أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وديع بتي حنا - حُبلى














المزيد.....

حُبلى


وديع بتي حنا

الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 11:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ زمن بعيد وحال الهزيمة السياسية في مجتمعاتنا الشرقية عموما وفي العراق خصوصا كحال تلك المراة التي كتب فيها الشاعر الكبير الراحل نزار قباني واحدة من اروع قصائده وتحت عنوان ( حبلى ) وكانت خاتمتها ذلك المقطع الشهير
شكرا سأسقط ذلك الطفلا
انا لاأريد له ابا نذلا
هكذا خرج الكثيرون من الانتخابات الاخيرة في العراق مثقلين بالهزيمة بسبب النتائج الهزيلة التي جنوها من الانتخابات. لا اعتقد ان هنالك من يشكك في امكانية حصول عمليات التلاعب او التزوير او على الاقل الاكراه لانتخاب جهة ما اثناء عمليات التصويت فهذا صحيح و وارد جدا ولا توجد انتخابات نزيهة بدرجة مطلقة . بل ويتفق الكثيرون ان مارافق الانتخابات العراقية من شبيه تلك الممارسات والاعمال ربما يكون اكثر بكثير بالمقارنة مع الانتخابات في دول اخرى كثيرة. لكن الحقيقة الاكيدة تكمن في ان عمليات الغش والتزوير والتلاعب ليست السبب الوحيد الذي ترك الكثير من الكيانات والاحزاب والشخصيات التي دخلت الانتخابات بقائمة طويلة عريضة دخول العريس الى حفلة عرسه تخرج منها بحفنة بسيطة من الاصوات لايكفيها لضمان مقعد واحد في المجلس النيابي بل اصبح شغلها الشاغل هو رفع الدعوات الى الباري عز وجل طلبا للمساعدة في الحصول على احد المقاعد التعويضية فتشملها مكرمة المفوضية العامة للانتخابات بالزحف او النجاح بقرار ( سمٍه ماشئت ) ويكون بالتالي الزعيم الهمام لتلك القائمة عضوا في البرلمان العراقي المقبل.

لانسطر هذا الكلام شماتة في احد ولكن الواجب واصول اللعبة الديموقراطية يتطلبان من القائد السياسي ان يكون شجاعا في تحديد مالَه وما عليه. لقد كان الكثيرون يتمنون لو خرج عليهم احد هؤلاء فيعترف بالقلم العريض وبالصوت الجهوري بان الظلم والاجحاف قد لحق بقائمته بدرجة ما نتيجة للمارسات السلبية التي رافقت العملية الانتخابية – بالرغم من ان الكثير يعرف ان تلك الممارسات قد استهدفت قوائم معينة بالدرجة الاساس وليس كل من هبً ودبْ – لكن ضعف ادائه السياسي واستهلاك صورته قد كان ايضا سببا مهما في النتيجة التي حصل عليها , وبالتالي ولأن الحياة السياسية وكما فطم عليها عليها في المجتمعات الغربية هي تجربة حظ لايجوز تكرارها مالانهاية من المرات فقد ان الاوان لبعضهم ان ينتبه لمزرعته وعائلته وقراءاته الثقافية ونشاطاته التجارية.

ربما يرى البعض ان دخول اكثر من سبعة ألاف مرشح يمثلون عشرات بل مئات القوائم والكيانات والاحزاب الى الانتخابات الاخيرة هي ظاهرة صحية تشير الى قدرة مجتمعنا العراقي على تفريخ ألاف من القادة عوضا عن القائد الاوحد إلا ان قسما كبيرا ( ومنهم الكاتب ) يعتقدون ان هذا الكم الهائل من الكيانات والمرشحين يمثل انعكاسا واقعيا لحالة الفوضى السياسية التي عمًت العراق كرد فعل طبيعي لحكم الدكتاتورية والحزب الواحد. ولأن التجربة الديموقراطية في العراق هي تجربة وليدة فان الحاجة ضرورية لتطوير هذه التجربة في المرحلة القادمة عن طريق وضع ضوابط والية معينة لاتصطدم مع المبادئ الديمقراطية في تمتع الجميع بحقه في الترشيح وبما يؤدي ايضا الى ان تحقق هذه العملية الاهداف المرجوة منها وتساعد الناخب في مهمته لاختيار الافضل وتقلل قدر الامكان ظاهرة تشتت الاصوات وفوضى القوائم.

ان تشكيل كيان او حزب سياسي يستلزم بالتأكيد شروطا معينة تختلف حتما عن الشروط الواجب توفرها في تشكيل او تكوين رابطة او جمعية او نقابة او نادي, ان الاحزاب والكيانات التي لم تحصل إلا على عدة مئات او بضعة ألاف من الاصوات من مجموع عدد الناخبين الذين تجاوز عددهم الاحد عشر مليون ناخب يجب ان تعيد النظر جديا في جدوى وجودها كمقرات وصحف وفضائيات.

ان مناسبة هذه السطور هي عودة بعض من هؤلاء الاسماء او تلاميذهم النجباء وخاصة من اصحاب بعض القوائم الانتخابية المسيحية الى الحديث مجددا عن انهم الممثلون الشرعيون لامال وطموحات الجماهير بعد ان كانوا قد دفنوا رؤوسهم في الرمال لبضعة ايام بعد الانتخابات فعادت الحليمة الى عزف نفس الاسطوانة القديمة في الوقت الذي لازالت فيه الكثير من الفضائيات والصحف ووسائل الاعلام الاخرى تتناقل وبحرارة نتائج الانتخابات وتتكلم عن ارقامها التفصيلية.

ليس عيبا او نقصا ان لايتمكن المرء من تحقيق اهدافه في الانتخابات فجميعنا يمكن ان يتعرض لهذا الموقف , ولكن العيب كله في ان لايستفيد المرء من الدرس الذي خرج به من الانتخابات ليعود الى ذاته في مراجعة نقدية ويحاول ان يُخرج العصا من عينيه ليتمكن من ملاحقة القذى في عيون الاخرين.
والحياء نقطة اذا سقطت الله يستر



#وديع_بتي_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج الانتخابات و عودة الابن الضال
- هل ينجح السيد يونادم كنة في ان يكون مارادونا
- الرئيس الامريكي ينتخب - رجل المرحلة – رجل المستقبل
- جيرنوفسكي الجبوري – ما أحوجنا الى ( المشاغب ) الوطني
- الجنرال الدكتور الجعفري – الهجوم افضل وسيلة للدفاع
- ماضَرًنا لو نكتبُ ايجابا
- هل كان حقا أَشبهُ بصراع الضراير؟
- حظ يانصيب
- الدكتور محمد البرادعي ووكالته – ابطال سلام ام حصان طروادة لل ...
- وصَدَقَ عماد خدوري وكَذَبَ كولن باول
- لصقة جونسون وكراسي الحكام العرب
- ايران والولايات المتحدة - هل نسمع صافرة الحَكَمْ قريبا ؟
- العراق – خياران أحلاهما علقم
- جون قرنق – مكتوبٌ لاحَظََّ للفقراء
- بَين إبلحد ويونادَم راحَتْ فْلوسَكْ يا صابر
- وزارة الدكتور الجعفري في النَفَس الاخير
- وحدويون مخلصون على انغام ما يطلبه المشاهدون
- كتابة الدستور – جرعة الكوكايين الجديدة
- من قال ان لجنة البيئة ليست كشخة و أُبَهَة ؟
- العراق --- مزرعة تسمين القطط


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وديع بتي حنا - حُبلى