أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - الجزيرة نت - الكساد القادم للإنترنت















المزيد.....

الكساد القادم للإنترنت


الجزيرة نت

الحوار المتمدن-العدد: 15 - 2001 / 12 / 23 - 07:52
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    





خدمة كامبردج بوك ريفيوز
يحتوي كتاب ماندل على فكرتين أساسيتين، الأولى أن الاقتصاد الجديد، اقتصاد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كغيره فيه دورات من التباطؤ والازدهار كالاقتصاد القديم، والثانية أن طبيعة الأزمات وآلية معالجتها هي المختلفة والتي يجب تطوير قواعد خاصة للتعامل معها وإلا فإنها ستتحول لكساد وانهيار شاملين.


غلاف الكتاب

- اسم الكتاب: الكساد القادم للإنترنت
The coming Internet depression
- المؤلف: مايكل ماندل
- عدد الصفحات: 167
- الطبعة: الأولى 2001
- الناشر: Financial Times, Prentice Hall، بريطانيا.



ويقدم الكتاب على مدى فصوله العشرة تحليلا لما بات يعرف بالاقتصاد الجديد أو الاقتصاد الذي بلغ ذروته في التسعينيات من القرن الماضي بفضل المخترعات التكنولوجية الجديدة لاسيما في مجال تكنولوجيا المعلومات وتحديدا الاتصالات والإنترنت، ومن ثم يوضح احتمالات دخول هذا الاقتصاد في أزمة قد تفضي إلى كساد شامل شبيه بـ"الكساد العظيم" في عشرينيات القرن الماضي.

من غير المعلوم تحديدا متى بزغ فجر الاقتصاد الجديد في أميركا، ولكن يوم 9 أغسطس/آب 1995 بالنسبة للكثيرين هو يوم بزوغ ذلك الفجر، فذلك اليوم كان يوم شركة نيت سكيب التي طرحت في الأسواق برنامجها المعروف (نافيجيتر) والخاص بتصفح مواقع الإنترنت، وأدى طرح البرنامج لازدياد سعر سهم الشركة لأكثر من الضعفين في يوم واحد. بل إن ذلك اليوم عد فاصلا في تاريخ الاقتصاد الأميركي ولم يبق مجال اقتصادي لم يتحسن بعده، فتراجعت البطالة، وازدادت نسب النمو، وانخفض التضخم.

وبطبيعة الحال فإن مثل هذه الطفرة في الاقتصاد ناتجة عن العديد من الشركات التي طرحت منتجات إبداعية. فمثلا ما أن طرح برنامج النافجيتر حتى ردت شركة مايكروسوفت بطرح برنامج متصفح منافس هو إكسبلورر وطرحته مجانا مع برنامجها التشغيلي ويندوز. يومها صرّح بيل غيتس رئيس مايكروسوفت "لقد صحا العملاق النائم".

وفتحت شبكة الإنترنت الطريق أمام شركات مختلفة للنشوء أو النهوض فنشأ التسويق عبر الإنترنت، وظهرت العولمة الاقتصادية، ونشأت شبكات الاتصال لشركات التمويل والتأمين. وعمليا فإن النمو الاقتصادي المرتبط بمخترعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الولايات المتحدة قد بدأ في العام 1991، فمنذ مارس/آذار من ذلك العام بدأت حركة نمو في الاقتصاد الأميركي استمرت بلا انقطاع حتى بداية العام 2000، وبذلك فقد كانت تلك الفترة من النمو غير المنقطع الأطول في تاريخ الاقتصاد الأميركي.

وإذا ما أريد العودة لما قبل ذلك عن جذور قطاع الحاسوب الجديد، فإن قيام ثلاثة مهندسين في العام 1968 بتأسيس شركة إنتل برأس مال قدره مليوني دولار، لتكون الأولى في منطقة السيليكون فالي، وقد طورت هذه الشركة أجهزة الحاسوب الشخصي.

على أن ما حدث لاحقا كان طفرة بمعنى الكلمة، ففي الاقتصاد هناك مقولة شائعة أنه لا شيء بدون ثمن، ولكن شركات مثل ياهو وهوت ميل وشركات أخرى للبريد الإلكتروني المجاني، التي استفادت من بيع خدمات أخرى ومن الإعلانات عبر مواقع البريد الإلكتروني، بدت وكأنها كسر لهذه القاعدة، وأن أصحابها أثروا عبر عدة سنوات من العمل الشاق ولكن دون الحاجة لرأسمال يذكر.


في سوق العمل والأجور على سبيل المثال ربما تكون الاختراعات الجديدة قد جعلت مئات الآلاف يفقدون وظائفهم، ولكن الملايين حصلوا على فرص عمل جديدة

في سوق العمل والأجور على سبيل المثال ربما تكون الاختراعات الجديدة قد جعلت مئات الآلاف يفقدون وظائفهم، ولكن الملايين حصلوا على فرص عمل جديدة. فمثلا ما بين عامي 1995 و1999 وبفضل البريد الصوتي وبرامج معالجة الكلمات للطباعة الميسرة تقلصت فرص العمل في قطاع السكرتارية بنحو 600 ألف وظيفة أو 17 من ذلك القطاع، وفقد 74 ألف شخص عملهم في مجال السجلات والدفاتر المحاسبية المالية، وفقد 16 من موظفي مبيعات الجملة والتجزئة أعمالهم. ولكن بالمقابل نشأت جيوش جديدة من المخترعين والمبرمجين ومدربي الكمبيوتر القادرين على تصميم برامج جديدة أو التدرب سريعا على استعمال تلك البرامج، ففي مجال البرمجيات (السوفت وير) وجدت ما بين عامي 1995 و1999 نحو 700 ألف فرصة عمل، وفي مجالات أخرى دخلت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في عملها فإن 300 ألف فرصة عمل مساندة ظهرت عام 1999، في حين بلغت فرص العمل الجديدة في قطاع البرمجيات وتكنولوجيا الاتصالات في ذلك العام نحو 800 ألف فرصة عمل، وفي أبريل/نيسان 2000 كانت التقديرات تشير لحاجة سوق البرمجيات والتكنولوجيا الحديثة لنحو 800 ألف شخص عجز السوق الأميركي عن توفيرهم.

هذا الأداء جعل حتى أولئك المتشائمين في أوائل التسعينيات ينضمون لجموع المتحمسين للاقتصاد الجديد، وليبدو المستقبل ورديا، وليبدأ الكثير من الشبان ومن المتخصصين في الكمبيوتر البحث عن فرصهم في الإثراء استنادا للاعتقاد بأن العمل الجاد والمبدع هو المطلوب أما رأس المال فيمكن توفيره بسهولة إذا ما وجدت الأفكار، وشاع أولئك الذين يؤسسون مواقع على الإنترنت بحثا عن الثراء عبر تقديم خدمات ما، وعبر الإعلانات التجارية وما إلى ذلك.

ولكن في أواسط العام 2000 عاد مثل هذا الاعتقاد ليبدو خرافة، ووجد بعض من لجؤوا إلى الإنترنت وعملوا بجد بالغ على مواقعهم على (دوت كوم) صفر اليدين عندما تراجع سوق أسهم الإنترنت في ذلك العام (2000) بشكل حاد، وعندما اتضح أن الاقتصاد الجديد لا يسير للأعلى دائما.

يبدأ ماندل تحليله من خلال متابعة تراجع أسعار أسهم الإنترنت في الثلث الثاني من العام 2000 بالتدليل على أن الاقتصاد الجديد غير محصن ضد الأزمات شأنه شأن أي اقتصاد آخر، لا بل إن أزمة الاقتصاد الجديد قد تكون أكثر خطرا وقد تؤدي إلى كساد شامل. ولكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن الاقتصاد الجديد له سمات تختلف عن الاقتصاد القديم.


رؤوس الأموال التي مولت شركات التكنولوجيا الحديثة هي مما يعرف في الولايات المتحدة ودول صناعية أخرى برؤوس الأموال المغامرة

وهنا يشير ماندل إلى أن رؤوس الأموال التي مولت شركات التكنولوجيا الحديثة هي مما يعرف في الولايات المتحدة ودول صناعية أخرى برؤوس الأموال المغامرة، وهي رؤوس أموال توفرها شركات تمويل متخصصة مستعدة للدخول في استثمارات ناشئة وجديدة وبالتالي مازالت في إطار التجربة وخطورتها عالية، ولكن عوائدها في حال النجاح عالية. ولولا توافر رؤوس الأموال هذه لما نجح الاقتصاد الأميركي في السيطرة على الاقتصاد الجديد، فتكنولوجيا المعلومات موجودة في دول أخرى، ولكن الاقتصاد الجديد هو اقتصاد أميركي، والسبب في ذلك هو النظام التمويلي الأميركي الذي ازدهر في التسعينيات. ففي هذه الأثناء وجدت رؤوس الأموال المغامرة الباحثة عن استثمارات جديدة، وذلك بعكس فترات سابقة ودول أخرى.

وهكذا فإن شركات جديدة، مثل نيتسكيب، استطاعت عند بداية عملها أن تنافس شركات كبرى مثل مايكروسوفت، واستطاعت، أمازون دوت كوم، منافسة كبرى دور توزيع الكتب التقليدية. والواقع أن شركات مثل إنتل، أبل، أوركل، سيسكو، نيتسكيب ما كانت لتنجح بالتكنولوجيا والأفكار اللامعة وحدها دون رؤوس الأموال التي استعدت لتمويلها في بداياتها قبل أن تصبح شركات كبرى.

ولعله ليس أدل على ذلك من أن شركات نشأت قبل التسعينيات وفشلت، فمثلا عام 1980 أسس آدم أوسبورن شركته أوسبورن التي قدمت أول جهاز كمبيوتر محمول في العام 1981، وحققت مبيعات جيدة في العام 1982، ولكنها أعلنت إفلاسها في السنة التالية. وما حدث هو أن الشركة لم تتمكن من الحصول على تمويل كافٍ لطرح منتجاتها الجديدة للسوق وعندما نجحت أوسبورن بالحصول على تمويل كانت شركة آي بي إم قد طرحت منتجات شبيهة واستولت على السوق.


يقدم ماندل ثلاثة مؤشرات يمكن أن تكون جرس الإنذار المبكر لأزمة اقتصادية تضرب الاقتصاد الجديد، وهي عمليا مؤشرات بدأت في العام 2000. المؤشر الأول هو سقوط متزامن لأسعار أسهم شركات التكنولوجيا مع تراجع الإنفاق على الأبحاث الخاصة بمنتجات جديدة. والثاني تباطؤ الانخفاض في أسعار المنتجات التكنولوجية، والثالث انخفاض حجم رؤوس الأموال المخاطرة والمستثمرة في قطاع شركات المخترعات والبرمجيات الجديدة.

فإذا ما دلت التقارير على تراجع متزامن لأسعار أسهم شركات التكنولوجيا وتراجع الإنفاق على المبتكرات الجديدة فهذه علامة لانتهاء الطفرة. ويشير ماندل إلى أن أغلب الشركات المعنية محتواة في مؤشر نازداك للأسهم، ولذا فإن الانخفاض في هذا المؤشر ذو دلالة مهمة بالنسبة لتلك الشركات، وأول ما يعنيه الانخفاض أن حجم الأموال المخصصة للاستثمار في مخترعات جديدة ستتراجع، لذا فإن مراقبة هذا المؤشر وتغير معدله خلال فترات زمنية تتكون من ثلاثة أشهر إلى جانب بعض التقارير الاقتصادية والإحصائية الأخرى هو من أهم أدوات الاستشعار حول وضع قطاع الاقتصاد الجديد وحجم الأموال المتاحة للمنتجات الجديدة.

أما بالنسبة لتراجع أسعار منتجات التكنولوجيا المعلوماتية فإن تراجع أسعار أجهزة الحاسوب وبرامجه المختلفة كان دائما علامة صحية على توسع هذا القطاع وزيادة قوته، فما بين عامي 1980 و1995 انخفضت أسعار تلك المنتجات بنسبة 13 سنويا، وما بين 1995 و1999 بنسبة 24. لذلك فإن توقف تراجع الأسعار أو ازديادها هو دلالة على بدء تلاشي الطفرة، ويقول ماندل إن الأسعار في العام 2000 وللمرة الأولى ازدادت وإنه إذا ما استمر ذلك فهذا مؤشر نزول وأزمة.



الاقتصاد التقليدي بمثابة السيارة والاقتصاد الجديد بمثابة الطائرة وسيكون من الكارثة بمكان أن يقود قائد سيارة الطائرة بالطريقة التي تعود عليها

ولعل الإسهام الأهم لكتاب ماندل هو محاولته التمييز بين أي أزمة اقتصادية عادية وأزمة اقتصاد التكنولوجيا، فخلال سبعين سنة من الخبرة منذ أن مر الاقتصاد الغربي بتجربة الكساد العظيم في العشرينيات طور الاقتصاديون والشركات إجراءات للتعامل مع الأزمات التي هي أشبه بدورة روتينية. ويقول إن الإجراءات التقليدية لا تنجح مع الاقتصاد الجديد.

فالتركيز على التحكم بأسعار الفائدة البنكية وضبط النفقات ليس مجديا بالطريقة ذاتها. ففي حالات الكساد تسعى السياسات الحكومية وإجراءات الشركات لتبطئة السوق وتقليل فرص دخول منافسين جدد لغرض المساعدة على تصريف المنتجات الراكدة، من خلال رفع سعر الفائدة البنكية، وتقليل حجم الأموال التي يتم ضخها للسوق المالي.

ولكنه يقول "سيكون هذا خطرا جدا على الاقتصاد الجديد". ويجري ماندل تشبيها، فيجعل الاقتصاد التقليدي بمثابة السيارة، والجديد طائرة، ويقول إنه في حالة السيارة إذا واجهت السائق مشكلة فإنه يخفف السرعة ليسيطر على السيارة، أما قائد الطائرة فيعلم أن انخفاض سرعة الطائرة عن حد معين يؤدي لسقوطها، ولذلك فإن حل بعض المشاكل في حالة الطائرة يكون بزيادة السرعة أو بالمحافظة عليها، وسيكون من الكارثة بمكان أن يقود قائد سيارة الطائرة بالطريقة التي تعود عليها.

المصدر :الجزيرة نت



#الجزيرة_نت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمليات نهب بسبب الفقر في الأرجنتين
- الشرطة التركية تعتقل متظاهرين مؤيدين للسجناء
- مايكروسوفت تصدر برنامجا تكميليا لإكسبلورر
- يوسف شاهين يعد فيلما عن الغضب الفلسطيني
- نقابة المحامين الأميركيين تنتقد إجراءات مكافحة الإرهاب


المزيد.....




- لمتابعة جـمال الطبيعة.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2024 وأ ...
- لو عندك التهاب مفاصل.. نصائح بسيطة تخفف آلامك
- القصف الإسرائيلي يتسبب بنفاد الأكسجين والمياه من مستشفى كمال ...
- منظمة الصحة العالمية: القانون الإنساني الدولي ينص على عدم اس ...
- منظمة الصحة العالمية: العراقيل الإسرائيلية تحد من قدرتنا في ...
- “يا أطفال شوفتوا شيكا السراقة الحرامية شو عملت” استقبل حالا ...
- نصائح ومحاذير عند استخدام المضادات الحيوية.. لا تهملها
- غزة.. إصابة عدد من الكوادر الطبية في مستشفى كمال عداون إثر ق ...
- جميع الأقمار الصناعية أقوي إشارة.. تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- حبس البول يسبب هذه الأضرار لجسمك


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - الجزيرة نت - الكساد القادم للإنترنت