا تشجيع عمليات اعادة الورق وتحويله الى ورق تواليت او ورق لطبع الجرائد اوعلب الكارتون التي تستعمل في التغليف.ان مسؤلية الدولة كبيرة في انجاح هذا المشروع ويتطلب تظافر جهود العديد من الوزارات اضافة الى جهود منظمات المجتمع المدني يرافق كل هذا التشريعات البيئة الصارمة التي تحاسب وتعاقب وتجبر المخالفين على رفع الضرروحث المواطنين عن طريق المعلومة البسيطة والمكثفة كل حسب مستواه الى التعاون من اجل مصلحتهم اولا واخيرا.ي
المطمر الصحي ---------------- وهكذا فاننا بعملية الفرز هذه نكون قد ساهمنا في انقاص كمية القمامة التي تذهب الى المطمر بشكل كبير والمطمر عبارة عن اماكن لطرح والتخلص من النفايات عن طريق دفنها بطرق علمية وهندسية بحيث تعمل على عدم تشويه المنظر الجمالي للمنطقة والحد من انتشار الروائح وتسرب السوائل من النفايات الى باطن الارض وتعتبر عملية طمر النفايات المرحلة النهائية بعد عمليات الفرز والتدويرويتم دفن النفايات في خلايا ترابية وعند امتلاء الخلية تغلق نهائيا ليبدأ العمل في الخلية المجاورة وتكون ارضية المطمر مصممة او مكسوة بمادة بحيث يمنع تسرب السوائل المتكونة من تحلل المواد الىالمياه الجوفية او السطحية وبعد انتهاء عمر المطمر وامتلاءه يتم اغلاقه نهائيا وتحويله الى منتزه او حديقة عامة وزرعها بالنباتات والاشجار الصغيرة المحارق الصحية ------------------- هناك انواع من النفايات الخطرة يتم حرقها بدرجات حرارة عالية للتخلص من خطورتها ومن ضمها مخلفات المستشفيات وبعض كميات القمامة التي لايمكن فرزها والاستفادة منها.ان معظم المحارق في الدول المتقدمة تحتوي على انظمة لتوليد الطاقة حيث تستعمل الحرارة المتولدة من الاحتراق لانتاج الطاقة والاستفادة منها.ويمكن استعمال المواد البلاستيكية والاطارات التي لم يتم الاستفادة منها في عمليات التدوير وكذلك الاخشاب والنسيج وبقايا الفضلات الزراعية ومخلفات الحدائق في عمليات الحرق هذه ويمكن استغلال الطاقة الحرارية الناتجة من الحرق في توفير الماء الساخن في المجمعات السكنية والمستشفيات والمنشآت الحكومية
الخاتمة ---------- لقد قطعت الدول المتقدمة شوطا كبيرا في هذا المجال واصبح تعريفها للمخلفات الصلبة بانها مواد اولية يجب الاتضيع بعد الان فاصبحت مواد تباع وتشترى وخامات تستورد وتصدر بعضها تتداولها الدولة واكثرها اوكلت مهمتها الى القطاع الخاص اوالشركات التي بدأت تتنافس من اجل تقديم افضل الخدمات مقابل الحصول على القمامة.م ونحن في العراق اليوم اذ نطمح الى اعمار وطننا نعول كثيرا على اتباع واستخدام الاساليب والاجراءات العلمية المتينة من اجل حلول جذرية للمشاكل التي ترتفع وتتفاقم في ظل غياب الادارة والتخطيط السليمين ولايخفى على الجميع ان مشكلة تنامي اكداس القمامة في كل مكان من مدن وطننا الحبيب اصبحت مشكلة يعاني منها المواطن العراقي يوميا وان حل هذه المشكلة لايتم عن طريق توفير العمال والسيارت لنقل هذه القمامة ورميها الى ما وراء السدة وانما يتطلب الحل الجذري الذي نقترحه في هذا المشروع والله الموفق
#شبعاد_جبار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اعيدوا صور صدام ارجوكم
-
الاعلام البيئي..هل له وجود عندنا!!ا
-
ماذا سنسلم نحن لاجيالنا القادمة؟
-
اليورانيوم..بعيدا عن التأثيرات الاشعاعية
-
حتى لاتكون رموز العراق على هذه الشاكلة..
-
الوباء على الحدود..وربما!!!ا
-
صمت الحاقدين من جديد
-
رئيس الجمعيةالوطنية يستجدي الاعضاء التواجد
-
مدن تطفو على النفط ويطفو ساكنيها على المياه الاسنة
-
سقط القناع ياعمرو موسى
المزيد.....
-
دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك
...
-
مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
-
بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن
...
-
ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
-
بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
-
لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
-
المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة
...
-
بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
-
مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن
...
-
إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا
...
المزيد.....
-
-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر
...
/ هيثم الفقى
-
la cigogne blanche de la ville des marguerites
/ جدو جبريل
-
قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك
...
/ مصعب قاسم عزاوي
-
نحن والطاقة النووية - 1
/ محمد منير مجاهد
-
ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء
/ حسن العمراوي
-
التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر
/ خالد السيد حسن
-
انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان
...
/ عبد السلام أديب
-
الجغرافية العامة لمصر
/ محمد عادل زكى
-
تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية
/ حمزة الجواهري
-
الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على
...
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|