|
القمع الوحشي - 4
جاسم الحلوائي
الحوار المتمدن-العدد: 1418 - 2006 / 1 / 2 - 12:03
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ذكريات في مقر الجريدة، وفي نفس تلك الفترة القصيرة، قابلت عددا من الرفاق الذين أطلق سراحهم بالعفو العام. أحدهم الرفيق هندال جادر حاجم ، الحمال والكادر الحزبي ( عضو عمالية البصرة) والنقابي المشهور، الذي تظاهر عمال المسفن في البصرة عام 1959، مطالبين بإطلاق سراحه بالإهزوجة المشهورة (حي ميت ، هندال إنريده) وقد أطلق سراحه بعد ساعتين من إعتقاله. وصمد في التعذيب الذي تعرض له على أثر إنفلاب شباط الأسود عام 1963. وهو الذي كسر شوكة الجلاد عبود الكرخي مدير أمن البصرة عام 1967، وخرج من التوقيف بعد أكثر من شهرمن التعذيب، دون أن يعطي براءة. ( وقد كنت آنئذ سكرتيرا للجنة المنطقة الجنوبية ومقيما في البصرة ). كان هندال مثالا للمناضل الصلب. وقد شاهدت بأم عيني آثار التعذيب الوحشي على جسده الطاهر عند مقابلتي له في الجريدة. لقد إستشهد هندال تحت التعذيب في بداية الثمانينات عن عمر يناهز السبعين عاما. وقد إطلعت على وثيقة [1] المصادقة على تنفيذ حكم إعدامه موقعة من قبل المخلوع صدام حسين ومؤرخة في 8 ايلول 1983، ضمن عشرين كادرا حزبيأ جميعهم من البصرة. بينهم العضو المرشح للجنة المركزية الرفيق محمد جواد طعمة (ابو زيتون) والرفيقة فريال أحمد حسن الأسدي وزوجها محمد قريشي وهاشم حاتم عبد الله. لقد كانوا أبطالا حقيقيين في مقاومتهم أعتى دكتاتورية على الأرض. ولابد أن يأتي ذلك اليوم الذي سيشيد فيه أبناء البصرة التقدميون نصبا تذكاريا لهؤلاء الأبطال الخالدين في مدينتهم، طال أمد ذلك أم قصر. لقد زارنا في الجريدة أيضا الرفيق هاشم حاتم، عضو عمالية البصرة ومدرس الفلسفة في المدرسة الحزبية في المحافظة، وبمعيته الرفيق وليم الخياط عضوعمالية البصرة ايضا. كنت قد تعرفت على الرفيق هاشم في المدرسة الحزبية في موسكو. لقد غادرت موسكو بعد وصوله ببضعة أشهر، وكان يدرس في فريق آخر. ومع ذلك، فقد سنحت لي الفرصة للتحدث معه بحكم إقامته سوية مع صديقي الفقيد أنور طه. كان هاشم آنئذ لا يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، متوسط القامة ، اسمر ووسيم. شعره بني وسرح وطويل، عيونه واسعة وجميلة. ذكي ورزين، ومثقف. خريج ثانوية التجارة موظف حكومي صغير. ترك وظيفته لدى إلتحاقه بالدراسة في موسكو. كنت أتوسم فيه سمات قيادية واضحة وتوقعت له مستقبلا واعدا. وقد التقيته ثانية في البصرة في أحد إشرافاتي على المنطقة الجنوبية بعد لقائي به في موسكو بأربع سنوات . جلسنا هاشم ووليم وأنا في غرفة صغيرة وشبه مهجورة ومنزوية في الجريدة. جلس الإثنان متقابلان وانا بينهما على شكل مثلث. كان هاشم جالسا منحني الرأس واضعا كفيه في حضنه يعصرهما ويعصر جسمه بساعديه. رفع رأسه ونظر الى وليم وعاد كالسابق دون أن ينظر الي. رفع رأسه ثانية، دون أن يفتح عينيه تماما، وقال ما فحواه: ــ رفيق أبو شروق، مع الأسف الشديد لم أتمكن أن أقف الموقف المرجو مني . لقد إنتزع الوحوش مني تعهدا بعدم معاودة أي نشاط شيوعي، ولكنهم لم يتمكنوا أن ينتزعوا ضميري الشيوعي، وسأبقى أحيا وأعمل وأموت بما يمليه علي هذا الضمير من التزامات تجاه حرية وطني وسعادة شعبي ، وفي الحيز و الشكل الذي ترتأونه. كان الرفيق وليم ، وهو خياط ، يعمل في مدينة البصرة لم أتعرف عليه سابقا، يثني على كلام هاشم، مستثمرا التوقفات والفرص التي كان يمنحها هاشم له ليعبر عن مكنونات نفسه. عندما أنهي هاشم الكلام فتح عينيه على سعتهما ، لأول مرة، ونظر مباشرة في عيني نظرة متسائلة : هل تصدقني؟ وقبل أن اقولها بلساني إختطف من عيني: ـ أصدقك! فإغرورقت عيون هاشم بالدموع، ومن خلال دموعي ، أنا، لاحظت وليم يكفكف، هو الآخر، دموعه!! رأيت إن كليشة "أحنا نعتبركم على ملاكنا " ليست على قدر المقام فقلت لهما: ـ نحن نعتبركما جزءا لايتجزأ منا وبإمكانكما التصرف على هذا الأساس، ولكن بحذر شديد.. إن هذه التعهدات التي تنتزعها سلطة البعث الغاشمة منافية ليس لشرعة حقوق الإنسان، التى تحمل توقيع العراق، فحسب، وإنما منافية لنصوص الدستور المؤقت أيضا. والأفضل إعطاء إنطباع عام بأنكما تركتما العمل. ومن الضروري تجنب الإتصال بالمنظمة، لأن هناك إختراقا أمنيا قد حصل فيها، ونحن بصدد معالجة ذلك. ارادا إعادة المبلغ المودع لديهما لأحوال الطوارىء وقدره 200 دينار لدى كل واحد منهما. رفضت إستعادته . وأخبرتهما بأنهما يتمكنان من التصرف به بإعتباره ملكهما عسى أن يساعدهما على العودة للحياة الطبيعية والعمل. عرفت لاحقا بإستشهاد الأثنين ببطولة وقد ورد إسم هاشم في الوثيقة التى ورد ذكرها في أعلاه. × × × مساء 11 آذار 1979، كان لدي موعد مع سائق الجريدة الرفيق محمد حسن عيدان، كان يوصلني الى شارع عام، كشارع الجمهورية مثلا وينصرف. وكنت أستأجر تكسي بعد التأكد من إنني غير متابع وأذهب الى منطقة لقاءاتي السرية، ولا أذهب الى البيت المحدد إلا بعد التأكد من سلامة الوضع. عصر اليوم المذكور، عادت شروق من المدرسة وأخبرتنا بأن هناك عناصر أمن يقفون مقابل بيتنا. خرجت أم شروق لتستطلع الوضع متحججة بإلقاء القمامة في الحاوية، وتأكدت من الأمر. قررت الإختفاء نهائيا لأن التوليف بين العلنية والإختفاء لايتحمل إطلاقا أن أكون تحت مراقبة دائمية و مباشرة. عند مجيء السائق خرجت مع العائلة وتوجهنا الي ساحة النهضة في باديء الأمر لإستجلاء الوضع، لاحطنا دراجتين ناريتين تتابعاننا. طلبت من الرفيق محمد حسن التوجه الى مطبعة الجريدة. واصلت الدراجتان متابعتهما عن قرب وسط دهشة الأطفال وصياحهم لرؤية مثل هذا المشهد في الواقع أيضا، وليس في الأفلام فقط. بعد تأكد المتابعين بأننا متوجهون للمطبعة، التي تقع بالقرب من مديرية الأمن العامة، توقفا عن المتابعة. ترجلت في باب المطبعة ورجوت من الرفيق محمد حسن إيصال العائلة للبيت. التقيت في المطبعة بالرفيق الصافي و أخبرته بقراري، وإتفقنا على ترتيبات جديدة لإدامة الصلة بين الجريدة والتنظيم السري. قررت الخروج من المطبعة بأسرع وقت. تعهد الرفيق محمد حسن عيدان بإخراجي منها وإيصالي بسلام حيثما أشاء. إستخدم الرفيق محمد سيارة جيب وساقها وأنا بمعيته في طريق، خلف المطبعة ،غير سالك ، مليء بالحفر والحجارة وكان يسوق دون إشعال أضوية السيارة ، لا الخلفية ولا الأمامية! وظل على هذه الحالة حتى وصل الى شارع رئيسي. ثم تجولنا في شوارع بغداد حتى تأكدنا بأننا غير متابعين. ترجلت في شارع الجمهورية وأخذت تكسى وذهبت لموعدي السري. لقد اعتقل الرفيق محمد حسن عيدان وتعرض لتعذيب بشع من قبل جلاوزة الأمن لعدم تصديقه بأنه أوصلني الى شارع الجمهورية. كانوا يريدون منه مكانا محدداً، فإضطر الى الإدعاء بإنه أوصلني الى مدينة الحلة. وفي مدينة الحلة دلهم على مكان بالقرب من احد البيوت الذي ظهر بأنه بيت أحد البعثيين الموثوق بهم ، فتعرض محمد حسن لتعذيب أبشع. وقد أطلق سراحه في العفو العام الذي صدر في صيف 1979، وكان في وضع صحي سيء وقد توفى بعد فترة وجيزة. الف تحية إجلال وإكرام له. من تجربة إختفائي السابقة حيث لاحظت أزمة الإقامة، قررت أخذ تدبير أمر إقامتي على عاتقي. وانا في الجريدة تعرفت على بعض الإمكانيات، وقد إستقر بي المقام، عندما إختفيت، في بيت حزبي في البياع يقيم فيه كل من الشهيد مزهرهول الراشد ( أبو كريم ) و الشهيدة موناليزا أمين منشد (أنسام) وأختها الصغيرة كوثر والرفيق محسن خزعل نايف ( ابو فكرت). كنا نسمي البيت دائرة السفر، فمن هذا البيت تم التخطيط وتوفير مستلزمات تسفير عشرات، إن لم يكن مئات، الكوادر بمختلف الطرق غير الشرعية للخارج، وأنقذوا من الوقوع بيد العدو. وفي هذا البيت كنا نصدرنشرة اخبارتساعدني الرفيقة أنسام في تحريرها وتكثيرها. الرفيق أبوكريم فلاح من قضاء الشطرة التابع لمحافظة الناصرية. كان عمره حوالي الاربعين عاما، متزوج ولديه خمسة أبناء. متوسط القامة، أسمر اللون. سكرتير محلية الناصرية وعضو مرشح للمنطقة الجنوبية. كان والده شيوعيا وكان أبو كريم يقرأ أدبيات الحزب ونشراته في خلية والده منذ صغر سنه. خلال حملة القمع الوحشي وهجرة الكثير من شيوعيي الناصرية الى بغداد، ساهم أبو كريم مساهمة فعالة في جمعهم وتنظيمهم وتسفير الكثيرين منهم خارج الوطن. كان أبو كريم مخلصا ومقداما وموضع ثقة رفاقه، ولديه قدر كبير من ملكة الفراسة، وإستقلالية التفكير. وكان يهتم بتطوير معارفه. الرفيقة أنسام معلمة ، عضو محلية الناصرية عمرها 28 عاما. سعة وجمال عيونها تجلب إنتباه المرء، ما أن يقع نظره عليها، وجهها مشرق ويزيده إشراقا إبتسامتها الودودة. إنها ذكية، مثقفة، الكتاب أنيسها، متواضعة. تعاني من تشوه ولادي في عمودها الفقري . ولكن ذلك لم يسبب لها عقدة أو يؤتر على توازن شخصيتها. جميع المقيمين في البيت من الناصرية. وفي هذا البيت شعرت بان الشيوعيين الناصريين لديهم مشاعر حب خاصة تجاه الحزب الشيوعي العراقي. فلأن الرفيق فهد من الناصرية ولأن اول خلية شيوعية ولدت في الناصرية، فإن الناصريين يشعرون بأنهم أم الحزب الشيوعي العراقي وأبوه. وعندما واجهت أنسام برأيي هذا ، متصورا بأنها ستنفي ذلك، وإذا بها تؤكده. قلت لها: ـ ولكن ذلك يحملكم مسؤولية إضافية! ـ ونحن جديرون بها! قالت ذلك وصدربريق خاطف من عينيها يتحدى الموت ويشعرك بمصداقية التحدي. ـ والنِعم. قالها الرفيق أبوكريم الذي كان يتابع حديثنا موجها نظرة ثاقبة نحوي ... لم تزوغ إلا بعد أن قلت: - وثلث تنعام! وإستشهد الإثنان وهما يقاومان نظام البعث الدكتاتوري. الرفيق أبو كريم تحت التعذيب، وموناليزا في حركة الأنصار في ايلول 1986. الف تحية إجلال وإكبار لهما فهما من الخالدين. أنسام من عائلة شيوعية مناضلة التزمت طريق الكفاح من أجل حرية العراق وسعادة شعبه وقدمت في سبيل ذلك تضحيات غالية، لاسيما في مقارعتها التي لاتلين لدكتاتورية صدام ونظام قمعه الوحشي. وقدمت تضحيات جسيمة في هذا الطريق. فتعرض جميع أفراد العائلة للتشريد. وبالإضافة الى إستشهاد أنسام فقد أعدم المجرمون شقيقتها الرفيقة سحرأمين وهي في التاسعة عشرة من عمرها و صُرع زوجها الرفيق صباح طارش امام عينيها وهو يقاوم وحوش البعث بشجاعة نادرة. ولم تكن أنسام وحدها من العائلة نصيرة في كردستان، بل كان معها أشقاؤها :الشاعر والصحفي المعروف داود أمين ( أبو نهران )، وسمير وزوجته، وأمير. وسار في طريقهم بقية أشقائهم وهم كل من: إنتصار وكوثر وجمال. وكانت أمهم خير معين لهم وقد عانت الكثير من التشرد والحرمان من أجل أن يبقى أبناؤها مرفوعي الرأس والهامة فالف تحية لهذه الأم ولعائلتها ونتمنى لها الصحة والعمر المديد. وقائمة الشهداء في مقاومة الأرهاب الوحشي الصدامي في الناصرية تضم إضافة الى الذين مر ذكرهم العشرات من الكوادر. بينهم عدد كبير من الرفيقات وعلى سبيل المثال لا الحصر: الرفيقة نجية الركابي وزوجها فيصل ماضي وهدية الركابي وزوجها حسن مرجان والطيار لطيف مطشر وعبد العال موسى الشرباجي وإبنه مناضل والرفيقة زهرة ذياب و الرفيقة حرية افعيل. تحية اجلال وإكبار والمجد والخلود للشهداء الأبرار.
يتبع [1]ـ الإرشيف العراقي في الدانمارك. موقع الكتروني، الإرشيف 20.10.2005
#جاسم_الحلوائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القمع الوحشي - 3
-
القمع الوحشي - 2
-
القمع الوحشي - 1
-
الدراسة الحزبية في الخارج 5 - 5
-
الدراسة الحزبية في الخارج 4 - 5
-
تعقيب على مقال الأستاذ منير العبيدي-الديمقراطية والإصلاح الس
...
-
الدراسة الحزبية في الخارج 3 - 5
-
الدراسة الحزبية في الخارج 2 - 5
-
الدراسة الحزبية في الخارج 1 - 5
-
الإفلات من قبضة المجرم ناظم كزار 2 - 2
-
الإفلات من قبضة المجرم ناظم كزار!؟ 1 - 2
-
الأصطدام 3 - 3
-
الأصطدام 2 - 3
-
الإصطدام ؟!
-
سنتان مختفيا في الكوت -4 - 4
-
سنتان مختفيا في الكوت -3 - 4
-
سنتان مختفيا في الكوت 2 -4
-
سنتان مختفيا في الكوت!
-
الهروب من معتقل خلف السدة 3 - 3
-
الهروب من معتقل خلف السدة - 2
المزيد.....
-
العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500
...
-
ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
-
حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق
...
-
نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي
...
-
اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو
...
-
مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر
...
-
بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
-
لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
-
الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
-
تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|