أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قتيبة الرفاعي - عن الوطن والإصابة بالغثيان














المزيد.....

عن الوطن والإصابة بالغثيان


قتيبة الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 11:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


"حسنٌ إذاً، سأقولها: دانتي يُصِيْبُنِي بالغَثَيَان."
آخر ما قاله لوبّي دي بيغا*، فورَ إعلامه بأنه على وشك الموت.

أنا من هنا، من بلدٍ أجمع مجلس الشعب فيه على اتهام أحد رموز حكمه بالخيانة العظمى، وراح أفراده -على مرأى من العالم ومسمع- يتسابقون إلى فضح نقائصه والتشهير بجرائمه وأولادِه: ثلةٌ من الفسدةِ المجرمين.
وأعدَّ كلٌ في منزله قبل أن يُستدعى إلى الجلسة الطارئة لمناقشة تلك التصريحات المغرضة؛ خطاباً لم تُغفَل فيه لا مسألة سرقة (بيتْ خدّام) لأموال الشعب الذي يعيش كلُّه على حافة الفقر أو في واديه -كما وصفه خدامُ بنفسه وهو الخبير بأحواله على مدى عقود- كما لم تُغفل فيه مسألة النفايات النووية -التي تبين لي على الأقل بعد مشاهدة تلك الجلسة- أن كل أطراف الحكم في بلدي على دراية بأن السيد عبد الحليم خدام وأولادُه هم المجرمون الذين ارتكبوها؛ لا بلْ روى أحد من انتخبه الشعبُ حادثةً مفادها أن مُزارعةً بسيطة في قرية من قرى الوطن تعرف أن ثمارَ أرضها ملوثةٌ بنفاياتٍ نوويةٍ دفنها نائب رئيس الجمهورية على علم جميع أفراد مجلس الشعب -وبالإجماع كما حصل اليوم- واليوم وللمصادفة أوحى الربُّ إلى أفئدتهم أن اجْهَرُوا بالحقِّ، ولا خوفٌ عليكم ولاأنتم تحزنون.

إن من تتبَّع رداتِ الفعل الإعلاميةَ تعليقاً على تصريحات السيد خدام، ومنها لقاءُ الإعلامية زينة فياض مع الأستاذ نهاد الغادري**، وسؤالِهَا إيَّاهُ عن الأسسِ القانونيةِ والمسوغاتِ الموجبةِ لإتِّهامِ أحدٍ مَّا بالخيانةِ العظمى، وعن نفْيِهِ مشروعيةَ هذا الاتِّهام -دون قصد تبييض صفحةِ أحد- لرأى وبالعين المجردة أنَّه كان بالحريِّ إجماع نفس المجلس على إتِّهامِه وأولادَهُ بجرمٍ كهذا على فعلةٍ كتلك -أقصد القاذورات النووية- وسرعان ما تحولت الجلسة إلى منبر يتبارى فيه الخطباء والمحدثون وأولو الحكمة والعقل منَّا إلى هجاء الخارجِ عن لحمةِ القبيلة، والكلُّ منهم ضمّنَ خُطبته عباراتٍ مثل ( أولاده- ثرواته- النفايات النووية)؛ ارحمونا!!!
أولم يستَشفَّ أركان النظام من هذه الخطوة كيف فضحَ نفسهَ بنفسهِ، وكيف اعترف بالجريمة العظمى وألصقها بنفسه، وأنه اتَّهم نفسه وعلى مرأى من العالم ومسمعٍ بالخيانة العظمى. ولكن خيانة من؟ الشعب؟ الوطن؟ القضية؟ لا؛ خيانة نفسهِ ونفسهِ فقط، المجلس لم ينتخبه الشعب، محمد الحبش لم ينتخبه الشعب، انتخبه النظام، واليوم هو خان نظامه.

دعونا نعتقدُ بفكرة أن خدام أطلعنا على بعض الحقائق عما كان يدورُ في سراديب النظام في المكان الذي ننتمي إليه، أي أن السيد الرئيس يعلم حقيقةً أن رستم غزالي (حرامي) و(قليل أدب)، والسؤال هنا هو: لماذا لم يحاسَب الجنرال غزالي بتهمة الفساد وقلة الأدب؟ ولماذا كان عضواً في الحزب في مؤتمره الأخير؟ ولماذا عُيِّنَ رئيساً لأحد الفروع الأمنية رغم الوعدِ بتَنْحِيَتِهِ؟ ولماذا لم يُسائَل يوماً عن القصر المشيَّد (بالضيعة)، وعن الـ35 مليون دولارالتي أخذهامن المدينة؟ وهل يكفي يا تُرى أن يكون قد رُشِّحَ من قِبَل سلفِه المنتحر "كنعان" جواباً على هذه التساؤلات المفصليَّة؟
ولماذا، أصلاً؛ لم يحاسِبْ عبد الحليم خدام موظفي الدولة الذين تُوفُّواعن ثرواتٍ تضاهي ميزانية الدولة؟ ولماذا، لم يستخدم سلطته يوماً للضغط من أجل أن يمارسَ الشعبُ الفقير يومَهاحياةٍ سياسيةً كريمة؟ ولماذا اليوم بالذات؟ ولماذا؟ ولماذا؟؟؟
لماذا اعترف السيد الرئيس بالأخطاء المرتكبة في لبنان في المرحلة السابقة ولم يحاسَبْ أحد؟ بعبارة أخرى أين نحن الآن من مسيرة محاربة الفساد التي نوعد بها منذ العام 2000؟ لماذا يُترك المجال مفتوحاً أمام القاصي والداني للنيل من كرامة الوطن والمواطن؟ ونحن لسنا سوى (أخْيِلَةِ كُرُومٍ) مهمّتُها فقط تخويفُ العصافير، على أساس أن ( التعالبْ شِغْلُنْ مع النواطير)؟ وإلى متى نجلد بخطب فضيلة السياسي المحنك، وكازانوفا مجلس الشعب محمد الحبش؟ وإلى متى؟ وإلى متى؟ وإلى متى؟
.....حسنٌ سأقولها إذن، لقد أصبتموني بالغثيان...

من وطن الفقراء الذي تحدث عنهم عبد الحليم خدام
قتيبة الرفاعي- دمشق، الليلة الأولى من العام الأول....
---------------------------------------------------------
* لوبّي دي بيغا: أحد رموز الشعر والمسرح الإسباني في القرن السابع عشر.
** نهاد الغادري: رئيس تحرير صحيفة "المحرر" الأسبوعية، سوري مقيم في لندن.



#قتيبة_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - قتيبة الرفاعي - عن الوطن والإصابة بالغثيان