أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هرمز كوهاري - المساومات السياسية ...خروج على الديمقراطية















المزيد.....

المساومات السياسية ...خروج على الديمقراطية


هرمز كوهاري

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 11:58
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



في كل الدول الديمقراطية تجري إنتخابات دورية ، إما لإنتخاب البرلمان الذي يمثل الشعب أو لإنتخاب رئيس دولة . وتختلف نسبة المصوتين من دورة الى دورة ومن بلد الى بلد ، ولا يعني هذا إن كل مازاد نسبة المصوتين كل ما كان ذلك البلد أو تلك الانتخابات أكثر ديمقراطية من غيرها .
ويقاس قرب وبعد الانتخابات عن الديمقراطية بمدى نزاهة تلك الانتخابات ووعي الشعب ، إن قلة نسبة المصوتين في الديمقراطيات الحقة هي نتيجة تشابه أهداف تلك الاحزاب وعدم التأثير المباشر لحياة الفرد في تغيير الحزب الحاكم .
وينخدع البعض بأن كل مازاد عدد المصوتين يدل على الوعي السياسي
وإن كان مؤشرا أحيانا ، وأحيانا يكون هناك نتيجة وقوع تأثير بل وحتى خداع من بعض الجهات بالوعود الجوفاء أحيانا وبالتهديد المكشوف أو المبطن من جهات لها تأثيرها المباشر على الناس البسطاء والمغفلين ، وخاصة في مجتمع يقل أو ينعدم فيه الوعي السياسي ويصبح كثير منهم مخدوعين ببعض " القادة " وبالاخص من رجال الدين و المرجعيات الدينية حيث يستغلون البسطاء ، وهذه ليست فقط مخالفة سياسية بل هي مخالفة أخلاقية لأن الخداع عملية تمس الاخلاق قبل السياسة ولا يمكن تبريرها بأي حال من الاحوال .

وحيث أن هذا حدث فعلا في العراق في الانتخابات الاخيرة بالوقائع الثابتة والملموسة وبشهادة المفوضية المشرفة على الانتخابات من حرق بعض المقرات وقتل عددا من مرشحي قائمة معروفة،إضافة الى التهديدات المكشوفة والمبطنة مستندة الى التعصب القومي والطائفي والجهوي ، كل هذا يؤدي الى وصول فئات الى البرلمان لا يمثلون إلا الاشخاص أو الجهات التي ساعدتهم الى الوصول الى هذا الموقع وبالتالي لايخدمون المصلحة العامة بل المصلحة الخاصة لتلك الفئة ومصالحهم الشخصية أيضا .إذا تتحول الاستحقاقات الانتخابية الى استحقاقات طائفية ومرجعية ومليشية وإمامية !!
إن التزوير لم يمارس أثناء العملية الانتخابية فقط ، بل قبلها ، إن
تعرض زعيم قائمة ما الى محاولة الاغتيال ، بحد ذاتها إرهاب إنتخابي وليس فقط تزوير ، حرق مقرات الحزب الشيوعي العراقي هي جريمة إنتخابية وليس تزوير فقط ، إن ترهيب المصوتين البسطاء من المؤمنين المغفلين بالغيبيات ونار الآخرة! لايكشف مدى تخلف أولئك المصوتين بل ضحآلة القائمين بمثل هذه الدعايات ، بل أكثر غرابة أن الدكاترة وعلماء الذرة لم يستنكروا هذه التصرفات ، ثم يأتون ويعرضون عضلاتهم بفوزهم بثقة الاميين المخدوعين و المغفلين ! ، والنساء اللاتي يرفضن حقوقهن !! لأنهن عورات ! إلا على مقاعد البرلمان الوثيرة المليئة بألآف الدولارات كرواتب للخدمة الطويلة التي إمتدت زمنا طويلا يقارب سبعة الى عشرة أشهر!! وراتب تقاعدي مدى الحياة وهن شابات بأربعة ألاف دولارات جزاء للخدمة التي قدمن لبنات جنسهن برفض حقوق المرأة الوافدة من بلد الدولارات !

إن الارهاب الذي فرضته مليشيات الحكيم والصدر سواء كشرطة منخرطة في ذلك السلك أو بصفة حماة الدين والشريعة من العلمانيين "الكفرة" وهذا من حقهم حسب مادة إحترام " ثوابت الدين " والناطقون بإسم المرجعيات الذين إدعوا أنها ، أي المرجعية ، لاتتدخل في العملية السياسية! إلا بمجرد الدعوة لإنتخاب القوائم الدينية ! لاغيرها .كل هذا ويتكلمون عن الانتخابات الحرة النزيهة و الاستحقاقات الانتخابية !!

إن أهداف هذا الارهاب تختلف عن أهداف الارهاب الذي يتعرض له الشعب العراقي من قبل عصابات القاعدة وغيرهم من من يعارضون العملية السياسية ، بل هو أرهاب قوائم معينة ضد قوائم منافسة لها ، بدلالة سكوت مسؤولي تلك القوائم المتهمة وعدم إستنكارها بل عدم تنصلها عنه تصريحا أو تلميحا .
والكل يسأل الفائزين بأصوات المغفلين خوفا من نار الآخرة ! هل هذا الفوز يدعو الى الفخر أم الى الخجل ؟ وهل خداع المغفلين لا يؤدي بهم الى نار الاخرة ؟ عملا بالقول" من خدعنا ليس منا "

إن القوائم المتعكزة والمتاجرة بالدين " الفائزة " بأصوات المغفلين ، متحمسون لتكوين حكومة "تجمع وطني " لا حبا بالوطن لأن الوطن عندهم يتجسد بالمرجعيات والزيارات والى ذلك من الطقوس " المتطورة" ، بل طمسا للاعمال والمخالفات والتجاوزات والشلل الذي أصاب الدولة وانتهاكات لحقوق الانسان على يد المليشيات التي تعمل بإسم الدين، سواء الذين إنخرطوا في سلك الشرطة أو في سلك الحكيم والصدر، كما ذكرنا أعلاه، والذي سيحصل حتما طيلة وجودهم في الحكم ، إن لم يكن هناك معارضة فاعلة رقيبة عليهم ،وذلك بترضية المعارضة من القوائم العلمانية الاخرى ببعض المناصب الوزارية غير المهمة ، و جعلهم حلفاء في الحكم لا معارضين خوفا من كشف المستور في كل سطر من السطور !.

إن الديمقراطية الحقة تتطلب وجود معارضة قوية واعية تفضح وتقاوم وتضغط من دون اللجوء الى القوى بأي حال من الاحوال ، وإنما لا يتعدى الاعتراض المظاهرات وحتى الاضرابات ، تدعمها الصحف الرزينة والاذاعات والفضائيات إن وجدت ، ضد كل عمل أو مخالفة تقوم به الحكومة ، كالاهمال والتفرقة والفساد المالي والاداري بحيث تكون عين الرقيب و تمثل المدعي العام للشعب ويكون القضاء هو الحاكم، أما المتهم فتكون الحكومة ، وهنا لا تعني المعارضة أن تعارض كل عمل تقوم به الحكومة لأن ذلك تعتبر المعارضة لأجل المعارضة فقط وتتهم بالحاقدة والمعرقلة لأعمال الحكومة ! وإنما يقع الاعتراض على كل تجاوز على القانون والدستور وحقوق الانسان ، ولإثبات فشل المتاجرين بالدين بإدارة شؤون البلد ، بل يصلحون لإدارة الزيارات والمسيرات !

منذ تشكيل الحكومات العربية في مطلع القرن الماضي ، تردد تلك الحكومات العبارة :".. للظروف الاستثنائية التي تمر بها الامة ... !! " كلما تريد تمرير مشروع ينقذ تلك الحكومة من ورطتها أو فشلها ، وعملا بهذه المقولة " المنقذة "تمرر كل ماتريد تمريره على الشعب ، كأنها لولا تلك الحكومة لتلاشى ذلك البلد من الوجود ولبلعه العفريت!
إن هذه المقولة كفيلة بأن تلغى كل الحقوق والحريات التي إكتسبها الشعب بالدماء والدموع ، ومن تلبية مطالب أخرى مطالِبة بها لتحقيقها . والآن تلغى بها المشروع ديمقراطي ، علما بأن المشروع الديمقراطي أصلا يلغى بالمساومات السياسية .
ولم نسمع يوما من أي حكومة غربية ديمقراطية تتحجج بهذه المقولة ،بل تبقى جبهة المعارضة قائمة نشطة تؤيد الحكومة في كل مشروع يهدف الى ماتراه يخدم الشعب وتعارضها خلاف ذلك.

فلنقرأ " كتالوك " أو تعليمات تطبيق الديمقراطية من الذين طبقوها منذ قرون ، كما نقرا تعليمات كل جهاز يأتون به الينا قبل إستعماله ، وبخلافه يتلف ذلك الجهاز ثم يدعي بعضنا أنه غير صالح ،خدعني به الاستعمار! كما يدعي بعض " حماة التراث العربي والاسلامي " الان بأن الديمقراطية مشروع أمريكي إستعماري ! يريد تهديم القيم العربية والاسلامية !!.

صدق من قال: " متى يستقيم الظل والعود أعوج "!!



#هرمز_كوهاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنتعلم منهم كيف يطبقون الديمقراطية..!!
- الكيانات السياسية ... وتشكيل الحكومة الجديدة
- الاحلام في زمن صدّام...كلام في المنام
- !!يقسمون.ويعرفون....ثم ويحرفون
- وفروا الارزاق..قبل توزيع الاوراق..!!
- الصحافة في الزمن الصعب... حوار مع نكره
- هذه - الروبوتات- البشرية كيف نفككها ..!
- كسر الحاجز الصعب..!
- بين ..بيل غيتس.. والجعفري..!!
- الى عمرو موسى ومساعديه..الشبكة ممزقة والطُعم فاسد !!!..
- لولا النار والشيطان.. لما إحتل الجعفري هذا المكان..!!
- الى السيدالرئيس ..مام جلال ،..ثمّ إغسل يديك مثل ما فعل -بيلا ...
- !! لنا ..الدنيا ولكم الآخرة
- قصيدة :أطفال العراق في العيد
- قصيدة: شعب العراق إنهض!!
- [2].....الدستور الشريعة
- الدستور..والشريعة
- قصيدة - أسفي على عراقِ
- حقوق المرأة ...منوأد البنات ..الى وأد الحريات..!!
- الماركسية.. خدمت الانسانية أكثر من أي مبدء آخر


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هرمز كوهاري - المساومات السياسية ...خروج على الديمقراطية