أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - مهزلة العراق الجحيمية














المزيد.....

مهزلة العراق الجحيمية


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5341 - 2016 / 11 / 12 - 03:08
المحور: المجتمع المدني
    


سلسلة المجتمع الدموي حلقات متـتابعة. هل يمكن تصور انبثـاق لحظة اشراقية روحية عامة في العراق تبزغ كالشمس تـنعم على البلاد بالسلام؟ هل من الممكن قطع تلك السلسلة، التاريخية المترابطة حلقاتها بمقولة المظلومية السيكولوجية، بفعل عقلاني حازم؟
أكيد ان كل بشر على الأرض يمكنه ان يغـذي إحساسه بالمظلومية حين يوسع دائرته نحو الماضي ليغطي إحساس المسئولية و الذنب الشخصي الحالي. فمثلا ينـشب شجار بينك و بين أبيك فيشعل وجدانك ضميرك بوخزاته و في محاولة لإطفاء نار الإحساس بالذنب تحضر صورا من الماضي مثل ضربه لامك و استحضار دموعها فيغلب إحساس الغضب على الأب إحساس الذنب تجاه الشجار الحالي. المظلومية اختمار بكتيري عفن في قـلب ضمئ إلى الشفـقة على الذات..
أليس ارتـفاع درجات المظلومية دليلا على تغـطية الإحساس بالذنب تجاه إرادة تغيـير الواقع الحالي العفن؟ أليست مجرد تعويض نــفسي واقع في تـناقـض الخضوع للقدسوي و من وضع نفسه ممثلا له و بين الإقرار الداخلي بان معركته الحقيقية ليست في اتجاه الخضوع ذاك؟
بأي كلمات و أي أوصاف و أية تعلات يمكن بها إيجاد أدنى درجات المعقولية و الروحية في من يضربون أنفسهم بالسيوف في ذكرى مقـتل الحسين ابن علي؟ أليست هي في نهاية الأمر مازوشية معذبة تريد محق الذات التي يكرهها؟ لماذا تكره نفسك أيها العراقي؟ لأنك لا تعيش ذاتك لصالح الجماعة و الأب و العشيرة و كلمات المجتمع الخائرة القوى و التي تبحث عن قوة وهمية فيمن يضرب نفـسه بالسلاسل الحديدية و السيوف. ذاتك تعـذبك لأجل ذلك؟ هل تصدق فعلا انها وسوسة الشيطان الخناس؟
دعنا من "الحسين ابن علي" و "علي ابن أبي طالب" و "معاوية ابن أبي سفيان" و "يزيد ابن معاوية"، فما هم في النهاية إلا متـنافـسون على السلطة دون تحديد واضح لمفهوم السلطة التي يراد بنائها. ما استحضار تلك الأسماء في حقيقـتها سوى تعلات لرغبة هوجاء في القـتل و انتهاك إنسانية الآخر بما هي انتهاك لإنسانيته هو الآخر؟ هل تطلب القداسة الروح و العقل أم الغريزة الهوجاء و الدماء؟
و الآن في حرب تحرير الموصل من الداوعش أم من الإنسان؟
فظيعة تلك الجرائم تجاه أناس بلا سلاح؟ حتى الكلمات البذيئة تجاه شخص لا تعرفه و لم يبادرك بالإساءة فهي جريمة أخلاقية ناهيك عن ضربه و قـتله بلطف أم بوحشية..
"دواعش مندسون". لمجرد الانطباع من الوجه أو بعـض الحركات أو قول احدهم يتم الحكم مباشرة عليه بكونه داعـشي. ثم على افتراض صحة هذا الوصف فأليسوا قد أصبحوا بلا سلاح و لا يرفعون فوهاتهم في وجهك؟
حقيقة، إنها للقطة مخزية تداولتها وسائل الإعلام مؤخرا. قوات من الجيش العراقي تسيطر على منزل. يخرج شخص مستسلم رافعا يداه. انه ملتحي و ملامحه تبدو داعشية. ينهالون عليه ضربا و ركلا..
أليس هذا خزي و عار؟ هل من القوة و العزة و الشرف ان تـنهالوا ضربا و صفعا على إنسان دون سلاح؟
"انه ليس إنسان بل إرهابي".. مفردة "إنسان" لا تـقابلها أي مفردة في اللغة العربية. تـقول رجل يقابله امرأة أما الإنسان فمفردة واحدية تضم الرجل و المرأة. أما مقابلة الإرهابي بالإنسان فهذا لا يجوز منطقيا. هو مثلا إنسان إرهابي. أي الأصل انه إنسان و بالتالي مالذي جعله إرهابيا؟
هل هو من غزى العراق و دمر دولته و بدد ثرواته و جوع شعبه و أذل أناسه و أرعـبهم و شتت شملهم و أغـرق قـلوبهم حزنا على أقـربائهم و آمال مستـقبلهم التي كانت؟؟؟؟....
"الدواعش ذبحوا، انتهكوا أعراض أناس عزل..،".. صفات عامة فهل قاموا بها جميعا كأفراد؟.. لم يدخل الفرد الإنساني بعد قاموسكم. فانتم لازلتم في عصر القبيلة و العشيرة و الفرد مُذاب بل هو ليس إلا قطعة أثاث في بيت شيخ العشيرة..
لا روح حقيقية بما انه لا ذاتية فردية و وعي بالذات بما انه "أنا أفكر إذن أنا موجود"، و أريد و أتصور و أسلك حياتي بما "أنا أفكر"..
ألا تـفـترض سلسلة الانـتـقامات و الدماء و الانتهاكات الطويلة أن تُـقطع بعقلانية صارمة هي في ذاتها تستـند على القيم الحقيقية للشرف و العزة و القوة؟
إلى متى هذا الجنون؟ إلى متى هذا الانحطاط الإنساني في العراق؟ إلى متى هذه المهزلة الجحيمية من نهر الدماء المسالة في طريق سراب المقدس؟
فأي انقلاب لعظمة عراق أنهك أعظم قوة في التاريخ بمقاومته الباسلة، و أي خزي أن يتحول إلى دمى مرعبة يحركها "اراجوز" ماكر عابث لأجل إدامة اغتصابه لسلطة خرافية غير معقولة و غير مشروعة باسم الشيعة و الوهابية؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدمة -ترامب-
- مأزق الراهن
- الجسدي التائه
- بين العلم و الايمان
- حصان الثورة
- -جمنة- بين الثورجية و المعقولية
- تعاونية -جمنة-
- الكاتب و الزبالة
- أمريكا الداعشية
- -بورقيبة- و الثورة
- -يلزمنا ناقفو لتونس- رئيس الحكومة الجديد يستحضر شعار -شكري ب ...
- في الالحاد الاسلامي
- الفردوس المفقود المأمول
- رئيس الجمهورية التونسية يسحب البساط من الجميع
- الصادقون و الكاذبون
- هل تتجه تونس نحو سلطة الشعب؟
- تركيا نحو الانهيار
- سؤال بسيط: هل انت مؤمن فعلا؟
- -أردوغان- يفلت من العقاب
- أبي الغائب الحاضر و الإمام الغائب


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هيثم بن محمد شطورو - مهزلة العراق الجحيمية