دوف حنين
الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 08:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
1. لم يفز ترامب بفضل الأقلية العنصرية، انما بسبب الأغلبية الغاضبة. فهو انتخب في نفس الدولة التي اختارت رئيسا أسود بأغلبية كبيرة مرتين. ولم ينجح المحللون والمعلقون في رؤية شدة الغضب والاحباط، وليس فقط في الولايات المتحدة. من الصعب على من يتواجد في قلب النظام أن يتفهم الغضب عليه ويرى مبرراته. عدم المساواة في دول الغرب يحطم أرقام قياسية. والفجوة ما زالت تتعمق بين الأثرياء والطبقات الوسطى والعمال. المزيد من الناس بدأوا يفهمون أن النظام يعمل ضدهم. انهم غاضبون، وسئموا السياسيين الذين يمثلون استمرارية المؤسسة والنظام المتعفن.
2. كان يمكن للغضب أن يكون أيضا مصدرا للتغيير الايجابي. فقد أظهرت الحملة المثيرة لبيرني ساندرز أن تغييرا كهذا ممكن حتى في الولايات المتحدة. لكن عندما ينعدم أفق التغيير من اليسار، يتوجه المزيد من الناس لمسار "تغيير" خطير من اليمين. وحملة ترامب أثبتت من جديد أن في حالة عدم وجود إجابة حقيقية من اليسار لأزمة النظام، ستنمو اجابة مزيفة وخطيرة بسرعة وحشية من اليمين.
3. انتخاب هيلاري كلينتون كمرشحة الحزب الديمقراطي كان خطأ كبيرا. خاصة وهي تمثل، بالنسبة للعديد من الناخبين، ما يثير المعارضة والنفور. الوضع الراهن، رأسمالية المحاسيب، والعولمة التي تضر في الطبقات الوسطى والمستضعفة. انا ما زلت اعتقد وأقدّر حتى الآن أنه اذا كان برني ساندرز هو المرشح عن الحزب الديمقراطي، لكان احتمال انتصاره في الانتخابات أكبر. وعندما بقيت كلينتون أمام ترامب، أصبحت الانتخابات بائسة، اختفى الحماس، وتضررت نسب التصويت بين الجيل الشاب والأقليات. ولم تكف المقولة العقلانية بوجوب التصويت ضد ترامب لأن انتخابه سيزيد السياسة الامريكية خطورة، عنصرية، كراهية للنساء والأقليات.
4. نتائج الانتخابات في الولايات المتحدة قاسية ومقلقة. لكن، من المهم أن لا ننسى، ان سياسة التغيير الحقيقي لا تبدأ ولا تنتهي في الانتخابات. ما يحدث في أعلى الهرم السياسي مهم جدا، ولكن ما لا يقل أهمية هو تجنيد الناس للعمل والنضال. هل ستنجح الحركة الميدانية الكبيرة التي خلقتها حملة ساندرز في ايجاد طريق للعمل، للمقاومة، للمبادرة وللتأثير على جدول أعمال الدولة؟
5. كل هذه العبر تنطبق على واقعنا أيضا. الازمة السياسية في اسرائيل تخلق مخاطر كبيرة، بالاضافة الى امكانيات لخيارات أخرى. والسكان هنا على استعداد للانضمام لحركة تغيير اذا ما استطعنا ونجحنا في خلقها. ويجب أن نتحرر أيضا من المفاهيم الخاطئة بأن السياسة هي المشاركة في الانتخابات فقط. عندنا أيضا يجب أن نردع اليمين، وهذا غير ممكن من خلال التواجد في "المركز" بمواقف غير واضحة ومترنحة، انما عن طريق طرح بديل يساري حقيقي ومؤثر.
#دوف_حنين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟