أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أمنيات 2006..العراق في حاضنة الورد وليس في حاضنة المفخخات














المزيد.....

أمنيات 2006..العراق في حاضنة الورد وليس في حاضنة المفخخات


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1417 - 2006 / 1 / 1 - 09:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعرف العالم أن العراق بلد متكامل الحلم ، فهو وريث بدء مقدس ، وهو البلد الوحيد الذي تلتقي فيه السماويات والأساطير في رؤية هاجس الروح الباحثة عن قدرتها برؤى القلم والقصيدة .
فهنا ، كانت لحظة النزول ، ولها اليوم سدرة في قرنة البصرة جنوب العراق ، وفي أديم القصب والماء حيث شكلت الأهوار أزلا لسومر وحضارتها كان لطوفان نوح ع سفنية لنجاة المؤمنين ، وفي بيت لا يبعد أكثر من مائتي متر عن مقبرة أور المقدسة حيث عثر ليوناردو وولي في عشرينيات القرن الماضي على أعظم وأجمل كنوز الأثر في حضارات الأرض ولد خليل الله إبراهيم بن تارح ع ، وحتى لأيوب الصابر العظيم ذكرا على انه على هذه الأرض ضرب بقدميه ليتفجر نبع الشفاء ، وعلى ارض نينوى العظيمة كان ليونس مرسى وتحت ظل يقطينة تأمل حال قرية أشور وقادها إلى طريق الرب ..ولبابل كان ما كان لغيرها ومنها ما عد في عجائب الدنيا السبع ، جنائنها المعلقة وبرجها الأسطوري ..
هنا لنا تمايز عن الحضارات كلها ، فالحرف كان شجنه من أوروك ، ونفر كانت أقدم مكتبة للرؤى تعاظمت في عهد بانيبال ، وتميزا عن تاريخ الحس ، كان حلم كوديا أقدم حلم ملكي لتلبية رائية الآلهة ببناء معبد يقرب خفقة قلب البشر بالسماء ، وفي أور وبابل كانت للشرائع أزلا أبديا يفوق بالقدم وجملة العدل شرائع اليونان وروما وغيرها من حواضر الزمن القديم وأكثرها ما دونه على مسلة حجر الديوارنت الأسود الملك الاموري حمورابي .
انه بلد يتشكل بهاجس أبداع وديمومة . كانت لها قدرية قد لا تشبه قدرية الكثير من الشعوب ، إذ كان ثمن هذه البركات الكثر أن يكون محطا لرغبات الطامعين والغزاة ، وإزاء هذا القدر التاريخي تشكلت فيه عصورا تتغير بمتغيرات شعوبية الغزو لتنتهي به إلى أثنية وتلاوين لشتى القوميات ورغم هذا كان العراق المجسد في الذاكرة والذات العراقية الأصيلة قادرا على توحيد هذه الأثنيات في المصلحة الوطنية وان يخلق نمطا متطورا من التعايش ولينسى الجميع تحت السقف العراقي أصول الأمس ، فمادام العراق هو اليوم فليكن الأمس هو الذكرى ، ولنعش يومنا تحت سقف هذا الحنون الوطن المشبع برغبة الجراح والمقابر والقصائد والانقلابات وعصور الزهو ..
ولأنه عاج بالمتغير صار له في كل حقبة نائحة وانعطافة ، والى أن تستقر ثانية سفينة النجاة على جبل جودي آخر ظل الحلم هو من يسكن عاطفة العراقي الطيب أي كان مذهبه أو قوميته ، ولكن في قول تجري الرياح بما لا تشتهي السفن مطابقا عجيبا على التاريخ العراقي .
فهو البلد الوحيد الذي يدفع ثمنا باهضا لمتغيراته وكأنه على موعد مع المؤثر الذي تصنعه عقدة الماضي وسيلان لعاب الجيران ..ورغم هذا فانه عود إنسانه أن يكون مثل عنقاء ..ينهض من جديد ولكن على أساس رغبة حلم مشترك ، حلم بالتعايش والوضوح وإمساك الرغبة في اللحاق بما يتغير في هذا العالم ..
وهذا يحتاج إلى صبر ونكران ذات وألفة وفهم لمشاعر الباطن العراقي وفق رؤية أن يصير تجانس الأثنيات توحدا للم شمل وطن لا لجعله رغيفا يوزع لأفواه لا تحصى ..
كيف ...؟
هذا أمر يأتي بإشاعة روح العدل والمساواة وفق صورة المواطنة المؤمنة ، وان نجعل خير العراق للجميع ، تمره ونفطه وطيبته ..
وهذا أيضا يحتاج إلى ألفة في تعايش القوي وإلغاء ما كان لنبدأ بما قد يكون ..فلا عودة لما كان ..
الزمن قدامنا وعلينا أن نمسك بعنقه كي لا يفلت منا مرة أخرى فتعود حروب الموت والإبادات ومراثي الفقر ..
أمر يتطلب توحد في الحلم ورغبة في إبعاد صوت المفخخة وتناحر الفضائيات ..
فمن يحلم بالعراق عليه أن يحلم بالورد ..
ومن يحلم بالورد عليه أن يُسكن في صدره عطر العراق وعطر الوردة فيكون نفسه صافيا وعميقا وهو ما نود به أن يتنفسه العراقيون بعمق وهم يدخلون بوابة عام 2006 ....



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة ..الليل ومدونة القلب
- عام جديد .. رسالة حب وحبة كرز ودمعة قطة
- توصيف اللحظة الرومانسية
- الورد الكردي ..يرتدي القمر دمعة ، وطحين كيمياوي
- الكلمة ...الله ... المرأة
- عولمة .... أو لنقل الزمن الأمريكي
- أنا .. وطفولة وداعاً غوليساري
- دمع المطر يغسل أرصفة عينيك بموسيقى نحيب العشب
- شئ من موسيقى الذين ذهبوا
- في عاصفة الثلج ، جسدي يسرق معطف القمر
- موسيقى .. البيت
- جسد من نعناع .. يصنع الشهوة والشعر معا
- عبد اللطيف الراشد... موت الشعر الذي لا يشبهه موت
- أيلين ..وثيران مجنحة طارت في فضاء العيون
- قصص قصيرة جدا- اغتيالات ....
- سيمفونية الرفوف .. لا تشبه سيمفونية الدفوف
- هايكو ..اللحظة الشعرية
- العراق القلب ...العراق الوردة
- شجرة الأرز والمنزل الأسباني
- هايكو يصنع من القمر وسادة ويتكأ عليها


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أمنيات 2006..العراق في حاضنة الورد وليس في حاضنة المفخخات