عندما قام النظام الاسلامي في إيران العام 1979، صار البغاء على قمة المحظورات في البلاد. ولكن لم يعد يمكن تجاهل الوضع اليوم في ظل التزايد السريع للبغاء كمشكلة في البلاد.
تقول جميلة كاديفار عضو البرلمان الايراني وعضو الفصيل النسائي في البرلمان، على موقع <<النساء في إيران>> على الانترنت <<إن مبعث قلقنا الرئيسي يكمن في انتشار هذا الاتجاه بشكل كبير>>.
وتقول أرقام رسمية صادرة عن منظمة الرعاية الاجتماعية أن أكثر من مليون وسبعمئة الف سيدة وفتاة، أي قرابة ستة في المئة من أعداد النساء في إيران، فررن من منازلهن وصرن بلا مأوى وأن كثيرات منهن قد انتهى بهن المطاف إلى ممارسة البغاء.
وتقول تارانه <<23 عاما>> التي تمارس البغاء في طهران أن والدها مدمن ودائما ما كانت هناك انتهاكات بدنية تتعرض لها في المنزل. تتابع <<في ظل عدم وجود نقود وعدم توافر الفرصة للتعليم والزواج ماذا كان عساي أن أفل كي أعيش؟>>.
وتمكنت تارانه من استئجار شقة صغيرة مع أمها وشقيقتيها الاصغر سنا وتقول إنها تعمل لتوفر حياة كريمة لهن <<أمي تعلم من أين تأتي النقود، ولكن كلانا يحاول تجاهل الامر ونتحدث دائما عن شركة وهمية أعمل فيها. وشقيقتاي تصدقان الحكاية>>.
تتقاضى تارانه من زبائنها، التي تصر على أنهم من أصول اجتماعية طيبة، ما يتراوح من 60 إلى 150 دولارا ويتجاوز دخلها الشهري 250 دولارا أي خمسة أضعاف دخل أسرة متوسطة في إيران. ويتراوح عدد العاملات بالدعارة في إيران بين 300 الف إلى 500 الف طبقا لاحصاءات غير مؤكدة. ويتم القبض على فتيات البغاء والقوادين والزبائن بشكل منتظم بينما لا تجد الشرطة مكانا يؤوي المعتقلات.
وفي ظل وجود نحو 30 الف شخص حامل لفيروس إتش آي في المسبب لمرض الايدز في إيران، فكرت الادارة الاجتماعية بوزارة الداخلية في خطة للاشراف على الدعارة للحد من الامراض التي تنتقل جنسيا، لكن الخطة أثارت احتجاجات داخل الدوائر الدينية المحافظة وكان مآلها الفشل.
طبقا لهذه الخطة كان من المفترض تحويل المواخير إلى <<منازل للفضيلة>> وإضفاء الشرعية على البغاء في صورة زواج مؤقت، وهو تقليد ديني معروف في إيران تستطيع غير المتزوجات أو المطلقات من خلاله إقامة علاقات جنسية مع الرجال بشكل شرعي.
(د ب أ)
©2003 جريدة السفير