يا باغي الشر..أدبر!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري
(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

الحوار المتمدن-العدد: 5342 - 2016 / 11 / 13 - 00:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يا باغي الشر..أدبر!

بقلم: د. محمود محمد سيد عبد الله (كلية التربية - جامعة أسيوط)

يا باغي الخير أقبل..ويا باغي الشر أدبر! يا أيتها النفس المريضة المليئة بالأحقاد والشرور..يا رمز الحسد والسفه والغرور..فلتهدئي قليلا..فإن لله سنن ونواميس في كونه..فما شاء الله كان..وما لم يشأ لم يكن..ولن يحكم في أرض الله..أحد إلا بإذن الله..تلك مشيئة الله..ومن نحن حتى نقف ضد مشيئته سبحانه وتعالى؟ إنه عتادك وطول أملك - أيتها النفس المريضه..إنه سفهك وإدراكك المتواضع الذي يصور لك أنك تتحكمين في مصائر الخلق!


يا باغي الشر..أدبر! فالجميع من كل صوب أضحى يعرف بضاعتك ويشم رائحتها العفنة من على بعد أميال! الناس - على عكسك تماما - تطورت وتقدمت ونضجت في فكرها..وأصبح كل ذي لب يفرق بين الغث والثمين..بين الصواب والخطأ..بين من يفيده ومن يضره..بين من يسعده وآخر يحزنه..يكفيك علما أنك صرت مفضوحا مكشوفا..وأنه مهما كانت عيوب ونقائص البشر من حولك ، فلست أنت القيم عليهم..ناهيك أنهم قد يكونوا أفضل حالا منك..فالكثير منهم راض بقضاء الله وقدره..لا يتدخل فيما لا يعنيه بفضول مرضي مقيت..ولا يطارد صغائر الأمور مثلك..


يا باغي الشر..أدبر! اكمل عزف أنشودتك الشاذة الضالة المضلة وحيدا طريدا - أو دع دراويشك يصفقون لك ليل نهار على نباحك وسفهك وزيفك..عش حياتك بطريقتك الخاصة وأساليبك الغريبة دون أن تفرضها على أحد..اضغط على الناس أكثر وأكثر وطاردهم بمكالماتك السخيفة الفارغة التي لا تغن ولا تسمن من جوع..

اقلب الحقائق كي تجعل الخير شرا والشر خيرا..تحدث أكثر وأكثر كي تفرغ ما في جعبتك حتى يدرك الناس تناقضاتك وخللك وزبف حجتك..استمر أكثر في تتبع الناس ومراقبتهم..انشغل أكثر بأمور الناس الخاصة وشئونهم الداخلية التي لا تعنيك..مارس الذل أكثر على من حولك واظلمهم..اظلم أهلك وأقرب الناس إليك أكثر كي يتحولوا إلى لعنات تطاردك إلى الأبد..شوه أكثر من سمعة الناس وافتري عليهم بالباطل وستذهل حينما تصيبك دعواتهم ولعناتهم في مقتل! أخرج أكثر على الملأ بذاءاتك وقاذوراتك (فكل إناء ينضح بما فيه) واسخر من كل من يصدك أو يقف في طريق رغباتك الجامحة الشاذة غير الناضجة..خض حربك الضروس المقدسة ضد طواحين الهواء بأزلامك الهشة غير عابئ بسخرية الصامتين والشامتين..حارب الخير والتفوق والإبداع والتميز ..وليكن شعارك: "طالما أنهم خرجوا من تحت عبائتي - فلن يحققوا شيئا..وسأقف لهم بالمرصاد في كل شيء"..أيها الطفل الصغير: رفقا بنفسك..قد لا يتحمل سنك كل هذه الأعباء والضغوط والتناقضات..فقط ابعد عنا بشرك وفكرك الشاذ ..ولا تتحدى إرادة الله وسننه في كونه..لأنك أضعف وأصغر من ذلك بكثير..أتتحدى الله جل في علاه أم أنك تتحدى ضعفك وفناءك؟؟

خالص تحياتي

#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات